Unconfigured Ad Widget

Collapse

السحر والجن والحسد

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو جمل
    عضو مشارك
    • May 2002
    • 198

    السحر والجن والحسد

    السحر والجن والحسد
    النشرة
    السحر من أعظم الآفات التي تصيب المجتمعات وتزرع بين أفرادها العداوة والبغضاء ، فكم جر السحر من بلايا ومصائب على من يصيبهم ، فهذا فُرِّق بينه وبين زوجته ، وذاك لا يستطيع العمل ولا يقدر على كسب قوته ، وهذا


    التنجيم
    دأب البشر منذ القدم على الولع بمعرفة الحوادث المستقبلة عن الكون والإنسان ، وسلكوا في سبيل نيل هذه المعرفة طرقا شتى كالاستعانة بالجن ، وممارسة نوع من الرياضات الذهنية والبدنية ، وملاحظة حركة الطير ، وحركة


    حكم إتيان الكهان
    كانت الكهانة منتشرة عند العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان للكهان منزلة ومكانة عند الناس ، لما يعتقدونه فيهم من علم الغيب والإخبار به ، فكان الناس يقصدونهم لحل مشاكلهم ، ويرفعون إليهم

    من أخبار الجن

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد ،،
    فإليك بعض الفوائد الطريفة، والمعلومات اللطيفة، مؤيدة بالأدلة والآثار والأخبار
    أولاً : نظرة الجن وإصابة بني آدم بالعين
    العين عينان : عين إنسية وعين جنية ، وقد صح عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة - أي موضع يخالف لونه لون الوجه - فقال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة) متفق عليه .
    والمعنى أن بها عينا أصابتها أنفذ من أسنة الرماح .

    ثانياً : عرش إبليس على البحر

    أخرج الإمام مسلم رحمه الله من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه فيفتنون الناس ، فأعظمهم عنده منزلة أعظهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ! ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول: نِعْم أنت أنت ) .
    فاحذر يا أخي مكائد الشيطان ومكره ، ولا تغضب إلا لله عز وجل ، واغلق منافذ الشيطان إلى قلبك ونفسك وعقلك بالعلم والعمل والتقوى والمجاهدة وصحبة الصالحين .

    ثالثاً: الشيطان يحضر كل شأن من شؤون الإنسان
    أخرج الإمام مسلم رحمه الله من حديث جابر رضي الله عنه قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء ، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها ، وليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) .

    رابعاً: الشيطان يحضر جماع الرجل أهله أخرج البخاري و مسلم رحمهما الله في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً ) .
    قال ابن جرير في تهذيب الآثار - وذكر السند إلى مجاهد -قال: إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه . فذلك قوله تعالى : {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} (الرحمن:56) .

    خامساً: الشيطان يحضر المولود حين يولد
    في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسه إياه إلا مريم وابنها ) وفي رواية عند مسلم : ( إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان ) قال أبو هريرة أقرءوا إن شئتم {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } وفي لفظ عند البخاري ، ( كل بني آدم يطعن الشيطان في عينيه بإصبعه حين يولد إلا عيسى بن مريم ، ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) .


    العلاقة بين الإنس والجن
    فهذه بعض الروايات والقصص المتعلقة بالجن ، والتي تكشف عن العلاقة بين الجن والإنس ، وتأثير بعضهم على بعض
    أولاً : تأثير القرآن والذكر في أبدان الجن وفرارهم من ذلك
    · روىابن أبي الدنيا : عن قيس بن الحجاج قال : قال شيطاني دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا فيك اليوم مثل العصفور، قال قلت : ولم ذاك ؟ قال تذيبني بكتاب الله عز وجل .
    · وعن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال : شيطان المؤمن مهزول .

    ثانيا: بيان صرع الجن للإنس :
    · قال الشيخ أبو العباس بن تيمية رحمه الله : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق، كما يتفق للإنس مع الجن ، ..... وقد يكون - وهو الأكثر- عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس ، أو يظنوا أنهم يتعمدون أذاهم إما ببول على بعضهم ، وإما بصب ماء حار ، وإما بقتل بعضهم وإن كان الإنس لا تعرف ذلك .
    وفي الجن ظلم وجهل فيعاقبون من أساء إليهم بأكثر مما يستحقه، وقد يكون عن عبث منهم وشر مثل سفهاء الإنس .
    وعمل الجن وأذاهم للإنس إما يكون من المحرمات التي حرمها الله على الجن والإنس، وإما أن يكون فحشاً وظلما بالإكراه .
    فعلى كل حال حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فوق الجن والأنس، وحجة على جميع الخلق .
    ثالثاً: الطاعون من وخز الجن
    روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فناء أمتي بالطعن والطاعون قالوا : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخز أعدائكم من الجن ، وفي كلٍّ شهادة ).

    رابعا: الاستحاضة ركضة من ركضات الشيطان
    روى أبو داود وأحمد والترمذي وصححه من حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها قالت : كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه ، فقلت : يا رسول الله إني استحيض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها ، قد منعتني الصلاة والصيام ؟ فقال : ( أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم ، قالت هو أكثر من ذلك قال : فاتخذي ثوباً ، قالت : هو أكثر من ذلك فقال فتلجمي قالت : إنما أثج ثجاً ، فقال لها : سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال لها : إنما هذه ركضة من ركضات الشياطين ، فتحيضين ستة أيام أو سبعة في علم الله .. الخ) .
    · وما أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنه في قصة فاطمة بنت حبيش من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما ذلك عرق ) لا ينافي قوله: ( إنما هذه ركضة ..) لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف، وله به اختصاص زائد عن عروق البدن جميعها ، ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها، ويسمون ذلك باب النزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم.
    نسأل الله عز وجل أن يعصمنا من السحر والسحرة

    الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة

    قد يختلط على البعض الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة ، حتى يظنوا أنها شيء واحد .
    وفي هذا المقال نحاول أن نبين أهم الفروق بين تلك الأمور ، فالمعجزة : أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي أو رسول تحدياً للمنكرين ، و عظة للمؤمنين ودلالة على صدق النبي ورسالته.
    مثل : سلب صفة الإحراق من النار التي ألقي فيها نبي الله إبراهيم عليه السلام ، حيث قال الله عز وجل : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (الأنبياء:69) . ومثل عصا موسى عليه السلام التي حولها الله إلى حية تسعى تبطل سحر سحرة فرعون .
    (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طـه:69) .

    وأما السحر فقد عرفنا في مقال سابق أنه تمويه وتخييل ورقى وعزائم وصلة بالجن والشياطين وخداع للأعين وتدجيل .

    وأما الكرامة فهي مثل المعجزة إلا أنها غير مقرونة بدعوى النبوة وغير واقعة من نبي ، بل من عبد صالح ، وصاحبها يحرص على إخفائها .
    والمعجزة باقية إلى قيام الساعة ، و تتقبلها النفوس المنصفة غير المعاندة طواعية بغير إكراه ، باقتناع وعقلانية بخلافة السحر وما يأتي به الساحر باطل وزائل وخداع منكشف ومفضوح .

    ومن الكرامات الثابتة بالقرآن الكريم : قصة الكهف التي فصلها القرآن في سورة سميت باسم ( الكهف )
    وقصة مريم بنت عمران حيث ذكرها القرآن في أكثر من سورة ومنها سورة مريم .

    وقصة عزير التي أوضحها القرآن في سورة البقرة (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) (البقرة:259) .
    وغيرها من القصص القرآني والنبوي الكثير الكثير ..

    وقد ورد في السنة كرامات كثيرة ، ففي صحيح البخاري وغيره ، في كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل كرامات كثيرة وفي كتب السير والتاريخ والعقائد أيضا كرامات كثيرة ، و لابن تيمية كتاب الفرقان بين أوليا ء الرحمن وأولياء الشيطان .
    و قد حدتت كرامات للصحابة والتابعين ومن بعدهم .

    فمن كرامات الصحابة ما ورد في الصحيح أن أبأ بكر الصديق رضي الله عنه ذهب بثلاثة ضيوف معه للبيت فجعلوا لا يأكلون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها ، فشبعوا والطعام أكثر مما كان فرفعها أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل منها أقوام كثيرون .

    ونداء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان له جيش في نهاوند من بلاد العجم وكان أميره سارية وكان العدو كامنا في أصل الجيل ولا يعلم به جيش المسلمين فنادي عمر وهو على المنبر في المدينة يخطب يوم الجمعة : يا سارية الجبل الجبل فسمعوا صوته فنجاهم الله . [ الإصابة لابن حجر].

    علاج السحر
    السحر حقيقة واقعة لا شك فيها ، أخبر القرآن عنها وأنها من عمل الشياطين ، فقال تعالى : { يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت }( البقرة 102)

    وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سُحر فكان يُخيل إليه أنه يفعل الشئ ، وما يفعله ، فدعا الله فشفاه مما نزل به .
    وجاء الشرع الحنيف بالرقية - وهي التعوذ - كعلاج لهذا الداء ، و ذلك بقراءة المعوذات وسورة الفاتحة وغيرها من الآيات والأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم .

    وقد صح عنه صلى عليه وسلم أنه كان ينفث على يديه بالمعوذات ، ويمسح بهما وجهه - و النفث النفخ الخفيف مع شئ الريق - وعند مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال : ( رخص لنا رسول الله في الرقى ) .

    وفي مقالنا التالي نذكر بعضاً من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة ، التي يقع بها النفع بإذن الله إذا قرئت عند وجود السحر فمن ذلك :
    قراءة آيات وأحاديث الرقية في أذن المريض وهي :
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.

    أعوذ بالله العظيم وبوجهة الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
    سورة الفاتحة .
    الآيات الخمس الأول من سورة البقرة
    وآية 102 من سورة البقرة { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } (البقرة:102: 105 )

    { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } (البقرة: 163 :164).

    { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة:286)

    { اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (البقرة:255)

    والآيتان من سورة آل عمران { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ...... } (آل عمران:18:19 )

    والآيات من سورة الأعراف{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ والأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .....} ( الأعراف : 54 - 56)

    والآيات من سورة الأعراف { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ........} (117ـ 122: الأعراف)

    والآيتان { فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ.......} (يونس: 81 ـ 82).

    والآية { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } (طـه:69) .

    والآيات من سورة المؤمنون { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ*وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ* وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } (المؤمنون: 115- 118)

    والآيات من سورة الأحقاف { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ............ } (الأحقاف: 29إلى 32)

    والآيات العشر الأول من سورة الصافات { والصافّات صفّاً فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً*فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً*إنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ*ربُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ*إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ*وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ*لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الأعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ* دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ* إلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } ( الصافات :1 إلى 10)

    والآيات من سورة الرحمن { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطَانٍ. .......} (الرحمن:33 إلى 36)

    والآيات من سورة الحشر { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (الحشر: 21إلى 24)

    والآيات التسع الأول من سورة الجن { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً.............. فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً } (الجـن:1إلى 9 )

    وسورة الإخلاص { قل هو الله أحد* الله الصمد *لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد }

    وسورة الفلق { قل أعوذ برب الفلق* من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد* ومن شر حاسدا إذا حسد } .

    وسورة الناس { قل أعوذ برب الناس* ملك الناس * إله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس } .

    وبعد قراءة هذه الآيات إما أن يصرع المريض وينطق الجني على لسانه .
    فيسقي المريض من الماء المقروء عليه حتى تزول الآثار والأعراض .
    ويطلب من المريض المداومة على قراءة آيات الرقية أو سماعها من شريط .
    وإما أن يشعر المريض بعد القراءة بدوخة أو رعدة أو انتفاضة أو صداع شديد أو أوجاع مفاجئة في مكان ما من الجسم فيعيد قراءة الرقية مرة ثانية وثالثة ويشرب من الماء المقروء عليه ، ويستمر على ذلك ثلاثة أيام أو سبعة أيام أو تسعة أيام .
    ولو سمع سورة الصافات كلها من شريط أو قرأها أو قرئت عليه وكذلك تكرار آية الكرسي مراراً كثيرة ، فذلك سبب كبير لزوال آثار الأذى والسحر .

    وقد لا يشعر المريض بشيء أثناء الرقية فيسأل من الأعراض مرة ثانية فإن لم يجد معظم الأعراض متوفرة فليس بمسحور ويمكن التأكد بقراءة الرقية ثلاثة مرات.

    و عليه أن يكثر من قول :لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحتى لا يجدد الساحر سحره ، فينبغي على المريض إذا عافاه الله وشفاه أن يحافظ على الصلوات الخمس في جماعة ويحافظ على صلاة الجمعة ، ويحافظ على الوضوء دائماً وخصوصاً قبل النوم ، ويحافظ على قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي و المعوذات قبل النوم ، ويحافظ على الاستعاذة والبسملة في دخوله وخروجه من البيت أو من الخلاء ، ويحافظ على قول لا إلا الله وحدة لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير مائة مرة بعد الفجر.

    ويحافظ على قراءة القرآن كل يوم أو سماعه .ويحافظ على أذكار الصباح والمساء .
    ويحافظ على صحبة الصالحين والصادقين .

    ويبتعد كل البعد عن الكبائر والصغائر من الذنوب ويبتعد عن سماع الأغاني والموسيقي ، ويبتعد عن أصحاب السوء والسهرات الغافلة .

    ولا يخبر أحداً من الناس بما هو فيه وبعلاجه حتى يشفيه الله عز وجل ويحفظه من كل شر وأذى ومكروه .

    فبقراءة الآيات التي سقناها والأدعية المأثورة التي أوردناها ، يحصل العلاج من السحر بإذنه تعالى ، وذلك أن الله سبحانه وتعالى ما أنزل من داء إلا وأنزل معه دواء ، وقد أوضح لنا ديننا الحنيف كيفية العلاج من السحر ، وأرشدنا إليه ، فلنحرص على التمسك بما صح من ذلك ، ولنبتعد عن كل ما نهى عنه شرعنا الحنيف .
    فعلى المؤمن أن يكون على يقين تام ، أن ما شرعه الله وسنه رسوله من دواء لا يكون الشفاء إلا به ، وفي الدعاء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم قوله : اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، لا يغادر سقماً ...

    تحذير النبي أمته من تسلط الشياطين
    كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم أمته ما ينفعهم ، وتحذيرهم مما يضرهم ، وبيان تربص أعدائهم بهم ، ولما كان الشيطان أعدى أعداء الإنسان وخصومه ، بين صلى الله عليه وسلم المواطن والأحوال التي يتسلط فيها الشيطان على الإنسان ويكثر فيها شره ، فمما ذكره صلى الله عليه وسلم في هذا إخباره عما يلي :
    انتشار الشياطين في جنح الليل وتعرضهم للصبيان
    فقد ورد في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان جنح الليل وأمسيتم فكفوا صبيانكم ، فإن الشيطان ينتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة عن الليل ، فخلوهم وأغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله تعالى ، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله عز وجل، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابحكم ) وفي رواية ( فإن الشيطان لا يفتح غلقاً ).
    فخذوا يا عباد الله بوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحافظوا على أولادكم من مس الشيطان وأذاه ، فقد كثر ذلك في هذه الأيام بسبب جهل الناس، وبعدهم عن الله عز وجل وعن دينه الحنيف، وأغلقوا أبوابكم ذاكرين الله عز وجل ، وغطوا آنيتكم وأنتم ذاكرون الله تعالى، وأطفئوا مصابحكم وبخاصة تلك التي تشتعل بالزيت ويمكن أن تسبب في حال نوم أهلها الحرائق عن طريق الفأرة وغيرها .
    عدم قيلولة الشياطين
    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى : كان أبي ينام نصف النهار شتاء كان أم صيفاً ويأخذني بذلك ويقول : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ، وقال جعفر بن محمد رحمهما الله تعالى : نومة نصف النهار تزيد في العقل وكانوا يستعينون بنومة الضحى على قيام الليل ومناجاة الحق جلَّ وعلا

    عقد الشيطان على رأس النائم
    ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يعقد الشيطان على قافيه رأس أحدكم إذا هو نائم ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها، عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) . وفي الصحيحين من حديث مسعود رضي الله عنه قال : ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل : ما زال نائماً حتى أصبح ما قام إلى الصلاة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ذاك رجل بال الشيطان في إذنه أو قال في أذنيه ) .

    طلوع قرن الشيطان من نجد
    أخرج البخاري و مسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وهو على المنبر - : ( ألا إن الفتنة هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان ) .
    وفي رواية : قال - وهو مستقبل المشرق - : ( إن الفتنة هاهنا ثلاثا. وذكر نحوه) .
    وفي رواية : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل المشرق يقول : ( ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان) .
    وزاد البخاري رواية ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ؟ فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال في الثالثة : هناك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان) .

    مقعد الشيطان
    قال أبو بكر الخلال في كتاب ( الأدب ) وذكر السند إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قعود الرجل بعضه في الشمس وبعضه في الظل مقعد الشيطان .
    وكان سعيد بن المسيب يقول : مقيل الشيطان بين الظل والشمس .
    الشيطان مع القاضي الجائر
    أخرج الترمذي من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه ، ولزمه الشيطان ) .
    فأحذر أيها القاضي أن تجور أو تميل عن الحق فالنار موعد كل ظالم.
    إدبار الشيطان عند النداء للصلاة
    ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع النداء، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكر كذا، واذكر كذا ما لم يكن يذكر قبل ، حتى يظل الرجل ما يدري كم صلي ) .
    فالشيطان لا يطيق سماع الأذان، بل يتعذب ويتألم، ويحاول البعد حتى لا يسمع، فإذا انتهى الأذان رجع ليوسوس للمصلي، وهو قد كان عنده من قبل يجري منه مجرى الدم ، وعند الصلاة وفيها تظهر الوساوس الكثيرة ، لأن الصلاة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نور، والنور يكشف النفس .
    هذا بعض مما حذرنا منه صلى الله عليه وسلم من مواطن وأحوال يكون الشيطان فيها أقدر على أن يضر الإنسان مالم يستجر بالله ، ويستعذ به ، فينبغي للمسلم أن يحرص على امتثال ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ، لئلا يتسلط عليه الشيطان ، فيصيبه بالضر في نفسه وولده ، نسأل المولى عز وجل أن يحفظنا بحفظه ، وأن يذهب عنا كيد الشيطان وشره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه

    حكم السحر والساحر
    قال الإمام النووي رحمه الله : وأما تعمله وتعليمه فحرام، فإذا تضمن ما يقتضي الكفر كفر ، وإلا فلا .
    وإذا لم يكن فيه ما يقتضي الكفر عُزر واستتيب منه . ولا يقتل عندنا - أي الشافعية - فإن تاب قبلت توبته .
    · وقال مالك رحمه الله : الساحر كافر ، يقتل بالسحر ولا يستتاب ولا تقبل توبته، بل يتحتم قتله .
    قال القاضي عياض وبقول مالك قال أحمد بن حنبل . وهو قول جمهور الأئمة .
    ويرى الشافعي وأصحابه أن الساحر إن تلفظ بكفر، أو فعل ما يكفر قتل، وإن قتل إنساناً بالسحر واعترف أنه مات بسحره ، وأنه يقتل غالباً، لزمه القصاص .
    وقوله تعالى : {إنما نحن فتنة فلا تكفر} (البقرة:102). فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر . ودليل لمن قال بكفر الساحر .

    سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أخرج البخاري و مسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    ( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له : لبيد بن الأعصم ، قالت حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ، ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليّ ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي، أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب . قال من طبّه ؟ قال لبيد بن الأعصم ، قال في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة قال : وجُبِّ طلعة ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذي أروان . قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ، ثم قال : يا عائشة ، والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قالت : فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ؟ قال : لا ، أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً ، فأمرت بها فدفنت ) متفق عليه، واللفظ لمسلم
    (2189) ، ولقد شرح الإمام النووي هذا الحديث ووضح كثيراً من معانيه وبين
    أن أهل السنة وجمهور علماء الأمة يثبتون السحر. وأما بعض المبتدعة فهم فقط الذين ينكرون ذلك وينكرون الحديث الصحيح ، ومذهبهم باطل .
    وأن تأثير السحر على النبي صلى الله عليه وسلم كتأثير المرض ، وإنما تسلط السحر على جسده صلى الله عليه وسلم وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده ، ويكون معنى قوله في الحديث ( حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن ) ويروى ( يخيل إليهن) أي : يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن ، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن ، ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور ، وكل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء لم يفعله ، ونحوه فمحمول على التخيل بالبصر، ولا نحلل تطرقه إلى العقل ، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة، ولا طعنا لأهل الضلالة .
    الفرق بين الولي والساحر
    الفرق بينهما - كما بينه الإمام النووي وغيره - من وجهين :
    أحدهما : وهو المشهور ، إجماع المسلمين على أن السحر لا يظهر إلا على فاسق ، والكرامة لا تظهر على فاسق ، وإنما تظهر على ولي .
    والثاني : أن السحر قد يكون ناشئاً عن استدعاء ومعاناة وفسوق أو كفر ، وأما الكرامة فلا تفتقر إلى معاناة ، بل تظهر اتفاقاً من غير استدعاء غالباً، وهي إكرام من الله لعبد من عباده، مع أن الصالحين يتسترون منها ولا يريدون ظهورها، والاستقامة على الدين هي عين الكرامة لديهم .
    نسأل الله العلي القدير أن يحفظنا من شر السحر وأهله، إنه جواد كريم

    هل للسحر وجود ؟

    يشكك البعض في وجود السحر وحقيقته ، فلا ينبغي عندهم أن يكون له وجود أصلاً ، ويرده البعض الآخر ويكذبون الأحاديث الصحيحة التي تبين أن النبي صلى الله قد سحر على يد يهودي .
    وفي مقالنا التالي نحاول أن نبين ما ينبغي على المسلم اعتقاده في هذا الشأن ، ونبين أيضاً ما عليه عامة أهل العلم من حقيقته السحر ووجوده ، فنقول :

    ورد لفظ السحر ومشتقاته في أكثر من ستين موضعاً في القرآن الكريم في سبع وعشرين سورة .

    من ذلك: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) الآية رقم ( 102) من سورة البقرة
    وقوله تعالى (قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) الآية رقم ( 116) من سورة الأعراف والآيات بعدها .
    وقوله تعالى : (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) الاية رقم ( 18) من سورة يونس

    وآيات كثيرة ورد فيها ذكر السحر من سور هود والحجر والإسراء و طه والأنبياء والمؤمنون والفرقان والشعراء والنمل والقصص وسبأ والصافات وص وغافر والزخرف والاحقاف والذاريات والطور والقمر والصف والمدثر والفلق وقبل ذلك في المائدة والأنعام ..

    وورد ذكر السحر في الأحاديث النبوية الصحيحة :
    منها الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا :يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتم ، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ).

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل له أنه كان يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ، ثم دعا ، ثم قال : يا عائشة إن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟! جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والأخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال مطبوب قال : من طبه ؟ قال لبيد بن الأعصم ، قال في أي شيء ؟ قال : في مشاطة ، قال وجب طلعه ذكر ، - والمشاطة : الشعر الذي يسقط من الرأس أو اللحية عند تسريحه ، وقوله ( وجب ) هو دعاء طلع النخل ، وهو النشاء الذي يكون عليه -.
    قال : فأين هو ؟ قال :في بئر ذي أروان .
    قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين .
    قالت : فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته ؟ قال :لا ، أما أنا فقد عافاني الله و كرهت أن أثير على الناس شرا فأمرت بها فدفنت ) متفق عليه واللفظ لمسلم.

    فالسحر له وجود وحقيقة وهو باطل حرام وكبيرة .

    قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : الصحيح أن للسحر حقيقة ، وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء ، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة .
    قال المازري :" جمهور العلماء على إثبات السحر وأن له حقيقة ، ونفى بعضهم حقيقته وأضاف ما يقع منه خيالات باطلة ، وهو مردود لورود النقل بإثبات السحر ، لأن العقل لا ينكر أن الله قد يخرق العادة عند نطق الساحر بكلام ملفق أو تركيب أجسام أو مزج بين قوى على ترتيب مخصوص ، ونظير ذلك ما يقع من حذاق الأطباء من مزج بعض العقاقير ببعض حتى ينقلب الضار منها بمفرده فيصير بالتركيب نافعا "

    وبهذا يتبين بطلان قول من قال : إن السحر لا حقيقة له ولا وجود ، وأيضاً بطلان قول من أنكر ما ثبت من الآيات والأحاديث الدالة على وجود السحر ووقوعه ، وأنه حقيقة لا مجال للشك فيها ، فضلاً عن نكرانها . نسأل الله السداد في أمرنا كله

    أنواع السحر

    السحر حقيقة ثابتة وواقعة ، لا مجال للشك فيها أو إنكارها .
    ولا ريب أيضاً أن السحر ليس نوعاً واحداً أو شكلاً وحيداً ، بل يكون على أنواع كثيرة ، ويتخذ أشكالاً عديدة . فيما يلي نحاول تسليط الضوء على أهم أشكاله وأنواعه .

    1ـ سحر التفريق والربط : وهو قيام الساحر بالتفريق بين الزوج وزوجه ، أوالأب وابنه ، أوالأخ وأخيه أو نحو ذلك ، هذا سحر التفريق .
    وأما سحر الربط فهو قيام الساحر بأعمال خبيثة عن طريق الاستعانة بالشياطين والجن ـ وذلك في كل أنواع السحر ـ بحيث يتمركز الجني ويستقر في مخ الرجل
    ( وبالتحديد نقطة الإثارة الجنسية ) بحيث يجعل الرجل القوي ينكمش عن مباشرة زوجته بمجردة الملامسة، ويحدث الربط للرجل عن زوجته فيعجز ويحدث أيضا للمرأة عن زوجها مع بقاء قدرة الزوج لكنها تمنعه ، أو يجد سداً دونها .

    وهذا السحر من أخطر الأنواع لما ينتج من فساد الأسرة وفشل الحياة الزوجية والنفور بين الزوجين والفراق في النهاية والعداوة وتشريد الأولاد وغير ذلك .

    وأحب شيء من معاصي الإنسان إلى الشيطان التفريق بين الأزواج كما ورد في صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال : فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ) .

    قال الحافظ بن كثير : ( وسبب التفريق بين الزوجين ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الأخر من سوء المنظر أو الخلق أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة )

    2ـ سحر الخداع والتخييل : قال عنه ابن كثير وذلك يكون بإشعال أذهان الحاضرين وأخذ عيونهم بشيء يذهلهم حتى إذا استفرغهم الشغل بذلك الشيء عمد إلى عمل شيء آخر بسرعة شديدة ، وحينئذ يظهر للحاضرين شيئاً آخر غير ما انتظروه فيعجبون منه جداً .

    وسحر التخييل بحيث يرى الإنسان الشيء الثابت متحركاً والمتحرك ثابتاً ، ويرى الصغير كبيراً والكبير صغيراً ، ويرى الأشياء على غير حقيقتها كرؤية الحبال ثعابين .

    3ـ سحر الجنون : يستقر الجني في مخ الإنسان نتيجة السحر ، ثم يضغط على خلاياه الخاصة بالتفكير والتذكر فتظهر أعراض الشرود الذهول والنسيان الشديد والتخبط في الكلام ، وعدم الاستقرار في مكان واحد ، وعدم الاهتمام بالمظهر وغير ذلك من الأعراض .

    4ـ سحر الخمول : وذلك بأن يرسل الساحر الجني إلى الشخص المراد سحره ، ويتمركز في المخ ، ويسبب الانطواء والعزلة فيقوم الجني بالمطلوب قدر استطاعته .
    وبعد ذلك تظهر أعراض هذا السحر ، فيحب المسحور الوحدة والانطواء والصمت الدائم والشرود الذهني والصداع الدائم والهدوء والسكون المفرط .

    5 ـ سحر الهواتف : بحيث يرسل الساحر جنياً ويكلفه بأن يشغل هذا الإنسان في المنام واليقظة فيتمثل له الجني في المنام بالحيوانات المفترسة التي تنقض عليه ، ويناديه في اليقظة بأصوات أناس يعرفهم أو لا يعرفهم .

    وأعراض هذا السحر : الأحلام المفزعة ، وسماع الأصوات وكثرة الوساوس ، والشكوك وغير ذلك .

    6ـ سحر المرض : بحيث يتمركز الجني في المخ في مركز السمع والبصر أو إحساس
    اليد أو الرِجْل ، وفي هذه الحالة إما أن يمنع الجني ـ بقدرة الله ـ إشارة المخ إلى العضو فيصاب بالعمى أو الصم أو الشلل .

    وأما أن يجعل الإشارة سريعة بلا أسباب فيتصلب العضو، وإما أن يمنع الجني إشارة المخ إلى العضو حيناً ويطلقها حيناً فيتعطل العضو مرة ويعمل مرة .

    وأعراض سحر المرض ألم دائم في أحد الأعضاء أو حالات صرع وتشنجات ، أو شلل جزئي أو كلي أو تعطل وتوقف لبعض الحواس .

    وهذه الأعراض مشابهة لحالات المرض العضوي الطبيعي ، ويمكن التفريق بين أمراض السحر و أمراض الجسم الطبيعية بقراءة الرقية والآيات المبطلة للسحر فإن شعر المريض أثناء القراءة ( بدوخة ) دوار أو تخدير أو صداع أو اضطراب ورجفة في أطرافه ، أو أي تغير في جسده فالمرض ناتج عن سحر أو حسد أو عين ، وإن لم يحصل شيء من التغيرات الجسدية والعضوية ، فالمرض عضوي يعالجه الأطباء في المستشفيات والعيادات المتخصصة .

    7ـ سحر المحبة : يقوم الساحر بطلب من المتقدم إليه ليعمل له سحراً يحبب زوجته فيه ، أو ليعمل للزوجة سحراً يحبب زوجها فيها ، وذلك بأخذ أثر من أثار المسحور فيه رائحته ، فتظهر أعراض هذا السحر المرضية ، وقد ينقلب السحر على الساحر فيكره الزوج زوجته كما يكره كل النساء معها ، لأن السحر قد يكون مزدوجاً بحيث يعمل ليحب زوجته ويكره من سواها فيكره أمه وأخته وعمته وخالته ، وقد ينقلب فيكره أيضا زوجته .

    8 ـ سحر النزيف ( الاستحاضة ):
    وهذا يحدث للنساء بحيث يقوم الساحر بتسليط الجني على المرأة المراد سحرها بحيث يسبب لها النزيف ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه . عندما سألته الصحابية الجليل حمنة بنت جحش عن الاستحاضة ؟ قال : (إنما هي ركضة من ركضات الشيطان ) أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح .

    فالاستحاضة ركضة من ركضات الشيطان في عرق من عروق الرحم ، وقد يستمر لدى المرأة أياماً أو شهوراً ...

    وحاصل ما تقدم أن السحر أمر ثابت وواقع ، وأن على المسلم أن يكون حذراً من التعرض لأسبابه ، أو الوقوع في شِراكه ، وعليه أن يضرع إلى الله بالدعاء وقراءة المعوذات وفاتحة الكتاب ، وما ورد من الأدعية المأثورة ، التي تحصنه من كل سوء يراد به .
    والأمر المهم هنا أن يعتقد المسلم - كامل الاعتقاد - أنه لا ضار ولا ناقع في هذا الكون إلا الله ، وأن ما يفعله الساحر من سحر لا يكون إلا بإذن الله ، فإذا استحضر المسلم كل تلك الأذكار والمعاني حفظه الله من كل سوء . وصدق الله القائل ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )
    الله أكبر رغم كيد المعتدي
  • منار الزهراني
    عضوة مميزة
    • Jul 2002
    • 893

    #2
    جزاك الله خيرا أخي الكريم

    موضوع قيم بحق

    أسأل الله أن ينفع به ويكتبه في ميزان حسناتك


    بُلغتي يا ذات الخمار مناكِ
    وحباك ربك عزة ورعاكِ
    لبيت صوت الحق دون تلعثم
    وعصيتِ صوت الفاجر الأفاكِ

    أختكم في الله منار

    تعليق

    Working...