بسم الله الرحمن الرحيم
كان يتحدث إلينا فضيلة الشيخ عايض بن عبد الله القرني وكعادته في إضفاء بعض الطرف على حديثه قال : أن بعض القبائل أكلت الطعم ، حيث تظن أنها أفضل وأشجع القبائل .
وفي لقاءٍ ليلة البارحة مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق تعرض لشيء من هذا بأسلوبه الجميل الذي تغلب عليه الطرفة والأمثلة حيث ذكر في معرض كلامه عن تاريخ المملكة والمغالطات التي يفتخر بها البعض ، ذكر ان هناك بعض القبائل التي تستشهد بمفردات على إثبات بطولاتها فتقول : عندما غزينا القبيلة الفلانية ومن هذا القبيل ..
يضحك فضيلته ويقول : انظروا كيف سموا السرقة غزوا ، فالغزو لا يكون إلا للكفار أما قبيلة تسرق بعضها وتقطع الطرق على بعضها فإن هذا ليس من الغزو ولا من البطولة في شيء .
أستطرد فضيلته في الحديث عن كثير من المغالطات فذكر منها من يدعي أنه ذاهب ليعمّر معسّل في المنتزه .... وتسآءل فضيلته بسخريته المعهودة عن مدى صحة هذه الكلمات فقال : بالله عليكم هذا يعمّر أم يدمّر ، وهل ما يعمره معسّل أم عكس ذلك ، ثم هل هو في منتزه فعلا ، أي منتزه هذا وأي تعمير وأي معسل ؟
ضحكت من كلام فضيلته وتذكرت حديث فضيلة الدكتورعايض القرني عندما كان يخفي ابتسامته وهو يحدثنا عن المقلب الذي شربته أكثر القبائل .
تذكرت أيضا قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبى ذر وبلال بن رباح ، فبلال كما هو معروف عبد اسود، أما أبو ذر فهو من مشاهير غفار وعندما تخاصما عيّر أبو ذر بلالا بأمه حيث قال له : يا ابن السوداء ، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم أبا ذر عن صحة ذلك ، فاجاب بنعم . فقال له الرسول إنك أمروء فيك جاهلية .
وفي الحقيقة أن عصرنا هذا مليء بالمغالطات والمسميات التي يتفاخر بها أصحابها وهي لاتدل إلا على عكس ما يدعونه ، فمثلا تجد من يسمي نفسه الأسد الهصور وهو لم يهصر في حياته قط إلا ما هو واضح عليه من دجاج فقيه والأرز البخاري . وقس على ذلك كل ما يختفي خلفه أصحاب مثل هذه الأسماء الضخمة التي تذكرنا بالمثل العربي القديم :
ما أكثر افتخار الهر باسمه وما أقله بنفسه .
وقول الشاعر :
ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد .
وهناك من القبائل من لاتزال تعتقد أنها صاحبة اليد الطولى في كل ما يمت إلى البطولة بصلة وأنها هي القبيلة الأفضل ومحرم على غيرها تقليدها أو محاكاتها . بينما الحقيقة هي انه لا فضل لأحد على أحد إلا بقدر ما يعمل وليس هناك قبيلة أفضل من أخرى ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات .
كان يتحدث إلينا فضيلة الشيخ عايض بن عبد الله القرني وكعادته في إضفاء بعض الطرف على حديثه قال : أن بعض القبائل أكلت الطعم ، حيث تظن أنها أفضل وأشجع القبائل .
وفي لقاءٍ ليلة البارحة مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق تعرض لشيء من هذا بأسلوبه الجميل الذي تغلب عليه الطرفة والأمثلة حيث ذكر في معرض كلامه عن تاريخ المملكة والمغالطات التي يفتخر بها البعض ، ذكر ان هناك بعض القبائل التي تستشهد بمفردات على إثبات بطولاتها فتقول : عندما غزينا القبيلة الفلانية ومن هذا القبيل ..
يضحك فضيلته ويقول : انظروا كيف سموا السرقة غزوا ، فالغزو لا يكون إلا للكفار أما قبيلة تسرق بعضها وتقطع الطرق على بعضها فإن هذا ليس من الغزو ولا من البطولة في شيء .
أستطرد فضيلته في الحديث عن كثير من المغالطات فذكر منها من يدعي أنه ذاهب ليعمّر معسّل في المنتزه .... وتسآءل فضيلته بسخريته المعهودة عن مدى صحة هذه الكلمات فقال : بالله عليكم هذا يعمّر أم يدمّر ، وهل ما يعمره معسّل أم عكس ذلك ، ثم هل هو في منتزه فعلا ، أي منتزه هذا وأي تعمير وأي معسل ؟
ضحكت من كلام فضيلته وتذكرت حديث فضيلة الدكتورعايض القرني عندما كان يخفي ابتسامته وهو يحدثنا عن المقلب الذي شربته أكثر القبائل .
تذكرت أيضا قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبى ذر وبلال بن رباح ، فبلال كما هو معروف عبد اسود، أما أبو ذر فهو من مشاهير غفار وعندما تخاصما عيّر أبو ذر بلالا بأمه حيث قال له : يا ابن السوداء ، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم أبا ذر عن صحة ذلك ، فاجاب بنعم . فقال له الرسول إنك أمروء فيك جاهلية .
وفي الحقيقة أن عصرنا هذا مليء بالمغالطات والمسميات التي يتفاخر بها أصحابها وهي لاتدل إلا على عكس ما يدعونه ، فمثلا تجد من يسمي نفسه الأسد الهصور وهو لم يهصر في حياته قط إلا ما هو واضح عليه من دجاج فقيه والأرز البخاري . وقس على ذلك كل ما يختفي خلفه أصحاب مثل هذه الأسماء الضخمة التي تذكرنا بالمثل العربي القديم :
ما أكثر افتخار الهر باسمه وما أقله بنفسه .
وقول الشاعر :
ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد .
وهناك من القبائل من لاتزال تعتقد أنها صاحبة اليد الطولى في كل ما يمت إلى البطولة بصلة وأنها هي القبيلة الأفضل ومحرم على غيرها تقليدها أو محاكاتها . بينما الحقيقة هي انه لا فضل لأحد على أحد إلا بقدر ما يعمل وليس هناك قبيلة أفضل من أخرى ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات .
تعليق