Unconfigured Ad Widget

Collapse

ايتها العرضه.....الحمد لله اني اكرهك

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    ايتها العرضه.....الحمد لله اني اكرهك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بدايةً وقبل كل شيء دعونا نتساءل عن العرضة..
    أهي علم؟ أم فن؟ أم ثقافة؟ أم رياضة؟..
    يستحيل أن تصنف العرضة ضمن ماسبق، فأنا لا أكاد أراها إلا تقليداً أعمى غرق فيه الأجداد بجهلهم؛ وتبعهم الأحفاد بسخفهم.. حتى انك لترى الجموع الغفيرة تتسابق إليها وتتسارع في منظر يثير في وجدان العاقل الأسى..
    أعرف أني بما قلت أبعث في نفوس الكثيرين الغضب، وأكاد أتخيل أحدهم وهو يتميز غيظاً عندما يقرأ ماسبق...

    لكن بربكم: دعونا نلقي نظرة عامة متجلية إلى هذا التقليد المقدس عند الكثيرين والمسمى بالعرضة..
    وبعيداً عن الدين وان كانت النظرة الدينية للأمور هي الفيصل في حياتنا كمسلمين، وقد حرم العلماء العرضة مستدلين بما رأوه؛ لكن قد يحلو للبعض أن يجادل فلهم نقول:

    ماهي العرضة: إنها تقليد أحمق يقوم فيه شاعر( رغم تحفظي على التسمية) يلقي أهازيجً وكلاماً مجمعاً منظوماً تعارف عشاقه على تسميته قصائد ويردد خلفه مجموعة من (الفاضين) مصاحبين ترديدهم بقفزات بهلوانية تذهب الوقار من ذي الوقار وتخرم المروءة من ذي المروءة...

    ( وقبل ماتزعلوا) دعونا نأخذها:
    من ناحية أخلاقية: وما كان لما بُني على جهل إلا أن ينحدر بالأخلاق وينغمس بها إلى الحضيض..
    إذا كان من يمسكون بزمام الكلام يتراشقون بمقذع الألفاظ، وإذا كان من ينزل الميدان يتمايل بجنون تمايل السكران فهل ترجي أن تجد للأخلاق محضناً ، وللآداب موطئا.. ولقد حدثني أحدهم انه أصبح يرى شباباً وفتياناً يشغلون أشرطة العرضة ويرقصون معها برقصات السامبا والتانغو وكأنهم في حفل غنائي..
    فما استغربت مما قال وإنما أتوقع المزيد، والأيام حبلى بالجديد.. والله المستعان.

    من ناحية ثقافية: نشر العامية وتأصيلها وبث روحها في شريان المجتمع، وان كان كلامنا لبعضنا بلهجتنا لعامية إلا أن للشعر العامي دور كبير في تجذيرها، وفي هذا محاربة للفصحى الأصيلة؛ ولغة القرآن الجليلة؛ لأن من تعود على شيءٍ أدمنه...
    ألا ترى عظيم الشكوى من انحدار ثقافة الأجيال في مجال اللغة والأدب، حتى إن الرجل المعدود من ذوي الشهادات لا يستطيع أن يكتب صفحة واحدة عن موضوعٍ ما، وان كتب فالأخطاء اللغوية- بله الإملائية- أكثر من عدد الكلمات وكم رأينا من الناس من يحفظ عشرات القصائد العامية بل ويحفّظها لأطفاله ولا تجد لديه من كتاب الله إلا صغار السور، ولو قرأ قصيدةً فصحى لسمعت ما يُبكي سيبويه ويُميت الفراهيدي..

    من ناحية اجتماعية: وحدث ولا حرج عن مشاكل ومشاحنات، وتنابز وملاسنات، حتى أصبح السؤال الدارج بعد كل عرضة- أو تجمع غوغائي كما أحب أن أسميها- هو: هل حصل فيها شيء؟! وليس العجب أن يحدث هذا بين أرباب الميكرفونات الجاهلين وإنما العجب أن يتفاعل معهم من حضر؛ وهذا مصداق قوله تعالى" والشعراء يتبعهم الغاوون" إن المجتمع الديراوي لا يزال يذكر ذلك الدم الذي لم يجف بعد على ساحة العرضة ليأتي كبير القوم وفي اليوم التالي وقد استبدت به حمّى التجمع الغوغائي فيقول اعرضوا ما عليكم " ......" ديته مربوطة) أسائلكم بالله بعدها أي همجية وجاهلية أشد من هذه، والشواهد كثيرة من هذا الضرب وأدهى... وقديماً قالت العرب: انك لا تجني من الشوك العنب..

    من ناحية سياسية: إن نشر العامية لا يقتصر أذاه على الدين واللغة وإنما يساهم في رسم الحدود السياسية بين الدول الإسلامية عامة والعربية خاصة ويكون سلكاً شائكاً يقطع الطريق أمام كل عابر، ويزرع الشوك في درب الوحدة الإسلامية التي نحلم بها ونسأل الله إياها..
    والغريب أني جادلت أحدهم في هذه القضية فانبرى لي بقصيدة عامية لا يفهمها إلا كبار السن في المنطقة تندد بسياسة العرب وضعفهم ...إلى آخره، ولم يدر المسكين انه أوثق الحبل حول عنقه من حيث أراد حل عقدته من معصمه، فما ضاعت الأمة إلا حين أضاعت اللغة وعدّت ما يقوله شعراء العامة والحداثيون شعراً أصيلاً يُحتفى به وتفرد له الصحف الصفحات.. وصدق حافظ إذ يقول:
    أرى لرجال الغرب عزاً ومنعةً ********** وكم عز أقوام بعز لغات

    من ناحية اقتصادية: وهذا أمر يقر به القريب والبعيد، ويعرفه الجميع ، ولو لم يكن في العرضة إلا سكب الألوف وهدرها في غير مرضاة الله لكفى بها مفسدة..

    (طولنا عليكم) اعلم هذا ولايزال في الجعبة الكثير ولكن اكتفي بما ذكرت ..
    ( لاتفهموني غلط) فأنا لا أحارب لهجتنا التي نتحدثها والتي خلقنا لنجدها في أفواهنا وإنما أسعى للرقي بها نحو لغة القرآن الخالدة علّنا نستعيد عزاً انتكس ومجداً درس..
    أخيراً:: تخيلوا لو استبدلنا بالعرضات أمسيات شعرية فصيحة تسري بأشعارها الركبان ..
    (( صحيح خيال لكن؛ لا يوجد في الحياة مستحيل))
    والسلام عليكم
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
  • الغمر
    مشرف منتدى شعبيات
    • Feb 2002
    • 2328

    #2
    لك كل الحب والتقدير على ما سطرته يداك وان كنت اختلف معك بعض الشئ واوافقك على الكثير من ما ذكر بعاليه
    واعدك بالعودة هاهنا ان شاء الله قريبا لنتدارس ما نختلف عليه ما نتفق ولنطرح الاشكال والحلول
    فانت وبحق (( غيور ))
    لعيونك

    تعليق

    • الفنار
      عضو مميز
      • Sep 2003
      • 653

      #3
      عزيزي...الغمر

      أعرف مدى صعوبة الموضوع المطروح للنقش ...
      وماطرحته الا بعد المام بجوانبه واستعداد لكل ماقد يقال..

      هات مالديك واعلم أنا بالحوار الهادف نبني أول لبنة في مجال تقدمنا..

      وكان الله بعون الجميع

      والسلام..
      " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

      تعليق

      • الغمر
        مشرف منتدى شعبيات
        • Feb 2002
        • 2328

        #4
        اعود اليك كما عدت انت فحمدا لله على ذالك

        وان قلت انني اتفق معك في كثيراً من ما سطرته يداك في اصل الموضوع فانني احب ان ابين لك ما لا اتفق معك عليه تفصيلا

        بدايةًعندما تتسآءل عن ماهية العرضة أهي علم؟ أم فن؟ أم ثقافة؟ أم رياضة؟..وتجيب يستحيل أن تصنف العرضة ضمن ماسبق،
        فانت وبالتأكيد تتكلم عن العرضة كشعر ورقصات وترتيب وان لم تكن رقصات العرضة او اللعب او المسحباني فن فما تسميها انت وما هو الفن برائك؟
        وان لم يكن شعر العرضه ثقافة ادبيه وان كانت بالعاميه فما الثقافة الادبية في نظرك ؟ الشعر النبطي ام العمودي ام ..؟

        اعلم انه قد لايروق لك نهج التساءل هذا ولاكن كل ذالك لاقول لك ان العرضة فن وثقافة وادب الى ان كنت لاتعتبر الادب الا الفصيح وانا اشدّ على يدك حينها ولنعتبر كل ما غيره مجرد خزعبلات لا اصل لها في الادب والفن والثقافة وبذالك يكون الحكم في كون شعر العرضة غير ادبي عام يشمل كل ما سواها من شعر العرضة النجدية والقلطة والدبكة اللبنانيه والمزمار الينبعاوي وغيرها

        واكثر ما اثار حفيظتي عموما في مقالك هو التجني على ان العرضة مفسدةٌ للاخلاق وهذه والله ما ارجو ان تتبرأ منها وتعود عنها فا انت ولا شك تكره العرضه وتحاول ان تجد ما يبرر كرهك لها ولو اكتفيت بكونها حرام عند جل العلماء لكفاك هذا مبررا .
        اما ان تعلن ان لا اخلاق في العرضة ولا ادب فهذا يعني نفيها عن الجميع من من دخلوها وبذالك يكون آبآءنا واجدادنا عاشوا بلا اخلاق ولا ادب ونكون نحن تربينا على ذالك. وان اولئك الشباب الذين يرقصون السامبا هم الصوره الحقيقيه لنا وان كنت اؤكد لك ان ذالك هو النادر وان جاز لي اسميته المنعدم

        واما تعليلك بقولك((إذا كان من يمسكون بزمام الكلام يتراشقون بمقذع الألفاظ، )) فيبدو انك لم تسمع بنقائض جرير والفرزدق والحطيئه والاخطل الصغير وشعراء تلك الفتره
        واما قولك انها تذهب بالفصحى وتحل العامية فانه امر ٌ عجبت لك ان تدعيه فانت بكلامك تدّعي ان الفصحى هي السائده في العالم العربي وان العامية هي من يحاول القضاء عليها وان العكس صحيح مع العلم ان هناك من اقر ان لهجة اهل الباحه وما جاورها هي اقرب اللهجات للفصحى وان العامية فيها هي كلمات فصيحه وما جعلها عامية هي تنسيق الجمل ومخالفة قواعد النحو والصرف

        واما ما تراه من ضعف الكتاب وانتشار العامية فهذا ليس بشأن شعر العرضة وحده فان لبقية التراث في العالم العربي نفس الاثر واكثر وان كنت اتفق معك على انها احد الاسباب وان كان ضعفنا وعجزنا و اعجابنا بالغرب واحتلالهم لاراضينا هو السبب الرئس في هذا وفي قلة اهل الفصحى والحريصين عليها

        اما ما تمثلت به اجتماعيا, ان صحّ, فلا يعدو ان يكون شذوذا لايجوز لك تعميمه واما سياسيا فالشق اكبر من ان يكون ترك العرضة رقعةً له
        واقتصاديا انت محق بل واكثر
        اشكرك على سعة صدرك وارجو ان تعذرني عندما اكون فضّا احيانا واشير الى اننا نتفق على الجُل ونختلف على القليل واهم ما نتفق عليه ان العرضة بكاملها حرام عند بعض اهل العلم وانا آخذ بهذا الراي .

        نسيت ان اسألك ايعجبك اسم ((غيور))
        لعيونك

        تعليق

        • الفنار
          عضو مميز
          • Sep 2003
          • 653

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          عزيزي الغمر..
          لك كل تحياتي، واليك ردي:
          بداية دعنا نقف على أرض صلبة؛ بتبيان ثوابت نتفق عليها ولا نختلف في صحتها:
          1- وقوفنا عند تحريم العلماء للعرضة كسبب مقنع وكافي.
          2- اتحادنا معاً لنأخذ بيد الفصيح، لنسود به الدنا ونرقى به إلى العلا.
          3- وقوع التراشق بالألفاظ الرديئة، والملاسنات الشنيعة وان كانت بصورة خفية بين شعراء العرضات.
          4- انتشار العامية احد أسباب ضعفنا في مجال الكتابة والأدب وقلة الفصحى وأهلها.
          5- أثر العرضة المدمر في اقتصادنا وما يكون فيها من إسراف وتبذير.
          توضيح: إن ما أذكره واخص به العرضة هو شامل لكل ماعداها مادام يحوي ماحوت سواء عرضة نجدية أو دبكة أو غيرها مما لا أعرفه.
          والآن لنبدأ باسم الله:
          تقول أخي(( أنت تتكلم عن العرضة كشعر ورقصات وترتيب)) بيد أني في الحقيقة أتكلم عنها بوجه عام لكن بما أنك فصلتها ولو بعض تفصيل فدعنا نأخذ ما ذكرته بالتفصيل:
          من ناحية الشعر تقول(( وان لم يكن شعر العرضه ثقافة أدبيه وان كانت بالعامية فما الثقافة الأدبية في نظرك ؟))
          الثقافة مشتقة من مادة ثقف يقال ثقف الرجل الرمح أي قوّمه، فبربك ماذا قوّم فينا هذا الكلام العامي المجمع الذي تسمونه شعراً؟ بل وتوصله لثقافة أدبية!! وماذا حرك فينا وفي سابقينا من وجدان وأخلاق وحماس إسلامي وهمة متعالية هادفة منذ القي إلى الآن؟؟
          إن معركة الشعر العامي مع الفصيح قديمة يعود عمرها لأكثر من مئة عام، غذاها الاستعمار مباشرة بمستشرقيه، ومن خلف الكواليس بأذنابه، وكفى بهذا للشعر العامي منقصة.. وما أجمل ماقاله علي الطنطاوي " هؤلاء قوم لم يستطيعوا الصعود لمستوى الشعر فانزلوه لمنزلتهم"..
          ولو سلمنا جدلاً أنه ثقافة أدبية إذن لأصبح لكل قبيلة فينا ثقافة تختلف عن الأخرى ولايفهمها سواها، فبئساً بها من ثقافة مفرقة...
          أن تمنح الشعر العامي وسام الثقافة الأدبية فهذه (قويّه مره) أسائلك بعدها ماذا أبقيت للفصيح؟ وأين ستضعه؟ وماذا ستسميه؟؟؟..
          ثانياً (( رقصات العرضة ))!!!!
          التي ترقص على شاشة التلفاز تسمى فنانة!!
          والذي يرقص في العرضة هو فنان!!
          ""قد تساوينا فما عاد غني أو فقير""
          وماذا في ذلك؟؟ أليست هي تهز أردافها وصدرها ومنكبيها، وهو يهز جذعه وأطرافة ورأسه!! (والدعوى كلها فن)
          بصراحة.....الجميع بهلوانات في ساحات مختلفة..
          عزيزي الغمر... أحسبك أعقل من أن يؤثر بك كلام المغرضين، وآراء التائهين..
          ## رجل يرقص## ضعوا تحتها مائة خط وتأملوا في معناها ومبناها ومغزاها..
          ## معادلة رياضية:: أمة ضائعة مهانة = رجال ونساء يرقصون باسم الفن..##
          أما الترتيب: صراحة صورته مجهولة في ذهني إلا أن تكون تقصد به الميكرفونات الصادحة بأعلى الأصوات لتؤذي من هب ودب وتسمع من يريد ومن لا يريد فأين الفن والثقافة في هذا التلوث الأخلاقي والضوضائي؟!.


          هذا عن النقطة الأولى فلننتقل لغيرها:
          قولك ((وأكثر ما أثار حفيظتي عموما في مقالك هو التجني على أن العرضة مفسدةٌ للأخلاق وهذه والله ما ارجو ان تتبرأ منها وتعود عنها فا انت ولا شك تكره العرضه وتحاول ان تجد ما يبرر كرهك له))
          لا ياعزيزي لدي من المبررات مايكفي وقد ذكرتها لك متعاقبة ووافقتني على أكثرها ومن هذا يأتي العجب، إذ انك بإقرارك ولو لبعضها قد حكمت بإفسادها للخلق فكيف تنكص على عقبيك حينما ترى الحقيقة مجردة؟؟
          ألم تتفق معي على تحريم العلماء لها فكيف يكون التحريم مالم يكن لفساد المحرم؟
          الم تتفق معي على وقوع الملاسنات والمنابزات أليست هذه من فساد الأخلاق؟
          ألم تتفق معي على وقوع التبذير والإسراف أليس ذلك من فساد الأخلاق؟
          ان أخوف ماكنت أخافه ان يحصل الفهم الخاطيء والتأويل الظالم لما أقول وكما يقول المثل" ماصحت منه ماسلمت".. قولك ((اما ان تعلن ان لا اخلاق في العرضة ولا ادب فهذا يعني نفيها عن الجميع من من دخلوها وبذالك يكون آبآءنا واجدادنا عاشوا بلا اخلاق ولا ادب ونكون نحن تربينا على ذالك. وان اولئك الشباب الذين يرقصون السامبا هم الصوره الحقيقيه لنا)) هذا ماذكرت على لساني فتأمل أخي ماذكرته أنا بالنص: (من ناحية أخلاقية: وما كان لما بُني على جهل إلا أن ينحدر بالأخلاق وينغمس بها إلى الحضيض..إذا كان من يمسكون بزمام الكلام يتراشقون بمقذع الألفاظ، وإذا كان من ينزل الميدان يتمايل بجنون تمايل السكران فهل ترجي أن تجد للأخلاق محضناً ، وللآداب موطئا.. ولقد حدثني أحدهم انه أصبح يرى شباباً وفتياناً يشغلون أشرطة العرضة ويرقصون معها برقصات السامبا والتانغو وكأنهم في حفل غنائي..
          فما استغربت مما قال وإنما أتوقع المزيد، والأيام حبلى بالجديد.. والله المستعان)
          عزيزي الغمر..أين هذا من ذاك؟؟
          نفي الأخلاق والآداب عمن يدخلون ساحة العرضة كلمة –سامحك الله- اكبر من ان تخرج من فمي.
          وإنما أقول ان دخول العرضة والمشاركة بها ينقص من قدر الإنسان- على الأقل في نظري- وذلك لما عددته لك من الأسباب..
          ياعزيزي عندما أقول ان العرضة موطن للانحدار بالأخلاق فاني أوجهك إلى الآباء والأجداد لتسألهم عن ما يعرف بـ( الشبكة) وبعدها لك الحكم..
          عموماً نقول: الآباء والأجداد (دعهم بحالهم) لهم كل العذر بجهلهم، لكن علينا نحن كل الوزر بعلمنا..

          ولننتقل إلى نقطة أخرى:
          قولك ((فيبدو انك لم تسمع بنقائض جرير والفرزدق والحطيئه والاخطل الصغير وشعراء تلك الفتره))
          ياعزيزي..قرأت مهاجاة شعراء الماضي وملاحاة كتابهم لكن يبقى الفرق بعيدا بين ما يكون بالفصيح تستفيد منه ولو بعض إفادة في اللغة والنحو وبين ما يكون بالعامي ، وأنا كقاريء لهم لست كمستمع مستمتع مردد خلفهم مشجعٍ لأفعالهم.
          ولو أني سمعت بإقامة أمسية شعرية فصيحة يغلب على الظن انه سيكون فيها التراشق بكل لفظ ذميم ثم قمت وحضرتها لكنت مذموماً لا محمودا، والأمر في هذا الباب أوضح من ان يوضح...
          أما كون الفصحى هي السائدة في العالم العربي فهذا ما استنتجته انت ولم اقله أنا وإنما أقول إننا نريد الرقي بلهجتنا العامية سواء شعرا اوكلاماً متبادلاً نحو فصحانا الجميلة فنحن على مشارف عصر نرجوا ان يتحقق للإسلام فيه النصر والتمكين ولن يكون ذلك إلا بوحدة إسلامية عامة شاملة بما فيها وحدة اللغة حيث تلقي قصيدة فصحى فيقرؤها أخوك المسلم مشرقاً أو مغرباً فيفهمها فتوقد فيه مشعل الحب لإخوان له يأسون لأساه ويحملون همه.
          لو أن كل شعراء العامية اجتهدوا فاخرجوا أو نشروا قصيدةً فصحى تكون كما ذكرت ..أليس هذا خيراً من قصائدهم التي يندر ان تجد بينها ما ُيسمّى عليه..
          أخي.. شعراء العامية هم أناس لهم موهبة لم تصقل بالفصحى وإنما استغلت في مجال العامي المحدود النطاق فهل رأيت كيف يؤثر العامي على الفصيح؟....
          اما قولك((ان لهجة أهل الباحه وما جاورها هي اقرب اللهجات للفصحى وان العامية فيها هي كلمات فصيحه وما جعلها عامية هي تنسيق الجمل ومخالفة قواعد النحو والصرف )) يا أخي هذه كلمة نقولها نفخر بها فقط، نعم لا انكر ان هناك كلمات كثيرة تعود لأصل فصيح لكن اسمع –الله يرحم أبوك- لأسماء الإشارة عندنا كيف ننطقها ونفرمها فرما.. هذا فضلاً عن الزيادات المضحكة، وبعض الكلمات الغريبة المبكية، يعني مهما قربنا يبقى البون شاسعاً بيننا وبين الفصيح...


          قولك (( واما ما تراه من ضعف الكتاب وانتشار العامية فهذا ليس بشأن شعر العرضة وحده فان لبقية التراث في العالم العربي نفس الاثر واكثر وان كنت اتفق معك على انها احد الاسباب)) نعم ياعزيزي شعر العرضة ليس كل السبب لكن كاتب الفصيح حينما يرى العامي يسود، والشاعر الفصيح عندما يرى شاعر العرضة تتهافت إليه الحشود؛ ألا ترى ذلك دفناً لموهبة، ووأداً لتجربة نفعها يعم شتى البقاع.
          ومادام شعر العرضة أحد الأسباب فلنعالج هذا السبب والبقية تتبع..

          ((وان كان ضعفنا وعجزنا و اعجابنا بالغرب واحتلالهم لاراضينا هو السبب الرئس في هذا وفي قلة اهل الفصحى والحريصين عليها)) ومتى بربك ضعفنا وعجزنا إلا حين أطعنا أذنابهم وسيدناهم على إعلامنا فغصت صحفنا بشعر العرضة وأخبار العارضين وأقوال الحداثيين المضلين - وان كنت أنزه الأولين عن التالين- وانظر عزيزي لجريدة الرياض وما ينشر بها من قصائد وخزعبلات لا يفهمها انس ولاجان...

          أما شكوكك فيما تمثلت به اجتماعياً فهي شكوك لا أراها إذ ان الحادثة مشهورة والواقعة عند الناس معلومة واسأل تُخبر.وأزيدك من مثلها؛ انه وفي هذا العام قامت عرضة بأحد القصور وقريب من هذا القصر تقبع الأحزان حيث يقام العزاء بأحد المنازل القريبة، ولا تقل ((ان صح)) ترى ترفع ضغطي فالحادثة صحيحة والله شهيد..

          قولك ((واما سياسيا فالشق اكبر من ان يكون ترك العرضة رقعةً له )) ولم لايكون ترك العرضة خيطاً ننسجه في رقعةٍ لسد هذا الشق، وجدتي تردد دائماً " قطرة على قطرة تسيل وحبة على حبة تزيد"..


          عزيزي الغمر
          سألتني عن اسم غيور، سأقول لك ان الاسم ان شاء الله صالح لكلينا فالغمر والغمّدي والغيور تبدأ جميعها بنفس الحرف.. لكن أنا غيور متعجل وأنت غيور متمهل!! كيف؟؟؟
          (( شعر العرضه لايكون تركه سبب في إعادة الفصحى))
          (( اللهجة العامية ليست كل السبب وراء ضعفنا))
          (( الشق في السياسة اكبر من أن يرقعه ترك العرضة))
          ألا تلاحظ عزيزي انك تستهين بأول ضربة لمعولٍ في صخرة تحتاج لكسرها، إذا بقيت تردد بأن أول ضربة لايمكن ان تكسر الصخرة فمتى تكسرها؟!!..

          أخيراً.... تقبل حبي وسلامي ومودتي و......< قسوتي> ولو لم اعلم سعة صدرك ما قسوت

          و....يحفظك الباري....
          " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

          تعليق

          • ابن مرضي
            إداري
            • Dec 2002
            • 6171

            #6
            من أجمل ما رأيت في المنتدى هو هذا الحوار .


            أتمنى منكما الأستمرار لتصلا بنا إلى خلاصة ،فهذا هو الذي يثري عقولنا ويحركها .


            اشكركما وأرفع غترتي وعقالي أحتراما لكما .رغم أختلافي الكبير الكبير مع جل ماطرحتماه حول العرضة .
            كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

            تعليق

            • الغمر
              مشرف منتدى شعبيات
              • Feb 2002
              • 2328

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              اشكر استاذنا بن مرضي على مداخلته ويكفينا مجرد وجود اسمك معنا ومتابعتنا ويا حبذا لو تشاركنا ((الكناني ماهو جايبها على بر))

              وقد اشار صديقي الى نقاط خمس قال نتفق عليها ونجعلها قاعدةً لحوارنا وليعذرني ان انا خرجت عن الاتفاقية في حالة ايراد تفاصيلها فقد نتفق على القشرة ونختلف على اللب وقد وافقته في اربع
              1- وقوفنا عند تحريم العلماء للعرضة كسبب مقنع وكافي.
              2- اتحادنا معاً لنأخذ بيد الفصيح، لنسود به الدنا ونرقى به إلى العلا.

              4- انتشار العامية احد أسباب ضعفنا في مجال الكتابة والأدب وقلة الفصحى وأهلها.
              5- أثر العرضة المدمر في اقتصادنا وما يكون فيها من إسراف وتبذير

              اتفق معك فيما سبق وارجو ان تكون قد لاحظت انني قد حذفت البند الثالث منها وذالك لكونه موجودا ايضا حتى في الشعر الفصيح ومتى ماطالبت بعودة الشعر الفصيح فانه لايحق لك ان تطالب بالغائه منه فالهجاء احد انواع الشعر العربي الفصيح منذ بدايته ..

              واما ما ارى اننا بحاجةٍٍِ للنقاش حوله
              فبدايةً قد قلت لك حول شعر العرضه ان جاز لك التعبير ((الى ان كنت لاتعتبر الادب الا الفصيح وانا اشدّ على يدك حينها ولنعتبر كل ما غيره مجرد خزعبلات لا اصل لها في الادب والفن والثقافة وبذالك يكون الحكم في كون شعر العرضة غير ادبي عام يشمل كل ما سواها من شعر العرضة النجدية والقلطة والدبكة اللبنانيه والمزمار الينبعاوي وغيرها))
              وبذلك اكون قد اتفقت معك على هذا ولكن هل ترى ان ذالك انصاف او عدل في حق هذا الموروث ((شعراً))

              دع الشعر جانبا للحظات وانظر معي لقول جدتك جعل الله الجنة مثواها ((قطرة على قطرة تسيل وحبة على حبة تزيد)).
              هل تنطقها جدتك بنفس الطريقة التي كتبتها ؟هل تنطق جدتك تلك التاء المربوطة ؟وهل تظهر التنوين الواجب وجوده على كل تاء مربوطة في ذالك المثل ؟.....فهل هو من الفصيح؟
              هل يحق لك ان تتمثل بما لاتجد منه فائدة ؟ ام هل تقول بفائدة ذالك المثل؟ هل هو ثقافه ...
              اظن الجواب نعم .فانه يثّقف ويقوّم الفكر بغض النظر عن مدى فصاحته من عدمها .
              عد الى الشعر .
              اليس في شعر العرضة ما يماثل ذالك المثل فائدةً وثقافه ؟. ستكون مجحفا للحق ان اجبت بنعم .
              ولست ارى في اختلاف الثقافات والادبيات ان سلّمت معي بتسمية ما نختلف على تسميته ثقافةً بالثقافه من بأس ان لم تخالف الشريعة الاسلامية ولست ارى واظنك توافقني في الشعر العامي((بوجهٍٍِ عام)) من مخالفةٍِ للشريعة

              اما ثانياً فان الامر فيه بونٌ شاسع فليس من العدل تشبيه رقصةٌ بالسيف والبندقية كانت تسمى رقصة الحرب بما ذكرت . فتلك الرقصات ياسيدي كانت رقصات الموت واستقبال المعارك ومقابلة ماكان يسمى بالعدو ,رقصات نجدة المستنجد واجابة المستصرخ ((وارجو ان لاتسألني عن ماهية ذالك العدو ودع ذالك لمبحثٍ آخر ان احببت))
              ولا اظن انني تراجعت عن قولي عندما قلت ان اتهام من يشارك في العرضة بانه لا اخلاق له خطيئةٌ منك واجحاف وظلم رغم انني اعترفت لك بما رأيته مفسدةً فيها ولاكن هذا لايعطينا الحق في ذالك الوصف المشين الذي يبلغ اولنا وآخرنا ,واراك وقد هدت حدة نبرة صوتك في ذالك فليتك توافقني على البراءة منها بالكلية.
              واما ظنّك بي انني قد ظلمتك في تفسير قولك عن اخلاقيات العرضه فهو اما سوء فهمٍ مني او انه سوء تعبير منك ولك ان تتأمل قولك (( فهل ترجي أن تجد للأخلاق محضناً ، وللآداب موطئا)) ثم اجبني, اليس هذا بنفي تام للاخلاق يصل الى حالة العدم ؟.وهو يختلف تماما عن ما عبرت عنه انت من انه مجرد انقاصِ للقدر . وان كنت اختلف معك حتى في تفسيرك هذا وان كان من وجهة نظرك الخآصه فعليك ان تسأل نفسك هل يقل احترامك وتقديرك لمن تراه في ساحات العرضه ؟
              اما ماطلبت مني السؤال عنه فقد اقررت انت انه من الجهل الذي نسأل الله ان يغفره لاهل ذاك الزمان ((ولا عد اسمعك تطريه وان يعيننا لنكون اهلا لاستقبال عهدٍِ جديد تعود فيه عزةٌ اضعناها.

              واما ما ذكرته في تعليقك على بعض ما كتبته سابقا فلا اجد انك تخالفني فيه بقدر ما انت تحاول ايضاحه والامر الذي نختلف فيه هو انك قد حمّلت العرضة اكبر من طاقتها بل وجعلتني اشك في انك تجعلها سببا لاحتلال العراق ودمار قندهار العز , وانت تطالب بان تكون اول الخطوات للعودة الصحيحة الى العز الاسلامي المجيد بتركها وترك كل ماله علاقة بها مع ان هناك اولويات يجب البدء بها هي اخف وطئا على الناس والناس اكثر تقبلا لها كصلاة الفجر جماعة حتى يصبح المصلين بعدد حضور صلاة الجمعه .اما رأيت اسلوب القران في تحريم الخمر؟ فلنحاول بذالك الاسلوب البديع وابدأ بمنع الطبول ان استطعت.
              واعود للحوادث التي اشرت لها في معرض حديثك السابق والتالي ((رفع ضغط)) فانا لم اشكك في كلامك وكلمة ان صح صدرت مني لانني اتعاظم مثل هذه الكلمة واتمنى ان تكون مجرد اقاويل لا صحة لها ومثلها خبرك الآخر ((ترى والله مصدقك ...بس هدئ اعصابك)) فاقول هذا شذوذ لايجوز تعميمه ايها الغيور المستعجل

              محبك الغيور المتمهل
              آخر تعديل تم من قبل الغمر; 10-10-2003, 02:08 AM.
              لعيونك

              تعليق

              • ابن مرضي
                إداري
                • Dec 2002
                • 6171

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                في نظري أن هذه القضية يجب أن تكون قضيتنا الأولى في المنتدى ، ويجب على كل ذي رأي أن يشارك برأيه هنا ، فموضوع العرضة التي يحمد الله على كرهها أخونا الغمّدي هي محور جل مايدور في هذا المنتدى ، وكما أنه يحمد الله بأنه لايحبها فإن هناك من يتعلق بها ويجعلها في أعلى سلم الأولويات . لذلك فإنني أرى أن هذا الموضوع هو الموضوع الأهم وأتمنى أن نتبع نفس اسلوب الحوار الذي أتخذاه الأخوان العزيزان أعلاه ، وإذا كانت المداخلات ستنحرف بالموضوع إلى مالا يفيد فأنني ارجو وأتمنى من صاحب الموضوع ومحاوره أن يهملاه ويهمشاه ويركزا على مايمكن أن يضع لنا حلولا حول هذه الظاهرة التي صاحبت العرضة وأصبحت عيوبا فيها .


                العرضة بحد ذاتها كما ذكر الأخ الغمر ، كانت لها اغراضها ، ولم يكن الفرح إلا جزءا بسيطا من تلك الأغراض . لذلك فإن الذهاب إلى رفض العرضة شكلا ومضمونا فيه شيء من الأجحاف .

                شكل العرضة اليوم ليس هو الذي ورثناه ، فقد خرج به هذا الجيل منرقصة رجولية معبرة إلى ماذكره الأخ الغمّدي منميوعة وتتداخل في الطريقة والأداء .

                أصبجت فعلا تكلف أقتصاديا مما يضيع معه المال في غير فائدة وهذا لايجوز .

                أصبحت مجالا للأستعراض والتركيز علي الشكل للدرجة التي جعلت من يشارك في العرضة لايتحرك ولا يتجاوب مع متطلباتها خوفا من ميول الغترة أو العقال .


                هذه أشياء لا يختلف عليهامن وجهة نظري أحد .ولكن ماهي الأسباب التي خرجت بالعرضة عن مضمونها ، وماهو الدافع الذي جعل الشباب لايلتزمون بادابها ، ولماذا اصبحت تكلفنا أكثر مما نطيق ، وهل بالأمكان الغائها والأستغناء عنها ، وماهو البديل وكيف تتم التوعية ؟

                هذه هي الأسئلة التي أتمنى أن نبدأ في البحث عن إجابات لها . أما ماذكر من وجهات نظر فإنها معروفة سلفا ولن تساهم في حل المشكلة أو التخفيف منها .

                شكرا للمتحاورين وشكرا للقراء الكرام .
                كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                تعليق

                • أبو أحمد
                  عضو مميز
                  • Sep 2002
                  • 1770

                  #9
                  الاخوين عبدالله الغمّدي و الغمر لقد امتعتمونا بهذا النقاش البنا فسيروا على بركة الله وارجوا ان يكون الحوار هاداً وان يكون كل محاور يبدي وجهة نضره وكل رويه وان يستند على دلائل وحقائق واضحه وارجوا من له القدره ان يدخل في النقاش ان يدخل بعد استأذان الاخوين ولكم مني خالص تحياتي

                  تعليق

                  • الفنار
                    عضو مميز
                    • Sep 2003
                    • 653

                    #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    أبو احمد ...حياك الله متابعاً ونتمنى أن نراك مشاركاً والميدان مفتوح..
                    ابن مرضي.. أهلا بطلعتك البهية في كل ساحة نرجوا فيها الإفادة والإيضاح ومشاركاتك التي بدأت بها على خفيف نرجوا أن تمتعنا بها بالشكل الجميل والبيان الممتع المعهود منك.. حتى يتضح لنا موقفك من الموضوع ..

                    عزيزي الغمر...
                    أوردت أنا البند الثالث القائل[وقوع التراشق بالألفاظ الرديئة، والملاسنات الشنيعة وان كانت بصورة خفية بين شعراء العرضات.] وهذا مالم اشك مطلقاً باختلاف احد فيه، إلا انك قمت باستبعاده معللاً ذلك بقولك((وذالك لكونه موجودا أيضا حتى في الشعر الفصيح ومتى ماطالبت بعودة الشعر الفصيح فانه لايحق لك أن تطالب بإلغائه منه فالهجاء احد أنواع الشعر العربي الفصيح منذ بدايته)) فأقول لك: إن وجود الهجاء ومراشقة الألفاظ في العامي والفصيح أمرٌ اعرفه ويعرفه الجميع ولايُنكر، وأنا كمسلم يحق لي بل يجب علي أن أطالب بإلغاء الهجاء من كل قولٍ ولفظ سواءً شعر أو نثر عامي أو فصيح وتنزيه الألسن عن كل قول مستقبح يوقد الضغائن ويشعل أوار الفتن..
                    واني إذ أطالب بترك العرضة أطالب بذلك كترك منبر من منابر المهاجاة واطالات الألسن، وهذا ماغلب عليها وخاصةً في هذا الأوان..


                    هذا عن البند الثالث (المحذوف) وننتقل لما عداه:
                    في ردك الأول تقول((إلا أن كنت لاتعتبر الادب الا الفصيح وانا اشدّ على يدك حينها ولنعتبر كل ما غيره مجرد خزعبلات لا اصل لها في الادب والفن والثقافة وبذالك يكون الحكم في كون شعر العرضة غير ادبي عام يشمل كل ما سواها)) .. فما لك في ردك الثاني تترك يدي المشدودة لتقول((وبذلك اكون قد اتفقت معك على هذا- أي الكلام السابق- ولكن هل ترى ان ذالك انصاف او عدل في حق هذا الموروث (شعرا)).. وعندها أسألك لماذا فعلت ذلك؟؟!!.
                    عموماً أقول لك إنني مافتئت أردد منذ البدء [ للرقي بها نحو الفصحى] وهذا هو ما أريده وما أسعى إليه فمثل جدتي –شكر الله لك دعاءك لها- قد كتبته أنا بشكل فصيح صحيح يفهمه كل ملمٍ بالعربية، وهذا هو عين ما أريده للشعر العامي خاصة ولسائر ألفاظنا عامة..
                    أما كونه بشكله العامي يعد ثقافة مقومة – أو ثقافة أدبية كما ذكرت مسبقاً وهو ما أحاورك على أساسه- فلست أرى هذا ولا ارتأيه ، فالفصيح ولو كان هجاء لكفاك به تقويماً للغتك، أما الشعر العامي فهو للفصحى مزاحم، لايقوم لك فيها كلمة ولا حرفاً.. وبصراحة؛ لا أجد في قصائد المحدثين من شعراء العرضة مايقوم خلق أو يهذب مذهب عدا النزر اليسير.. وأما الماضون فلهم زمانهم وأيامهم وأعذارهم وقد اتفقنا على اقتصار الحديث على العصر الحالي...
                    <<بالنسبة للأمثال والحكم فهذه لها شأن آخر ولها زاوية نظر مختلفة>>

                    تقول ((فليس من العدل تشبيه رقصةٌ بالسيف والبندقية كانت تسمى رقصة الحرب بما ذكرت . فتلك الرقصات ياسيدي كانت رقصات الموت واستقبال المعارك ومقابلة ماكان يسمى بالعدو ,رقصات نجدة المستنجد واجابة المستصرخ ((وارجو ان لاتسألني عن ماهية ذالك العدو ودع ذالك لمبحثٍ آخر ان احببت))))... لا يا عزيزي .. اسمح لي أن اخترق أقواسك ورجاءك؛ لأسألك لاعن العدو فنحن نعرفه إذ هو بعضنا بعضا وإنما عن الموت والحروب والمعارك في سبيل من ولمن؟!!..
                    إن صرخة المستنجد قد سبقها تآمر المتهاجم وهنا تجد رقصة العرضة فبئساً به من حضور ووجود ولو لم يكن الاه مانعاً عن العرضة لكفى به .. وعموماً نحن في عصرنا الحاضر والذي أنيب فيه ابن مرضي ليرد عليك << شكل العرضة اليوم ليس هو الذي ورثناه ، فقد خرج به هذا الجيل من رقصة رجولية معبرة إلى ماذكره الأخ الغمّدي من ميوعة وتتداخل في الطريقة والأداء .>>..


                    عزيزي الغمر.. لايزال ينهمر علي منك العجب؛ إذ تعترف بما رأيته مفسدةً في العرضة ثم إذا أتيتك بقولي أن فيها إفساد للأخلاق تبرأت وتهربت وتملصت من قولي وقولك..
                    يا أخي هات واحدة لتكفينا: وجود الإسراف والتبذير في العرضة أو في غيرها أليس من فساد الأخلاق ، اقرأ قوله تعالى" إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" فهل لإخوان الشياطين أخلاق صالحه؟!!.
                    قد يكون التبذير مختصاً به صاحب العرضة ومقيمها، لكن هؤلاء الحضور من عارضين ومتفرجين أليسوا مشجعين لها ومحرضين؟؟..أترك الجواب لك....

                    تقول((واما ظنّك بي انني قد ظلمتك في تفسير قولك عن اخلاقيات العرضه فهو اما سوء فهمٍ مني او انه سوء تعبير منك ولك ان تتأمل قولك (( فهل ترجي أن تجد للأخلاق محضناً ، وللآداب موطئا)) ثم اجبني, اليس هذا بنفي تام للاخلاق يصل الى حالة العدم)) كلا ياعزيزي ليس الأمر كذلك ، إذ أن المحضن لغوياً هو المنشأ للشيء؛ فما هو بربك الخلق الفاضل الذي تنشّيه العرضة وتربيه في روّادها؟ وقد اتفقنا على تحريم العلماء لها؛ فكيف تجني لنا من الشوك عنباً؟!..
                    إن ورود مورد لا أجد فيه للأخلاق محضناً، لهو مما ينقص قدر الوارد في نظري، قلته سابقاً وأكرره لاحقاً؛ كل وقت وكل أوان. وفرق بين إنقاص القدر وبين تقليل الاحترام والتقدير إذ أن الأول يكون معنوياً والثاني يكون حسياً ملحوظاً..
                    واذكر هنا قول احد الخلفاء" لو علمت أن الماء ينقص مروءتي ماشربته"

                    يا أخي هداك الله أنا لم أكبر أمر العرضة ولم احملها مالا تطيق فقد تحدثت عنها بأمر ملحوظٍ وارد مشاهد أقول في خلاصته أنها تقليد بالي آن لنا أن نتخلص منه وما يرتبط به من محرمات والوضع الآن مؤاتي أن نبدأ بالتباعد عنها وتهيئة النفوس لتركها....
                    الوقت الذي تضيعه العرضة على الجماهير الحاشدة تستغله في محاضرة قيمة أو أمسية فصيحة مقوّمة..


                    بالنسبة للحوادث تقول((واتمنى ان تكون مجرد اقاويل لا صحة لها )) إنني أخي أنزه قلمي وقلمك أن نكون ناقلين لأقاويل غير متأكدين من صحتها [ لاتعود لطاريها كما انا لم اعد لطاري ماحذرتني منه] ..

                    أخيراً..
                    تحذير غمّدي : يمنع منعاً باتاً إيراد كلمات مثل.(.أشك – منعدم – إن صح – أقاويل........)

                    وللجميع امتناني...
                    وللغيور المتمهل شكري وودادي....
                    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                    تعليق

                    Working...