Unconfigured Ad Widget

Collapse

هل تحب أم أنت متوهم ؟

Collapse
هذا الموضوع مغلق
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    هل تحب أم أنت متوهم ؟

    حكايات الحب المجنون تصحر عاطفي عربي أم تطهر على الطريقة الإغريقية؟
    قيس وليلى وصفة نفسية مجربة لمجتمعات مكبوتة تقف ضد الحب وتحشر العذول والحرمان في معظم أغانيها وقصصها العاطفية.


    الحب أجمل الأوهام، لذا لا يجوز التعامل مع القصص العاطفي بميزان الصحيح والمنحول فتلك عقلية نظار مدارس ومراقبي امتحانات، وان كنا قد اضطررنا اليها في بعض الأحيان تحت إلحاح اسئلة كثيرة عن حقيقة الحب العذري فها نحن نحاول ان نكحلها ونأمل ألا نعميها.

    ان خيط التوهم ليس كخيط الكذب، ففي الأول الذي نجده بغزارة في قصص الحب لا توجد نوايا خبيثة ولا رغبات دفينة في الايذاء والاخفاء، لكنه مجرد خيال يعمل على خلق ما هوغير موجود وغير معقول ثم يبهره ويزينه ويحسن نكهته ليبدو معقولا وموجودا عند مستمعين متعطشين، فهو والحالة هذه، وصفة مجربة وناجحة لأنه يقدم خدمات نفسية مجانية لمن يحتاجونها، ومن هو أكثر حاجة من المكبوت عاطفيا الى قصة حب تبل ريقه ليفرح ويتفاءل ان كانت نهايتها سعيدة أو يسكت ويتعزى حين يسمع عمن يشاركه الهموم ذاتها.


    ان التوهم والتأليف الخيالي حاجة ماسة للمجتمعات البدائية فانت ان ضجرت اليوم تذهب الى السينما او المسرح أو تقرأ كتابا او تكتفي بالتلفزيون، لكن ماذا يفعل بضجره وكبته من ليس عنده غير الرمل دوما وضوء القمر أحيانا وبينهما تقاليد أكثر قسوة من الجلاميد.

    وقبل ان نخوض في تفاصيل أكبركذبة جميلة اخترعها الرواة العرب، دعونا نتذكر ان القصص الواقعي لا يصلح لشحذ الخيال، وان القصة المتوهمة تحتاج الراوي اكثر من حاجة الراوي للقصة فما بين الخيال والواقع مساحة وهم استولى عليها الرواة وحرروها وحولوها الى واحات سياحة روحية يقصدهم الناس من أجلها، فالراوي الجيد في هذه الواحات ليس من يصدق وينقل التفاصيل بدقة بل من يخترع ويضيف ويسربل الحقائق بالأوهام التي يدرك ان حاجة مستمعيه اليها كحاجة القمح للمطر.


    وانطلاقا من هذه الخلفيات فاننا لا نؤذي التراث العربي ولا نحاربه حين نقول ان حكاية مجنون ليلي أكبر كذبة اخترعها الرواة بل نضع القصة في سياقها الصحيح فهي في الحكم النهائي ـ ومهما تأسينا لصاحبها وصاحبتها ـ محصلة وهم جماعي اخترعه البدو ليرطبوا به جفاف الصحراء وليعزوا أنفسهم بالايحاء، ان كل مصيبة تهون أمام فقدان الحبيب فنحن هنا مع شكل من اشكال التطهر الاغريقي الذي يغسل ضمائر البشر بإغراقهم بالتراجيديا.

    وكما اكثر الاغريق من المسرحيات التراجيدية أكثر العرب من قصص الحب المحطم والتعيس والمنكود الى درجة انك لا تجد قصة حب واحدة بنهاية سعيدة، وان سألت نفسك لماذا يوجد العذول في كل قصة حب و في واحدة من كل ثلاث من أغاني الحب عندنا على الأقل فسوف تجيبك تلك النفس الحلوة الذكية. ان تلك الظاهرة نشأت لأننا مجتمعات تقف ضد الحب وتضع في وجهه الحراس والبوابات والأسوار وكل ما يكرهه محمد عبده في واحدة من اجمل أغانيه التي تلعب على هذه الاوتار المعروفة في النفس العربية.


    ان قصة قيس بن الملوح مع ليلى العامرية لا يمكن تفسيرها الا بهذه الحاجة الجماعية للتطهر النفسي وكل من يقرأ اخباره بدقة يكتشف ـ وان لم يكن من اصحاب الخبرة بالبحث العلمي ـ تناقضها وعدم اتساقها وهي مشكلة شغلت من قبلنا فاضطروا لوضعها في اطار الصحيح والمنحول لان مناهج دراسة علم النفس لم تكن قد وجدت لتساعدهم على فهم الغنى العاطفي في تلك النصوص وحاجة المجتمعات اليها كشكل من أشكال العزاء في وجه التصحر العاطفي، فالبشر أيضا يتصحرون ويجفون وتقل المساحات الخضراء في قلوبهم حين لا يحبون ولا يجدون حولهم من يحب او يحكي عن الحب ولو من باب التحذير و التراجيديا.

    * شكوك ابن الكلبي

    أول مشاكل قيس ليلى ان الرواة لا يتفقون على اسمه فهو تارة قيس واخرى مزاحم وثالثة معاذ ورابعة مهدي والشك بوجوده قائم منذ عصره فابن الكلبي يشير صراحة الى وضع القصة حين يقول: أخبروني ان حديث المجنون وشعره وضعهما فتى من بني أمية كان يهوى ابنة عم له وكان يكره ان يظهر ما بينه وبينها فقال تلك الاشعار ونسبها للمجنون.
    وعلى خلاف من جلس ليخبره فان هناك من ذهب ليحقق ويتحقق وهو ايوب بن عبادة الذي قال بعد جولة مضنية على مضارب العامريين:
    سألت بني عامر بطنا بطنا عن مجنون بني عامر فما وجدت أحدا يعرفه.
    وتطول حكايات من سألوا فخذا فخذا وقلبوها ظهرا لبطن فما وجدوا ما تطمئن اليه عقولهم لكن قلوبهم كانت مطمئنة ومستمتعة بقصائد عاطفية مليئة باللوعة والشجن وحب يرافق الإنسان من المهد للحد:




    تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة
    ولم يبد للأتراب من ثديها حجم


    صغيرين نرعى البهم يا ليت اننا
    إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم


    وهناك من يعتمد بنفي حكايات ليلى والمجنون ليس استنادا الى التناقض بالاسماء وسؤال سكان الحارات والاحياء بل الى طبيعة القبائل التي ينسبون اليها رقة عاطفية ليست منها ولم تسمع عنها، فابن دأب الاخباري يطرق الاناء من جانب آخر ويقول سألت رجلا من بني عامر أتعرف مجنون بني عامر الشاعر الذي قتله العشق؟ فقال: هيهات بنو عامر أغلظ أكبادا من ذلك انما يكون هذا في اليمانية الضعاف قلوبها الصعلة رؤوسها، فإما نزار فلا.

    ونزارهذا الجد الأكبر لقيس وليلى فهم حسب رواية التوهم من قبيلة واحدة من قبائل الاصل النزاري القديم الذي يختلف عن الفرع النزاري الجديد، الذي اسسه نزار قباني استاذ علم التوهم والايهام في المسائل العاطفية والذي ادرك اكثر من غيره اننا لا نعيش ويستحيل ان نعيش دون حب أو وهم حب، وان ذلك الحب يظل كبيرا طالما امتلكنا القدرة على عدم تأطيره وتقنينه وتحويله الى فيلم هندي أو مصري حيث يعيش الجميع في سبات ونبات، ويخلفون البنين والبنات، وخير ما يمثل المذهب النزاري الحديث في جعل الحب يرقص حافي القدمين على حد الوهم والترقب قصيدته الذائعة ـ الى تلميذة:




    قل لي ولو كذبا كلاما ناعما
    قد كاد يقتلني بك التمثال

    كلماتنا في الحب تقتل حبنا
    ان الحروف تموت حين تقال

    الحب ليس رواية شرقية
    بختامها يتزوج الابطال

    لكنه الابحار دون سفينة
    وشعورنا ان الوصول محال

    هو ان تظل على الأصابع رعشة
    وعلى الشفاه المطبقات سؤ



    هو هذه الايام تسحقنا معا
    فنموت نحن وتزهر الآمال







    ان قصة مجنون ليلى تحقق كل العناصر المطلوبة للحب العربي المشروحة نظما في هذه القصيدة فالوصول محال والنهاية التقليدية مرفوضة والرعشة على الاصابع والشفاه والسفينة تبحر الى ما لا نهاية في بحر لا يحده غير حلم وجنون.


    هل تذكرون خاتمة رواية ماركيز (حب في زمن الكوليرا)؟ عاشقان يلتقيان آخر العمر على ظهر قارب ويحيط بهما الحرس والطاعون ولا مهرب الا ان تظل السفينة مبحرة الى ما لا نهاية فهذا ما يتمناه كل عاشق حين تكون حبيبته معه، أما حين لا تكون كما في حالة قيس وليلى ـ مجازيا ـ فلا مانع عند مجتمعات تحت كل خيمة فيها مأساة عاطفية من خلق عشرات المآسي المماثلة للتعويض النفسي، فاذا اشتاق احدهم الى أرض كان يقابل فيها الحبيبة وحن اليها حنين الابل الى المرتع الخصب، وذهب يتنشق عند اطلالها ريح الحبيب وجد في قصائد قيس الافتراضي ما يعزيه:


    أمر على الديار ديار ليلى
    أقبل ذا الجدار وذا الجدارا


    وما حب الديار شغفن قلبي
    ولكن حب من سكن الديارا


    واذا وجد من يلومه كثيرا على تضييع نفسه في حب يائس محروم، وكل انواع الحب بائسة ومحرومة في مجتمعات الكبت، سارع الى أقوى الأسلحة ليزعم كما زعم قيس ان الحب اصعب من الجنون وهذه رخصة جاهزة لتفعل ما تشاء كلما زادوا في تبكيتك ولومك فهذا عين ما فعله الراوي العربي الذي تخيل ان ام قيس ذهبت الى ليلى تسألها المساعدة في ان يثوب اليه رشده وبعض عقله فأتته ليلا خوفا من اهلها وقالت له: يا قيس ان أمك تزعم انك جننت من اجلي فأتق الله وابق على نفسك فبكى وأنشد:



    قالت جننت على رأسي فقلت لها
    الحب أعظم مما بالمجانين

    الحب ليس يفيق الدهر صاحبه
    وإنما يصرع المجنون في الحين


    واذا نهشت الغيرة قلب عاشق زوجوا حبيبته من غيره قسرا وجد العزاء عند مجنون سارع ذات يوم يستوقف زوج حبيبته ليسأل ذلك السؤال الغريب الحزين:


    بربك هل ضممت إليك ليلى
    قبيل الصبح أو قبلت فاها


    وطبعا فعل، فالرواق الصباحي خلق للقبل، ولما هو أبهى واجمل لكن هذا ليس مما يتحدث عنه الازواج ولا المحبون ولا العقلاء، اذن لا بأس ان يأتي السؤال على لسان مجنون اختلطت عليه الامور جاز له كالشعراء ما لا يجوز لغيره.

    * عشق الأثافي

    واذا اضطررت ان تخفي اسرارك وتظهر غير ما تبطن حرصا على من تحب وخوفا على سمعتها وربما حياتها وجدت الجواب هذه المرة عند ليلى وليس قيس فقد وضع رواة الأوهام الجميلة على لسانها اشعارا لا بأس بها من بعضها قولها لهكذا مناسبة:



    كلانا مظهر للناس بغضا
    وكل عند صاحبه مكين

    تبلغنا العيون مقالتينا
    وفي القلبين ثم هوى دفين


    وبالمناسبة فإن الحالات الوحيدة التي تسامح فيها المجتمع مع خيانة الزوجات مهما كان نوعها ـ حسية أو روحية ـ كانت مع المجانين والعذريين، فليلى العامرية متزوجة وكذلك ليلى الأخيلية ولبنى وبثينة والقائمة تطول، وكلهن عاشقات استمرت قصص حبهن بعد الزواج السعيد.

    ان الحب عند الاعراب وسواء كان تصحرا عاطفيا عربيا او تطهرا على الطريقة الاغريقية ينهض كالأثفية التي يطبخون عليها على ثلاث قوائم العاشق والمعشوقة والعذول ـ يا عواذل فلفلوا ـ ومن شاء ان يقوي اثفيته ويجعل قصته اكثر اثارة يضيف العمود الرابع وهو الزوج وغالبا ما يختاره الرواة ليبهجوا مستمعيهم دميما بخيلا جبانا حتى يظل التعاطف محجوزا كليا للعاشق الجسور:



    من راقب الناس لم يظفر بغايته
    وفاز بالطيبات الفاتك اللهج


    اذن ليكن العاشق على جنونه فاتكا لهجا مقداما فصيحا ناظما ناثرا وليظل كل ما هو عكس هذه الصفات للزوج العاقل المسكين الذي يدخل القصة مرغما ويفوت المجالس كشخص غير مرغوب فيه ـ بيرسونا ننا كراتا ـ ففي سهرات السمر على ضوء القمر لا تحلو غير أحاديث الحب والغرام بين قوم قاوموا جفاف الطبيعة وقتامة التقاليد بالقفز الى منطقة التوهم العاطفي، حيث كل شيء في حكم المباح حتى يدرك شهرزاد الصباح وتنام غرائز المحرومين على قناعة اننا لسنا في هذا الهم وحدنا.... ألم أقل لكم ان اختراع الحب في مجتمعات تقف ضد الحب حاجة نفسية ماسة وعملية ضرورية مباركة، فحين لا ينزل المطر لا ننتحر، لكننا نعزي أنفسنا بوفرة العطشى حولنا ونظل نحلم بخرير شلالات رخيم لأنهار طويلة وقصية.









    تنبيه :
    هذه القطعة مختارة مما يكتبه محيي الدين اللاذقاني بدون تعليق .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • فارس الأصيل
    عضو مميز
    • Feb 2002
    • 3319

    #2
    سيدي بن مرضي ...

    مهما يكن من صحة او عدمها في مثل قصص العاشقين القدامى الا ان الحب كان موجودا فطريا في نفوس اولائك العابرين ولقد استوهوتنا كثيرا تلك القصص ولم نكن في يوم من الايام مايدفعنا او يحثنا على معرفة صحة القصة من عدم صحتها ... انما كنا نكتفي بتصور الحب العذري النابع من نفس صافية لايخالطة مصلحة او نية غير حب عفيف وارتياح نفس لنفس اخرى من الجنس الاخر ...

    صدقني لقد امتعتنا بهذه المقطوعات من كلام الرجل ولكنا حينما نغوص في التاريخ نجد فيه انحرافا كثيرا من حيث الصدق في النقل ولكن لنسال انفسنا ... لماذا تغير لون وجه الحب الان واصبح له في كل يوم الف لون .... لماذا خرج الحب عن طبيعته القلبية ليصبح وسيلة الى مراد ومبتغى .؟
    عزيزي ان مما جعل الحب مشوها بهذه الصورة هو اختلاطته بالمصالح والحاجات والشهوة .. مما ادي لبناء الاسوار حوله ونشر الحراس بطريقة عشوائية لا يلام فيها الحب ولا تغير الزمان ... لان الزمان هو هو كما هو لم يتغير ولكن تغيرت النفوس واختلطت المفاهيم ..
    وقد صدق القائل
    الحب ليس رواية شرقية
    بختامها يتزوج الابطال

    وصدق الاخر حين قال ( الحب هو ..رجل ...وامرأة ... وحرمان )


    تحياتي اليك
    مالك
    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
    مدونتي
    أحمد الهدية

    تعليق

    • حديث الزمان
      عضوة مميزة
      • Jan 2002
      • 2927

      #3
      الاستاذ الفاضل بن مرضي


      بداية اشكرك على حسن اختيارك للموضوع واستأذنك في إبداء رأيي بصراحة حول ما سطره الكاتب وما استنتجته حسب فهمي المحدود ، وهذا الرأي قابل للنقاش .



      يظهر لي من خلال هذه القطعة المختارة أمرين :


      الأول : انكار وجود الحب العذري قديماً وحديثاً .

      الثاني : اتهام مجتمعاتنا المحافظة بمحاربة الحب على العموم .


      كلا الأمرين لا اتفق معهما أبداً ولي في ذلك قناعاتي بعيداً عن رأي وقناعات الكاتب ..


      الحب العذري كان موجوداً منذ الأزل ولا يزال حتى اللحظة وإلى أن يشاء الله ولذلك ما يبرره من الواقع خصوصاً في مجتمعنا العربي وفي البادية تحديداً ومبررات ذلك الحب كما جاء في سياق الموضوع أعلاه تلك العادات المتهمة بوقوفها ضد الحب ووضعت في وجهه الحراس والبوابات والأسوار بينما واقعها تطبيق أو سن ضوابط اجتماعية منبعها الهدي النبوي الشريف والخلق العربي القويم الذي لا يقبل أنصاف الحلول ..

      إن تلك الضوابط والقوانين متى انعدمت عمت الفوضى وربما يحدث من الخلل والتجاوزات مالا يحمد عقباه إذا علمنا أن الحب مشاعر تتجاوز حدود التحكم الإرادي والاختيار العقلاني .

      شعراء البادية المعاصرين استطرقوا في هذا المجال (( الحب العذري )) وسطروا أروع القصص والقصائد التي لا يزال يقصها أصحابها مباشرة أو المقربين منهم مما يؤكد حقيقتها وصحتها وهذا يقودني إلى تصديق قصة (( مجنون ليلى )) وغيره من المجانين أو العاشقين إن صح التعبير ..

      لا نستطيع إنكار الحب الصادق والحقيقي بل أجزم بوجوده رغم الاختلاف الكبير في مسمى ومعنى الحب اليوم ، وأجزم يقيناً بوجود الحب العذري الذي لم يتوج بالزواج وانتهى نهاية مأساوية لأسباب لا يمكن أن ننسبها للعادات والتقاليد فقط في مجتمعنا المحافظ بل أسباب أخرى كثيرة لا يمكن حصرها .


      ختاماً أنا مع من يصدق تلك القصص الموصوفه بالخيالية التي يعتقد أن أقلام الرواة انتجيتها لسد حاجة المجتمعات البدائية إلى ترطيب جفاف الصحراء وتعزية النفس بالإيحاء .


      اشكرك من الأعماق


      * راجعين



      دمت بصحة وسلامة
      آخر تعديل تم من قبل حديث الزمان; 27-09-2003, 02:28 PM.

      لكل بداية .. نهاية

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        سأعود إلى هذا الموضوع متى ماتوفر الوقت إن شاء الله .












        بيت من الشعر :

        بَصرْنا بأمر الحاضرين فراعنا ....فكيف بأمر الغابرين نصدّق؟!
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • ابن مرضي
          إداري
          • Dec 2002
          • 6171

          #5
          سيدي مالك الحزين

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

          مرحبا بك في " الفراهيدي "


          أسمح لي بمقدمة لابد منه وهي : لوكان هذا الموضوع في الشعبيات أو كان بخصوص اختلاف بين أثنين من الأعضاء لوصل عدد قراءه إلى المئات أما هنا فالحال كما ترى فهل لاتزال تلومني على عدم الكتابة ؟!


          عزيزي تقول:

          ولكن لنسال انفسنا ... لماذا تغير لون وجه الحب الان واصبح له في كل يوم الف لون .... لماذا خرج الحب عن طبيعته القلبية ليصبح وسيلة الى مراد ومبتغى .؟


          سيدي الكريم : سؤالك هذا كبير وكبير والجواب ليس سهلا بل أنه ليس عندي .فلعل أحدا من القراء يرحمنا ويحاول الأخذ بخواطرنا ويجبرها ببعض التعليق ومحاولة الإجابة على هذا السؤال .


          شكرا ثم شكرا لك ايها الأستاذ العزيز ؟
          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

          تعليق

          • ابن مرضي
            إداري
            • Dec 2002
            • 6171

            #6
            الكاتبة الكريمة / حديث الزمان

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

            أتفق معك فيما ذهبت إليه ، وإيرادي لما أخترته مما يكتبه اللاذقني [ مع أنني تصرفت فيه قليلا] لم يكن موافقة مني على ماكتبه ، وفي الوقت نفسه لا أخفي أن الموضوع قد قدح الزند لتسآؤلٍ كان في أعماق نفسي عن مثل هذه الأشياء ؛ أعني أساطير قيس وليلى وماشابهها .


            عزيزتي : يقول الزهاوي :

            وماكتب التاريخ ..في بعض ماروت ....لقرائها .. إلاّ حديثٌّ ملفّق
            بصرنا بأمر الحاضرين فراعنا .... فكيف بأمر الغابرين نصدّق


            عزيزتي :
            أعرف أنا شخصيا من كاد يموت ويتفطر قلبه من حب فتاة كان يقابلها يوميا وهما "يرعيان البهم " ولكنه لم يستطع أن يفاتحها بشيء ، طالت المدّة ومضى الوقت والنار تحترق بين جوانحه وهو يعقد العزم على أن يلمح لها بكلمة يتعب في أختيارها طيلة الليل فتتلاشى مع انفلاق الصبح ، فلا يجد المكان ولا الزمان مناسبا لتلمحيه لها ، ناهيك عن تصريحه ، مخافة أن تستاء مما يبدر منه من شعور لم تكن تتخيله ، عندها يتحمل العاقبة الوخيمة التي لم تكن تنقصه في ظل مايعانيه من جراء حبه لها .


            هل نستطيع أن نسمي هذا حبا عذريا ؟


            أنا أعرف الطرفين ، وأعرف أنه لو ضمن العاقبة وتأكد من أيجابية النتيجة لما تورع في ابداء مكنونه إلى معشوقته التي ظل هائما بها لسنوات طويلة دون أن تدري !!

            هذه معانة ولا شك في ذلك ، ولوكانت لديه الأمكانية في التعبير شعرا أو نثرا لكتب لنا أروع الكلمات وأعذب العبارات ولتأثرنا بها ، وتألمنا له ولها ، ولكن الحمد لله فصاحبنا لايجيد إلا " الضرب على صدره " والزفير المتتالي كلما دق ناقوس الذكرى في تاريخه حبه القديم ، أما محبوته فقد ذهبت ترفل في ثياب السعادة والرفاة دون أن تتذكره أو تدري عنه .فماذا ياترين يمكن أن نسمي مثل هذا لو حصل وعرفنا عنه شيئا بعد حين ؟ إنه حب نعم ، معاناة ايضا نعم ، ولكن هل هو حب عذري ؟



            عزيزتي : رحم الله الزهاوي .


            ننتظر مشاركات أخرى .
            كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

            تعليق

            • أبو ماجد
              المشرف العام
              • Sep 2001
              • 6289

              #7
              ترددت كثيرًا يا أبا أحمد قبل أن أرد على هذا الموضوع
              ربما لأني أختلف مع اللاذقاني في رؤيته ، ولأن رؤيتي لن تفيد من يقرأها ، فلست ممن لهم باع طويل في هذا العالم ( عالم الحب والعشق ) ، ثم أنه عالم محفوف بالكثير من المحاذير :D

              من أقسى أنواع الألم ألم الحب من طرف واحد كحب صاحبك يا أبا أحمد ، فقد كان لي صديق له قصة لا تختلف عن قصة صاحبك إلا في بعض التفاصيل الثانوية كما أعتقد ، وعانى كثيرًا ، ولا أعتقد أنه شفي تمامًا ، ولكن حاله يمثله قول الشاعر :

              لأخرجن من الدنيا و حبهم ... بين الجوانح لم يشعر به أحد

              فلم ينتمِ صاحبنا هذا وأمثاله لمدرسة عمر بن أبي ربيعة الذي يقول :

              سلام عليها ما أحبت سلامنا ... فإن كرهته فالسلام على أخرى

              والتي لا يعاني أتباعها مما يعانيه العشاق .

              شخصيًا أعتقد أن قصص العشاق والمحبين التي وصلتنا لم تخلُ من المبالغة كعادتنا كعرب ، ولنا في قصص بني هلال وتغريبتهم أوضح مثال ، ولكن العربي بطبعه ذو عاطفة جياشة ومشاعر يصعب عليه كبح جماحها ، وأنت تعلم وغيرك من القراء أن برود عواطف الغربيين شيء مستهجن عند العربي .
              ربما أن حالات عشق كثيرة لم يتناقلها الرواة أو الكتب ، كانت أجدر مما وصلنا بالصدق والتصديق ، ولكن هذا لا يجعلنا نسلم بصدق ما ورد عن قيس وليلى أو قيس الآخر ولبنى إلى آخر قائمة العشاق .

              عفوًا إذا خرجت عن المسار .. ولكن أليس عالم العشق عالمًا لا يعترف بالمسارات ؟

              تعليق

              • فارس الأصيل
                عضو مميز
                • Feb 2002
                • 3319

                #8
                سيدي بن مرضي
                ان الكتبة هنا اصبحت صعبة جدا فهل تكتب لترد على نفسك او تخاطب واحدا او اثنين ان الامر جد صعب فلا تخف لاالومك ولن الوم نفسي

                اما السؤال الذي طرحته ووجهته هنا فلو انتظرت من يسدي اليك الاجابة فانك ستنتظر سنين ولم يردك الجواب ولكني سالقي عليك عبارات ربما تكون بمثابة طريق اجابة..

                ان الامر يتعلق بالمتغيرات الداخلية لبني البشر في وقتنا الحاضر حيث اصبح كل شيء مستهلك الى حد القذارة ومن هنا ينبغي ان نعرف ان اعلاامنا له الدور الكبير في تشويه القلوب اكثر من غيره فلو سالتك ماذا ترى في الفضائيات اتستطيع ان تجيب والانسان بطبيعتة يتأثر بما حوله
                ايظا عصر السرعة له دور تحول افكار الشباب والشابات معا من افكار ايجابية الى افكار اقل مستوى من السلبية ايظا له دور .. ايظا استخدام ما يسر الله لنا من مقومات بصورة بشعة له دور آخر وهكذا ...

                لذا اقول اننا نعاني من انحطاط وشلل كامل في كل السلوكيات والاخلاقيات وحتى الثقافات والافكار ... فهل يستطيع الحب وهو مجرد صفة قلبية في رد تيار هادر مع ان اصحاب القلوب غارقين فيه الى قعور الآذان ..... اظن ان هذا مستحيلا فكل شيء تغير ..

                نعب زماننا والعيب فينا
                وما لزماننا عيب سوانا

                مالك
                هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                مدونتي
                أحمد الهدية

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  ولكن أليس عالم العشق عالمًا لا يعترف بالمسارات ؟


                  سيدي الأستاذ / أبو ماجد

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  فعلا كنت أنتظر دخولك إلى هذه الصفحة ، وإضافتك هذه التي تبين لي منها أنك تريد أن تقدم لنا "سورة الحشر " حيث تدعي وأكرر تدعي أنك لم تذق طعم العشق ولم تُسَجِّل في سِجّل العاشقين ‍‍‍‍‍‍.....


                  عزيزي أول عبارات تعلمناها عن العشق هي عبارات خاطئة ؛"الحب بلى والعشق سم قاتل ."

                  في نظري أن هذه العبارات هي أول المسارات الخاطئة التي سلكناها.والغرب ياسيدي الذي ذكرت أننا نعيب عليهم برود مشاعرهم ليسوا كما نتصور فلديهم مشاعر متّقده لا أجد لها وصفا أصدق من قول المتنبي :
                  وتوقّدتْ أنفاسنا حتى لقد ... أشْفقتُ تحترق العواذلُ بيننا .

                  عزيزي الجواب علىسؤالك الوارد أعلاه هو نعم .‍‍‍
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • ابن مرضي
                    إداري
                    • Dec 2002
                    • 6171

                    #10
                    عزيزي الأستاذ مالك الحزين

                    أشكر لك هذا التواجد ، واوافقك تماما في ان المستجدات العصرية أصبحت تؤثر فعلا على مشاعرنا .ولكن ياعزيزي الا ترى أن هناك أمما قد سبقتنا في الدخول إلى هذه المستجدات ومع ذلك بقي لديها من المشاعر مايفيضون به علينا من خلال رواياتهم وقصصهم التي تتحول مع الأيام إلى أفلام نتسمر عندها ساعات طويلة .

                    عزيزي القلوب هي التي تكتنز المشاعر وليس التقنية التي وصلت إلينا من خلالها مستجدات الآخرين من خلال الفضائيات ، وفي نظري ان لديها القدرة على غربلة مايرد إليها وتصفيتها وأختيار مايصلح منها ورفض مادون ذلك دون التأثر السلبي بها ، الا تتفق معي ؟

                    المسألة ياعزيزي هي فعلا مثل ماتفضلت به :

                    نعيب زماننا والعيب فينا ... ومالزماننا عيب سوانا


                    أشكرك الشكر الجزيل على محاولاتك الجادة والمفيدة .
                    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                    تعليق

                    • ابو عبدالمحسن
                      عضو مميز
                      • May 2002
                      • 1041

                      #11
                      أخي وسيدي إبن مرضي :

                      أسعد الله أوقاتك والجميع بكل خير

                      إما أن أسجل رفضي ـ بقبول ذلك الحب أو الدعوة له حتى وإن كان لأثراء موسوعاتنا الأدبية ـ لأجد من يفهرسني مع الرجعيين ..
                      أو أسجل تأييدي فأفقد مبادئي وقيمي التي أعتز بها ..

                      فوجدت أن فقد مبادئي وقيمي أصعب عليّ من غيرها ..وسأعتز بتهمة الرجعية إن كانت في هكذا أمور ..

                      لذا آمل أن تسمح لي بتسجيل اعتراضي عن وجود ما يسمى بالحب العذري ..

                      فقواميس ومعاجمي فسرت الحب بين شخصين مختلفي الجنس " إن خرج عن حب المحارم " بالحب فقط
                      أكرر .. فسرت ذلك الحب بالحب فقط ..

                      مبادئي وقيمي رفضت قبول ذلك الحب أو التشجيع له حتى حتى وإن كان لأثراء موسوعاتنا الأدبية كما ذكرت لكونه حرام بجميع المقاييس .

                      للجميع تحياتي ،،،
                      آخر تعديل تم من قبل ابو عبدالمحسن; 29-09-2003, 09:30 PM.
                      لا تتجاهلن أحداً :
                      لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

                      تعليق

                      • ابوزهير
                        عضو مميز
                        • Jan 2003
                        • 2254

                        #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        الاخوان الكرام :لي كلمة بسيطة حول الحب فكما تعلمون للانسان حواس خارجية مثل البصر واللمس وهذه الحواس قد تصدق وقد تكذب وللانسان حواس داخلية مثل الشعور بالكرة والحب وهذه لاتكذب ابدا فعندما تكره فانت فعلا تكره وكذلك اذا احببت حتى لو حاولت تتصنع غير ذلك اما الحب الان فلا يزال الناس في مرحلة الحيرة والانبهار من طغيان دخول الحضارة الحديثة فهي اتت فجأة وكانت بمثابة الصدمة التي لم نفق منها الى الان فنحتاج الى وقت قد يطول حتى نتكيف مع الحياة الحديثة وتستقر مشاعرنا وتزول الغشاوة من امام اعيننا وبعدها سنكون قادرين على الحياة بشكل افضل وبمشاعر ارهف وسنحن للطبيعة وللحياة البسيطة وعندها سنشعر بالحب النقي الطاهر.
                        يارفيقي مد شوفك مدى البصر
                        لايغرك في الشتاء لمعة القمر
                        الذي في غير مكة نوى يحتجه
                        لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

                        تعليق

                        • فارس الأصيل
                          عضو مميز
                          • Feb 2002
                          • 3319

                          #13
                          سيدي بن مرضي ..

                          اتفق معك فيما يخص الفضائيات ..
                          واختلف معك اختلافا نسبيا بشأن مشاعر الامم التي لها الاسبقية في عصر السرعة والاتصالات بشتى انواعها ...
                          كل امة يا سيدي لابد وان يكون لها تاريخها العطفي حتى وان كانت من اشد الامم قساوة وغلضة ... ولكن الافلام التي ذكرت ليست مقياسا حقيقيا لما يختزن اولائك القوم ... فافلام الرمانسية عندنا اكثر بكثير مما عندهم ولكنها مجرد افلام وافكار ذاتية قد لا تمت بصلة الى الواقع الحياتي بين الناس ...
                          تحياتي...

                          الاخ ابو عبد المحسن ..

                          ان اطلاق الاحكام العمومية بهذا الشكل خطأ ياعزيزي لان الفهم اولا مطلوب في مثل هذه الحالات ... نحن لم نقل تفضل ياسيدي ونق من تشاء وارسم علاقة الحب النمطية التي تدور في افكارك الان لايا عزيزي فالحب له ضوابطه كما ان الكراهية لها ضوابطها ايظا .. ثم مالرجعية التي ذكرتها ولمذا ذكرتها هنا ان العاقل يا سيدي من يقدم عقله على عواطفه دائما حتى في الحب ياعزيزي فالعقل هو المدبر الوحيد ..
                          اتمنى ان تكون اكثر اريحية في التحليل والمنطق ...

                          تحياتي

                          ابا زهير
                          اكنا سننتظر الى ان نفيق فاني اشق في افاقتنا لان لحضارة تمدنا في كل يوم بالآف الاشكال والالوان ....
                          ولكن قلي هل الحضارة هي السبب ام ان سوء استخدامنا لها هو السبب اذا الامر واضح والخلل بين فالحضارة بريئة ونحن المفترض من توجه له اصابع الاتهام هنا ..
                          تحياتي




                          مالك
                          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                          مدونتي
                          أحمد الهدية

                          تعليق

                          • ابو عبدالمحسن
                            عضو مميز
                            • May 2002
                            • 1041

                            #14
                            حيث لم أجد من يقدم العذر نيابة عني .. فقد وجب عليّ أن أنال شرف تقديم الاعتذار

                            أخي العزيز مالك الحزين :

                            ـ أعتذر أشد الاعتذار لمقامكم الكريم عن الخطأ الذي بدر مني بإطلاق أحكامي العمومية ..
                            ـ ولا أنكر أن من عيوبي استباق لساني لعقلي .. لذا وجب عليّ شكركم لتنبيهي إلى ضرورة الفهم ..
                            ـ ولا أخفيك سيدي عن إعجابي الشديد بفراستك في معرفة ما يدور في فكري عن الحب والعلاقة النمطية .
                            ـ كما أشكركم لإخباري بأن للحب ضوابط ..
                            ـ وأعترف لك سيدي أنني لم أجد مبرراً بحشري لكلمة الرجعية .. ألم أقل لك أن لساني يسبق عقلي ؟
                            ـ وسأحفظ لك سيدي نصيحتك بأن العقل هو المدبر الوحيد ..

                            وكي لا أنسى .. أود أن أخبرك أن ما لا أستطيع الاعتذار عنه هو قناعاتي وثوابتي

                            عليه أحب أن أؤكد لك سيدي عن عدم قناعتي بوجود حب عذري ..
                            فالحب في نظري بين شخصين مختلفي الجنس " إن خرج عن حب المحارم "ما زال هو الحب ..

                            وما زال ذلك الحب في قناعاتي وثوابتي محرماً ..


                            لك تحياتي سيدي ،،،
                            آخر تعديل تم من قبل ابو عبدالمحسن; 30-09-2003, 09:37 PM.
                            لا تتجاهلن أحداً :
                            لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

                            تعليق

                            • الجاسر
                              عضو نشيط
                              • Dec 2002
                              • 401

                              #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

                              أخي الغالي بن مرضي ..

                              كم يسرني حضورك الدائم في جل مشاركات المنتدى .. يعلم الله أني أسعد بهذا .. فأصبح هذا الاسم أي "بن مرضي" يعتبر مقياس بالنسبة لي ...... فما بالك إذا كان هذا الموضوع أو فكرته من نتاجك ....

                              إلا هذه المرة أخي العزيز ..

                              فقد طأطأت رأسي خجلاً لِما قرأت .. سابحاً في ماهية الرد المناسب لموضوعك .. وحينما لملمت شتات أفكاري .. تذكرت أني لست منفرداً في الغرفة التي أجلس بها .. وإذ بالسؤال الصاعقة ينزل علي .. ؟؟؟ هل هذا بن مرضي الذي تقول ......!!!؟

                              هنا قاطعت المتحدث !!! لعلي أفوز بالصوت إن لم أفز بغيره ..... وأخرجت كل من كان حولي وبقيت .. منفرداً .. تاركاً لبنات أفكاري حرية مطلقة في اختيار ما يناسب ..

                              وبالرغم من عدم عرض موقفك في هذا الموضوع صراحةً .. أو حتى الإيضاح للقراء لأي الفريقين أنت ... واكتفيت بكتابة جملة صغيرة ( على استحياء ) وبخط لا يكاد يُرى ... مفادها أنك مجرد وسيط بين القارئ والكاتب وذيلتها بــ ( بدون تعليق ) ... إلا أنني سوف اعتبر سكوتك وإحجامك عن التعليق ... موافقة بدون أي شروط لكل ما جاء فيما نقلت .. فاستمع لنتاج بحثي عن هذا الموضوع ... سائلاً الله لي ولك التوفيق والسداد ... ولكل من ساهم في ردي الثواب الجزيل من رب العالمين ..

                              أخي الحبيب . .

                              لقد أعماها ..
                              بل اقتلع عينيها بمروده .. تاركاً دمائها الطاهرة تنسكب على وجنتيها ...
                              وهو يردد ويقول لا تخافي لا تجزعي .. هذه حمرة وجنتيكِ ..
                              لا تقلقي ما تشعرين به الآن ليس ألم .. ليس إلا طعم حُب وليس للحُب ألم ..
                              صدّقت قوله .. وارتمت تندب حظها .. أين ذاك الحُب .. مِن هذا الألم ...!!!

                              صدقني عزيزي ... لم أجد هذا الحب ( أي الحب العذري ) إلا على صفحات كلها وهم .. سواءً كانت على الورق أو على شبكات الانترنت ..

                              أخي أريد أن أضع بعض الثوابت التي أراها .. ومن ثم نكمل معاً ...

                               هناك ما يسمى بالحُب .. وهو تلك العاطفة الإنسانية التي تجذبك إلى الإنسان الآخر من خلال صفة خلقية أو فكرية أو عملية ...

                               وهناك حالة غريزية جنسية ... قد يطلق الإنسان عليها ( الحب ) ... وهي انجذاباً جسدياً إلى جسد آخر لا حالة حب للإنسان الآخر

                               سؤال يطرح نفسه ... متى يحدث هذا الحب ( العذري ) ؟ .. أليس بعد النظرة إلى المحبوب ... الإجابة ... بلا .. وهذا يعني أن هناك لقاء وخلوة بالمحبوب وهذا لعمري حرام .

                               سؤال يدفع نفسه ... أليس الحب هو علاقة صادقة !!!؟ إذاً هل من الممكن أن يُفضي إلى إيذاء أحد الطرفين ؟ .. أكيد .. الجواب لا ..

                               سؤال يُلقي بنفسه ... ألا ترون ..اختلاف الأسماء عن حقائقها فأصبح :
                               الإجرام والفجور . . . فتوة
                               التبذل والتفسخ . . . حرية
                               الرذيلة . . . فناً
                               الربا . . . فائدة
                               أم الخبائث (الخمر) . . . مشروباً روحياً
                               الانحلال . . . حضارة
                               الاستمتاع بجسد امرأة طاهر . . . حباً عذرياً صافياً عفوياً بل يرقى إلى أن يكون شريفاً . .
                               تطبيق شرع الله . . . كبت وحرمان ونشر حراسات ..
                               الرواق الصباحي . . . قُبلٌ وغزلٌ

                               تصوير الحب العذري وكأنه أمر حلال بل مندوب فعله ... وهذه مغالطة للحقيقة وخداع للقارئ .

                               سمو هذا الدين وشرفه وأنه يبني النفس الإنسانية ويربيها على قاعدة (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) )الشمس . وأن مبدأ الثواب والعقاب فيه مرتكز على قاعدة: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8) ) الزلزلة.

                               نتفق جميعاً على وجوب الحجاب وعدم التبرج قال الله عز جل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) الأحزاب 59 .


                              أحبتي في الله ..

                              علينا أن نفرّق بين العاطفة التي تتحرك في خط الإثارة والشهوة ( يمكن أن تتم بين أفراد الجنسين أو الجنس الواحد ) وبين العاطفة التي تتحرك في خط التعرف على الإنسان الآخر من أجل علاقة طبيعية تقوم على أساس احترام الإنسان الآخر ( لا يمكن أن تتم إلا بين أفراد الجنس الواحد ) .

                              فمن الجانب الإنساني ..

                              الإسلام يريد للناس جميعاً رجالاً أو نساءً .. أن يعيشوا الحب الإنساني الذي يجعل الإنسان يتعاطف مع الآخر بالدرجة التي يشعر بالرابطة التي تربطه به في دائرة إنسانيته، بحيث يؤدي ذلك إلى رعايته وحفظه وحمايته وقضاء حاجاته وحفظ كرامته واحترام إنسانيته وما إلى ذلك .. ويؤكد على قضية الحب الذي يجعلك تحس بإحساس الآخر كما لو كان إحساسك الذي تشعر به، بحيث يجعل الحب بهذا المستوى مظهراً من مظاهر الإيمان ..

                              أما من الجانب الغريزي ..

                              الذي يجعل الإنسان يحب الإنسان الآخر تماماً كما يحب طعامه وشرابه، هنا نجده يتجه إلى الجانب الجنسي الذي يجده هذا الإنسان لدى الإنسان الآخر، وهذا ما يعيشه الكثير من الشباب في أجواء المراهقة وما بعدها، وهو ما يظهر بالانجذاب للجمال الجسدي وأعتقد أنه ( الحب العذري ) وهذا الحب إذا اعتبر الجنس علاقة غير خاضعة لضابط يحفظ العلاقة بين الذكر والأنثى في دائرة الزوجية .. فهو مرفوض في الإسلام ..

                              فالحب العذري .. يشير إلى الإسراف في التعلق النفسي بالآخر .. ويحوي في معناه تناقضاً فعلياً حين تعني العذرية انتفاء الاتصال الجنسي بآخر أي أنه حب بلا فض عذرية بكارية .

                              قال جل وعلا في كتابه الكريم واصفاً المؤمنين بأنهم "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون".

                              أحبتي في الله ..

                              ألا ترون معي بأن الناعقين المروجين لهذا الحب صوروا لنا الحياة حباً في حب، وغراماً في غرام، وعشقاً في عشق، فلا تسير ولا تصح الحياة بدون هذا الحب الجنسي الذي يزعمون، وبه يتشدقون قالوا: لابد من الحب الشريف العذري بين الشاب والفتاة، والله عز وجل يقول في كتابه العزيز : ( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) ) فأي حب هذا الذي يزعمون، وأي شرف هذا الذي يتشدقون، (( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) ..

                              أحبتي في الله ..

                              ما حديث الحب العذري الشريف إلا شهوة لم تقض .. ورغبة لم تتحقق .. وما دون ذلك وهم وضلال وتدليس على النفس .. وما حديث الحب العذري بين شاب وفتاة إلا خرافة لا تروج شوقه إلا على المجانين والمراهقين وأهل الرذيلة وعشاقها .

                              :: أخوتي :--: أخواتي :: في الله ..

                              لا تستمعوا بما زخرفه الشعراء في أمثال :
                              عنترة وعبلة، وقيس وليلى، وجميل وبثينة، والفرزدق والنوار، وكثير وعزة، وغيرهم ..

                              ولا بما زوره الأدباء في :
                              مجدولين، وبول وفرجيني، وكرازبيلا، والأجنحة المتكسرة ..

                              فما هذا إلا صورة من صور الرغبة في الاتصال الجنسي لم تجد طريقها إلى التنفيذ، إنها غريزة النوع فلا يرويها إلا ما يتم به، هذه حقيقة ومن أنكرها وجد الرد عليه داخل نفسه، ففي كل نفس الدليل على أنها حقيقة لا سبيل إلى إنكارها ..

                              و"ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه البخاري برقم (5233)،،

                              فالحب العذري الذي يزعمون جوع جنسي، فهل يُصدق الجائع إذا حلف بأغلظ الأيمان أنه لا يريد من المائدة الشهية إلا أن ينظر إليها، ويشم ريحها من على البعد فقط، كي ينظم في وصفها ا لأشعار ويصوغ القوافي.

                              أحبتي في الله ..

                              أيكون الطهر عيباً، والعفاف عاراً، والخير شراً، والنور ظلاماً ؟ وما لنا ولدعاة التحرر، ليذهبوا جميعاً إلى الجحيم ..
                              أما كفانا تفكيراً برؤوس غيرنا ، أما كفانا نظراً بعيون عدونا، أما كفانا تقليداً كتقليد القردة ..
                              ليصنعوا ما أرادوا هم ونسائهم .. فما لنا ولهم ..فلنكون كما يريد لنا الله.

                              فليس في الدنيا أكرم ولا أطهر منا ، ما تمسكنا بديننا، وحافظنا على حجاب نسائنا، وتخلقنا بأخلاق حسنة ، ولتنظري أختي إلى نساء الغرب ، كيف إنها ممتهنة في عقر دارها، تربح المال من لديها جمال، فإن ذهب جمالها رموها كما تُرمى ليمونة امتص ماؤها .

                              فلنبادر جميعاً بالتوبة وامتثال أوامر الله عز وجل وغض البصر عن النظر المحرم طاعة لقول ربنا عز وجل: (( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) النور ..

                              فلِلسان زنا، وللبصر زنا، ولنستمع إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يقول: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " أخرجه البخاري .

                              أختي في الله ..

                              ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عينيك، تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان، فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر، يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة، مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم، لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل، حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع، وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً ليطرق الباب في الحلال، رجلاً وسط أهله وعشيرته، بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق، فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد، وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد.

                              والسلام ختام

                              [align=center][/align][align=center][/align]

                              تعليق

                              Working...