بسم الله الرحمن الرحيم
ترجحت وترددت أن اكتب موضوعي في منتدى الفراهيدي أم مجتمع الديرة، بيد أني فكرت وقدرت ثم وليت به عن منتدى الفراهيدي حزناً ألا يجد من يقرؤه؛ فلك الله يا جدنا الخليل..
والحقيقة أن الموضوع اجتماعي وان كان للأدب فيه استشهاد، وقد دعوت فيه شاعر المهجر إيليا أبو ماضي ليصوغ بشعره مايعتمل في فؤادي عن هذه النظرة العامة المستولية على مجتمعنا اتجاه عمل المرأة وانطلاقها لكسب المادة بالوظائف العامة والخاصة.
بداية أقول إن عمل المرأة وكسبها للمال أمرٌ مباح لا نحرمه ولاننكره مادام مقيداً بضوابط ديننا الحنيف – ولانقول مقيداً بالأعراف والتقاليد كما يقول أهل العلمنة- ..
لكن ما أكرهه من عمل المرأة هو هذا السعار المتفشي في المجتمع، والتكالب خلف توظيف بناتهم وأزواجهم، علماً أن أحوال الأكثرية المادية قد تكون متحسنة؛ تغنيهم تماماً عن اللهث خلف المادة..
فهذه عائلة تنزح بالكامل من ديرتها وموطنها لتلحق بالابنة المتعينة بقاصي الديار..
وذاك زوجٌ ميسور الحال لاتكاد تمر عطلة أسبوعية إلا ورأيته منطلقاً عبر الطرق السريعة إلى زوجته الموظفة بعيداً عنه..
وذاك أب يراسل الجرايد ويبعث الوساطات ويراجع الوزارات وربما وصل الأمر ببعضهم إلى الرشوة والعياذ بالله؛ كل ذلك لأجل أن تنال ابنته وظيفة تدر عليها النزر اليسير من المال.
وهذا الزوج يخرج من عمله مكدوداً متعباً فيمر على زوجته من عملها وهي اشد منه تعباً ليعودان إلى منزلهما فيدخلانه بدون استقبال إذ يكون الأطفال قد ناموا بعد ن أعدت لهم الخادمة غداءهم في جوٍ مقفرٍ قد خلا من الحب والحنان والاهتمام والرعاية الأسرية ..
إن نشوء ما يسمى عند علماء الاجتماع بظاهرة (أطفال المفاتيح) لم يعد يحصى بيننا..
مشاهد كثيرة يعج بها المجتمع، وتمتليء منها منازلة حتى لم تعد مستنكرة، فهل هذا حال يسر؟!..
أخيراً... إليكم وصية مجرب ونصيحة راءٍ ومطلع، أسداها لبلده بعد أن عاين الزمن ورأى هناته وأناته، ورأى ما يجر عمل المرأة عليها وعلى أسرتها ومجتمعها،، قصيدة رائعة من إيليا أبو ماضي:
ليــــس يدري الـــــــهم غير المبتلي
طـــال جـــنـــح اللــيل أو لـم يــطـــل
مـــا لهذا النجم مثــــــــلي في الثرى
طــــائـر الــنــوم شــديــد الــوجــــل
أتـــراه يـتــقـــي طــــــــــــــــارئةً
أم بـــه أنـــي غــريــب الــمــنـــــزل
كـلــمــا طــالـعــت خــطــبــاً جـلــــلاً
جـــائــنــي الــدهــر بــخـطـب جـلــل
أشــتــكــــي الــلــيــل ولــو ودعـتــه
بــت مــن هــمــي بــلــيـل ألــــــيـــل
يـــا بــنــات الأفــق ما للـصــــب من
مـسـعــد فـي الـنـاس هـل فـيـكـن لي
لا عــــرفـــتـــن الرزايــا أنــــــهـــــا
شـيـبـت رأســي ولــم أكــــــــتــهــل
ســــهــــدت ســهـــدي الدراري إنما
شـــد مـا بـيـن الــمـعـنــى والـخـلـي
لــيت شـعـــري ما الـــذي أعجــبــها
فــهــي لا تـنـفـك تــرنــو مــن عـــل
أنـــــا لا أغـــبـــطــهـــا خـــالـــــــدةً
ولــقــد أحــســدهــا لـــم تـــعـــــقــل
كــــلــما راجــعــت أحــلام الصــــبى
قـــلـــت يــا لـيـــت الصـبــا لــم يزل
أيــهـــا الــقــلـب الذي في أضـلـعــي
إنــمــا الــلــذة جـهــلاً فـاجــــــهــــل
تــجـمــل الــرقة في الــــعــضب فإن
كـــنـــت تــهــواها فــكـن كالـمنصل
هـــي في الــغـيــد الــغــوانــــي قوةُ
وهــي ضــعـــف فــي فــؤاد الــرجل
لا يـغــر الـــحســـن ذا الحسن فـقــد
يـــصـــرع الـبـلـبـل صــوت الـبـلـبل
تــقــتــل الـشــاة ولا ذنـب لــــــهــــا
هـــي لــولا ضــعــفــهــا لــم تـقـتــل
إن تكن في الوحش كن ليـثَ الشُرى
أو تــكــن فــي الـطـيـر كن كا لأجدل
أو تــكــن فـي الـناس كــن أقـواهـــم
لــيــســت الـعـلــيــاء حــظ الــوكـــل
مـــا لــقـــومي لا وَهَــــى حَـبــلُـهُــم
قــنــعــوا مــن دهـــرهــم بـالـــوَشَل
أنــــا مــــن أمــرهـــم فـي شـــــغــل
وهـــم عـــن أمـــرهــم فــي شـغــــل
كــلـــما فــكـــرت فـــي حـــاضــــرنا
عــاقــنــي الــيـــأس عــن المستقبل
نــحــن فـي الــجـهـل عـبـيــد للهوى
ومـــع الــعــلــم عــبــيــد الـــــــدول
نــعـشـق الـشـمـس ونخـــشى حرها
مــا صـعــدنـــا وهــي لـمــا تـنــــزل
قــد مـشى الغرب على هـام الـسـهى
ومــشــيــنــا فـي الحضـيض الأسفل
سـجــل الـعـارَ عـلـيـــنــا مــعــشـــرٌ
سـجــلوا الــمــرأةَ بـيـــن الـهــــمــل
فـــهــــي إمـــــا ســلــعــة حــامـلــةٌ
ســلــعــــاً أو آلـــةٌ فـــــي مــعــمـــل
أرســلــوهــا تــزرع الأرض خــَطـــَا
وتــبـــاري كــــل بــيــت مـــــــثــــل
تـتـهـــاداهــا الــمـوامــي والــربى
فـــهـــي كــالــديــنـــار بـيــن الأنمل
لا تــبـالــي الــقـيـظ يــشــوي حـــره
لا و لا تــــحـــــذر بـــردَ الـشـمــــأل
ولـــهــــا فــــي كـــل بــابٍ وقــفــــةٌٌ
كـــامــــرئِِ الــقــيـــسِ حـيـالَ الطلل
تــتــقــي قــول اغــربـي خـشــيــََتَها
قـــولـــةَ الـــقــــائل يا هــذي ادخلي
فــهــي كـالـعــصـفـور وافـى صـادياً
فـــرأى الــصــيــاد عـنــد الـمـنـهــل
كــامـنــاً فـانــصــاع يـدنـيــه الـظـما
ثـــم يــقــصــيــه اتـقــــــــــاء الأجل
ولـــكــم طـــــافــــــت به آمـــــــلـــةً
وانــثــنـــت تــقــطــع خــيــــط الأمل
ولــكـــم مــــدت إلـــــى الــرفـــد يداً
خــلــقـــت فــي مــثــلــهــا لـلــقـــبل
مـــا بـــهــــا لا كــــان شـــراً ما بها
مـا لــهــا مـن أمــرهــا فــي خـــــبل
ســـائلــوهـــا أو ســلـــو عن حـالها
إن جــهــلــتــم كــل طـفـــل مُحــــوِل
فــــي ســبــيــل الـمــال أو عـشــاقِه
تـــكـــدح الــــمـــرأة كـــدح الابـــــل
مـــا تــراهــــا وهـــي لا حــول لــها
تــحـــت عـــبء فــادح كـالــجــــبـل
شـــدت الأمـــــراس فـــي ســـاعدها
مـــن رأى الأمــــراس حول الجدول
جــــشــمـــوهــــا كــــــل أمر معضل
وهـــي لـــم تــخــلــق لــغــر المنزل
فــــإذا فـــــــارقـت الـــدار ضـــحــى
لــم تــعـــد إلا قــبــيـــل الــطــَفَــــــل
ألــفــت مـا عــودوهـــــا مــثــلــمـــا
تـــألـــفُ الــظـــبــيــة طـعـمَ الحنظل
بــنـــــتَ ســـوريـــا الـــتي أبكي بها
هـــمـــة الــلــيــث وروح الــحــمــل
مـــا أطـــاعــوا فـيـك أحـكـامَ الـنهى
لا ولا قـــــولَ الــكــتــاب الــمــنــزل
قــــد أضــاعـــوك ومــــا ضـيـعـتِـهم
فـــأضـــــاعـــوا كـــلَّ أمٍ مُــــشْبــــِل
********************************
ترجحت وترددت أن اكتب موضوعي في منتدى الفراهيدي أم مجتمع الديرة، بيد أني فكرت وقدرت ثم وليت به عن منتدى الفراهيدي حزناً ألا يجد من يقرؤه؛ فلك الله يا جدنا الخليل..
والحقيقة أن الموضوع اجتماعي وان كان للأدب فيه استشهاد، وقد دعوت فيه شاعر المهجر إيليا أبو ماضي ليصوغ بشعره مايعتمل في فؤادي عن هذه النظرة العامة المستولية على مجتمعنا اتجاه عمل المرأة وانطلاقها لكسب المادة بالوظائف العامة والخاصة.
بداية أقول إن عمل المرأة وكسبها للمال أمرٌ مباح لا نحرمه ولاننكره مادام مقيداً بضوابط ديننا الحنيف – ولانقول مقيداً بالأعراف والتقاليد كما يقول أهل العلمنة- ..
لكن ما أكرهه من عمل المرأة هو هذا السعار المتفشي في المجتمع، والتكالب خلف توظيف بناتهم وأزواجهم، علماً أن أحوال الأكثرية المادية قد تكون متحسنة؛ تغنيهم تماماً عن اللهث خلف المادة..
فهذه عائلة تنزح بالكامل من ديرتها وموطنها لتلحق بالابنة المتعينة بقاصي الديار..
وذاك زوجٌ ميسور الحال لاتكاد تمر عطلة أسبوعية إلا ورأيته منطلقاً عبر الطرق السريعة إلى زوجته الموظفة بعيداً عنه..
وذاك أب يراسل الجرايد ويبعث الوساطات ويراجع الوزارات وربما وصل الأمر ببعضهم إلى الرشوة والعياذ بالله؛ كل ذلك لأجل أن تنال ابنته وظيفة تدر عليها النزر اليسير من المال.
وهذا الزوج يخرج من عمله مكدوداً متعباً فيمر على زوجته من عملها وهي اشد منه تعباً ليعودان إلى منزلهما فيدخلانه بدون استقبال إذ يكون الأطفال قد ناموا بعد ن أعدت لهم الخادمة غداءهم في جوٍ مقفرٍ قد خلا من الحب والحنان والاهتمام والرعاية الأسرية ..
إن نشوء ما يسمى عند علماء الاجتماع بظاهرة (أطفال المفاتيح) لم يعد يحصى بيننا..
مشاهد كثيرة يعج بها المجتمع، وتمتليء منها منازلة حتى لم تعد مستنكرة، فهل هذا حال يسر؟!..
أخيراً... إليكم وصية مجرب ونصيحة راءٍ ومطلع، أسداها لبلده بعد أن عاين الزمن ورأى هناته وأناته، ورأى ما يجر عمل المرأة عليها وعلى أسرتها ومجتمعها،، قصيدة رائعة من إيليا أبو ماضي:
ليــــس يدري الـــــــهم غير المبتلي
طـــال جـــنـــح اللــيل أو لـم يــطـــل
مـــا لهذا النجم مثــــــــلي في الثرى
طــــائـر الــنــوم شــديــد الــوجــــل
أتـــراه يـتــقـــي طــــــــــــــــارئةً
أم بـــه أنـــي غــريــب الــمــنـــــزل
كـلــمــا طــالـعــت خــطــبــاً جـلــــلاً
جـــائــنــي الــدهــر بــخـطـب جـلــل
أشــتــكــــي الــلــيــل ولــو ودعـتــه
بــت مــن هــمــي بــلــيـل ألــــــيـــل
يـــا بــنــات الأفــق ما للـصــــب من
مـسـعــد فـي الـنـاس هـل فـيـكـن لي
لا عــــرفـــتـــن الرزايــا أنــــــهـــــا
شـيـبـت رأســي ولــم أكــــــــتــهــل
ســــهــــدت ســهـــدي الدراري إنما
شـــد مـا بـيـن الــمـعـنــى والـخـلـي
لــيت شـعـــري ما الـــذي أعجــبــها
فــهــي لا تـنـفـك تــرنــو مــن عـــل
أنـــــا لا أغـــبـــطــهـــا خـــالـــــــدةً
ولــقــد أحــســدهــا لـــم تـــعـــــقــل
كــــلــما راجــعــت أحــلام الصــــبى
قـــلـــت يــا لـيـــت الصـبــا لــم يزل
أيــهـــا الــقــلـب الذي في أضـلـعــي
إنــمــا الــلــذة جـهــلاً فـاجــــــهــــل
تــجـمــل الــرقة في الــــعــضب فإن
كـــنـــت تــهــواها فــكـن كالـمنصل
هـــي في الــغـيــد الــغــوانــــي قوةُ
وهــي ضــعـــف فــي فــؤاد الــرجل
لا يـغــر الـــحســـن ذا الحسن فـقــد
يـــصـــرع الـبـلـبـل صــوت الـبـلـبل
تــقــتــل الـشــاة ولا ذنـب لــــــهــــا
هـــي لــولا ضــعــفــهــا لــم تـقـتــل
إن تكن في الوحش كن ليـثَ الشُرى
أو تــكــن فــي الـطـيـر كن كا لأجدل
أو تــكــن فـي الـناس كــن أقـواهـــم
لــيــســت الـعـلــيــاء حــظ الــوكـــل
مـــا لــقـــومي لا وَهَــــى حَـبــلُـهُــم
قــنــعــوا مــن دهـــرهــم بـالـــوَشَل
أنــــا مــــن أمــرهـــم فـي شـــــغــل
وهـــم عـــن أمـــرهــم فــي شـغــــل
كــلـــما فــكـــرت فـــي حـــاضــــرنا
عــاقــنــي الــيـــأس عــن المستقبل
نــحــن فـي الــجـهـل عـبـيــد للهوى
ومـــع الــعــلــم عــبــيــد الـــــــدول
نــعـشـق الـشـمـس ونخـــشى حرها
مــا صـعــدنـــا وهــي لـمــا تـنــــزل
قــد مـشى الغرب على هـام الـسـهى
ومــشــيــنــا فـي الحضـيض الأسفل
سـجــل الـعـارَ عـلـيـــنــا مــعــشـــرٌ
سـجــلوا الــمــرأةَ بـيـــن الـهــــمــل
فـــهــــي إمـــــا ســلــعــة حــامـلــةٌ
ســلــعــــاً أو آلـــةٌ فـــــي مــعــمـــل
أرســلــوهــا تــزرع الأرض خــَطـــَا
وتــبـــاري كــــل بــيــت مـــــــثــــل
تـتـهـــاداهــا الــمـوامــي والــربى
فـــهـــي كــالــديــنـــار بـيــن الأنمل
لا تــبـالــي الــقـيـظ يــشــوي حـــره
لا و لا تــــحـــــذر بـــردَ الـشـمــــأل
ولـــهــــا فــــي كـــل بــابٍ وقــفــــةٌٌ
كـــامــــرئِِ الــقــيـــسِ حـيـالَ الطلل
تــتــقــي قــول اغــربـي خـشــيــََتَها
قـــولـــةَ الـــقــــائل يا هــذي ادخلي
فــهــي كـالـعــصـفـور وافـى صـادياً
فـــرأى الــصــيــاد عـنــد الـمـنـهــل
كــامـنــاً فـانــصــاع يـدنـيــه الـظـما
ثـــم يــقــصــيــه اتـقــــــــــاء الأجل
ولـــكــم طـــــافــــــت به آمـــــــلـــةً
وانــثــنـــت تــقــطــع خــيــــط الأمل
ولــكـــم مــــدت إلـــــى الــرفـــد يداً
خــلــقـــت فــي مــثــلــهــا لـلــقـــبل
مـــا بـــهــــا لا كــــان شـــراً ما بها
مـا لــهــا مـن أمــرهــا فــي خـــــبل
ســـائلــوهـــا أو ســلـــو عن حـالها
إن جــهــلــتــم كــل طـفـــل مُحــــوِل
فــــي ســبــيــل الـمــال أو عـشــاقِه
تـــكـــدح الــــمـــرأة كـــدح الابـــــل
مـــا تــراهــــا وهـــي لا حــول لــها
تــحـــت عـــبء فــادح كـالــجــــبـل
شـــدت الأمـــــراس فـــي ســـاعدها
مـــن رأى الأمــــراس حول الجدول
جــــشــمـــوهــــا كــــــل أمر معضل
وهـــي لـــم تــخــلــق لــغــر المنزل
فــــإذا فـــــــارقـت الـــدار ضـــحــى
لــم تــعـــد إلا قــبــيـــل الــطــَفَــــــل
ألــفــت مـا عــودوهـــــا مــثــلــمـــا
تـــألـــفُ الــظـــبــيــة طـعـمَ الحنظل
بــنـــــتَ ســـوريـــا الـــتي أبكي بها
هـــمـــة الــلــيــث وروح الــحــمــل
مـــا أطـــاعــوا فـيـك أحـكـامَ الـنهى
لا ولا قـــــولَ الــكــتــاب الــمــنــزل
قــــد أضــاعـــوك ومــــا ضـيـعـتِـهم
فـــأضـــــاعـــوا كـــلَّ أمٍ مُــــشْبــــِل
********************************
تعليق