Unconfigured Ad Widget

Collapse

رحلة مع ..أحمد مطر.

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    رحلة مع ..أحمد مطر.

    قبل ما يقرب من السنتين استضفت أحد الزملاء ممن له بالأدب اهتمام، وله بالأدباء هيام، فدخل علي يحمل بيده وريقات قليلة. وأثناء جلوسنا ألقى إلي بوريقاته التي يحملها لتسافر بي إلى عالم من الجمال والروعة والحرقة والكمد المتشح بجميل النظم بأقل العبارة المحتوية لأكثر المعاني..
    منذ ذلك اليوم وأنا مع أسفار أحمد مطر _شاعر العراق في المهجر_ الذي تتناوبه الأرزاء بين اليأس والأمل فأحببت أن أطلعكم على قليل من كثير مما جادت به قريحة هذا الشاعر الملتاع...

    مذهـب الفراشـة
    فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شمعـةٍ
    فحلّقتْ تُغـازِلُ الضِّرام.
    قالت لها الأنسـام :
    ( قبلَكِ كم هائمـةٍ .. أودى بِهـا الهُيـامْ !
    خُـذي يـدي
    وابتعـدي
    لـنْ تجِـدي سـوى الرَّدى في دَورةِ الخِتـامْ ).
    لـم تَسمـعِ الكـلامْ
    ظلّـتْ تـدورُ
    واللَّظـى يَدورُ في جناحِهـا .
    تحَطّمـتْ
    ثُـمَّ هَـوَتْ
    وحَشْــرجَ الحُطـامْ :
    ( أموتُ في النـورِ
    ولا
    أعيشُ في الظلامْ )!

    قَلـم
    جسَّ الطبيبُ خافقـي
    وقـالَ لي :
    هلْ ها هُنـا الألَـمْ ؟
    قُلتُ له: نعَـمْ
    فَشـقَّ بالمِشـرَطِ جيبَ معطَفـي
    وأخـرَجَ القَلَــمْ!
    **
    هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. ومالَ وابتَسـمْ
    وَقالَ لـي :
    ليسَ سـوى قَلَـمْ
    فقُلتُ : لا يا سَيّـدي
    هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ
    رَصـاصــةٌ .. وَدَمْ
    وَتُهمـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ !

    التهمـة
    كنتُ أسيرُ مفـرداً
    أحمِـلُ أفكـاري معـي
    وَمَنطِقي وَمَسْمعي
    فازدَحَمـتْ
    مِن حَوْليَ الوجـوه
    قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
    سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟
    فَقيلَ لي:
    تَجَمُّعٌ مشبــوه!
    عقوبات شرعيّـة
    بتَرَ الوالـي لساني
    عندما غنّيتُ شِعْـري
    دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني
    **
    بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني
    في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
    إلى كُـلِّ مكـانِ
    **
    وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً
    إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي
    دونَ كفّـي ولسانـي
    صامتـاً أشكـو هَوانـي.
    **
    أَمَـرَ الوالي بإعدامـي
    لأنّـي لم أُصَـفّقْ
    - عندما مَرَّ -
    ولَـم أهتِفْ..
    ولَـمْ أبرَحْ مكانـي !

    سَـواسية
    (1)
    سَـواسِيَهْ
    نَحـنُ كأسنانِ كِـلابِ الباديـهْ
    يصْفَعُنا النِّباحُ في الذِّهابِ والإيابْ
    يصفَعُنا التُرابْ
    رؤوسُنا في كُلِّ حَرْبٍ باديَهْ
    والزَّهـوُ للأذْنابْ
    وبَعْضُنا يَسحَقُ رأسَ بعْضِنا
    كي تَسْمَـنَ الكِلابْ!
    حالات
    بالتّمـادي
    يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا
    مُديراً للنـوادي .
    وبأمريكـا
    زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ .
    وبإوطانـي التي
    مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي
    يُصبِـحُ اللّصُّ
    .. رئيساً للبـلادِ !
    صنـدوق العجائب
    فـي صِغَـري
    فَتَحْـتُ صُـندوقَ اللُّعَـبْ .
    أخْرَجـتُ كُرسيّاً موشّـى بالذّهَـبْ
    قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الخَشَـبْ
    في يدِهـا سيفُ قَصَـبْ
    خَفَضـتُ رأسَ دُميَتي
    رَفعْتُ رأسَ دُمـيتي
    خَلَعتُهـا .
    نَصَبتُهـا .
    خَلعتُها .. نَصبتُها
    حـتّى شَعَرتُ بالتّعَـبْ
    فما اشتَكَـتْ مـن اختِلافِ رغبتي
    ولا أحسـّتْ بالغَضـبْ !
    وَمثلُها الكُرسـيُّ تحتَ راحَـتي
    مُزَوّقٌ بالمجـدِ .. وهـوَ مُستَلَبْ .
    فإنْ نَصَبتـهُ انتصـبْ
    وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ !
    أمتَعني المشهـدُ،
    لكـنّ أبـي
    حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ
    وخَبّـأَ اللعبـةَ في صُـندوقِها
    وشَـدَّ أُذْنـي .. وانسحَـبْ !
    **
    وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي .
    وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
    أدركتُ أنَّ لُعبتي
    قـدْ جسّـدَتْ
    كُلَّ سلاطينِ العـرَبْ !

    هويّـة
    في مطـارٍ أجنبيْ
    حَـدّقَ الشّرطيُّ بيْ
    - قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقـي -
    ولمّـا لم يجِـدْ عِنـدي لساناً أو شَفَـهْ
    زمَّ عينَيــهِ وأبـدى أسَفَـهْ
    قائلاً : أهلاً وسهـلاً
    .. يا صـديقي العَرَبـي
    سـرّ المهنة
    إثنـانِ في أوطانِنـا
    يرتَعِـدانِ خيفَـةً
    من يقظَـةِ النّائـمْ:
    اللّصُّ .. والحاكِـمْ!
    أُسلــوب
    كُلَّمـا حَـلَّ الظّـلامْ
    جَـدّتي تَروي الأسـاطيـرَ لنَـا
    حتّى نَنـامْ .
    جَدَّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّاً
    بإسلــوبِ النّظـام !
    مفقــودات
    زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ
    بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
    وحينَ زارَ حَيَّنا
    قالَ لنا :
    هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
    ولا تَخافـوا أَحَـداً..
    فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ .
    فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) :
    يا سيّـدي
    أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟
    وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
    وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
    وأينَ مَـنْ
    يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
    يا سـيّدي
    لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
    قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
    أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي
    أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
    شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
    سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
    **
    وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
    ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :
    هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
    ولا تَخافـوا أحَـداً
    فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ .
    لم يَشتكِ النّاسُ !
    فقُمتُ مُعْلِنـاً :
    أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟
    وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
    وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
    وأينَ مَـنْ
    يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
    مَعْـذِرَةً يا سيّـدي
    .. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟!
    الحصـاد
    أَمَريْكـا تُطُلِقُ الكَلْـبَ علينا
    وبها مِن كَلْبِهـا نَستنجِـدُ !
    أَمَريْكـا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ
    فَينجـو كَلْبُهـا..لكِنّنا نُسْتَشُهَـدُ
    أَمَريكا تُبْعِـدُ الكَلبَ.. ولكنْ
    بدلاً مِنهُ علينا تَقعُـدُ !
    **
    أَمَريْكا يَدُها عُليا
    لأنّـا ما بأيدينـا يَـدُ.
    زَرَعَ الجُبنَ لها فينا عبيـدٌ
    ثُمَّ لمّـا نَضِـجَ المحصـولُ
    جاءتْ تَحصـدُ.
    فاشهَـدوا ..أنَّ الذينَ انهَزَمـوا أو عَرْبَـدوا
    والذيـنَ اعترضـوا أو أيّـدوا
    والذينَ احتَشَـدوا
    كُلّهـمْ كانَ لـهُ دورٌ فأدّاهُ
    وتَمَّ المَشْهَـدُ !
    قُضـيَ الأمـرُ ..
    رقَـدْنا وَعبيدٌ فوقَنـا قَـدْ رَقَـدوا
    وَصَحَـوْنا ..فإذا فوقَ العبيدِ السّيدُ
    **
    أَمَريْكا لو هِيََ استعبَدَتِ النّاسَ جميعاً
    فَسيبقى واحِـدُ
    واحِـدٌ يشقى بِـهِ المُستَعبِـدُ
    واحِـدٌ يَفنى ولا يُستَعْبَـدُ
    واحِـدٌ يحْمِـلُ وجهـي،
    وأحاسيسي،
    وَصَـوتي،
    وفـؤادي ..
    واسْمُـهُ مِنْ غيرِ شَكٍّ :أحمَـدُ !
    **
    أَمَريْكا ليستِ اللّهَ
    ولو قُلْتُـمْ هي اللّـهُ
    فإنّي مُلحِـدُ !
    المفقـود
    رئيسُنا كانَ صغيراً وانفَقَـدْ
    فانتـابَ أُمَّـهُ الكَمَـدْ
    وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ
    تبحـثُ في كُلِّ البَلَـدْ .
    قِيلَ لها : لا تَجْـزَعـي
    فَلَـنْ يضِـلَّ للأبَـدْ .
    إنْ كانَ مفقـودُكِ هذا طاهِـراً
    وابنَ حَـلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحـَـدْ .
    صاحــتْ :
    إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ !
    ****************************************************
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    الأستاذ عبد الله الغمّدي

    لك جهد بارز في أدبيات هذا المنتدى . نحن نتابع حقيقة ماتكتب ، فهذا هو ماينقص المنتدى . شكرا جزيلا لك مع تحفظي الشديد على معظم قصائد أحمد مطر .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • عبدالله رمزي
      إداري
      • Feb 2002
      • 6605

      #3
      الله يعطيك العافية على جهدك


      ليس كل ما يقرأ ينشر خصوصاُ من قصائد أحمد مطر .

      عبد الله رمزي
      ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

      تعليق

      • الفنار
        عضو مميز
        • Sep 2003
        • 653

        #4


        الأستاذان القديران:
        ابن مرضي..
        عبدالله رمزي..

        شكراً لمروركما، وأهلا بكما متابعين..

        أما ما تفضلتما بذكره من تحفظ أستاذنا ابن مرضي على شعره ، وعدم رؤية أستاذنا عبدالله لنشره، فاسمحا لي بمخالفتكما فيه؛ إلا أني لن أغرب في ذلك فلي أنا عليه بعض الملحوظات، وفي مثل هذا الضرب من الشعر يبقى التاريخ شاهداً على صحته من عدمها.
        أما إذا نظرنا إلى شعره من منظور أدبي، فأنا أشهد أني لا أملك عند قراءته إلا أن أقف أمامه، مبهوراً مشدوهاً متأملاً، إذ يتمتع بملكة أدبيه ليس في هذا الضرب من الشعر الذي برع فيه بشهادة القريب والبعيد، وإنما جازها ليبرع في القصيدة العمودية؛ وقصيدته في رثاء ناجي العلي – والتي عدت من عيون الشعر- دليلٌ على ذلك.

        أخيراً أستاذينا..
        إذا لم ترق لكما قصائد أحمد مطر من ناحية المعاني والدلالات، فانظروا إليها من جانب الأدب والفن المحض..

        لكما تقديري وشكري..
        " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

        تعليق

        • فارس الأصيل
          عضو مميز
          • Feb 2002
          • 3319

          #5
          عبود ..
          اختني وريقات المطر ذات مرة الى ابعد مما تتصور ..
          فالمطر يا عزيزي مبهر الى حد بعيد وله موقع جميل به معظم قصائده وهو في موقع الساخر وله ايظا لقاءات مع جمهوره ومحبيه عبر موقع الساخر ... فاقرأ واستمتع ..
          ولكن عليك الحذر فكما قال بن رمزي لان هناك قيودا وخطرا في هذا لان المطر اصبح كالارهاب بالنسبة لنا كعرب ... فانتبه لنفسك ..

          لافته ..بن المطر..

          قال لزوجه
          اسكتي
          ولابنه انكتم
          اني اريد ان اكتب
          عن حرية التعبير


          تحياتي اليك .. اتمنى ان تستمر معنا فانت ظالة كنت ابحث عنها منذ زمن
          مالك
          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
          مدونتي
          أحمد الهدية

          تعليق

          • أبو ماجد
            المشرف العام
            • Sep 2001
            • 6289

            #6
            أخي الكريم : عبدالله الغمدي

            لا يختلف اثنان على شاعرية الشاعر أحمد مطر ، بل إنني أرى أنه يحلق عاليًا ويسير بعيدًا عن أقرب شعراء العربية المتميّزين له ، ولكن أعتقد أن الملحوظات على الشاعر أحمد مطر هي شطحاته التي تناقض ديننا وعقيدتنا في بعض قصائده .

            نصيحتي لمن يقاطع أحمد مطر أن ينهي المقاطعة ويقرأ له ما لا ينافي العقيدة ويدع ما ينافيها .

            تعليق

            • الفنار
              عضو مميز
              • Sep 2003
              • 653

              #7
              مالك..

              رائعٌ أنت دائماً كما عودتني.. فبك وأمثالك يبعث شريان الحياة في أي منتدى تشرفه بعضويتك..

              أما ما ذكرت عن المطر؛ فإنا نجد عند رؤية هطوله ما تجد، ورغم توافق وقع المطر مع رمي التهم، إلا أن المطر لا يحجب بغربال..

              لافتة للمطر...

              تصـدير واسـتيراد
              حَلَـبَ البقّـالُ ضـرعَ البقَـرهْ
              ملأ السَطْـلَ .. وأعطاهـا الثّمـنْ .
              قبّلـتْ ما في يديهـا شاكِـرهْ .
              لم تكُـنْ قـدْ أكلَتْ منـذُ زَمـنْ .
              قصَـدَتْ دُكّانَـهُ
              مـدّتْ يديهـا بالذي كانَ لديهـا ..
              واشترَتْ كوبَ لَبـنْ !



              لك شكري... فمن تبحث عنه بحث عنك ربما قبل أن تبدأ بالبحث عنه..
              " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

              تعليق

              • الفنار
                عضو مميز
                • Sep 2003
                • 653

                #8

                عزيزي
                أبو ماجد...
                أهلاً بك متابعاً وقارئاً..


                كتبت ما في قلبي، ونطقت بما يحوي صدري...

                فلك كل شكري...
                " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                تعليق

                Working...