Unconfigured Ad Widget

Collapse

ابو سالم والثور... ..قصه لبن مشري

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الغمر
    مشرف منتدى شعبيات
    • Feb 2002
    • 2328

    ابو سالم والثور... ..قصه لبن مشري

    خلف الشتاء عقب رحيله
    ، سيرة طويلة في عظام أم أبو سالم وأضافت إلى دعائها الملح – بأن يأذن الله بهزيمة البرد – وقتاً سيطول تقتطعه إلى جانب موقد النار، وقالت، كعادتها.. إن شمس مؤخرة الشتاء وطلائع الربيع تكون باردة .
    أما المساحات المحدودة بضيق ، والتي غالباً ما كانت تحيط بالدور فقد نهضت من غبرتها وحولها نباتات خضراء ، وزهور صغيرة ، وأشواك لينة كثيرة، وكانت تغذي الناظر إليها ببهجة ربيعية منشرحة تحت هطول الشمس بعد غياب طويل .

    وكانت الأرض تهيئ أديمها الرطب لتلقي البذور تحت سنة المحراث، وقالت أم أبو سالم :

    (يا ولد الخير.. دلف فينا موسم البذور ، وامتلأت الآبار من مطر الشتاء، واخضر كل عود يابس، وتوفر علف المواشي،.. فإننا نحتاج إلى ثور بسنام سمين، وجهد فحول، نجعله جروراً للمحراث، نزوعاً لماء الغرب من البئر ، فاهبط سوق القرى، واستعن بالله ثم بخبرتك في الشراء .. وفقك الله ودلك على بغيتك).

    أخرجت من شيلتها عقدة مضمومة، فاهملت رباطها، وفضتها عن آخر تجاعيدها .. ريالات معجونة تنفح الدفء والرطوبة وروائح العجوز التي لا تخفى ، وأكدت انها كانت تؤلفها من سابق الزمن، و تنش عنهاالذباب .

    فاض وجه أبو سالم بالرضا، وقبض على دلدول لحيته.. و معطها من الانفعال، حتى اندلق معها نصف شفته السفلى، وتلك لزمة الوعد بالتنفيذ .

    جال في سوق المواشي، حك جلدة رأسه السليمة وفكر ثم قرت عيناه على ثور أحمر تهامي المولد والنشأة ساوم وقاوم في الثمن، غير أن البائع زاد من القيمة القائمة ثمناً للرباط ولـ خزام الأذن، ولم يمانع أبو سالم واستوثق من صاحبه طبع ثوره الذي لا ينطح، ولا يرتح ولا يعصي لآمره أمر المريد .


    فرحت أم أبو سالم بالوافد الجديد، وغزلت على سنامه وأذنه المثقوب كلام المديح، وقامت برغم برد عظامها ، ومسحت بيدها ذات الخاتمين الفضيين المنكسري اللمعة ، على ظهر الثور وكان أبو سالم يهيب بفراسته ، ويفتل شاربيه ، وكأنه هو الذي صاغ سنامه المائل .

    أصبح صبح صبوح ، واقتاد أبو سالم من الرباط رقبة ثوره إلى الأرض، فركب عدة الحرث من أمام السنام، إلى جانب حمارته الرمادية، ورفع عرقة سوط الجلد داعياً الثور نحو العمل، فهز الثور ذؤابة ذيله وتقدم خطوتين ثم .. تسمر كشجرة ضخمة ، نهره أبو سالم لم يزد خطوة، مال على ظهره بوجع السوط فما تحرك سوى أن يؤرجح رأسه كما لو أنه يطرد ذباباً .

    أهمل مقبض المحراث، وتقدم إلى رأس الثور ، وهو يشد بيده على عصا الفأس قائلاً في عصبية جبلية:

    (خيرتك ، فاختر ..تعمل مثلما أريد ، أو ترد لي دراهمي ، وإلا .. )
    لعيونك
  • الجلهمي
    عضو نشيط
    • Sep 2001
    • 485

    #2
    الله اكبر

    ماشاء الله ........ أسلوب قصصي رااااائع وقصة اعجبتني في سردها وتنقل الكاتب بين التفاصيل بكل مرونة ودقة وثقة ...

    الغمر وفقك الله ....... زدنا مما عندك

    تعليق

    • أبو ماجد
      المشرف العام
      • Sep 2001
      • 6289

      #3
      رحم الله عبدالعزيز مشري وأسكنه فسيح جناته

      وسلمت لنا أخي الغمر وسلمت أناملك التي نقلت لنا هذا الإبداع


      ولك مني أجمل تحية .

      أخوك : أبو ماجد

      تعليق

      • عبدالله رمزي
        إداري
        • Feb 2002
        • 6605

        #4
        أخي الفاضل/ الغمر
        بارك الله فيك وفي أسلوبك ..
        الله يعين الثور على العمل والسوق والدياس ...وأذنه المخزومة تفرش له..
        وذكرتني هذه القصة بقصيدة لدغسان أبو عالي رحمه الله يقول:-

        عام لاول خذت لي ثوراُ احمر من حلي
        وأنتجت به عين غنة وليته ما غبي
        يوم رحت البيت لنّه بطول وجحد لي
        جيت باربيه واثر الخطل ماسدّ مأرب
        كلّما جيت ابغي أسوق به وأديس أبا




        عبد الله رمزي
        ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

        تعليق

        • ابن مرضي
          إداري
          • Dec 2002
          • 6171

          #5
          عزيزي الغمر
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          سلمت اناملك على هذه المشاركات المتميزة ، ليت عندي متسع من الوقت لأشارك بقراءة متأنية لهذه القصة الجميلة ، التي فيها من الدلالات الشيء الكثير .

          أشكرك الشكر الجزيل وأنتظر منك المزيد .
          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

          تعليق

          • السروي
            عضو مميز
            • Mar 2002
            • 1584

            #6
            الأخ الفاضل الغمر سلمه الله

            لايستغرب من مثلك أن تكون قراءته متمعنة ، فيستطيع تحديد ماسينال القبول لدى الآخرين ، فعهدتك ذواقاً لكل صنوف الأدب ، وما شاعريتك إلا دليل آخر على سمو مزاجك الثقافي الذي رسم للإبداع طريقاً ، نراك تسابق الكثيرين في مضماره المزدحم ، فتنال مراكزاً متقدمة .

            وإن اختيارك لهذه القصة الجميلة للمرحوم بإذن الله عبدالعزيز المشري ، ماهي إلا شاهد آخر على أن لك من السمات الأدبية الرفيعة نصيب .

            رحم الله هذا القاص الذي لم تغيبه المدنية عن معايشة تراثه المعرفي ، ولم يترفع كغيره عن معانقة اللهجة المحلية التي يجد فيها لذة السرد ، وصدق الإفراد للمعلومة .. وفقك الله أخي الغمر لما يحبه ويرضاه ، وكم نحن في شوق لاختيارات منك قادمة والله الموفق .
            اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

            تعليق

            • العُمري
              عضو مميز
              • Jan 2002
              • 1840

              #7
              شكرا لك اخى الغمر على هذا السرد الجميل للقصه

              على فكره شكلى باخليك تكتب لى معروض والله اعتقد انه مش حيرجع ههههههههه ماشاء الله عليك

              تحياتى لك

              تعليق

              • الغمر
                مشرف منتدى شعبيات
                • Feb 2002
                • 2328

                #8
                اشكركم احبتي على مشاركاتكم التي بحق كانت مصدر سعادتي في هذه الصفحه
                وعموما فكاتب القصه الاستاذ عبدالعزيز ال مشري هو الاولى بالشكر فما انا الا ناقل للقصه وشكر بن مشري احبتي يكون بالدعاء له بالرحمه والمغفره
                اللهم اغفر لنا وله وارحمنا وارحمه وسائر المسلمين

                وان عدنا لقصتنا
                فانني ساختار منها جزئين احاول فيهما الغوص لاعماق المعاني البعيده داعيا البقيه لمناقشتها او الغوص في اعماق فصول قصتنا والتي تشبه المسرحيه ذات الفصول

                اما الجزء الاول الذي سأكتب عنه فهو
                عندما قامت ام ابو سالم باخراج ريالاتها من طرف شيلتها واعطتها لابنها ليشتري ثورا يحرث ويسوق
                وفي هذا يقول بن مشري ان ام ابو سالم بقيت هي كافلة البيت ((ملطوشه من بن مرضي )) رغم ان ابا سالم ابنها متزوج وله ولد ولاكنه لم يفكر في جعل زوجته تحل محل امه ولم يهتز مقامها بل بقيت ذالك التاج التي يتشرف ابنها باخذ الاوامر منها وتنفيذ طلباتها والسعي لارضائها وكأن ذالك شئ فطري في ذالك الابن بل في ذالك المجتمع وبقيت هي السيدة التي تصرف شؤؤن البيت الداخليه

                والجزء الاخر الذي اود الكتابة عنه هو تلك النقاط الاخيره بعد قوله أو ترد لي دراهمي ، وإلا ..
                فماذا اراد ابو سالم ان يقول وعن ماذا تراجع ابو سالم
                اراد ان يقول والا ذبحتك فيالها من خساره ويا لسواد وجهه مع امه وهو صاحب تلك الثقه المفرطه في البدايه ويا لفضيحة ابي سالم بين اهل قريته
                كأني اراه فاقدا لاعصابه قد اسمع لاسنانه صوتا من كثرة احتكاكها في بعضها
                وقد يكون ابو سالم اراد ان يقول والابعتك وعندها تذكر ان الثور ولاشك قد عرفه اهل السوق فهم مثل شريطية السيارات ((يعرفون السياره التي تنزل للمعارض مرتين )) وسيطلقون عليه المثل الذي يقول لوكان يحرث ما باعوه
                وسيواجه نفس المصير من سواد الوجه والفضيحة مع امه وقريته وسيخسر لامحاله

                الجلهمي اشكر حضورك ولن نبخل بما نستطيع
                ابو ماجد انت اقدر مني على اتحافنا بمثل هذه القصص
                بن رمزي هذه القصيده هي نفس القصه فمن اخذها من الاخر
                بن مرضي ومثلك لا ارضى منه باقل من ان يتحفنا بالغوص في اعماق التراث
                السروي انفض الغبار عن ذاكرتك فنحن نحتاج لذاكرة ابو علي النشطه
                العمري يظهر انك راعي محاكم وكل يوم ولك معروض تشتكي فيه واحد من الجماعه عموما انا ناقل
                ولست كاتبا للقصه
                لعيونك

                تعليق

                Working...