Unconfigured Ad Widget

Collapse

السوطاني ، بن مرضي .. وجميع المثقفين

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • حديث الزمان
    عضوة مميزة
    • Jan 2002
    • 2927

    السوطاني ، بن مرضي .. وجميع المثقفين

    أسمع كثيراً عبارة (( صراع الحضارات )) ولكنني لا أفهم معناها ..


    هل يفسر الصراع هنا بمفهومه البسيط الذي يتضمن العداء والمواجهة المباشرة ، أم تعني المنافسة ..؟؟ أم لها مفهوم مختلف عن ذلك ..؟؟


    أرجو التوضيح بإسهاب إن أمكن ..



    دمتم بصحة وسلامة



    ---------------------------------------

    آفاق لغوية :


    الحرية .. كلمة تعني التخلص من جميع القيود الدينية والأخلاقية والاجتماعية واتباع الهوى عند كثير من الناس ، ويفسرها آخرون بأنها حرية الاختيار ، في حين أن معناها الصحيح هو العبودية المطلقة ... لله ،،،

    لكل بداية .. نهاية
  • ابوزهير
    عضو مميز
    • Jan 2003
    • 2254

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اختصارا للوقت والجهد:
    صراع الحضارات


    ألقيت هذه المحاضرة في اتحاد الأدباء والكُتَّاب الأردنيين
    في اليوم التاسع عشر من صفر 1420 هـ

    الموافق الثالث من حزيران 1999 م



    تمهيد ( هذا التمهيد ليس من المحاضرة )


    الحضارة هي مجموعة المفاهيم عن الحياة لكنها ليست مفاهيم ساكنة وإنما هي مؤثرة تشكل الحياة من حيث السلوك ومن حيث التسخير ومن الطبيعي أن ترث أو تتجاور مع حضارات أخرى لها مفاهيمها ولها حركتها والسؤال ما هي العلاقة بين الحضارات المتزامنة والتاريخية ؟ ما من حضارة موجودة إلاَّ ولها جذر حضاري تاريخي ، وما يجب أنْ يهتم به المفكرون معرفة أصول وجذور الحضارة الغربية إذ أخذت تسعى جاهدة للعولمة باعتبار حتميتها ومن هنا تبرز خطورتها واضحة للعيان وقد ظهرت توجهات متعددة حول العلاقة مع هذه الحضارة فالبعض يرى قبولها مطلقا وآخرون قبولها مع التحفظ وجمع ثالث يصم أذنيه ويغلق عينيه عنها وجمع يرى الحوار معها ( حوار الحضارات ) والحق أن يجري الصراع معها وهذا يعني قراءة الحضارة الغربية قراءة نقدية وكشف تهاوي الأسس التي قامت عليها وفساد نظرتها ومظالمها ومخازيها والانتفاع بها دون الانبهار بها أي إعادة تشكيل معطياتها النافعة من مكتشفات علمية وأساليب يحث ووسائل إدارية والدخول معها في صراع فكري ومناورات سياسية لزحزحتها عن قيادة العالم وجعل السياسات تجري وفق وجهة النظر الإسلامية وهذا يعني إعادة إنتاجها وليس أسلمة معرفتها من هنا جاءت هذه المحاضرة لتضع النقاط على الحروف . المفكرون العرب مهتمون بكثير من القضايا مثل : القومية ، الاشتراكية ، التنمية ، التقدم ، التراث والمعاصرة ، الديمقراطية ، التعددية ، حقوق الإنسان ، المرأة ، دولة المؤسسات والقانون ، المجتمع المدني ، الإسلام السياسي والأصولية ، التنوير ، الخصوصية ، الثوابت والمتغيرات ، الثورة ، الشمولية ، وقد انشغل بهذه القضايا المفكرون والمثقفون والباحثون ضمن الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والكتابة في الدوريات والمجلات والصحف ونشر الكتب والحديث في وسائل الأعلام المتاحة رغم كل هذه الأنشطة وتعدد النشطاء الباحثين هذه المواضيع إلاَّ أنها لم تحدث الانقلاب الفكري المنشود وبقيت هذه الأبحاث تراوح مكانها دون أي مؤشر للخروج من التيه .



    المحاضرة



    ملاحظة : أجري بعض التعديل وهو تعديل قليل جداً على نص المحاضرة لا يؤثر أدنى تأثير على المواضيع غايته التوضيح أكثر لمعاني المحاضرة .

    يروج بعض الناس الآن لمقولات : إن الحضارات تأخذ من بعضها ، وما وصلت إليه الإنسانية الآن في مضمار التقدم ، إلا بفضل التراكم المعرفي ، الذي يتحول بالضرورة ، إلى إنجاز تقدمي علمي ، يجعل الإنسان في محل القدرة على السيطرة على الطبيعة 0

    بينما يدعي البعض الآخر ، أن الحضارة الغربية تمثل أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني ، في كل مجالات الحياة ، أي أن التقدم والرقي لم يكن حصراً ، على مجال علوم الطبيعة والتقنيات ولهذا فليس أمام شعوب العالم إلاَّ الأخذ بها ، والسير على طريقها 0

    تُشَكِّلُ هاتان المقدمتان ماهية الأساس الذي ارتكز إليه دعاة التغريب ـ وهم كُثْرٌ ـ إذ وقد شاهدوا وهج التقنيات الغربية وقفوا مشدوهين حيالها ، وصاروا ينادون علناً بالتبعية لها وتعتبر هذه المناداة أهمَّ اختراقٍ للفكر بشكل عام ، وإعلان الغزل بإفرازات الحضارة الغربية 0

    لم يكن هذا الموقف الإختراقي تحصيل حاصلٍ ، نتج عن دراسات واجتهادات في تراث الأمة ومعطيات الحضارة الغربية ، بل يعود السبب الرئيسي لهذا الموقف إلى اتخاذ الغرب سياسة السيطرة الشاملة على نواظم حياة الأمة ، وجعلها في محل التبعية له ، من أحوال عسكرية أو سياسية أو اقتصادية ، ولم يكتف بذلك [ أي لم يكتف بالسيطرة الاستعمارية فقط] بل عمد إلى العمل المنظم والمستمر ، للسيطرة الحضارية بمفهوميها : العقلي [ وجهة النظر] والثقافي [ مفاهيم الحياة ] 0

    لقد أدرك الغربيون الغازون من سياسيين ومفكرين ومنظرين وموجهين [ خبراء ] ضرورة إحكام القبضة الغربية على هذه الأمة الإسلامية الخيرة عرباً وعجماً وهذا يتطلب أبعد من السيطرة الاستعمارية التقليدية فلا بد من تحطيم المكونات الإيمانية والفكرية والحضارية والثقافية والأنماط المعيشية والإنتاجية لبلدان العالم الإسلامي كله واضعاً بديلاً عن هذه المكوِّنات [ البديل هو مُكَوِّنات الحضارة الغربية] 0

    لقد قام الاستعمار الغربي بالعمل على تركيز استعماره فقط في العالم (غير الإسلامي) كالهند والصين والهند الصينية واليابان وكوريا وجنوب القارة الإفريقية (أي الدول ذات الحضارات الخاملة) وهي حضارات تفتقد القدرة على الانبعاث وإنما هي مجرد تراث روحي أخلاقي ، لكنه قام بعملية مزدوجة في العالم الإسلامي إذ عمل فوق تركيز استعماره على قلب القناعات والمفاهيم والمعايير والموازين رأساً على عقب محولا عقل الشعوب المتواجدة في ساحة العالم الإسلامي إلى النظر إلى الغرب باعتباره مركز العالم ومكان إشعاع الحضارة المتقدمة الممثلة لأرقى أشكال التطور وصار النظر إلى الإسلام وتراثه والنمط الحياتي لمجتمعات بلدان العالم الإسلامي كعناوين للتخلف والجمود والهمجية والبربرية وهذا ما يدركه كل من يتعامل أو يستمع لرؤية المنبهرين بالحضارة الغربية ومنجزاتها التقنية 0

    زبادة في التضليل عهد الغرب إلى تشجيع نمطين من أنماط الفكر الإسلامي : نمط التدين الأصولي ، الذي يركز على العبادات و الهيئات و اللباس و الناحية الشكلية في الإسلام و بناء المعتقدات الخرافية الأسطورية المبنية على الملاحم و الفتن و علامات الساعة و ما يجري للإنسان في القبر قبل البعث ونمط الاجتهادات التحريفية باسم العقلانية والتنوير القابلة للتشكل والتوافق مع مفاهيم ومعايير وموازين الحضارة الغربية من خلال الاتكاء على هذا التراث أو ذاك 0

    النمط الأول : نمط ترك الحياة أي ترك الحضارة الإسلامية والنمط الثاني : جعل الحياة قي التبعية للغرب وكردة فعل على هذين النمطين تَوَلَّدَ نمط ثالث أخذ يشكِّل الإسلام على هواه وهو نمط لايشكل تياراً إذ هو مجرد حالات فردية متعاظمة الذات محدثةً بلبلة في المجتمع فكانت ضِغْثاً على إبالة واشغلت المجتمع بجعجعةٍ دون طحن 0

    سعى الغرب الحاقد على الأمة الإسلامية إثر انتصاره في الحرب العالمية الأولى على الدولة العثمانية بصفتها الأم الجامعة ـ على ما فيها من هزال وتقصير وظلم وانحراف وتخلف ـ إلى تركيز التبعية الأبدية على العالم الإسلامي له لقد وضع الغرب خطوطا ثلاثة هي الهيمنة والتجزئة وتمييع الهوية السياسية الحضارية للأمة ولكي لا تنفلت الأمور عليه زرع كيانا غريبا في قلب العالم العربي أي في قلب العالم الإسلامي هذا الكيان هو الكيان اليهودي أو إسرائيل أو الصهيونية وهو كيان يعتمد في استمرار بقائه على السند الغربي فالكيان اليهودي مجرد قطعة لحم كلب ميت زرعت في إنسان سوي هيهات أن يعيش بالرغم من استمرار إمداده بأسباب الحياة فالكيان السوي من خلال عمل الأمة الدائب لا الانتظار ، لا بد أن يلفظ الكيان الغريب لفظ النواة 0

    أدار السياسيون والفصائليون العرب ومجموع الشعب في فلسطين صراعاً مستمراً مع الكيان اليهودي وهو مجرد مشروع وبعد تحوله إلى دولة لم يتح لهذا الصراع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام وحل بدلا عن الصراع التراجع النضالي سواء في الأهداف أو الواقع المنظور فوجدت جراء ذلك حالة من الإحباط واليأس وظهر بسبب ذلك على المستوى السياسي الرسمي العربي والإسلامي وعلى بعض النخب الفكرية بل وعلى المستوى الشعبي مقالة أو دعوة للمصالحة والتعايش مع الكيان المزروع 0

    لم يدرك السياسيون والفصائليون حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي من كونه صراعاً متولداً عن قضية كبرى هي القضية الإسلامية الحضارية وكان يجب أن يتوجه للعدو الرئيسي أي إلى الغرب بوصفه العدو الحضاري وإلى إسرائيل بصفتها أداة هذا العدو إذ هذا هو التوجه الذي يؤدي إلى نتائج وبالتالي يمنع تشظي الوعي وتعدد التوجهات وتشرذم العمل 0

    وقعت الحركة الإسلامية الأصولية بشقيها السلفي والدعوي أسيرة دعاية غربية ـ أثناء صراع المبدأين الرأسمالي والشيوعي ـ إذ تشكَّل الذهن الأصولي على أساس النظر للغرب بأنه من معسكر الإيمان وأن المعسكر الشيوعي هو معسكر الإلحاد ولذلك توجه الفعل الوعظي والدعوي والنضالي والجهادى نحو المعسكر الشيوعي الملحد ! على اعتبار أنه الأكثر خطرا على الدين ولم يلفت انتباههم الغزو الحضاري الغربي ومارسوا السكوت بل والموالاة للغرب وحضارته واستعماره وبنوا علاقتهم مع الأنظمة المحلية على أساس هذا التقسيم وما موقف الإسلاميين في أفغانستان عن المجتمع ببعيد ! 0

    ظهرت الصحوة الإسلامية سنة 73 م بعد حرب رمضان على الجبهة المصرية والسورية وتعلق الرأي فيها منتظراً نصراً حاسماً وارتفعت وتيرتها شدة بزوال نظام الشاه وتسلم الآيات الحكم وتعلقت مشاعر الجماهير بحديث الرايات السود تأتي من المشرق لكن السلفية مع أنها تعتمد الحديث رأت في نظام الآيات انتصارا للمجوسية فوضعت عشرات الكتب ضد الشيعة والفرس والمجوس وفي انكشاف أنَّ الشيعة والسلفية لم تقدما للإسلام و المسلمين خيرا بل كان الأمر عكس ذلك تماما بدأت تظهر في الأفق كردة فعل معاكس حـركة ثـورية أصولية تعتمد على العمل المادي و تباشر القتل غير المنظم والتفجير و الاغتيال و اتهموا بقتل الأبرياء فاتهم الإسلام كله بالتطرف و هوجم الإسلام بديلا عن الهجوم على أسباب ردة الفعل هذه و من المعلوم ان أسباب ردة الفعل لم تكن إنشاء للحركة الإسلامية بل استدرجت اليها الحركات الإسلامية بسبب شدة المعاناة المفروضة عليها 0

    ليس المراد من هذا القول تبرئة الحركة الإسلامية من القصور الظاهر في وعيها فهي دائما في محل الاستدراج بديلا عن إنشاء الفعل ومباشرته من خلال الوعي المُعَيِّن لغايته وهدفه 0

    تلك هي الأجواء التي تحركت فيها الدعوة لحوار الحضارات الولايات المتحدة تنفرد بقيادة العالم القطب الثاني فقد قدرته الشركاء الغربيون المنافسون رضوا بشراكة ثانوية ولهذا فرضت الولايات نفسها على العالم بطريقة بربرية متحكمة بأوضاع العالم الاقتصادية يعلن مؤرخ أمريكي من أصل ياباني مهاجر نهاية التاريخ وخاتم البشر وينام العالم الثالث ويصحوا على حلم وخيال باقتصاد مريح وغياب لمشاكل الاقتصاد والعيش دون أزمات سياسية خطرة أو غير خطرة 0

    تقدم الولايات المتحدة وصفتها للعالم الثالث للحصول على عونها هي وشركائها وتتمثل هذه الوصفة بما يلي :

    1. إقامة نظام حكم ديمقراطي ، يعتمد التعددية ، ويقيم دولة المؤسسات والقانون يخلو من الاستبداد ويعتمد الانتخابات الحرة على زعم أنها تمثيل لإرادة الشعب 0

    2. تطبيق سياسة اقتصادية ليبرالية ، مرتكزها الخصخصة ، أي اعتماد القطاع الخاص 0

    3. الالتزام بحقوق الإنسان محددة بوجهة النظر الغربية المؤسسة على الحريات الأربع 0

    تلك هي الأسس التي قام عليها مشروع حوار الحضارات ، وهو مشروع يهدف إلى استبدال الصراع بالحوار بين حضارة مهيمنة ومسيطرة ومتقدمة وحضارة كانت وهي الآن ليست شيئا مذكورا ، إنَّ المراد من حوار الحضارات هو بقاء سيطرة الحضارة المهيمنة ومداعبة غفلة أصحاب الحضارة الثانية بتقدير لا معنى له وإبقاء ما سموه بالخصوصية الحضارية متجسداً بالفلكلور والتدين الكسيح وبعض القيم غير المهمة في التغيير 0

    يؤدي قبول الحضارة الغربية إلى ظهور حالة الاستلاب فالإنسان حرٌ ظاهرا مستلبٌ حقيقةً هو مجرد حر شكلاً ولكنه أكثر الناس عبودية ويتحول الاقتصاد من أداة في خدمة الحاجات الأساسية إلى أداة في الاستثمار والتنمية من جراء تطبيق السياسة الاقتصادية اللبرالية ويطلق الإنسان عنان شهوتي البطن والفرج إذا أتاح اقتصاده ذلك له : قالوا سنهربُ ثم لاذوا بالقبور من القبور !

    هذه هي صورة الأوضاع التي بدأت تتضح منذ الآن فهل هذه الصورة هي المرجوة للحاضر والمستقبل ؟ لماذا يصر الماديون العِلْمَانيون ودعاة الحريات اللبرالية ( العَلْمانيون ) ؟ ـ على ضرورة تشويه صورة الأمة في : إيمانها ، وأفكارها ، وتاريخها ـ والدعوة لاستبدال صورة الماضي مع القدرة على عودة الحركة إليه ، وذلك بقبول الاستكانة والخضوع لأشرس عدو ، لهذه الأمة العريقة .

    إنَّ عدو أمتنا الشرس الهمجي هو العدو الغربي وهو عدو لها منذ أمد طويل يمكن القول أنَّ عداوته لهذه الأمة الخيرة ضاربة في عمق التاريخ حتى أنه عاداها أثناء فترة الجاهلية وما أنْ بزغت شمس الإسلام حتى زاد غيظه على هذه الأمة وإذ استسلم بادئ الأمر أمام قوة الإسلام لكنه اهتبل أول فرصة سنحت له فجاء بقضه وقضيضه فكانت الحرب الصليبية التي دامت قرنين من الزمان ولا زال الغرب يمارس عقلية الحرب الصليبية على هذه الأمة والكيان اليهودي المزروع هو واحدة من مفردات هذه السياسة .

    على ضوء ما سبق يمكن ملاحظة النقاط التالية : ـ

    ¨ الولايات المتحدة والغرب كله سواء كان رأسماليا أو اشتراكيا عدو للأمة الإسلامية ويعمل جاهداً على منع نهوضها وإعادة ديناميكية حضارتها .

    ¨ تشكيل العالم الإسلامي من حيث الجغرافيا السياسية وفق مخطط يحول دون انعتاق هذه الأمة من هيمنة الغرب والعمل على تخليد تجزئتها وتمييع هويتها .

    ¨ سيطر على حكام العالم الإسلامي رعب قاتل من ساسة الغرب لارتباطهم أثناء الفترة الاستعمارية وجودا وعدما بالغرب فساروا بالسياسات وفق توجيه الغرب فساسة العالم الإسلامي ليسوا أصحاب أفكار في الحكم لارتباطهم وتبعيتهم للغرب وجل اعتمادهم على التأثير الغربي بالسياسات .

    ¨ بديلاً من خوف الحكام على الأمة من عدوها ـ إذ هم واقعون تحت تأثيره ـ خافوا من الأمة وأصابهم التوجس منها فتفننوا بإيجاد أجهزة القمع فما من نظام قائم في العالم الإسلامي يخلوا من عشرة أجهزة من أجهزة القمع تختلف الأسماء ولكنها كلها لمهمة واحدة هي الحفاظ على أمن الحكام ورجال الدولة وليسوا للحفاظ على حماية الأمة من تسلط عدوها عليها .

    ¨ سيطر على الجماهير الفكر السطحي وسيطر على النخب فكر فج ذاتي فردي ومن هنا تشرذمت النخب وبزغت ظواهر فردية تسعى لمجد ذاتها وتشكلت أحزاب ومنتديات وجمعيات غايتها التعبير عن الشللية وليس عن مشروع للنهوض .

    ¨ وقعت النخب التغريبية تحت سيطرة التبعية للغرب في التفكير والتوجه بسبب انفعالهم في صورة الغرب المتقدم في الصناعة والتقانة ( التقدم التكنولوجي ) ومستوى دخل الفرد ، حدث من جراء ذلك انبهار شديد بالغرب ، والمراد بنخب التغريب ما يلي ( 1 ) اللبراليون الديمقراطيون العَلْمانيون (2 ) الماديـون الاشتراكيـون العِلْمانيـون ( اليسار ) ( 3 ) أغلبية الأكاديميين والأدباء والإعلاميين ( 4 ) بعض من الناس العاديين بسبب سيطرة الغرب على التدفق الإعلامي مما مكن الغرب التلاعب بعقولهم .

    ¨ تقدم هذه الزمر خاصة الثلاثة الأولى أقوالها الداعية إلى التغريب عند مواجهتها بالإسلام إلى وصف موقفهم بالعقلاني ويزيفون الدعوى بأنهم أهل العقل ـ دون تحرير معنى العقل والشروط التي يعقل بها الإنسان ويصفون الإسلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأنه في محل المواجهة أو التعارض مع العقل أو الإدعاء بأنَّ المعرفة الإسلامية غير مؤسسة على العقل وهكذا يوصف الإسلام بأنه في جهة مضادة تماماً للعقل .

    ¨ إنَّ قبول هذا الأساس ، أي التضاد بين الإسلام والعقل ، في معركة الإسلام مع العقل يعني حسم المعركة قبل بدايتها ، لصالح دعاة التغريب ، والأصل رفض هذا القول .

    ¨ معركة العقل والإسلام : كجهتين متضادتين ، غير مقبولة أبداً ، وجعل الإسلام في حالة مساواة مع الدينين : اليهودية ، والنصرانية ، اعتداء على الحق فالعقل حجة بذاته عند أكثرية المناهج الإسلامية ، وهو الحجة الأساسية عند العدليين ، فلا تضاد بين العقل والإسلام .

    ¨ العقل ليس منهجا واحدا عند البشرية والمناهج العقلية الغربية متعددة من عقل مادي إلى عقل تجريبي إلى عقل وجودي ملحد فالوضعي فالوجودي المؤمن فالمثالي وغير ذلك من مناهج ومسالك يسلكها العقل للحصول على المعرفة ؟ فأي منهج هو الحق ؟ وأي منهج هو الباطل ؟ لا بد من معيار متفق عليه يُعرف به الحق من الباطل ! .

    ¨ طريقة الإسلام لمعرفة الحق من الباطل هي الطريقة العقلية مباشرة بقضايا الإيمان المستدل عليها من عالم الشهادة أو من الخبر الذي أثبت العقل صدقه .

    ¨ لما سبق بيانه لا بد من تعريف العقل ومعرفة مناهجه للوصول إلى الحقائق .

    يدرك القارئ لهذه الصورة الموجزة التي رصدت الأفكار والتوجهات المتواجدة قي العالم الإسلامي مقدار الخطر الداهم الذي يستهدف هذه الأمة في إيمانها ودينها وقيمها وخيريتها وقيمها بل وفي حياتها السياسية بحيث تمنع من وحدتها وتحرر القرار السياسي وتحديد هويتها الحضارية وهي ممنوعة من الإنجاز الحضاري والعلمي على السواء .

    ¨ لا يمكن الاعتماد على الغرب والتغريبيين أو الحكام أو الحركات الإسلامية أو الحركات الأخرى للسير بمشروع النهوض الحضاري لهذه الأمة إذ لا بد من التسليم بفشل جميع محاولات النهوض السابقة فمن الضروري بناء النهضة بإعادة بناء العقل الإسلامي على فكر أهل التوحيد والعدل وبدون ذلك هو الدوران بالحلقة المفرغة .

    للخروج من التيه لا بد من بعث ديناميكية الحضارة الإسلامية التي تعطلت منذ بداية القرن الخامس الهجري القرن الحادي عشر الميلادي بصدور الوثيقة القادرية والتي نصت على منع التفكير وتعطيل الاجتهاد وإعمال السيف في رقاب المعتزلة ونتج عن تصفية المعتزلة هبوط التفكير فلا بد من عودة إلى نقطة الخلل وإصلاحها والسير قدما بمعرفة الواعين وبعزيمة المؤمنين وتقوى العاملين ودأب المخلصين .

    يكمن الداء والدواء معاً في الأمة الإسلامية ويدرك ذلك الغرب الحاقد فيخشاها ويعمد إلى مراقبتها ويعمل على إعاقة نهوضها ويصل به الأمر إلى حد التلاعب بعقول من يحسبون عليها وما هم منها فتبين معالم الدرب هي نصف الدرب وها هو الدرب قد اتضح فتعالوا لنسير معاً رافضين الغرب والولايات المتحدة ورأس حربتهما إسرائيل .

    الإسلام والغرب.. صدام أم حوار؟

    نقد نموذج صراع الحضارات

    16/03/2002م محمد براو*

    هانتنجتون.. التجربة أثبتت العكس

    عادت أطروحة "صدام الحضارات" للمفكر الأمريكي صامويل هانتنغتون إلى الأضواء بشكل سافر، وأعيد لها الاعتبار بفعل الخطاب الأيديولوجي الذي تبناه مهندسو الحملة الدولية على أفغانستان. وأصبح متاحا لهانتنغتون أن يضيف النموذج الأفغاني بلهفة إلى سلسلة النماذج التي اعتمدها في تسويغ أطروحته، وخصوصا تلك المستقاة من آسيا الوسطى والقوقاز.

    وللمساعدة على قراءة واعية للتفسير الحضاري الديني الذي يقدمه هانتنغتون للعلاقات الدولية في تلك المنطقة، يقترح هذا المقال مراجعة علمية تجريبية لما جاء في أطروحته على ضوء الصراعات التي عرفتها وتعرفها منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، لعلها تقدم بعض عناصر التأمل في الحملة الحالية على أفغانستان.

    نموذج هانتنغتون

    يقول صامويل هانتنغتون: "يعتبر التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات؛ إذ إن المواجهة التالية ستأتي حتما من العالم الإسلامي، وستبدأ الموجة الكاسحة التي تمتد عبر الأمم الإسلامية من المغرب إلى باكستان التي تناضل من أجل نظام عالمي جديد". ويضيف في موقع آخر من مقالته الشهيرة، أن النزاع تفجر بصورة متزايدة على الحد الشمالي للإسلام بين الشعوب الأرثوذكسية والمسلمة، بما في ذلك مذبحة البوسنة وسراييفو، والعنف الجياش بين الصرب والألبان، والعلاقات الحرجة بين البلغار والأقلية التركية.

    ويورد من النماذج المباشرة المتعلقة بالمنطقة موضوع البحث:

    1) العنف بين الأوستيين والأنغوش (داخل القوقاز الشمالي التابع لروسيا).

    2) المذبحة المتصلة المتبادلة بين الأرمن والأذربيجانيين، والعلاقات المتوترة بين الروس والمسلمين في آسيا الوسطى.

    3) نشر القوات الروسية في القوقاز وآسيا الوسطى.

    4) دور الدين في إحياء الهويات الإثنية وإعادة المخاوف الروسية بشأن أمن حدودها الجنوبية.

    5) مساندة تركيا وإيران للأذربيجانيين أشقائهما في الدين والعنصر واللغة، حتى إن الرئيس التركي السابق تورغوت أوزال صرح- حسبما أورد هانتنغتون- بأن "تركيا ستظهر أنيابها"، وحلقت الطائرات النفاثة للسلاح الجوي التركي في رحلات استطلاعية على امتداد الحدود الأرمينية. وعلقت شحنات الأغذية والرحلات الجوية إلى أرمينيا.

    وقد كانت الحكومة السوفيتية في سنواتها الأخيرة قد ساندت أذربيجان؛ لأن حكومتها كان يسيطر عليها الشيوعيون السابقون، بيد أنه مع انتهاء الاتحاد السوفيتي "أخلت الاعتبارات السياسية الساحة للاعتبارات الدينية" على حد رغم هانتنغتون، وحاربت القوات الروسية إلى جانب الأرمن المسيحيين.

    نماذج عكسية

    فضلا عن الثقوب المعروفة التي كشفها كثير من الباحثين، والمتمثلة في كون ذات النزاعات التي أوردها الكاتب وقعت وتقع داخل أوروبا وأمريكا، وتقع بين أبناء نفس الديانة أو نفس الحضارة والثقافة، فإن الغرض الأساسي هنا هو الإشارة- انطلاقا من نتائج الملاحظة الموضوعية- إلى نماذج عكسية حية تخالف تصور هانتنغتون أو على الأقل تسم أطروحته بعدم الشمولية وعدم الموضوعية والانتقائية.

    ومن هذه النماذج:

    - بخصوص ملاحظته الشمولية أن الهجمة آتية من العالم الإسلامي ومن مسلمي آسيا الوسطى والقوقاز من بينهم، فإن المشهد الدولي يعطي صورة أخرى، وهي أن الهجمة آتية من الطرف الآخر الأقوى: وأن المسلمين هم الضحايا وليسوا فاعلين كما يقدم النموذج الصربي في البلقان والنموذجان الروسي والأرمني في القوقاز.

    - يشير الكاتب عن حق إلى المذبحة "المتبادلة" بين الأرمن والأذربيجانيين، والتوتر المتزايد بين الروس ومسلمي آسيا الوسطى، ولكن التدقيق في الصورة يفيد أن التوتر بين الروس والمسلمين هو أكثر منه توتر بين غالب انقطعت سطوته فجأة ومغلوب ظل خاضعا فترة من الزمان، ويريد كسب استقلاله الفعلي بعد أن حصل على الاستقلال القانوني بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي.

    ومن جهة ثانية، فإن روسيا تمر بفترة تأقلم انتقالية؛ وأية توترات هنا وهناك هي بمثابة أثمان تاريخية لذلك الانتقال، وهي توترات تلعب فيها المحددات الجيوإستراتيجية أدوارا لا يمكن إنكارها. أما بخصوص المذبحة "المتبادلة"، فهي ليست "متبادلة" حقا لأن المعتدين هم الأرمن، والحل الوسط الدولي الذي تقترحه منظمة الأمن والتعاون الأوروبي يقوم على أساس انسحاب المعتدين من الشريط؛ مهما تحججوا بأوضاع أشقائهم القاطنين هناك.

    - يشير الكاتب أيضا في موقع آخر إلى "وقوف تركيا وإيران إلى جانب أذربيجان". وهذا إن كان صحيحا بالنسبة للأولى، فهو ليس صحيحا بالنسبة للثانية، إذ إن إيران- الجمهورية الإسلامية- ساهمت بشكل ملموس في فك الحصار عن أرمينيا المسيحية، فكيف يفسر لنا ذلك؟ أضف إلى ذلك أن إيران الإسلامية متحالفة إستراتيجيا مع روسيا المسيحية ضد أي توتر يهز استقرار هذه الأخيرة، بما فيه ثورة الشيشان المسلمين.

    - يورد أيضا مثال نشر القوات الروسية في آسيا الوسطى والقوقاز، وهو انتشار تفسره بدقة محددات جيوإستراتيجية أكثر منها محددات دينية حضارية. وهي في ذلك تنفذ نظرية إستراتيجية تسمى الجوار القريب، بقطع النظر عن ما إذا كان ذلك في طاجكستان المسلمة أو جورجيا المسيحية.

    - بخصوص ما يصفه دور الدين في إحياء الهويات الإثنية.. هذا صحيح، ولكن الهويات الإثنية قد تتخذ طابعا محليا أيضا، حتى داخل البلد نفسه، كما هو شأن الشيشان، حيث تنتشر مجموعات محلية، وكذا في جورجيا وغيرها. ثم إن الدين هنا مندمج بالعامل القومي، ولا ينفصل عنه. إنه الدور التاريخي الذي يلعبه حاليا الدين في المنطقة، ولا يرتبط بأي طموح أممي أو تحالف إيراني– أصولي، كما تزعم نظرية المؤامرة المؤسسة لأطروحتي "الخطر الإسلامي" و"صدام الحضارات".

    - أما بخصوص أن مساندة روسيا للأرمن هي مساندة قامت على اعتبارات دينية، وليست سياسية، فأمر يكذبه واقع أن روسيا فضلت أرمينيا لمعاقبة أذربيجان على ميولاتها الطورانية التركية على عهد أبي الفضل إلتشي بي، وهذا الأمر يفسره واقع أن روسيا تعتبر إمكانية قيام "دولة تركية كبرى" من ضمن مهددات أمنها الإستراتيجي، كما جاء في التقرير الإستراتيجي الروسي الصادر سنة 1994، والذي أشرف على إعداده بريماكوف، وإلا بماذا يمكن تفسير مساندة روسيا لاستقلال أبخازيا المسلمة عن جورجيا المسيحية؟

    خلاصة تقييمية

    لا نقول إن كل ما جاء في أطروحة صدام الحضارات خطأ، أو أنه لا يعتمد على نماذج صحيحة واقعية، فهناك وقائع تدعم هذه الأطروحة، حتى من داخل المنطقة موضوع البحث. ولكن كما رأينا ذلك- من خلال النماذج العكسية- فإن النماذج الواردة في الأطروحة إما أنها منتقاة بشكل تعسفي (جزئية) أو أنها غير دقيقة.

    أجل إن هناك العديد من التصرفات وردود الفعل الصادرة عن المسلمين؛ ولكن هذه الشهادات لا تعدو أن تكون "ردود فعل"، أو تعبيرا عما يمكن أن يسمى "الوعي السلبي"؟ وهي موجودة في الماضي والحاضر، في مناطق مختلفة من أراضي المسلمين وفي المنطقة موضوع البحث.

    ألا يمكن اعتبار تعاون إيران وروسيا دليلا على وجود وعي إيجابي لدى المسلمين ولدى نخبهم السياسية والثقافية؟ أين يمكن وضع دعوة خاتمي إلى "حوار الحضارات"؛ وهي الدعوة التي تبنتها الأمم المتحدة بصدد الإعداد لعام 2001 باعتباره عاما لحوار الحضارات؟

    إننا نعتقد أن الغرب بحاجة إلى الوعي الإيجابي أيضا بالآخر الإسلامي؛ وهو ما يدعو إليه صاحب الأطروحة من باب ذر الرماد في العيون، في آخر كلمات مقاله بعد أن غمره بالنماذج السلبية والأمثلة المنتقاة غير الدقيقة (!) التي يستهدف منها خدمة نظرية القوة فقط عندما يقول: "يقتضي هذا أن يحتفظ الغرب بالقوة الاقتصادية والعسكرية والضرورية لحماية مصالحه بالنسبة لهذه الحضارات" بيد أنه سيقتضي أيضا -وهذا ما يهمنا من كلام الكاتب- "فهما أعمق للفروض الدينية والفلسفية الأساسية الكامنة وراء الحضارات الأخرى، والطريق التي ترى بها شعوب هذه الحضارات مصلحتها، وسيقتضي جهدا لتحديد عناصر المشاركة بين الحضارات الغربية وغيرها من الحضارات".

    وبالنسبة للمستقبل، لن تكون هناك حضارة عالمية، بل عالم يضم حضارات مختلفة، ينبغي لكل منها أن يتعلم التعايش مع غيره. وهذا هو المأمول أن تعطي منطقة آسيا الوسطى والقوقاز نموذجا له، بالرغم من كل المصاعب والتحديات الانتقالية التي أججتها الحملة الأمريكية في أفغانستان.
    يارفيقي مد شوفك مدى البصر
    لايغرك في الشتاء لمعة القمر
    الذي في غير مكة نوى يحتجه
    لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

    تعليق

    • ابن مرضي
      إداري
      • Dec 2002
      • 6171

      #3
      أستاذي ابو زهير كما عهدتك منقذ في مواقف تحتاج إلى رجل له موقف يستند فيه على أصل ثابت .

      ليس لدي ما أزيده على ماذكره أستاذنا أحمد فأنا لاازال أقرأ في كتاب " صراع الحضارات " لصاحبه سيء الذكر "صموئل هنتقتون" ، الذي قسّم غلافه مناصفة بين قصر الحمراء في غرناطة والفاتيكان في ايطاليا .

      الجدير بالذكر أن بداية هذا الكتاب كان مقالا في جريدة امريكية ، ولما ثار حول هذا المقال من جدل عكف صاحبه على تأليف الكتاب الذي أصبح عقيدة تدرس في شتى الجامعات والمعاهد العليا .
      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

      تعليق

      • محمد عبد الله السوطاني
        عضو نشيط
        • Mar 2003
        • 477

        #4
        مصطلح ( صراع الحضارات ) أخذ حيزا ًكبيرا ً في الوسط الثقافي والإعلامي في وقتنا المعاصر ، وربما يرجع هذا لتكتل العالم في بوتقة واحدة ، نتيجة للانفتاح العام في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية ، ويدعم هذا الانفتاح توفر ـ بكثرة ـ القنوات الإعلامية من [ قنوات فضائية ، و إنترنت ، وغيرها ] ، ثم هناك الأحداث السياسية التي تهم العالم كله مما جعلته كتلة واحدة يتحدد مصيرها عبر الدعوة إلى العولمة والبحث فيما يسمى بـ ( صراع الحضارات ) لعل هذا الصراع يتحد في أهداف مشتركة التي تمثل ( العولمة ) .

        وصراع الحضارات في الحقيقة موجود منذ القدم ، فمن المعروف أن الحضارة المسيطرة على أمة من الأمم نتيجتها تفوقها على الأمة المنهزمة في اللغة وفي الثقافة وفي الفكر .

        وكانت الحضارة الإسلامية في عصرها الزاهر حضارة متفوقة ومسيطرة على الحضارة الغربية ، ونجد حتى التفوق اللغوي كان
        موجودا ً ، وهناك الكثير من الألفاظ من اللغة العربية مازالت مستعملة في العلوم الطبيعة لدى علماء الغرب في وقتنا المعاصر .

        أما المفهوم لـ ( صراع الحضارات ) في الوقت الحاضر فهو التحاور وتقبل الآخر التي نتيجتها ( العولمة ) .

        وأما موقفنا نحن ـ المسلمين ـ مع هذا الفكر الانفتاحي ، والتلاحم الثقافي ، فيحتاج منا لوقفة صادقة في كيفية التعامل مع هذه المتغيرات ، والمستجدات في هذا العالم المحيط بنا .

        تحياتي للجميع .
        آخر تعديل تم من قبل محمد عبد الله السوطاني; 06-11-2003, 10:27 PM.

        تعليق

        • أبو ماجد
          المشرف العام
          • Sep 2001
          • 6289

          #5
          الأستاذة حديث الزمان
          الأساتذة : أبو زهير - عبدالله بن مرضي - محمد عبدالله السوطاني

          وفقهم الله جميعًا

          ربما لم تقصد صاحبة الموضوع أن يكون موضوعًا حواريًا فقد طلبت إجابة على سؤال محدد لا أعتقد أنها فعلاً تجهل إجابته
          ولكنني لا أرى ما يمنع أن يتحول الموضوع إلى نقاش ربما نصل من خلاله إلى معنى أوضح لهذا المفهوم الحديث ( صراع الحضارات ) أو نصل إلى موقف مفترض منا كمسلمين وعرب بما أننا المستهدفون في هذا الصراع المفترض .

          مع اتفاقي مع الكثير مما أورده الأستاذ أبو زهير من المحاضرة والتي ربما قرأناها سابقًا ومع اتفاقي مع رأي أخينا بن مرضي في (صامويل هانتنغتون ) عراب صراع الحضارات ، ومع تأييدي للأخ محمد السوطاني في دور الانفتاح الإعلامي في تأجيج هذا الصراع ، إلا أنني أرى أن المسألة لا تعدو كونها غطاءً لأهداف سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى .

          كما نعلم جميعًا أن أفول نجوم الحضارات وبزوغ حضارات أخرى سنة كونية ولنا في التاريخ أكبر دليل .

          فبدءً من الحضارة الفرعونية فالبابلية فالرومانية فالإسلامية فالغربية وهذه في رأيي الحضارات الكبرى المؤثرة في المسيرة الإنسانية ، نلاحظ أن هذه الحضارات قامت كل منها على أنقاض سابقتها ، بغض النظر عن مسببات تقهقهر كل حضارة منها .

          ولأن هذا أمر طبيعي وسنة كونية ، إلا أن ما يقصد به في مفهوم ( صراع الحضارات ) أمر مختلف ، لماذا ؟

          كل حضارة ناشئة أو شابة تحاول الإجهاز على الحضارة التي سبقتها بعد أن ترضع من ثديها مقومات نشوئها ، وعند الإجهاز على الحضارة السابقة ( البائدة ) تصبح الجديدة هي سيدة العالم تؤثر فيه بما تشاء .

          أما في حالتنا التي نتناولها اليوم هنا وفي هذا الموضوع فالأمر كما قلت مختلف للآتي :
          الغرب ونخص هنا( الولايات المتحدة الأمريكية ) اعتمدت نهجًا منذ أصبحت قوة كبرى وهو اختلاق عدو لمحاربته وتجييش العالم الذي يسير في فلكها لحرب هذا العدو ، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قلبت أمريكا ظهر المجن لحليفها ( الاتحاد السوفيتي ) والذي كان يعتنق عقيدة مخالفة للرأسمالية الغربية وليست الحرب الباردة ببعيدة عنا ، ومن منطلق حاجتها إلى عدو بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشيوعي وانتهاء الحرب الباردة ، رأت أن بعث عدو من ( مرقده ) وإظهاره كعدو للحضارة الغربية بل الإنسانية ، وهذا العدو هو ( الحضارة الإسلامية ) ،من هنا انطلقت نظرية سيء الذكر صامويل هانتنغتون وبناءً عليها توالت الأحداث التي تصب في نفس الهدف من 11 سبتمبر إلى ما سيأتي في المستقبل .

          هذه مداخلة متواضعة مني وللجميع أطيب تحياتي .

          تعليق

          • حديث الزمان
            عضوة مميزة
            • Jan 2002
            • 2927

            #6
            الاخوة الكرام


            ردودكم هنا تعكس المستوى الثقافي الرائد الذي يزخر به كتاب هذا المنتدى ، وهذا في الواقع مكسب حقيقي ليس لمنتدى الديرة فقط بل لكل الأعضاء والزوار ... فهنيئاً لنا بكم .


            أبو زهير :


            فهمي لصراع الحضارات كان محدوداً جداً ، وبعد قراءتي لما تفضلت به اتضح لي جهلي التام له بالدليل القاطع ولكن الحمد لله تغير الحال بعد الاطلاع على ردك .. ( حتى لا يشمت أبو ماجد ) .

            حقيقة لم استطع استيعاب مضمون المحاضرة بشكل جيد وأحتاج إلى قراءتها أكثر من مرة على مهل ، فهي بحق متقدمة جداً وتفصيلية ، ولكن التمهيد الذي تفضلت به خير معين على فهمها .


            لن أقدم لك أي شكر لأنه لن يفي بحقك أبداً ، ولكن لك مني الدعاء في ظهر الغيب .



            بن مرضي :


            ليس الهدف من الذي سيجيب على التساؤل ، وقد أجاد أستاذنا الكبير أبو زهير في تقديم توضيح كامل للتساؤل ، وكلاً منكما مكمل للآخر ، فلك وله الشكر الوفير ..

            ومع ذلك ننتظر منك أن تقدم لنا ما تجود به نفسك حول صراع الحضارات من واقع كتاب (( صراع الحضارات )) الذي تعكف على قراءته إن سمح وقتك بذلك .



            محمد السوطاني :

            اختصرت عني مجهوداً كبيراً لفهم معنى (( صراع الحضارات )) لهذا كان سؤالي موجه لك بالدرجة الأولى ..

            سرني جداً ما تفضلت به من توضيح لهذا المصطلح بأسلوب سهل ، وعلى وجه الخصوص الخاتمة الرائعة التي بينت لنا من خلالها المطلوب منا نحن المسلمين في مواجهة إحدى نتائج هذا الصراع ( العولمة ) ، وهذا هو المطلوب منك ومن أمثالك (( توجيهنا نحن العامة وإنارة طريقنا )) .



            أبو ماجد :


            الحق ما تقول ... فسؤالي كان سطحياً وبسيطاً وبريئاً ولكنه تجاوز حدود توقعاتي ، فالحمد لله الذي قيض لنا هؤلاء النخبة الذين كشفوا في هذه الصفحة المستوى الثقافي المتقدم لرواد هذا المنتدى وأنت أحدهم ...... فهل أسعدك ذلك كما أسعدني ؟




            دمتم بصحة وسلامة
            آخر تعديل تم من قبل حديث الزمان; 07-11-2003, 01:12 PM.

            لكل بداية .. نهاية

            تعليق

            • محمد عبد الله السوطاني
              عضو نشيط
              • Mar 2003
              • 477

              #7
              الأخ / بن مرضي ،،، وفقه الله ...

              يبقى (صراع الحضارات ) صراع عقدي وفكري وإيديولوجي في الدرجة الأولى قبل أن يكون اقتصادي وسياسي وثقافي ، و ( العلمانية ) التي تدعو لفصل واقع الحياة عن الدين سياسيا ً وثقافيا ً واجتماعيا ً ، وتبنيها الدعوة إلى البناء المادي وإزاحة البناء الروحي والأخلاقي جانبا ً ، ظهور العلمانية في دول قارة أوروبا وأمريكا ومن تبعها من الدول في مختلف القارات كانت بنية قوية تقبلت فكرة بناء الهياكل الصلبة في الدعوة إلى (العولمة ) والتي هي نتاج خديج يريد أن ينمو على التغذية الجيدة التي يقدمها (صراعالحضارات ) بالمفهوم لذي حدد إطاره مثقفوا العلمانية والداعون إلى الانفتاح دون قيود أو حدود شائكة .

              والصيغة التي أوردتها في إبراز مفهوم (صراع الحضارات ) مقتبسة من تلك الإفرازات التي تبنتها العقول العلمانية ، والدعوة إلى تكتل العالم في سياق واحد بثقافة واحدة واقتصاد حر ، وأنظمة وقوانين عالمية موحدة .

              لكن ربما فهمت ـ أنت ـ منى عدم واقعية صيغة تعريفي لـ (صراعالحضارات ) في واقعنا الإسلامي والعقدي ، وواقعنا العربي .

              وفي الحقيقة التعريف لـ (صراع الحضارات ) على ذلك المفهوم هو صائغ أن يستعمله أي تيار فكري أو اتجاه إيديولوجي ، وكل يدعي الوصل بليلى .

              ويبقى (صراع الحضارت ) على اسمه صراع مهما تفنن الطرف الآخر في صياغة التعريفات له بطريقة هي مقبولة لدى الجميع لكن التفعيل سيكون عكس مراد كل طرف له علاقة بثقافته وعقيدته .

              هذا وتقبل خالص تحياتي .

              تعليق

              • الغمر
                مشرف منتدى شعبيات
                • Feb 2002
                • 2328

                #8
                قد لا أجد ما اضيفه هاهنا ومن اين لي ان اتسامى بفكري لبلوغ ما عليه من سبقني في الكتابة في هذا الموضوع من ادراك لمفاهيم استحدثها من جعلوا الوصول لحكم العالم والقضاء على ما يؤرقهم ويضجّ مضاجعهم هدفا سخروا له كل امكاناتاهم وطاقاتهم
                الامر بالنسبة ليس الا واحدةً من تسمية الامور بغير اسمها على غرار موضوع سابق لاخينا ابن مرضي
                وكل ذالك مجرد تخدير موضعي لتخفيف آثار العملية الجراحية المراد عملها لاستئصال عضوا او اعضاء يرى فيه اولئك المستحدثون خطرا يهدد بقاءهم

                فالصراع القائم ليس صراع حضارات بشكل عام ولاكنه صراع اديان بشكل خآص
                صراع الاديان هو صراع الحضارات الذي نسمع به ونرى كل شئ يجند في سبيله, كل شي ((السياسة برجالاتها والاقتصاد بكل قواه والاعلام بمختلف وسائله والجيوش والتكنولوجيا ))
                غزوٌ فكري وغزوٌ اقتصادي وغزوٌ عسكري كلها سخرت من اجل صراع الاديان ((والله غالبٌ على امره ))
                لعيونك

                تعليق

                • حديث الزمان
                  عضوة مميزة
                  • Jan 2002
                  • 2927

                  #9

                  الاستاذ السوطاني :

                  أشكر لك تعقيبك وآمل أن يطلع بن مرضي عليه ..


                  ************

                  الاستاذ الغمر :

                  (( فالصراع القائم ليس صراع حضارات بشكل عام ولكنه صراع اديان بشكل خآص ، صراع الاديان هو صراع الحضارات الذي نسمع به ونرى كل شئ يجند في سبيله )


                  متى نفهم ذلك ؟؟


                  أشكرك من الأعماق

                  لكل بداية .. نهاية

                  تعليق

                  • عبدالرحيم بن قسقس
                    مشرف المنتدى العام
                    • Nov 2004
                    • 2600

                    #10
                    .

                    *****

                    موضوع غاية في الأهمية من حيث الطرح والمعلومات

                    هكذا هو منتدى الديرة وسيبقى على نفس النهج بإذن الله تعالى

                    يعاد للصدارة لتعم الفائدة

                    *****

                    تعليق

                    Working...