تعتبر الثقافة احدى الركائز الهامة لدفع الشاعر نحو الإبداع ، بل تعتبر الرافد العظيم للموهبة الشعرية الأصيلة ،فالأنتاج الادبي عند الشاعر المثقف ارقى وابقى واشمل من ادب الشاعر الأقل ثقافة .
والله سبحانه وتعالى هيأ لنا في هذا العصر نعمة العلم والمعرفة ، فتوسعت مدارك الشعراء ، وتنوعت مشاربهم ، وسهل الاطلاع على جواهر تراثنا العربي الثمين ، بالاضافة إلى مالديهم من إطلاعات على ثقافات واداب الأمم الأخرى .
فإذا قرأنا او سمعنا قصيدة لأحد الشعراء في وقتنا الحاضر وتطرق في قصيدته لمواقف مضيئه ، مثل ذكر قصص الأنبياء عليهم السلام ، او احداث ومعارك وشخصيات مشهورة في التاريخ الأسلامي المجيد فلا غرابة في ذلك فنحن نعيش في عصر المدارس والجامعات ، وفي عصر القراءة والاطلاع . ولكن لو رجعنا إلى الوراء قليلاً ونظرنا في الأدب العامي في الجزيرة العربية لوجدنا الشعراء لديهم ثقافات محدودة جداً بل اغلبهم اميون ، ويعيشون في مجتمعات منعزلة ، همهم الأكبر الكدح من اجل الحصول على لقمة العيش ، ومع ذلك نجد قصائد قيلت في تلك العصور القاسية تجعلنا نقف كثيراً امامها ، قصائد تحتوي على ثقافات دينية عميقة ، وقصص رائعة من صميم إرثنا الأسلامي العظيم ، ثقافات خرّجتها الفطرة من مدرسة الحياة .
والمتأمل في الشعر العامي الجنوبي يجد ان هناك قصائد كثيرة تتكلم عن قصص وردت في القران الكريم ، وكل شاعر يعرض القصة المستوحاه من القران الكريم بإسلوبه الخاص .
فهذا الشاعر / حسن بن جرادي القرني .. يعرض قصة سليمان بن داود عليهما السلام وكيف ان الله جعل الرياح والطير والجن مسخرة لأمره وتحت تصرفه ، وان الله اعطاه ملكاً لم يعطه احداً سواه ، يقول في قصيدته :
يا جهيل انظر سليمان الهِـوَل ذولا اصل بن داود
يوم ربي هب لكلٍ معجزة واعطـاهُ امر القـوه
ذا ملك حتى الرياح العاصفة تقفي وجابهـــا
ماتهب إلا ان يقل هبّي ولو قـال آقفـي تقـف
قد حكم حتى طيور العرش واهب الجن فالمحباسه
لين قالوا يا سليمـان فكـنا اسلمنا بغير حبـس
حرّم الله ما ملك ملكــه في الدنيا ولا آدمـي
** وهذا الشاعر / خرصان بن حمدان الغامدي .. يتكلم ايضاً عن قصة سليمان عليه السلام ، ولكن تطرق لها من جانب حواره مع الهدهد المذكور في القرآن الكريم ، ويقول :
كانت الطير تمشي تحت راية سليمـان الرسـول
واصبحت ذات يوم إلا فقيه الطيور اصبح ولا امسى
قالت الطير : والله ياسليمــان ما ندري عنـه
قال : خلّوه في شغلـه ولا بد شيـخ الطير ياجـي
انشـده فين يتخلـى وهـذي المغيبه فين كـان
بينمـا كان يتكلــم ولا ون شيخ الطير قبلـه
قال له: فين كنت ، وقال له: كنت في وادي سبـا
قال : وش ريت فيها ، قال : فيها مع بلقيس قـوه
غير ما تعبد إلا الشمس ما تعرف الدين الحنيـف
قال : هذا الكتاب القــه عليهـا وتاجيينا بعلما
ما اصبحت لين كبت قومهـا واقبلت بعروشهـا
** وهذا الشاعر / حامد بن ظافر العمري .. يعرض قصة يوسف عليه السلام مع اخوته عندما رموه في البئر ، وقصيدته طويلة نقتطف منها قوله :
يالله يا ذا اكتفل يوسف فـي الجب واهبـه مامنه
خلف داروا عليه الشور الاخوان واغبوا له مكيدة
يوم كـان الحســد يجتاح نياتهـم والمعسرا
غير من يحفظ الرحمن له فالحيـاة معـاونـي
ثم راحوا إلى يعقوب يبكون في مكــرٍ وحيله
قالوا الذيب صبّحنا واخذ يوسف واحنـا غافلين
واكل لحمه وعظمه ما وجدنا يكن هـذا القميص
إلى آخر قصيدة حامد العمري_ رحمه الله _ المشهورة .
ولكم تحياتي؛؛؛
والله سبحانه وتعالى هيأ لنا في هذا العصر نعمة العلم والمعرفة ، فتوسعت مدارك الشعراء ، وتنوعت مشاربهم ، وسهل الاطلاع على جواهر تراثنا العربي الثمين ، بالاضافة إلى مالديهم من إطلاعات على ثقافات واداب الأمم الأخرى .
فإذا قرأنا او سمعنا قصيدة لأحد الشعراء في وقتنا الحاضر وتطرق في قصيدته لمواقف مضيئه ، مثل ذكر قصص الأنبياء عليهم السلام ، او احداث ومعارك وشخصيات مشهورة في التاريخ الأسلامي المجيد فلا غرابة في ذلك فنحن نعيش في عصر المدارس والجامعات ، وفي عصر القراءة والاطلاع . ولكن لو رجعنا إلى الوراء قليلاً ونظرنا في الأدب العامي في الجزيرة العربية لوجدنا الشعراء لديهم ثقافات محدودة جداً بل اغلبهم اميون ، ويعيشون في مجتمعات منعزلة ، همهم الأكبر الكدح من اجل الحصول على لقمة العيش ، ومع ذلك نجد قصائد قيلت في تلك العصور القاسية تجعلنا نقف كثيراً امامها ، قصائد تحتوي على ثقافات دينية عميقة ، وقصص رائعة من صميم إرثنا الأسلامي العظيم ، ثقافات خرّجتها الفطرة من مدرسة الحياة .
والمتأمل في الشعر العامي الجنوبي يجد ان هناك قصائد كثيرة تتكلم عن قصص وردت في القران الكريم ، وكل شاعر يعرض القصة المستوحاه من القران الكريم بإسلوبه الخاص .
فهذا الشاعر / حسن بن جرادي القرني .. يعرض قصة سليمان بن داود عليهما السلام وكيف ان الله جعل الرياح والطير والجن مسخرة لأمره وتحت تصرفه ، وان الله اعطاه ملكاً لم يعطه احداً سواه ، يقول في قصيدته :
يا جهيل انظر سليمان الهِـوَل ذولا اصل بن داود
يوم ربي هب لكلٍ معجزة واعطـاهُ امر القـوه
ذا ملك حتى الرياح العاصفة تقفي وجابهـــا
ماتهب إلا ان يقل هبّي ولو قـال آقفـي تقـف
قد حكم حتى طيور العرش واهب الجن فالمحباسه
لين قالوا يا سليمـان فكـنا اسلمنا بغير حبـس
حرّم الله ما ملك ملكــه في الدنيا ولا آدمـي
** وهذا الشاعر / خرصان بن حمدان الغامدي .. يتكلم ايضاً عن قصة سليمان عليه السلام ، ولكن تطرق لها من جانب حواره مع الهدهد المذكور في القرآن الكريم ، ويقول :
كانت الطير تمشي تحت راية سليمـان الرسـول
واصبحت ذات يوم إلا فقيه الطيور اصبح ولا امسى
قالت الطير : والله ياسليمــان ما ندري عنـه
قال : خلّوه في شغلـه ولا بد شيـخ الطير ياجـي
انشـده فين يتخلـى وهـذي المغيبه فين كـان
بينمـا كان يتكلــم ولا ون شيخ الطير قبلـه
قال له: فين كنت ، وقال له: كنت في وادي سبـا
قال : وش ريت فيها ، قال : فيها مع بلقيس قـوه
غير ما تعبد إلا الشمس ما تعرف الدين الحنيـف
قال : هذا الكتاب القــه عليهـا وتاجيينا بعلما
ما اصبحت لين كبت قومهـا واقبلت بعروشهـا
** وهذا الشاعر / حامد بن ظافر العمري .. يعرض قصة يوسف عليه السلام مع اخوته عندما رموه في البئر ، وقصيدته طويلة نقتطف منها قوله :
يالله يا ذا اكتفل يوسف فـي الجب واهبـه مامنه
خلف داروا عليه الشور الاخوان واغبوا له مكيدة
يوم كـان الحســد يجتاح نياتهـم والمعسرا
غير من يحفظ الرحمن له فالحيـاة معـاونـي
ثم راحوا إلى يعقوب يبكون في مكــرٍ وحيله
قالوا الذيب صبّحنا واخذ يوسف واحنـا غافلين
واكل لحمه وعظمه ما وجدنا يكن هـذا القميص
إلى آخر قصيدة حامد العمري_ رحمه الله _ المشهورة .
ولكم تحياتي؛؛؛
تعليق