للطفولة طعم خاص ونكهة لا أجد لها مثيلاً .. للطفولة عبق ورائحة مازال أنفي يشتمها كلما نظرت عيناي طفلاً .
ولطفولتي قصص كثيرة منها المثير ومنها ما يدعوا للشفقة وإن كان أكثرها ما يدعوا الأسر لحمد الله بأني لست بولدهم :D.
ـ لم يكن من سبب لإخباركم بإحدى القصص لولا حدوث التالي :
حادثني أخي الأكبر هاتفياً وتوقعت أن تكون محادثته للسؤال عن شخصي كعادته .. ولكن محادثته الأخيرة كانت من نوع آخر ..كانت لطلب أراده مني لا يمكن تأجيله أو تأخيره ..
ولكوننا لا نتوانى عن ذلك رددت عليه بأن له الأمر وعلينا الطاعة ..فأخبرني بأن بالبيت لديهم ميت ومهمتي تتمثل في القيام بدفن ذلك الميت .
لا أخفيكم أخوتي أن الذهول تملكني والدهشة أخرستني والخوف أفزعني .. فدارت عدة أسئلة برأسي المليء فراغاً حتى لتكاد تسمع صدى تفكيري بذلك الشيء ..
أعود لأقول أن هناك عدة أسئلة دارت في وقت واحد بهذا الشيء الكبير الذي بين كتفي وأعلى رقبتي :
ـ أقبر ؟
ـ أنا أقبر ميت ؟
ـ منذ متى وأنا أقبر الأموات ؟
ـ ومنْ الميت ؟
وقد لمس أخي خوفاً بداخلي من صمتي ليردف سريعاً قائلاً :
لقد توفى عصفور لدينا .
فغرقت في ضحكة كبيرة .. امتدت لقهقهة .. لم نتمالك أنفسنا .
وقد كانت ضحكاتنا بسبب قصة قديمة أعدنا تذكرها ..
سأوردها لكم أخوتي علنا نستذكر طفولتنا البريئة للخروج قليلاً من متاعب الحياة .
تـ نـ بـ يـ ـة :
القصة حدثت في عام 1393هـ وكنت في السادسة من عمري .. بمعنى أنني لم أصل للتكليف عند حدوثها ..
كنا نسكن بمكة المكرمة وكان يجاورنا منزل أعمامي باليسار ، ومنزل أخوالي باليمين وكانت منازلهم تكشف على حوشنا الخلفي .. يعني مكشوف من جيراننا الأعزاء .
حدث في ذلك العام أن توفيت لنا قطة صغيرة كانت غالية علينا نحن الأطفال مما دعاني لحفر حفرة بحوشنا الخلفي لدفنها وقد حضر تشييع جثمان تلك القطة لفيف من أبناء العمومة وأبناء الأخوال وقد كان منهم من هو أكبر مني سناً .
وبعد انتهاء عملية الدفن ـ ولكوني ولدت قائداً ـ طلبت من الموجودين أداء الصلاة على الميت " رحم الله والدي فقد حضرت الصلاة على الأموات كثيراً عند مرافقته للصلاة معه للحرم المكي مما أكسبني خبرة تفوق خبرة الأطفال الآخرين " فأصطف المشيعين جميعاً خلفي فطلبت منهم استبدال بعض الكلمات لتواكب مفهوم ميتنا وكانت كالتالي :
استبدال التكبيرة بقول : ميـــــاو ..
والرد من المصطفين بتكرار كلمة : بس بس بس بس .
فكانت صلاتنا كالتالي :
أبو عبد المحسن بصوت عالٍٍٍ : ميــــــاو
المصطفين بصوت عالٍ أيضاً : بس بس بس بس
أبو عبد المحسن بصوت أعلى : ميــــــاو
المصطفين بصوت أعلى أيضاً : بس بس بس بس
وتم التكرار لعدد غير محدود من التكبيرات والردود من المصطفين خلفي .
فكاد الأمر أن يمر مرور الكرام لولا المفاجأة التي لم تكن بالحسبان وهي احتشاد المتجمهرين بمنزلنا ومنزليَّ أعمامي وأخوالي بالشبابيك والبالكونات لمشاهدة ما حدث منذ بدء الأحداث كما ذكروا .. أي من عملية الحفر .
ومازالت هذه القصة خالدة بذاكرة كل من حضر أو شاهد ما حصل وموضوع للتندر بها حتى تاريخنا .
ما أجمل خلودها بذاكرتهم لإعادتي لماضي جميل .. ماضٍ أمرح بذكراه كلما استذكرناه ..
إخوتي الأعزاء :
يزداد حنين الشخص للماضي كلما كثرت سنين عمرة ليكون كلامة هذراً لا يفهم ..
فأعتذر لكم عن ثرثراتي ..
للجميع تحياتي ،،،
ولطفولتي قصص كثيرة منها المثير ومنها ما يدعوا للشفقة وإن كان أكثرها ما يدعوا الأسر لحمد الله بأني لست بولدهم :D.
ـ لم يكن من سبب لإخباركم بإحدى القصص لولا حدوث التالي :
حادثني أخي الأكبر هاتفياً وتوقعت أن تكون محادثته للسؤال عن شخصي كعادته .. ولكن محادثته الأخيرة كانت من نوع آخر ..كانت لطلب أراده مني لا يمكن تأجيله أو تأخيره ..
ولكوننا لا نتوانى عن ذلك رددت عليه بأن له الأمر وعلينا الطاعة ..فأخبرني بأن بالبيت لديهم ميت ومهمتي تتمثل في القيام بدفن ذلك الميت .
لا أخفيكم أخوتي أن الذهول تملكني والدهشة أخرستني والخوف أفزعني .. فدارت عدة أسئلة برأسي المليء فراغاً حتى لتكاد تسمع صدى تفكيري بذلك الشيء ..
أعود لأقول أن هناك عدة أسئلة دارت في وقت واحد بهذا الشيء الكبير الذي بين كتفي وأعلى رقبتي :
ـ أقبر ؟
ـ أنا أقبر ميت ؟
ـ منذ متى وأنا أقبر الأموات ؟
ـ ومنْ الميت ؟
وقد لمس أخي خوفاً بداخلي من صمتي ليردف سريعاً قائلاً :
لقد توفى عصفور لدينا .
فغرقت في ضحكة كبيرة .. امتدت لقهقهة .. لم نتمالك أنفسنا .
وقد كانت ضحكاتنا بسبب قصة قديمة أعدنا تذكرها ..
سأوردها لكم أخوتي علنا نستذكر طفولتنا البريئة للخروج قليلاً من متاعب الحياة .
تـ نـ بـ يـ ـة :
القصة حدثت في عام 1393هـ وكنت في السادسة من عمري .. بمعنى أنني لم أصل للتكليف عند حدوثها ..
كنا نسكن بمكة المكرمة وكان يجاورنا منزل أعمامي باليسار ، ومنزل أخوالي باليمين وكانت منازلهم تكشف على حوشنا الخلفي .. يعني مكشوف من جيراننا الأعزاء .
حدث في ذلك العام أن توفيت لنا قطة صغيرة كانت غالية علينا نحن الأطفال مما دعاني لحفر حفرة بحوشنا الخلفي لدفنها وقد حضر تشييع جثمان تلك القطة لفيف من أبناء العمومة وأبناء الأخوال وقد كان منهم من هو أكبر مني سناً .
وبعد انتهاء عملية الدفن ـ ولكوني ولدت قائداً ـ طلبت من الموجودين أداء الصلاة على الميت " رحم الله والدي فقد حضرت الصلاة على الأموات كثيراً عند مرافقته للصلاة معه للحرم المكي مما أكسبني خبرة تفوق خبرة الأطفال الآخرين " فأصطف المشيعين جميعاً خلفي فطلبت منهم استبدال بعض الكلمات لتواكب مفهوم ميتنا وكانت كالتالي :
استبدال التكبيرة بقول : ميـــــاو ..
والرد من المصطفين بتكرار كلمة : بس بس بس بس .
فكانت صلاتنا كالتالي :
أبو عبد المحسن بصوت عالٍٍٍ : ميــــــاو
المصطفين بصوت عالٍ أيضاً : بس بس بس بس
أبو عبد المحسن بصوت أعلى : ميــــــاو
المصطفين بصوت أعلى أيضاً : بس بس بس بس
وتم التكرار لعدد غير محدود من التكبيرات والردود من المصطفين خلفي .
فكاد الأمر أن يمر مرور الكرام لولا المفاجأة التي لم تكن بالحسبان وهي احتشاد المتجمهرين بمنزلنا ومنزليَّ أعمامي وأخوالي بالشبابيك والبالكونات لمشاهدة ما حدث منذ بدء الأحداث كما ذكروا .. أي من عملية الحفر .
ومازالت هذه القصة خالدة بذاكرة كل من حضر أو شاهد ما حصل وموضوع للتندر بها حتى تاريخنا .
ما أجمل خلودها بذاكرتهم لإعادتي لماضي جميل .. ماضٍ أمرح بذكراه كلما استذكرناه ..
إخوتي الأعزاء :
يزداد حنين الشخص للماضي كلما كثرت سنين عمرة ليكون كلامة هذراً لا يفهم ..
فأعتذر لكم عن ثرثراتي ..
للجميع تحياتي ،،،
تعليق