Unconfigured Ad Widget

Collapse

هل تدرون ماذا تعني الهدية .. تفضلوا لتعرفوا ..

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الجاسر
    عضو نشيط
    • Dec 2002
    • 401

    هل تدرون ماذا تعني الهدية .. تفضلوا لتعرفوا ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...‏

    مع أنه قد طاف العالم حتى لا يكاد يجد في الخريطة دولة جديدة .. وركب الطائرات حتى عادت بالنسبة له كأنها سيارات ....

    إلا أن زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة .. وبعد عشرين سنة من زواجهما .. ومن أين !ّ؟ وإلى أين !؟ .. من الظهران إلى الرياض ..

    ومع من !؟ .. مع أخيها القروي البسيط الذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع فأخذها بسيارته القديمة من الرياض إلى الدمام ..
    وفي العودة رجته بكل ما تملك أن تركب الطائرة .. قبل أن تموت .. أن تركب الطائرة التي يركبها دائماً زوجها خالد والتي تراها في السماء وفي التلفزيون ..

    فاستجاب أخوها لندائها وقطع لها تذكرة .. وأرفق معها ابنها محرماً لها وعاد هو وحيداً بسيارته القديمة تهتز به المشاعر والسيارة ..

    وفي تلك الليلة لم تنم سارة .. بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد ساعة عن الطائرة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجباتها وكيف طارت في الفضاء ..

    طارت !!! تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر .. مدهش! ومزهر ومسكون بالبشر ... وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ..
    ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة .. حتى ابتدأت في وصف الدمام والرحلة إلى الدمام من بدئها لختامها
    والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها ..
    والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام في رحلة الذهاب أما رحلة الإياب فكانت في الطائرة .. الطائرة التي لن تنساها إلى الأبد ..

    واستقعدت على ركبتيها كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة مارأت من شوارع و متاجر و بشر و حجر و رمال و مطاعم ....

    وكيف أن البحر يرغي ويزبد كأنه جمل هائج
    وكيف أنها وضعت يديها هاتين .. هاتين في ماء البحر, وذاقته فإذا به مالح .. مالح ..
    وكيف أن البحر في النهار أسود وفي الليل أزرق

    ورأيت السمك يا خالد !!! رأيته بعيني يقترب من الشاطئ , وصاد لي أخي سمكة ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية .. كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها ..

    ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر ؟ رأيت الأطفال يبنون , يووووه نسيت يا خالد ..

    ونهضت فأحضرت حقيبتها ونثرتها وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا ...!!!

    وقالت هذه هديتي إليك

    وأحضرت لك يا خالد " شبشب " تستخدمه في الحمام ..


    هنا ....!!!!

    كادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة .. نعم لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها ..

    فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية ..
    وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم , ولم يأخذها معه مرة

    لأنها في اعتقاده جاهلة ... !! لا تقرأ ولا تكتب

    فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر , ولماذا يأخذها معه ,

    ونسى .. نسى أنها إنسانة .. إنسانة أولاً وأخيراً .. وانسانيتها الآن تشرق أمامه وتتغلغل في قلبه وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه ..

    فما أكبر الفرق بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد ..

    وبين

    الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة ..

    إن " الشبشب " الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها , فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر ..

    فأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة التي تغسل ثيابه وتعد له أطباقه وأنجبت له أولاده وشاركته حياته وسهرت عليه في مرضه .. كأنما ترى الدنيا لأول مرة , ولم يخطر لها يوماً أن تقول له اصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافر لأنها المسكينة تراه (فوق) .. بتعليمه وثقافته وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولاقلب .. أحس بالألم وبالذنب .. وبأنه سجن إنسانة بريئة .. لعشرين عاماً ليس فيها يوم يختلف عن يوم ..

    فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين ..

    قال لها : أحبك ..

    قالها من قلبه .. وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة وتوقفت شفتاها عن الثرثرة , وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة وألذ ..

    رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج , بدأت بكلمة .. بكلمة صادقة .. فانهارت باكية ..

    انتهت القصة

    و ق ف ة :

    عندما كنت أنقل لكم القصة وأقوم بالتعديل والتنسيق .. كانت الأفكار تتزاحم في ذاكرتي .. تُزاحم الأرقام التي تربعت في هذه الذاكرة الضعيفة .. حتى إذ انتهيت من القصة .. وأردت أن أكتب تعليقي لم أجد غير الأرقام التي تسبح في الذاكرة .. فلملمت أوراقي وغطيت قلمي .. وانسحبت ...!!!


    والسلام ختام
    [align=center][/align][align=center][/align]
  • ابو عبدالمحسن
    عضو مميز
    • May 2002
    • 1041

    #2
    Re: هل تدرون ماذا تعني الهدية .. تفضلوا لتعرفوا ..

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجاسر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...‏

    و ق ف ة :

    عندما كنت أنقل لكم القصة وأقوم بالتعديل والتنسيق .. كانت الأفكار تتزاحم في ذاكرتي .. تُزاحم الأرقام التي تربعت في هذه الذاكرة الضعيفة .. حتى إذ انتهيت من القصة .. وأردت أن أكتب تعليقي لم أجد غير الأرقام التي تسبح في الذاكرة .. فلملمت أوراقي وغطيت قلمي .. وانسحبت ...!!!


    والسلام ختام
    ــــــــــــــــــــــ
    وهنا أخي وسيدي الجاسر .. لم أجد تعليقاً لأكتبه ..
    فسألملم أوراقي وأغطي قلمي لأعلن إنسحابي معك ..

    شكراً لك
    لا تتجاهلن أحداً :
    لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

    تعليق

    • أبو ماجد
      المشرف العام
      • Sep 2001
      • 6289

      #3
      الأخ الفاضل : الجاسر ........وفقه الله

      كم يقسو الرجل في أحيانٍ كثيرة على زوجته وشريكة حياته بحجة مشاغل الحياة والمسئوليات والالتزامات ، ففي خضم مشاغله ومسئولياته يغفل عن إضافة لمسة حانية على زورق حياة أسرته الصغيرة ، وأقول هنا يغفل ولا أقول يتعمد فإذا تعمد التقصير فهذه كارثة ستدفع ثمنها أسرته بجميع أفرادها بمن فيهم هو نفسه.

      قال رسولنا الكريم " تهادوا تحابوا " أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وقال " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

      أشكر لك إطلاعنا على هذه القصة وأرجو أن يكون لها صدىً في نفوس جميع من يطلع عليها .

      أخوك : أبو ماجد

      تعليق

      • الجاسر
        عضو نشيط
        • Dec 2002
        • 401

        #4
        أخي أبو عبدالمحسن ...

        بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...

        كأني أخي لمحتك على قارعة الطريق تسير منهكاً مثقلاً بالهموم ... تردد ماذا سأكتب وكيف سأترجم ما بداخلي ...

        لذا ...

        أقول لك لا داعي أخي .. فما بداخلك .. وصل .. أعرف أنك لم ولن ترضى لمثل ما حدث لسارة من زوجها خالد ...

        وأعرف أنك رجل يعرف ويقدر معنى الزوجة ... ويحفظ لها قدرها ..

        تحياتي لك أخي وشكراً لمداخلتك ..

        والسلام ختام
        [align=center][/align][align=center][/align]

        تعليق

        • الجاسر
          عضو نشيط
          • Dec 2002
          • 401

          #5
          أخي العزيز أبوماجد ...

          بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...

          أخي .. جزاك الله خيراً على الحضور ..

          حضورك في هذه القصة القصيرة .. يدعم وجودها بما ذكرت لنا من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..

          أبوماجد ... ليت كثيراً من الرجال يكونون مثلك في تفهم مسئولياتهم تجاه نسائهم ...

          تحياتي لك أخي وشكراً لمداخلتك ..

          والسلام ختام
          [align=center][/align][align=center][/align]

          تعليق

          Working...