بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين خالق الجمال وباسط الرزق على العباد ومسير الجواري على الماء كي تحمل الخير وتجوب البحار وتهاجر إلى كل الدنيا فالحمد ثم الحمد على نعمة الجزال... سرقت فكري هذه الأبيات وسرحت أتأمل الربيع وهو يلبس الأرض حلة ذات بهجة وغصون الدوح تتمايل طربا والعصافير تطير مع فراشات تجعل اللب يعجز عن الوصف ويهيم بفكره الضيق في ملكوت ربي فسبحان الله الخالق العظيم نعم صور شاعرنا هذا الجمال ووصف الرياض والنهر والجواري وهي تجوب أطرافة بحثا عن الرزق ولكنها غرست في شاعرنا فكرة الحديث عن الربيع وجمال إبداع العزيز الجبار فتعالوا أخوتي نعيش مع هذه الأبيات الحسان ...
وشاعرنا هو: صفي الدين الحلي
وهو عبد العزيز بن علي بن سرايا ولد بالحلة على نهر الفرات عام 677


خلع الربيع على غصون البان
حللا فواضلها على الكثبان
ونمت فروع الدوح حتى صافحت
كفل الكثيب ذوائب الأغصان
وتتوجت هام الغصون وضرجت
خد الرياض شقائق النعمان
وتنوعت بسط الرياض فزهرها
متباين الأشكال والألوان
من أبيض يقق وأصفر فاقع
أو أزرق في الخمائل خطوه
والغصن يخطر خطرة النشوان
وكأنما الأغصان سوق راقص
قد قيدت بسلاسل الريحان
والشمس تنظر من خلال فروعها
نحو الحدائق نظرة الغيران
والطلع في خلل الكمام كأنه
حلل تفتق عن نحور غواني
والأرض تضحك والحيا
يبكي بدمع دائم الهملان
فاصرف همك بالربيع وفضله
إن الربيع هو الشباب الثاني
أني ؟ وقد صفت المياه وزخرفت
جنات مصر وأشرق الهرمان
واخضر واديها وحدق زهره
والنيل فيه ككوثر بجنان
وبه الجواري المنشآت كأنها
عند المسير تهم بالطيران
والماء يسرع في التدفق كلما
عجلت عليه يد النسيم الواني