أظرف شئ بالنسبة لأغلب الآباء أن يروا أطفالهم متنعمين في هدوء ومستمتعين بلعبهم الذي يبدو عشوائياً دون ترتيب يسبقه .
كما أن للطفولة أماني ورغبات ، منها ما لا يتعدى سويعات التفكير ومنها ما يخلد بالذاكرة وتأبى السنين محوه ليصبح هواية إن لم يكن هدفاً تصبو النفس لتحقيقه .. وما أجمل أن يحقق الشخص منا طموح وأماني الطفولة ويرى بذور تلك الأماني قد أثمرت .
ولا أنكر أن العشوائية هي صفة طفولتي التي لازمتني كثيراً .. لكني لا أذكر أن الهدوء صاحبني في ممارستي لألعابي كون طفولتي ترفض الاستكانة ـ وهذا حال بعض الأطفال ـ مما أفقدني التمتع بتحقيق كثير من طموحاتي ( كون طموحاتي يخالجها كثير من الريبة ) .
ومن تلك الأماني التي بدأت طريقها لتقترب من أن تصبح من الهوايات المحببة لنفسي هي الفروسية وركوب الخيل ..
فهل يا ترى أصبح أبو عبد المحسن الفارس البطل الذي لا يشق له غبار في ميادين الفروسية ؟
وهل أصبح أبو عبد المحسن الفارس القائد الذي يشار إليه بالبنان متقدماً الصفوف ؟
سأختصر عليكم أخوتي الوقت لأجيبكم على الاستفسارين بكلمة : لا
لم يصبح أبو عبد المحسن فارساً حتى يتقدم الصفوف كفارس قائد .
ولكن ما هي الأسباب وراء ذلك التغير الذي غير مبتغي وحلم أبو عبد المحسن ليجعله يغض النظر عن أمر الفروسية ويثني همته ليطرد عشقها ؟
وإليكم أخوتي السبب :
في أيام الدراسة الابتدائية يقام عادة كل فصل رحله مدرسية وكنت وقتها في الصف الخامس الابتدائي وكنت ممن سيشاركون في الرحلة .. المهم كان من مستلزمات الرحلة وجود خروف .. وأي خروف .. خروف يكفي جميع المشاركين بالرحلة وكان عددهم يتجاوز الثلاثين تقريباً مع المدرسين طبعاً ..
الحاصل أن الرحلة تبدأ يوم الخميس وفي فسحة يوم الأربعاء تم احظار الخروف للمدرسة ووضعه داخل حظيرة تم عملها للخروف في حوش المدرسة وأعطي مما يحتاج من أكل وشرب ( وإن كنت على يقين أنه لا يحتاج لإطعام لمدة أسبوع لما يتمتع به الخروف من صحة وعافية جيدتين ) .
وفي يوم إحظار الخروف ( يوم الأربعاء ) كانت تنتظرنا بعد الفسحة حصة تربيه رياضية ، وبعد انتهاء الحصة الرياضية ذهبت للخروف معجباً بقوته فدغدغت أفكاري أمنيتي القديمة المتمثلة في الفروسية وركوب الخيل فتسللت إلى الحظيرة بعد أن ذهب الطلاب إلى أماكن الغسيل ليجدني الخروف وجهاً لوجه ممسكاً به في محاولة بريئة مني لامتطائه ..
فاستشاط الخروف غيظاً فأخذ بإبراز قوته والتمتع بالألعاب البهلوانية التي يجيدها فما كان منه إلا أن نطحني نطحة والله أوصلتني إلى الجدار المقابل فاسودت الدنيا ولم أر شيئاً من قوة ارتطام رأسي بالجدار .
فما أن أفقت حتى وجدته قد أتخذ موضع الهجوم مرة أخرى لأستقبل نطحته الثانية وتسود الدنيا مرة أخرى وهكذا مرة بعد أخرى حيث لم يترك الخروف لي فرصة للتفكير في الهروب أو لأخذ النفس إلا والنطحة قد أتت .. وهكذا أستمر الحال إلى أن رآني أحد المدرسين بالطابق العلوي ليصرخ طالباً لي المساعدة ليدخل الفراش العزيز أبو سعد (رحمة الله لقد عرفت بخبر وفاته متأخراً ) ليخرجني من الحظيرة ..
ـ لا يسألني أحدكم عن عدد النطحات ، فلا علم لي بالعدد ..
تبعات تلك الأحداث :
ـ خسائري :
1) الفروسية وعشقها
2) عدم الذهاب للرحلة لكثرة الكدمات
3) أصبحت كثير الثرثرة .. وموضوعي شاهد بهذا
ـ مكاسب المدرسة :
شرب المدرسين شاي موزون المقادير ( ألم ينقذني الفراش أبو سعد من براثن الخروف ) فقد توقفت عن مضايقة أبو سعد في أمر الشاي .
في الختام :
ـ أحمد الله كثيراً أن نهاية فروسيتي كانت على دماغ ذلك الخروف .. فمن يدري كيف كانت ستنتهي ؟
ـ أعتذر عن ثرثراتي .. وآمل أن تغضوا الطرف عن هذري .
وسامحونا إن ثقلنا عليكم .
للجميع تحياتي ،،،
كما أن للطفولة أماني ورغبات ، منها ما لا يتعدى سويعات التفكير ومنها ما يخلد بالذاكرة وتأبى السنين محوه ليصبح هواية إن لم يكن هدفاً تصبو النفس لتحقيقه .. وما أجمل أن يحقق الشخص منا طموح وأماني الطفولة ويرى بذور تلك الأماني قد أثمرت .
ولا أنكر أن العشوائية هي صفة طفولتي التي لازمتني كثيراً .. لكني لا أذكر أن الهدوء صاحبني في ممارستي لألعابي كون طفولتي ترفض الاستكانة ـ وهذا حال بعض الأطفال ـ مما أفقدني التمتع بتحقيق كثير من طموحاتي ( كون طموحاتي يخالجها كثير من الريبة ) .
ومن تلك الأماني التي بدأت طريقها لتقترب من أن تصبح من الهوايات المحببة لنفسي هي الفروسية وركوب الخيل ..
فهل يا ترى أصبح أبو عبد المحسن الفارس البطل الذي لا يشق له غبار في ميادين الفروسية ؟
وهل أصبح أبو عبد المحسن الفارس القائد الذي يشار إليه بالبنان متقدماً الصفوف ؟
سأختصر عليكم أخوتي الوقت لأجيبكم على الاستفسارين بكلمة : لا
لم يصبح أبو عبد المحسن فارساً حتى يتقدم الصفوف كفارس قائد .
ولكن ما هي الأسباب وراء ذلك التغير الذي غير مبتغي وحلم أبو عبد المحسن ليجعله يغض النظر عن أمر الفروسية ويثني همته ليطرد عشقها ؟
وإليكم أخوتي السبب :
في أيام الدراسة الابتدائية يقام عادة كل فصل رحله مدرسية وكنت وقتها في الصف الخامس الابتدائي وكنت ممن سيشاركون في الرحلة .. المهم كان من مستلزمات الرحلة وجود خروف .. وأي خروف .. خروف يكفي جميع المشاركين بالرحلة وكان عددهم يتجاوز الثلاثين تقريباً مع المدرسين طبعاً ..
الحاصل أن الرحلة تبدأ يوم الخميس وفي فسحة يوم الأربعاء تم احظار الخروف للمدرسة ووضعه داخل حظيرة تم عملها للخروف في حوش المدرسة وأعطي مما يحتاج من أكل وشرب ( وإن كنت على يقين أنه لا يحتاج لإطعام لمدة أسبوع لما يتمتع به الخروف من صحة وعافية جيدتين ) .
وفي يوم إحظار الخروف ( يوم الأربعاء ) كانت تنتظرنا بعد الفسحة حصة تربيه رياضية ، وبعد انتهاء الحصة الرياضية ذهبت للخروف معجباً بقوته فدغدغت أفكاري أمنيتي القديمة المتمثلة في الفروسية وركوب الخيل فتسللت إلى الحظيرة بعد أن ذهب الطلاب إلى أماكن الغسيل ليجدني الخروف وجهاً لوجه ممسكاً به في محاولة بريئة مني لامتطائه ..
فاستشاط الخروف غيظاً فأخذ بإبراز قوته والتمتع بالألعاب البهلوانية التي يجيدها فما كان منه إلا أن نطحني نطحة والله أوصلتني إلى الجدار المقابل فاسودت الدنيا ولم أر شيئاً من قوة ارتطام رأسي بالجدار .
فما أن أفقت حتى وجدته قد أتخذ موضع الهجوم مرة أخرى لأستقبل نطحته الثانية وتسود الدنيا مرة أخرى وهكذا مرة بعد أخرى حيث لم يترك الخروف لي فرصة للتفكير في الهروب أو لأخذ النفس إلا والنطحة قد أتت .. وهكذا أستمر الحال إلى أن رآني أحد المدرسين بالطابق العلوي ليصرخ طالباً لي المساعدة ليدخل الفراش العزيز أبو سعد (رحمة الله لقد عرفت بخبر وفاته متأخراً ) ليخرجني من الحظيرة ..
ـ لا يسألني أحدكم عن عدد النطحات ، فلا علم لي بالعدد ..
تبعات تلك الأحداث :
ـ خسائري :
1) الفروسية وعشقها
2) عدم الذهاب للرحلة لكثرة الكدمات
3) أصبحت كثير الثرثرة .. وموضوعي شاهد بهذا
ـ مكاسب المدرسة :
شرب المدرسين شاي موزون المقادير ( ألم ينقذني الفراش أبو سعد من براثن الخروف ) فقد توقفت عن مضايقة أبو سعد في أمر الشاي .
في الختام :
ـ أحمد الله كثيراً أن نهاية فروسيتي كانت على دماغ ذلك الخروف .. فمن يدري كيف كانت ستنتهي ؟
ـ أعتذر عن ثرثراتي .. وآمل أن تغضوا الطرف عن هذري .
وسامحونا إن ثقلنا عليكم .
للجميع تحياتي ،،،
تعليق