Unconfigured Ad Widget

Collapse

زسالة في ليلة التنفيذ

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    زسالة في ليلة التنفيذ

    من الشاعر هشام الرفاعي الى كل نفسٍ أبيه ابت ان ترى الظلم يدنس
    ثراها دون ان تثور، غير مبالية بالطواغيت ولا أعوانهم:

    رسالة في ليلة التنفيذ لهاشم الرفاعي,

    أبتاه ماذا قد يخط بناني ************* و الحبل و الجلاد منتظران
    هذا الكتاب إليك من زنزانة ************ مقرورة صخرية الجدران
    لم تبق إلا ليلة أحيا بها *************** وأحس أن ظلامها أكفاني
    ستمر يا أبتاه لست أشك في ************ هذا وتحمل بعدها جثماني
    الليل من حولي هدوء قاتل *********** والذكريات تمور في وجداني
    ويهدني ألمي فأنشد راحتي ************* في بضع آيات من القرآن
    والنفس بين جوانحي شفافة *********** دبَّ الخشوع بها فهز كياني
    قد عشت أومن بالإله ولم أذق ************** إلا أخيرا لذة الإيمان
    شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم ************ فليرفعوه فلست بالجوعان
    هذا الطعام المر ما صنعته لي ********* أمي و لا وضعوه فوق خوان
    كلا ولم يشهده يا أبتي معي ************* أخوان لي جاءاه يستبقان
    مدوا إلي به يدا مصبوغة ************ بدمي و هذي غاية الإحسان
    والصمت يقطعه رنين سلاسل *********** عبثت بهن أصابع السجان
    ما بين آونة تمر وأختها ************ يرنو إلى بمقلتي شيـــطان
    من كوة بالباب يرقب صيده ************ ويعود في أمن إلى الدوران
    أنا لا أحس بأي حقد نحوه ************** ماذا جنى فتمسه أضغاني
    هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *********** لم يبد في ظمأ إلى العدوان
    لكنه إن نام عني لحظة ************* ذاق العيال مــرارة الحرمان
    فلربما وهو المُرَوِّعُ سحنة ************* لو كان مثلى شاعرا لرثاني
    أو عاد من يدري إلى أولاده ************ يوماً وذُكِّرَ صورتي لبكاني
    وعلى الجدار الصلب نافذة بها ********** معنى الحياة غليظة القضبان
    قد طالما شارفتها متأملا *********** في الثائرين على الأسى اليقظان
    فأرى وجوما كالضباب مصورا ******** ما في قلوب الناس من غليان
    نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ ******* كتموا وكان الموت في إعلاني
    و يدور همس في الجوانح ما الذي ******* بالثورة الحمقاء قد أغراني ؟
    أو لم يكن خيرا لنفسي أن أُرى ********* مثل الجميع أسير في إذعان ؟
    ما ضرني لو قد سكت وكلما ********* غلب الأسى بالغتُ في الكتمان
    هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *********** ما ثار في جنْبَىَّّ من نيران
    وفؤادي المَوَّار في نبضاته ************* سيكف في غده عن الخفقان
    والظلم باق لن يحطم قيده ************* موتي ولن يودي به قرباني
    ويسير ركب البغي ليس يضيره ********* شاة إذا اجتثت من القطعان
    هذا حديث النفس حين تشق عن ********** بشريتي وتمور بعد ثوان
    وتقول لي إن الحياة لغايةٍ ************ أسمى من التصفيق للطغيان
    أنفاسك الحَرَّى وإن هى أُخمدت ********** ستظل تغمر أُفقهم بدخان
    وقروح جسمك وهو تحت سياطهم ******** قسمات صبح يتقيه الجاني
    دمع السجين هناك في أغلاله ************ ودم الشهيد هنا سيلتقيان
    حتى إذا ما أفعمت بهما الربا ********** لم يبق غير تمرد الفيضان
    ومن العواصف ما يكون هبوبها ********* بعد الهدوء وراحة الربانِ
    إن احتدام النار في جوف الثرى ********* أمر يثير حفيظة البركان
    وتتابع القطرات ينزل بعده ************* سيل يليه تدفق الطوفان
    فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا ********* أقوى من الجبروت والسلطان
    أنا لست أدرى هل ستُذْكَر قصتي **** أم سوف يعروها دجى النسيان ؟
    أو أنني سأكون في تاريخنا ************ متآمرا أم هادم الأوثان ؟
    كل الذي أدريه أن تجرعي *********** كأس المذلة ليس في إمكاني
    لو لم أكن في ثورتي متطلبا *********** غير الضياء لأمتي لكفاني
    أهوى الحياة كريمة لا قيد لا ********** إرهاب لا استخفاف بالإنسان
    فإذا سقطتُ سقطتُ أحمل عزتي ****** يغلى دم الأحرار في شرياني
    أبتاه إن طلع الصباح على الدنى ******* وأضاء نور الشمس كل مكان
    واستقبل العصفور بين غصونه*********** يوما جديدا مشرق الألوان
    وسمعتَ أنغام التفاؤل ثرة ************* تجري على فم بائع الألبان
    وأتى يدق- كما تعود- بابنا ************ سيدق باب السجن جلادان
    وأكون بعد هنيهة متأرجحا ********** في الحبل مشدودا إلى العيدان
    لِيَكُنْ عزاؤك أن هذا الحبل ما ******** صنعته في هذي الربوع يدان
    نسجوه في بلد يشع حضارة ********** و تضاء منه مشاعل العرفان
    أو هكذا زعموا وجيء به إلى ******** بلدي الجريح على يد الأعوان
    أنا لا أريدك أن تعيش محطما *********** في زحمة الآلام والأشجان
    إن ابنك المصفود في أغلاله ********** قد سيق نحو الموت غير مدان
    فاذكر حكايات بأيام الصبا *********** قد قلتها لي عن هوى الأوطان
    وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى******* تبكى شبابا ضاع في الريعان
    وتُكَتِّم الحسرات في أعماقها *************ألما تواريه عن الجيران
    فاطلب إليها الصفح عني إنني ********* لا أبتغي منها سوى الغفران
    مازال في سمعي رنين حديثها************ ومقالها في رحمة وحنان
    أَبُنَيَّ : إني قد غدوت عليلة *********** لم يبق لي جَلَد على الأحزان
    فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن ****** بنت الحلال ودعك من عصياني
    كانت لها أمنية ريانة ****************** يا حسن أمال لها وأمان
    غزلت خيوط السعد مخضلا ولم ******* يكن انتقاض الغزل في الحسبان
    والآن لا أدرى بأي جوانح ************* ستبيت بعدى أم بأي جنان
    هذا الذي سطرته لك يا أبي ********** بعض الذي يجرى بفكر عان
    لكن إذا انتصر الضياء ومُزِّقَتْ ******** بيد الجموع شريعة القرصان
    فلسوف يذكرني ويُكبر همتي ******** من كان فى بلدي حليف هوان
    وإلى لقاء تحت ظل عدالة *************** قدسية الأحكام والميزان

    الشاعر : هاشم الرفاعي رحمه الله
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
  • رفيق الأحزان
    عضو مشارك
    • Mar 2003
    • 213

    #2
    شكر وثناء

    الاخ عبد الله وفقك الله على اختيارك الموفق والى الامام دائما0
    استودع الله قوما ماذكرتهم***
    الا تحدر ماء العين من عيني***

    تعليق

    Working...