أحبتي
ها قد مر عامان على أحداث الحادي عشر من سبتمبر..
عامان .. و نحن - كأمة - لا زلنا "في ظاهر أمرنا" كما كنا ..
تجذبنا عوامل ضعفنا الى الوراء ..
بينما لا زال خطابنا قادر على صنع الأوهام و دس رؤوسنا .. في جوف الكلمات .. مستعينين بما حبانا الله به من ثراء في لغتنا العربية
شكت منا المنابر .. و جفت المحابر .. و نحن لا زلنا .. نبحث عن أسباب ضعفنا و هواننا على العالم في كل مكان .. إلا داخل أنفسنا .. فإن لم نجد ما نقوله .. أسقطنا عجزنا على غيرنا .. و خرجنا من لوم أنفسنا .. بتضخيم أسباب القوة عند اعدائنا.. و هذا لعمري هو الضعف .. بل ..عين الضعف.
الحل بين أيدينا .. ظاهر جلي .. بيد أن الوهن قد تمكن منا .. و غلبت علينا شقوتنا و أهواؤنا .. غلب علينا حب الشهوات و غرتنا الدنيا بزينتها و بهرجها .. حتى نكاد ننسى أنها ليست بدار مقام
والله لا عزة لنا الا بالاسلام .. ولا نصر لنا الا من عند الله .. و لا بديل لنا عن الاعتصام بحبل الله جميعا و نبذ الفرقة إن كنا نريد الفلاح
كأننا لم نعد نقرأ كتاب الله ..
أين نحن من "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " .. ؟
أين نحن من "وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ" .. ؟
أين نحن من "كم من كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ" .. ؟
أين نحن من "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"؟
أليس لنا من الرحمن عهد .. لجند الله بالنصر المبينا
فلا أم لنا إن لم نصنـــــه .. و فيه عزنا دنيا و دينا
نعلم ان الله قد وعد المؤمنين بالنصر على أحفاد القردة و الخنازير .
قال تعالى:
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا
فهل من عودة صادقة الى الله ..
الى متى و نحن غافلين .. و بقوة أعدائنا واهمين
الله جل جلاله .. اقوى من كل قوة .. و مكره فوق كل مكر
الله يملي للكفار .. ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر
تعليق