لاشك أيها الإخوة أن الإختصار مع إيصال المعلومة كاملة ، يعد فناً بديعاً وموهبة من أجمل مايؤتاه الكاتب أو المتكلم ، ولكننا نجد البعض يحلو لهم الإسهاب في سرد مايودون إيصاله من خلال أحاديثهم أو كتاباتهم ، ومن يبتلى بهذه الصفة فإنه لايستطيع الفكاك منها ، ولن أجافي الحقيقة لو قلت بأنني أحد أولئك الذين لايجيدون الإختصار في كتاباتهم ، وهذا مايجعلني أحجم في كثير من الأحيان في تناول بعض الطروحات ؛ لأنه في ذات الوقت الذي سأكتب حول أمر ما ، أربع صفحات مقاس (a4 ) وقد لاأوفق في إيصال ماأود إيصاله ؛ فإن غيري يستطيع أن يكتب عن ذات الموضوع فيما لايتجاوز نصف صفحة ، وبحد أقصى صفحة كاملة ، كما أنني من خلال الحديث مع أي شخص أكثر من التمطيط والدوران حول صلب الموضوع ، ولكنني لاأتوصل إلى الجوهر بطريقة مختصرة وخالية من التمليل ، وقد يكون للصوت وتعابير الوجه دور بارز في ذلك .
كما أن الإختصار يعتبر إبداعاً وتميزاً لايحسنه إلا القليل من الناس ، وهذه الفئة أنا أعتبرها أوتيت كنزاً يجب عليها التمسك بمفاتيحه بكل ماأوتيت من قوة ، ومن باب الشيء بالشيء يذكر ، فإنني أتذكر مقالة صغيرة قالها شخص مبدع لزميلة ، وهذا الشخص على ماأعتقد أنه من كاتب أجنبي ، فقد أرسل رسالة لصديقه يخبره فيها عن أمر ما ، فكتب له صفحة كاملة ، وذيلها بالتالي : ( صديقي العزيز : آمل أن تعذرني على الإطالة ؛ لأنه لم يكن لدي الوقت الكافي لأوجز لك ما أحببت إطلاعك عليه ) .
من هذا المنطلق يتبين لنا أن الإيجاز أمر صعب وشاق للغاية ـ فهذا الرجل أطال لأنه لايملك الوقت الكافي للإختصار ، وهذا يدلنا على أن الإيجاز يحتاج إلى وقت كافٍ يمارس فيه الكاتب فنه الذي أوتيه ، ويستطيع إيصال مايود إيصاله بأقل العبارات وأدقها .
وقد يتساءل أحدكم لماذا يتحدث السروي عن هذا الأمر ؟ والإجابة أيها الإخوة هي أنني بعد أن تفضل علي مخرج الإجتماع الحبيب إلى قلبي ( مالك الحزين ) وقدم لي نسخة منه ، وبعد اطلاعي عليه تمنيت لولم أحضر ذلك الإجتماع ، أو أنني بقيت صامتاً لكي لاأخدش جمال تلك المداولات الهادئة بشطحاتي التي لم أرى لها من داعي ، فلم أوصل معلومة ، ولم أتمتع بالصمت فكنت كصاحب الجباعة ، ولمن لايعرف قصة صاحب الجباعة ، هي أن أحد الأعراب كان له إبن كثير الإطالة في الحديث ، فجاء له يوماً فقال له : يابني هلا أختصرت الكلام إذا لاتحسن الحديث ، فقال : نعم ، أفعل إن شاء الله تعالى . فذهب الأبن ذات يوم إلى السوق واشترى ثياباً ثم عاد إلى داره وبيده الثياب ، فقال له والده : ما هذا يابني ؟ فقال : جباعة ، فقال الوالد : وما جباعة من كلام العرب ؟ قال الأبن : جبة ودراعة ( أراد الأختصار ) ، فقال الوالد : ومن أين اشتريتها ؟ قال : من سوق ، فقال الوالد : يابني أضف الألف واللام ، قال : من سوقال ، فقال الوالد : يابني قدم الألف واللام ، قال : ألف لام من سوق ، فقال الوالد : مايمنعك من أن تقول من السوق ؟! قاتلك الله ، والله إنك ما أردت إلا الإطالة .
لذلك فالنصيحة التي يمكن ذكرها هنا هي أن يحرص الإنسان على الأختصار ، وعدم ذكر التفصيلات غير المهمة ، لاسيما مع الذين ليس لديهم الوقت الكافي للأستماع أو القراءة والله الموفق .
كما أن الإختصار يعتبر إبداعاً وتميزاً لايحسنه إلا القليل من الناس ، وهذه الفئة أنا أعتبرها أوتيت كنزاً يجب عليها التمسك بمفاتيحه بكل ماأوتيت من قوة ، ومن باب الشيء بالشيء يذكر ، فإنني أتذكر مقالة صغيرة قالها شخص مبدع لزميلة ، وهذا الشخص على ماأعتقد أنه من كاتب أجنبي ، فقد أرسل رسالة لصديقه يخبره فيها عن أمر ما ، فكتب له صفحة كاملة ، وذيلها بالتالي : ( صديقي العزيز : آمل أن تعذرني على الإطالة ؛ لأنه لم يكن لدي الوقت الكافي لأوجز لك ما أحببت إطلاعك عليه ) .
من هذا المنطلق يتبين لنا أن الإيجاز أمر صعب وشاق للغاية ـ فهذا الرجل أطال لأنه لايملك الوقت الكافي للإختصار ، وهذا يدلنا على أن الإيجاز يحتاج إلى وقت كافٍ يمارس فيه الكاتب فنه الذي أوتيه ، ويستطيع إيصال مايود إيصاله بأقل العبارات وأدقها .
وقد يتساءل أحدكم لماذا يتحدث السروي عن هذا الأمر ؟ والإجابة أيها الإخوة هي أنني بعد أن تفضل علي مخرج الإجتماع الحبيب إلى قلبي ( مالك الحزين ) وقدم لي نسخة منه ، وبعد اطلاعي عليه تمنيت لولم أحضر ذلك الإجتماع ، أو أنني بقيت صامتاً لكي لاأخدش جمال تلك المداولات الهادئة بشطحاتي التي لم أرى لها من داعي ، فلم أوصل معلومة ، ولم أتمتع بالصمت فكنت كصاحب الجباعة ، ولمن لايعرف قصة صاحب الجباعة ، هي أن أحد الأعراب كان له إبن كثير الإطالة في الحديث ، فجاء له يوماً فقال له : يابني هلا أختصرت الكلام إذا لاتحسن الحديث ، فقال : نعم ، أفعل إن شاء الله تعالى . فذهب الأبن ذات يوم إلى السوق واشترى ثياباً ثم عاد إلى داره وبيده الثياب ، فقال له والده : ما هذا يابني ؟ فقال : جباعة ، فقال الوالد : وما جباعة من كلام العرب ؟ قال الأبن : جبة ودراعة ( أراد الأختصار ) ، فقال الوالد : ومن أين اشتريتها ؟ قال : من سوق ، فقال الوالد : يابني أضف الألف واللام ، قال : من سوقال ، فقال الوالد : يابني قدم الألف واللام ، قال : ألف لام من سوق ، فقال الوالد : مايمنعك من أن تقول من السوق ؟! قاتلك الله ، والله إنك ما أردت إلا الإطالة .
لذلك فالنصيحة التي يمكن ذكرها هنا هي أن يحرص الإنسان على الأختصار ، وعدم ذكر التفصيلات غير المهمة ، لاسيما مع الذين ليس لديهم الوقت الكافي للأستماع أو القراءة والله الموفق .
تعليق