نصائح مهمة جداً للآباء والأمهات يستوجب منهم عملها تجاه ابنائهم للضرورة
فتحتالمدارس أبوابها بإذن الله تعالى ، معلنة بدأ الدراسة لهذا العام .أسال الله تعالى ان يجعله عام خير وبركة على الأمة الإسلامية
وعليه فمن المناسب أن تقديم بعض الوقفات ، وقفاتِ تذكير وتحذير وتوضيح .. راجيا من الجميع أخذها بعين الاعتبار
الوقفة الأولى : حول شراء الأدوات المدرسية
أيها الاخوة : الأصل أن أولياء الأمور يشترون تلك الأدوات قبل بدأ الدراسة ، حتى يتخلصوا من الازدحام الشديد الذي يلاحظ في المكتبات ليلة بدء الدراسة وما بعدها ..ولكن الغالبيةَ العظمى من الناس يؤخرون الشراء إلى بداية الدراسة ، كحالهم في رمضان والأعياد وغيرها من المواسم ..( ينتظرون حتى يحتاجوا ثم يغدوا ليشتروا ) .. وهذا يدل على الفوضى في حياة البعض ، وعدم التخطيط للمستقبل ، إضافة إلى عدم احترام البعض للوقت.. وللجميع أرسل هذه التحذيرات
أولا: يحذر الطلاب وأولياء أمورهم من شراء الدفاتر والحقائب وسائر الأدوات التي عليها صور ، سواء كانت صوراَ لحيوانات أو غيرها ، خصوصا تلك الأدوات التي عليها صورُ اللاعبين والمصارعين والفنانين والفنانات ، أو صور تلك الطفلة البريئة ، التي استغلت تجاريا لإثارة الغرائز عند الشباب والشابات .. وأحيانا يوجد على الحقائب وبعض الأدوات المدرسية عباراتٍ محرمة أو ماجنة أو ترمز إلى أشياء لا تناسب المسلميـــــن
التحذير الثاني : من تلك الأدوات ما تحتوي على بعض العناصر السامة ، كبعض أقلام الخط وبعض المساطر والمحايات التي لها روائحُ عطرية أو نحو ذلك
التحذير الثالث: حول الملابس الرياضية ..فعلى ولي الأمر أن لا يشتري تلك الملابس الضيقة والشفافة التي تكشف العورة ، لما في ذلك من المخالفة الشرعية
كما علينا أن نحتاط عند شرائنا للأحذية الخاصة بالرياضة .. ففي السوق كثير من تلك الأحذية الرخيصة والضارة ، والتي تؤثر على عضلات وعظام القدمين ، مما يؤدي إلى تشوهات وضرر في القدمين والساقين وربما العمود الفِقري.. ولذا فينصح بشراء الأحذية الطبية أو تلك التي تراعي وضع القدمين
الوقفة الثانية : حول نقل الأبناء إلى المدارس .. هذا الشغل الشاغل لكثير من الآباء خصوصا في هذه المنطقة
أيها الاخوة : الأصل أن الوالدَ أو الأخ هو الذي ينقل البنين والبنات من البيت إلى المدرسة وبالعكس ، وذلك لما له من الآثار الإيجابية على الطالب نفسيا واجتماعيا
فعلى أولياء الأمور أن يحرصوا على ذلك حرصا شديدا ، ولا يفرحوا إذا وجدوا من يريحهم من ذلك العناء ، أيها الاخوة : كم هو جميل عندما تقوم بإيصال ابنك أو ابنتك إلى المدرسة وتودعهم بابتسامة حانية ، وكلمة رقيقة ، وكم هو جميل أيضا عندما تستقبلهم بعد عناء الدراسة بابتسامة المحب المشتاق.. وكلمات الترحيب والتشجيع.. هذا هو المطلوب... ولكن بعضُ الناس تمنعهم الظروف الشديدةُ بعدم القيام بتلك المهمة ، فيضطر إلى أن يتولى السائقُ مهمةَ إيصال الأولاد ، أو يستأجر لهم من ينقلهم وهنا آمل من الآباء مراعاة ما يلي
أولا: نحرص على أمانة وصلاح من ينقل الأولاد والبنات ، فكم سمعنا من سائق يرفع صوتَ الموسيقى أثناء السير ، ويجلب الدخان للطلاب ، وربما جلب غير ذلك.. وربما مارس معهم بعض الأعمال الدنيئة ، وإذا لم يكن كذلك فانه يسمح للطلاب المنحرفين بممارسة بعض السلوكيات المنحرفة داخل السيارة.. والأشد والأدهى أن ينفرد السائق بإيصال البنت إلى المدرسة أو الكلية .. وكم سمعنا من القصص الموجعة والمخجلة حول هذا الموضوع ..فهناك من السائقين من يأخذ البنت من البيت ثم ينزلها في أحد الأسواق ، أو عند بعض صديقاتها .. وعند انتهاء الدراسة يأتي ليأخذها إلى البيت وكأنها عائدة من الدراسة ، وهناك من السائقين الذين يسمحون للطلاب أو الطالبات بممارسة المنكرات ،وربما شاركوهم فيها .. إلى غير ذلك من المآسي وطبعا الوالدين لا يعرفون عن أي شيء واذا سألهم اي انسان عن ذلك قالوا ... نحن نعلم من هم ابناؤنا ونثق فيهم ونحن ربيناهم على الفضائل ولسنا بحاجة لمراقبتهم . ولذا فينصح عند الاضطرار إلى سائق أن يكون هناك اكثرَ من طالب أو طالبة في السيارة ، ويختار الولي الذين يستحقون المساعدة من ذوي الأخلاق والدين ، ولا يشرط أن يكونوا فقراء .. فمثلا لو أن عندك سائقٌ سوف يقوم بإيصال ابنك أو ابنتك ، فما المانع أن تعرض على أبناء وبنات الجيران أو الأصدقاء بشرط ألا يكون هناك اختلاط .. فتكونُ بذلك قد خدمت جيرانك أو أصدقائك ، وأمنت طريق ولدك أو ابنتك
ثانيا : ما المانع أن يشترك الجيران والأصدقاء في جمعية ، ثم يقومون بشراء حافلة واختيار سائق ثقة ، إلى غير ذلك من الاحتياطات .. وعموما فنقل الطلاب من وإلى المدارس ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض ، فالأمر خطير إذا لم ننتبه له
ثالثا : بعض الآباء قد يحل إشكال النقل بإشكال آخر ، فيشتري لأبنه في المرحلة المتوسطة أو الثانوية سيارة ، بناء على توسلات الابن أو ضغوط الزوجة أو الرغبة في التخلي عن المسؤولية أو غير ذلك من الأسباب . وهذا في الحقيقة خطا تربوي ثبت خطره على ارض الواقع .. فكم من شاب ترك الدارسة أو ضعف تحصيله أو تعرف على مجموعة سيئة بسبب السيارة .. قد يشذ عن هذه القاعدة بعض الصالحين .. ولكن الغالب ما سبق ذكره ..لان السيارة تقرب البعيد .. ويركب مع ابنك من لا تريد.. ثم أنها تصيبه بالغرور فيفرد عضلاته على المعلم وعلى أهل بيته .. وربما على والده ، وهو مازال صغيرا في نظر المجتمع
الوقفة الثالثة في هذا اليوم: هو ضرورة التواصل بين البيت والمدرسة
أيها الاخوة : أن من واجبات ولي أمر الطالب أو الطالبة أن يكون متابعا باستمرار لأحوال أولاده ، بزيارة المدرسة والسؤال عن أحوالهم ، أو على الأقل الاتصال بالمدير أو المرشد الطلابي ، وذلك للاطمئنان على سيرهم في الدراسة ، أو متابعة ما قد يطرأ من سلوكيات غير مرغوبة ، حتى يتمَ علاجُها في وقت مبكر.. ومما يؤسف لها أن بعض أولياء الأمور يهمل الاتصال بالمدرسة ولا ينتبه ألا على جريمة أو فضيحة أو فشل دراسي أو نحو ذلك .. وعندها يلقي اللوم على الآخرين وهو السبب.. ويندم ولكن لا ينفعه ذلك
وبهذه المناسبة : احب أن الفت أنظار الآباء والأمهات إلى أمر مهم عند حصول أمر غير مرغوب فيه .. من فشل دراسي أو غيره.. فاقول : عندما تشعر بسلوك غريب حصل لابنك أو ابنتك .. فعليك ألا تستعجل بمناقشة ابنك .. أو إنزال العقوبة به .. بل عليك أن تتريث ، وتبحث مع الأم أو المدرسة أو بعض الأولاد عن سبب حصول ذلك السلوك السيئ .. فقد يكون هناك ظروفٌ نفسية .. أو اجتماعية أو مالية.. أو صحية أدت إلى ذلك السلوك .. واما إذا كان الطالب متفوقا في الدراسة أو شيء من الأنشطة كالخطابة أو الرياضة أو نحو ذلك .. فربما يكون السبب أصابته بعين حاسد ، سواء من زملائه أو معلميه، وربما كان من أهله وأحبابه
الوقفة الرابعة : حول حال الطالب بعد المدرسة
أخي الأب والخطاب موجه الىالام من باب أولى . اجلس مع أبنائك ولو فترة بسيطة بعد عودتهم من المدارس .. دربهم على الاعتماد على نفسه في المراجعة وحل الواجبات من أول يوم .. ولا تأخذك العاطفة والشفقة .. فتكتب عنهم أو تحضر لهم مدرسا خصوصيا.. فهذا يحطم شخصياتهم ،وينمي فيهم الاتكالية وعدمِ الاعتماد على النفس في المستقبل
أخي الأب : استمع إلى شكوى أبنائك .. حاول أن تعطي ابنك الحلول المناسبة حتى يقوم بحل مشكلته بنفسه ـ فإذا لم يستطع فحاول ان تسعى في حلها بطريقة مناسبة ، بعيدة عن الهجوم والعصبية.. وأحذر من التسرع واتهام المعلمين والطلاب بناء على ما تسمع من أولادك .. فبعض ما يقولون هو مجرد أوهام أو رغبة في الانتقام .. وفي المقابل علينا ألا نهمل تلك الشكوى فقد تكون صحيحة وتؤثر سلبا على الولد إذا لم تحل
أخي الأب : الأولاد بعد المدرسة بحاجة إلى أنشطة إضافية غيرَ ما يمارسونه في المدرسة .. فاحرص على دفع أبنائك إلى حلق تحفيظ القرآن والمكتبات الموثوقة ، ولا تتركهم بدون أنشطة .. فأنت أن لم تشغلهم بالخير اشغلوك بالشر.. فحاول أن تسد فراغَهم بما ينفعهم
أخي الأب..أعلم أن قد تأتي من العمل متعبا من دوام يوم طويل .. وقد تكون ألأم كذلك .. ولكن الأبناء يبقون أمانة في أعناقكم .. لمن يتركون بعد المدرسة ؟؟ أيتركون لوحدهم أو مع غيرهم ممن لهم اثر سلبي عليهم ؟؟ أم يتركون للقنوات الفضائية وأصدقاء السوء ، والخادمة أو السائق .. والفراغ القاتل
كم سمعنا أن بعض الآباء يأتي من العمل متعبا ثم ينام ثم يقوم ويذهب إلى عمل آخر أو إلى أصدقائه ولاياتي ألا متأخرا ..وهكذا تستمر الحال .. وإذا سالت أحدهم عن سبب أعماله لأولاده.. قال أريد أن أؤمن لهم لقمة العيش .. والبعض يقول أتضايق من البيت ومن الزوجة وصراخِ الأطفال فاذهب ارفه عن نفسي .. وكل هذه أعذار غير مقبولة أبدا .. وبعض الآباء يجلسون في البيوت ولكنهم يجلسون بسلبية مفرطة .. فهو أما نائم ..أو قابع أمام التلفاز ينتقل من قناة إلى أخرى حتى ينام ، أو ينتقل بين مجلة وجريدة .. وإذا تكلم أحد من الأولاد أو لعب أو تحرك صرخ عليه الأب وربما ضربه أن مثل هذا الجو من أسباب الفشل الدراسي بل من أسباب الفشل في الحياة بشكل عام.. أولادك بحاجة إليك .. إلى عطفك وحنانك وقربك .. اكثر من حاجتهم إلى الأكل والشرب.. لابد أن يشعروا بأنك قريب منهم في المدرسة وخارج المدرسة ، ولا يشترط ان تتابعهم في كل صغيرة وكبيرة لأن ذلك يحطم شخصياتهم ، ولكن كن قريبا منهم ولو بالسؤال عن أحوالهم .. المهم لا تتركهم في هذه المرحلة فيأتي يوم يتركوك فيه
الوقفة الخامسة : حول دراسة الولد أو البنت خارج المنزل أو داخله
أخي ولي الأمر ..أحذر من كلمة أريد أن أذاكر مع زميلي أو مع زميلتي .. فكم جر هذا العذر من ويلات على الأسر.. فخروجٌ الابنِ أو البنت بعذر المذاكرة مع الزميل أو الزميلة عذر مطاط . ويمكن أن تمارس خلاله الرذائل .. فكم من شخص سمح لابنته بزيارة زميلتها بحجة المذاكرة .. وهو لا يعلم ما يدور داخل بيت تلك الزميلة ، أو غرفتها .. فوقع ما يندى له الجبين .. وإذا كان لابد من المذاكرة مع أحد فلماذا لا تأتى الزميلةُ أو الزميل إلى البيت تحت مرأى ومسمعٍ منك ومن زوجتك
وهنا اوجه نصيحة لمن يدرس ابنه أو ابنته عند المدرسيين الخصوصيين ، فأقول الأصل انك تدع ابنك يعتمد على نفسه ، ولكن إذا اضطر الواحد إلى مدرس خصوصي فعليه أن يختار الرجل الصالح ، وإذا تم الاختيار فليكن مع ابنك اكثر من طالب ، حتى لا تحصل الخلوة ، وحتى تضمن دراسة جادة
ويقال هذا بالنسبة للبنات ، فالأمر فيهن اخطر ، فكم من طالبة خرجت للدراسة عند المدرسة وهي عند غيرها ، وكم من طالبة تأثرت سلبا من مدرستها الخاصة ، والأسوأ من هذا أن هناك رجالا يدرسون بنات المسلمين في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية ،.. كيف يرضى مسلم أن يقوم رجل بالجلوس بجانب ابنته أو أخته البالغة ؟؟ يدرسها ساعة واكثر يقرب منها وتقرب منه ، وتراه ويراها ، وربما كانت بدون حجاب والروائح العطرية تفوح والشيطان معهما حتى و لو كانوا مجموعة .. انه هذا لمنكر عظيم ، دياثة واضحة
الوقفة السادسة : حول ما يجري في نهاية كل عام
أيها الاخوة : نلاحظ في نهاية كلِ عام اضطرابَ حملةِ الثانوية العامة ، وتنقلَهم من جامعة إلى أخرى .. كما نلاحظ كثرةَ التحويل من القسم العلمي إلى الشرعي .. إضافة إلى بعض حالات الفشل في المرحلة الثانوية وما قبلها ، وهذا يدل على عدم التخطيط المسبق لقدرات الشاب أو الشابة ، والمجالات التي تناسب قدراتِ كل منهما
وهنا يُنصح الآباء : أن يدرسوا قدراتِ أبنائهم مع دخولهم للمرحلة المتوسطة حتى يحددوا المجال الذي يبدع فيه ويجيده ، والذي يمكن أن يسلَكه في المرحلة الثانوية .. ثم المرحلة الجامعية .. فكل شخص له إمكانات.. وله قدرات .. ومن الظلم للطالب وللمجتمع أن يُقحم الطالب في مجال لا يناسب قدراتِه العقلية والجسمية والنفسية ...
أيها الاخوة: وهناك أمر مهم .. هل يشترط أن يدخل أبناؤنا كلهم الجامعات ...؟؟ بعض الأبناء ليس لديه الرغبة في التعليم ، وبعضهم ليس لديه القدرة على مواصلة التعليم الجامعي بل الثانوي، فلماذا نزج به في بحر لا يستطيع السباحة فيه .. فلماذا لا يوجه الأبناء بعد انتهائهم من المرحلة المتوسطة إلى المعاهد ، والثانويات المتخصصة.. خصوصا الطالب الذي يلاحظ تدني مستواه التعليمي ، لماذا ندفعه بالقوة إلى الثانوية ، والتي قد يجلس فيها اكثر من ثلاث سنوات والنتيجة اما ترك للدراسة ، والحكم عليه من قبل البعض بالفشل ، ، معدل ضعيف ، ثم لا جامعة تقبله .. وإذا تخرج بعد فترة بتقدير ضعيف أو مقبول فلا عمل يقبله . لماذا لا نختصر الطريق ، ونوجه الأبناء إلى العمل الحرفي ، خصوصا إذا لاحظنا لديه رغبة في ذلك ، حتى يكونَ نفسه مبكرا ، ويكسب صنعة تقيه من الفقر .. ولا عيب في ذلك فأنبياء الله الكرام كان منهم النجار والحداد والتاجر ونحو ذلك
أما يكفينا أننا نشاهد حملة الجامعات من أصحاب التقديرات المتدنية يدورون بشهاداتهم ولا يجدون من يقبلهم ؟؟ وليس لديهم حرفة يعيشون بهـــــــــــــــا
ولكم أن تتخيلوا المأساة .. ( شاب يحمل شهادة جامعية او ثانوية قابع في بيته لعد اشهر او سنوات ، بدون عمل .. وفي المقابل تجد أحد اخواننا الهنود او غيرهم يعمل سباكا او انجارا اوحداد او كهربائيا وبدون شهادة علمية يكسب عدة آلاف في الشهر .. والسبب أن الجامعي ليس معه الا حبر على ورق ، لا يسمن ولا يغني من جوع .. والرجل الثاني لديه حرفة يقتات بها
فكروا في هذه الدعوة ، وانقلوها إلى إخوانكم وناقشوها على أعلى المستويات ، فارجوا أن يكون فيها فائدة
الوقفة الأخيرة : حول الحرص على تفوق الأبناء
إخواني الأصل ان يحرص كل مرء على تفوق أبنائه في الدراسة ، ولذلك يبذل جميع الأسباب الممكنة لحصول ذلك التفوق الدراسي .. وهذا مطلب مهم .. ولكن الأهم من ذلك كله أن يحرص المربي على تفوق أبنائه في الدين والأخلاق ، فالشهادة الدراسية إذا كانت بدون دين واخلاق ، فلا قيمة لها عند الله ولا عند المؤمنين .. فكم من شخص حصل على درجة الدكتوراه فكان وبالا على أمته ، عميلا لأعدائها ، منفذا لمخططاتهم
لابد أن نحرص على تربية أبنائنا تربية إسلامية حقه ، بعيدة عن الإنحلال ، نربيهم على العزة والكرامة والشجاعة ، نربيهم محبة المسلمين ورحمتهم والسعي على خدمتهم .. نربيهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ونصرة دينه ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء به ، نحثهم على ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار ، وفي نفس الوقت نحثهم على التفوق الدراسي والعلمي .. إ خواني الكرام : المرحلة القادمة مرحلة حاسمة في تاريخ الأمة .... الفترة القادمة فترة مواجهة بين قوى الخير والنور وقوى الشر والظلام ، ولا مجال لأنصاف الحلول .. ومسك العصا من الوسط .. لا مكان فيها للضعفاء والجبناء والخونة... فلنحرص نحن على الاستقامة على دين ربنا ، وحث أبنائنا على ذلك
أيها لاخوة في الله هذا ما تسير حول بداية العام الدراسي .. واعتذر للاخوة الذين قد لا يعنيهم هذا الأمر ..من كبار السن ونحوهم .. ولكن حسبي انهم معنا وبإمكانهم نقل تلك الرسائل إلى غيرهم .. كما اعتذر للآباء الذين توجد فيهم بعض السلبيات المذكورة في الخطبة .. والذين آمل أن يعالجوها في المستقبل
وفي الختام أسال لله تعالى أن يجعل عامنا هذا عاما دراسيا موفقا ونافعا للإسلام والمسلمين كما أساله سبحانه وتعالى أن يصلحنا وان يصلح أبناءنا وبناتِنا ، وان يجعلنا جميعا جنودا للحق أينما كنا .. مدافعين عنه بالنفس والمال والولد.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
فتحتالمدارس أبوابها بإذن الله تعالى ، معلنة بدأ الدراسة لهذا العام .أسال الله تعالى ان يجعله عام خير وبركة على الأمة الإسلامية
وعليه فمن المناسب أن تقديم بعض الوقفات ، وقفاتِ تذكير وتحذير وتوضيح .. راجيا من الجميع أخذها بعين الاعتبار
الوقفة الأولى : حول شراء الأدوات المدرسية
أيها الاخوة : الأصل أن أولياء الأمور يشترون تلك الأدوات قبل بدأ الدراسة ، حتى يتخلصوا من الازدحام الشديد الذي يلاحظ في المكتبات ليلة بدء الدراسة وما بعدها ..ولكن الغالبيةَ العظمى من الناس يؤخرون الشراء إلى بداية الدراسة ، كحالهم في رمضان والأعياد وغيرها من المواسم ..( ينتظرون حتى يحتاجوا ثم يغدوا ليشتروا ) .. وهذا يدل على الفوضى في حياة البعض ، وعدم التخطيط للمستقبل ، إضافة إلى عدم احترام البعض للوقت.. وللجميع أرسل هذه التحذيرات
أولا: يحذر الطلاب وأولياء أمورهم من شراء الدفاتر والحقائب وسائر الأدوات التي عليها صور ، سواء كانت صوراَ لحيوانات أو غيرها ، خصوصا تلك الأدوات التي عليها صورُ اللاعبين والمصارعين والفنانين والفنانات ، أو صور تلك الطفلة البريئة ، التي استغلت تجاريا لإثارة الغرائز عند الشباب والشابات .. وأحيانا يوجد على الحقائب وبعض الأدوات المدرسية عباراتٍ محرمة أو ماجنة أو ترمز إلى أشياء لا تناسب المسلميـــــن
التحذير الثاني : من تلك الأدوات ما تحتوي على بعض العناصر السامة ، كبعض أقلام الخط وبعض المساطر والمحايات التي لها روائحُ عطرية أو نحو ذلك
التحذير الثالث: حول الملابس الرياضية ..فعلى ولي الأمر أن لا يشتري تلك الملابس الضيقة والشفافة التي تكشف العورة ، لما في ذلك من المخالفة الشرعية
كما علينا أن نحتاط عند شرائنا للأحذية الخاصة بالرياضة .. ففي السوق كثير من تلك الأحذية الرخيصة والضارة ، والتي تؤثر على عضلات وعظام القدمين ، مما يؤدي إلى تشوهات وضرر في القدمين والساقين وربما العمود الفِقري.. ولذا فينصح بشراء الأحذية الطبية أو تلك التي تراعي وضع القدمين
الوقفة الثانية : حول نقل الأبناء إلى المدارس .. هذا الشغل الشاغل لكثير من الآباء خصوصا في هذه المنطقة
أيها الاخوة : الأصل أن الوالدَ أو الأخ هو الذي ينقل البنين والبنات من البيت إلى المدرسة وبالعكس ، وذلك لما له من الآثار الإيجابية على الطالب نفسيا واجتماعيا
فعلى أولياء الأمور أن يحرصوا على ذلك حرصا شديدا ، ولا يفرحوا إذا وجدوا من يريحهم من ذلك العناء ، أيها الاخوة : كم هو جميل عندما تقوم بإيصال ابنك أو ابنتك إلى المدرسة وتودعهم بابتسامة حانية ، وكلمة رقيقة ، وكم هو جميل أيضا عندما تستقبلهم بعد عناء الدراسة بابتسامة المحب المشتاق.. وكلمات الترحيب والتشجيع.. هذا هو المطلوب... ولكن بعضُ الناس تمنعهم الظروف الشديدةُ بعدم القيام بتلك المهمة ، فيضطر إلى أن يتولى السائقُ مهمةَ إيصال الأولاد ، أو يستأجر لهم من ينقلهم وهنا آمل من الآباء مراعاة ما يلي
أولا: نحرص على أمانة وصلاح من ينقل الأولاد والبنات ، فكم سمعنا من سائق يرفع صوتَ الموسيقى أثناء السير ، ويجلب الدخان للطلاب ، وربما جلب غير ذلك.. وربما مارس معهم بعض الأعمال الدنيئة ، وإذا لم يكن كذلك فانه يسمح للطلاب المنحرفين بممارسة بعض السلوكيات المنحرفة داخل السيارة.. والأشد والأدهى أن ينفرد السائق بإيصال البنت إلى المدرسة أو الكلية .. وكم سمعنا من القصص الموجعة والمخجلة حول هذا الموضوع ..فهناك من السائقين من يأخذ البنت من البيت ثم ينزلها في أحد الأسواق ، أو عند بعض صديقاتها .. وعند انتهاء الدراسة يأتي ليأخذها إلى البيت وكأنها عائدة من الدراسة ، وهناك من السائقين الذين يسمحون للطلاب أو الطالبات بممارسة المنكرات ،وربما شاركوهم فيها .. إلى غير ذلك من المآسي وطبعا الوالدين لا يعرفون عن أي شيء واذا سألهم اي انسان عن ذلك قالوا ... نحن نعلم من هم ابناؤنا ونثق فيهم ونحن ربيناهم على الفضائل ولسنا بحاجة لمراقبتهم . ولذا فينصح عند الاضطرار إلى سائق أن يكون هناك اكثرَ من طالب أو طالبة في السيارة ، ويختار الولي الذين يستحقون المساعدة من ذوي الأخلاق والدين ، ولا يشرط أن يكونوا فقراء .. فمثلا لو أن عندك سائقٌ سوف يقوم بإيصال ابنك أو ابنتك ، فما المانع أن تعرض على أبناء وبنات الجيران أو الأصدقاء بشرط ألا يكون هناك اختلاط .. فتكونُ بذلك قد خدمت جيرانك أو أصدقائك ، وأمنت طريق ولدك أو ابنتك
ثانيا : ما المانع أن يشترك الجيران والأصدقاء في جمعية ، ثم يقومون بشراء حافلة واختيار سائق ثقة ، إلى غير ذلك من الاحتياطات .. وعموما فنقل الطلاب من وإلى المدارس ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض ، فالأمر خطير إذا لم ننتبه له
ثالثا : بعض الآباء قد يحل إشكال النقل بإشكال آخر ، فيشتري لأبنه في المرحلة المتوسطة أو الثانوية سيارة ، بناء على توسلات الابن أو ضغوط الزوجة أو الرغبة في التخلي عن المسؤولية أو غير ذلك من الأسباب . وهذا في الحقيقة خطا تربوي ثبت خطره على ارض الواقع .. فكم من شاب ترك الدارسة أو ضعف تحصيله أو تعرف على مجموعة سيئة بسبب السيارة .. قد يشذ عن هذه القاعدة بعض الصالحين .. ولكن الغالب ما سبق ذكره ..لان السيارة تقرب البعيد .. ويركب مع ابنك من لا تريد.. ثم أنها تصيبه بالغرور فيفرد عضلاته على المعلم وعلى أهل بيته .. وربما على والده ، وهو مازال صغيرا في نظر المجتمع
الوقفة الثالثة في هذا اليوم: هو ضرورة التواصل بين البيت والمدرسة
أيها الاخوة : أن من واجبات ولي أمر الطالب أو الطالبة أن يكون متابعا باستمرار لأحوال أولاده ، بزيارة المدرسة والسؤال عن أحوالهم ، أو على الأقل الاتصال بالمدير أو المرشد الطلابي ، وذلك للاطمئنان على سيرهم في الدراسة ، أو متابعة ما قد يطرأ من سلوكيات غير مرغوبة ، حتى يتمَ علاجُها في وقت مبكر.. ومما يؤسف لها أن بعض أولياء الأمور يهمل الاتصال بالمدرسة ولا ينتبه ألا على جريمة أو فضيحة أو فشل دراسي أو نحو ذلك .. وعندها يلقي اللوم على الآخرين وهو السبب.. ويندم ولكن لا ينفعه ذلك
وبهذه المناسبة : احب أن الفت أنظار الآباء والأمهات إلى أمر مهم عند حصول أمر غير مرغوب فيه .. من فشل دراسي أو غيره.. فاقول : عندما تشعر بسلوك غريب حصل لابنك أو ابنتك .. فعليك ألا تستعجل بمناقشة ابنك .. أو إنزال العقوبة به .. بل عليك أن تتريث ، وتبحث مع الأم أو المدرسة أو بعض الأولاد عن سبب حصول ذلك السلوك السيئ .. فقد يكون هناك ظروفٌ نفسية .. أو اجتماعية أو مالية.. أو صحية أدت إلى ذلك السلوك .. واما إذا كان الطالب متفوقا في الدراسة أو شيء من الأنشطة كالخطابة أو الرياضة أو نحو ذلك .. فربما يكون السبب أصابته بعين حاسد ، سواء من زملائه أو معلميه، وربما كان من أهله وأحبابه
الوقفة الرابعة : حول حال الطالب بعد المدرسة
أخي الأب والخطاب موجه الىالام من باب أولى . اجلس مع أبنائك ولو فترة بسيطة بعد عودتهم من المدارس .. دربهم على الاعتماد على نفسه في المراجعة وحل الواجبات من أول يوم .. ولا تأخذك العاطفة والشفقة .. فتكتب عنهم أو تحضر لهم مدرسا خصوصيا.. فهذا يحطم شخصياتهم ،وينمي فيهم الاتكالية وعدمِ الاعتماد على النفس في المستقبل
أخي الأب : استمع إلى شكوى أبنائك .. حاول أن تعطي ابنك الحلول المناسبة حتى يقوم بحل مشكلته بنفسه ـ فإذا لم يستطع فحاول ان تسعى في حلها بطريقة مناسبة ، بعيدة عن الهجوم والعصبية.. وأحذر من التسرع واتهام المعلمين والطلاب بناء على ما تسمع من أولادك .. فبعض ما يقولون هو مجرد أوهام أو رغبة في الانتقام .. وفي المقابل علينا ألا نهمل تلك الشكوى فقد تكون صحيحة وتؤثر سلبا على الولد إذا لم تحل
أخي الأب : الأولاد بعد المدرسة بحاجة إلى أنشطة إضافية غيرَ ما يمارسونه في المدرسة .. فاحرص على دفع أبنائك إلى حلق تحفيظ القرآن والمكتبات الموثوقة ، ولا تتركهم بدون أنشطة .. فأنت أن لم تشغلهم بالخير اشغلوك بالشر.. فحاول أن تسد فراغَهم بما ينفعهم
أخي الأب..أعلم أن قد تأتي من العمل متعبا من دوام يوم طويل .. وقد تكون ألأم كذلك .. ولكن الأبناء يبقون أمانة في أعناقكم .. لمن يتركون بعد المدرسة ؟؟ أيتركون لوحدهم أو مع غيرهم ممن لهم اثر سلبي عليهم ؟؟ أم يتركون للقنوات الفضائية وأصدقاء السوء ، والخادمة أو السائق .. والفراغ القاتل
كم سمعنا أن بعض الآباء يأتي من العمل متعبا ثم ينام ثم يقوم ويذهب إلى عمل آخر أو إلى أصدقائه ولاياتي ألا متأخرا ..وهكذا تستمر الحال .. وإذا سالت أحدهم عن سبب أعماله لأولاده.. قال أريد أن أؤمن لهم لقمة العيش .. والبعض يقول أتضايق من البيت ومن الزوجة وصراخِ الأطفال فاذهب ارفه عن نفسي .. وكل هذه أعذار غير مقبولة أبدا .. وبعض الآباء يجلسون في البيوت ولكنهم يجلسون بسلبية مفرطة .. فهو أما نائم ..أو قابع أمام التلفاز ينتقل من قناة إلى أخرى حتى ينام ، أو ينتقل بين مجلة وجريدة .. وإذا تكلم أحد من الأولاد أو لعب أو تحرك صرخ عليه الأب وربما ضربه أن مثل هذا الجو من أسباب الفشل الدراسي بل من أسباب الفشل في الحياة بشكل عام.. أولادك بحاجة إليك .. إلى عطفك وحنانك وقربك .. اكثر من حاجتهم إلى الأكل والشرب.. لابد أن يشعروا بأنك قريب منهم في المدرسة وخارج المدرسة ، ولا يشترط ان تتابعهم في كل صغيرة وكبيرة لأن ذلك يحطم شخصياتهم ، ولكن كن قريبا منهم ولو بالسؤال عن أحوالهم .. المهم لا تتركهم في هذه المرحلة فيأتي يوم يتركوك فيه
الوقفة الخامسة : حول دراسة الولد أو البنت خارج المنزل أو داخله
أخي ولي الأمر ..أحذر من كلمة أريد أن أذاكر مع زميلي أو مع زميلتي .. فكم جر هذا العذر من ويلات على الأسر.. فخروجٌ الابنِ أو البنت بعذر المذاكرة مع الزميل أو الزميلة عذر مطاط . ويمكن أن تمارس خلاله الرذائل .. فكم من شخص سمح لابنته بزيارة زميلتها بحجة المذاكرة .. وهو لا يعلم ما يدور داخل بيت تلك الزميلة ، أو غرفتها .. فوقع ما يندى له الجبين .. وإذا كان لابد من المذاكرة مع أحد فلماذا لا تأتى الزميلةُ أو الزميل إلى البيت تحت مرأى ومسمعٍ منك ومن زوجتك
وهنا اوجه نصيحة لمن يدرس ابنه أو ابنته عند المدرسيين الخصوصيين ، فأقول الأصل انك تدع ابنك يعتمد على نفسه ، ولكن إذا اضطر الواحد إلى مدرس خصوصي فعليه أن يختار الرجل الصالح ، وإذا تم الاختيار فليكن مع ابنك اكثر من طالب ، حتى لا تحصل الخلوة ، وحتى تضمن دراسة جادة
ويقال هذا بالنسبة للبنات ، فالأمر فيهن اخطر ، فكم من طالبة خرجت للدراسة عند المدرسة وهي عند غيرها ، وكم من طالبة تأثرت سلبا من مدرستها الخاصة ، والأسوأ من هذا أن هناك رجالا يدرسون بنات المسلمين في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية ،.. كيف يرضى مسلم أن يقوم رجل بالجلوس بجانب ابنته أو أخته البالغة ؟؟ يدرسها ساعة واكثر يقرب منها وتقرب منه ، وتراه ويراها ، وربما كانت بدون حجاب والروائح العطرية تفوح والشيطان معهما حتى و لو كانوا مجموعة .. انه هذا لمنكر عظيم ، دياثة واضحة
الوقفة السادسة : حول ما يجري في نهاية كل عام
أيها الاخوة : نلاحظ في نهاية كلِ عام اضطرابَ حملةِ الثانوية العامة ، وتنقلَهم من جامعة إلى أخرى .. كما نلاحظ كثرةَ التحويل من القسم العلمي إلى الشرعي .. إضافة إلى بعض حالات الفشل في المرحلة الثانوية وما قبلها ، وهذا يدل على عدم التخطيط المسبق لقدرات الشاب أو الشابة ، والمجالات التي تناسب قدراتِ كل منهما
وهنا يُنصح الآباء : أن يدرسوا قدراتِ أبنائهم مع دخولهم للمرحلة المتوسطة حتى يحددوا المجال الذي يبدع فيه ويجيده ، والذي يمكن أن يسلَكه في المرحلة الثانوية .. ثم المرحلة الجامعية .. فكل شخص له إمكانات.. وله قدرات .. ومن الظلم للطالب وللمجتمع أن يُقحم الطالب في مجال لا يناسب قدراتِه العقلية والجسمية والنفسية ...
أيها الاخوة: وهناك أمر مهم .. هل يشترط أن يدخل أبناؤنا كلهم الجامعات ...؟؟ بعض الأبناء ليس لديه الرغبة في التعليم ، وبعضهم ليس لديه القدرة على مواصلة التعليم الجامعي بل الثانوي، فلماذا نزج به في بحر لا يستطيع السباحة فيه .. فلماذا لا يوجه الأبناء بعد انتهائهم من المرحلة المتوسطة إلى المعاهد ، والثانويات المتخصصة.. خصوصا الطالب الذي يلاحظ تدني مستواه التعليمي ، لماذا ندفعه بالقوة إلى الثانوية ، والتي قد يجلس فيها اكثر من ثلاث سنوات والنتيجة اما ترك للدراسة ، والحكم عليه من قبل البعض بالفشل ، ، معدل ضعيف ، ثم لا جامعة تقبله .. وإذا تخرج بعد فترة بتقدير ضعيف أو مقبول فلا عمل يقبله . لماذا لا نختصر الطريق ، ونوجه الأبناء إلى العمل الحرفي ، خصوصا إذا لاحظنا لديه رغبة في ذلك ، حتى يكونَ نفسه مبكرا ، ويكسب صنعة تقيه من الفقر .. ولا عيب في ذلك فأنبياء الله الكرام كان منهم النجار والحداد والتاجر ونحو ذلك
أما يكفينا أننا نشاهد حملة الجامعات من أصحاب التقديرات المتدنية يدورون بشهاداتهم ولا يجدون من يقبلهم ؟؟ وليس لديهم حرفة يعيشون بهـــــــــــــــا
ولكم أن تتخيلوا المأساة .. ( شاب يحمل شهادة جامعية او ثانوية قابع في بيته لعد اشهر او سنوات ، بدون عمل .. وفي المقابل تجد أحد اخواننا الهنود او غيرهم يعمل سباكا او انجارا اوحداد او كهربائيا وبدون شهادة علمية يكسب عدة آلاف في الشهر .. والسبب أن الجامعي ليس معه الا حبر على ورق ، لا يسمن ولا يغني من جوع .. والرجل الثاني لديه حرفة يقتات بها
فكروا في هذه الدعوة ، وانقلوها إلى إخوانكم وناقشوها على أعلى المستويات ، فارجوا أن يكون فيها فائدة
الوقفة الأخيرة : حول الحرص على تفوق الأبناء
إخواني الأصل ان يحرص كل مرء على تفوق أبنائه في الدراسة ، ولذلك يبذل جميع الأسباب الممكنة لحصول ذلك التفوق الدراسي .. وهذا مطلب مهم .. ولكن الأهم من ذلك كله أن يحرص المربي على تفوق أبنائه في الدين والأخلاق ، فالشهادة الدراسية إذا كانت بدون دين واخلاق ، فلا قيمة لها عند الله ولا عند المؤمنين .. فكم من شخص حصل على درجة الدكتوراه فكان وبالا على أمته ، عميلا لأعدائها ، منفذا لمخططاتهم
لابد أن نحرص على تربية أبنائنا تربية إسلامية حقه ، بعيدة عن الإنحلال ، نربيهم على العزة والكرامة والشجاعة ، نربيهم محبة المسلمين ورحمتهم والسعي على خدمتهم .. نربيهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ونصرة دينه ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء به ، نحثهم على ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار ، وفي نفس الوقت نحثهم على التفوق الدراسي والعلمي .. إ خواني الكرام : المرحلة القادمة مرحلة حاسمة في تاريخ الأمة .... الفترة القادمة فترة مواجهة بين قوى الخير والنور وقوى الشر والظلام ، ولا مجال لأنصاف الحلول .. ومسك العصا من الوسط .. لا مكان فيها للضعفاء والجبناء والخونة... فلنحرص نحن على الاستقامة على دين ربنا ، وحث أبنائنا على ذلك
أيها لاخوة في الله هذا ما تسير حول بداية العام الدراسي .. واعتذر للاخوة الذين قد لا يعنيهم هذا الأمر ..من كبار السن ونحوهم .. ولكن حسبي انهم معنا وبإمكانهم نقل تلك الرسائل إلى غيرهم .. كما اعتذر للآباء الذين توجد فيهم بعض السلبيات المذكورة في الخطبة .. والذين آمل أن يعالجوها في المستقبل
وفي الختام أسال لله تعالى أن يجعل عامنا هذا عاما دراسيا موفقا ونافعا للإسلام والمسلمين كما أساله سبحانه وتعالى أن يصلحنا وان يصلح أبناءنا وبناتِنا ، وان يجعلنا جميعا جنودا للحق أينما كنا .. مدافعين عنه بالنفس والمال والولد.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
تعليق