((كم هو مرير أن يسيل الدمع من عينيك ولا تجد يداً حنونة تجفف دمعك وتربة على كتفيك ... لاتجد سوى الحزن صديقاً ... والهم رفيقاً ... واليأس طريقا ... فترتدي السواد ويسوء الفؤاد ويزوغ البصر فلا يرى النور بل يكاد أن يظلم الكون في حاجريك ... عندها تتقلب الموازين ويزيد الأنين ويكثر السؤال ويندر الجواب ... فتكتب بالحبر الأسود والحرف المصفد ... وتحكم على قلبك بالسجن مدى الحياة داخل بوتقة الحزن وزنزانة اليأس المرير... نعم كم يتعرض الإنسان منا إلى صدمات تلو أخرى ... عليها المرء لا يقوى ... فتورث في نفسه حسرة وفي كيانه ألم وفي حلقه غصة ... ومن هنا نكتشف أنا لانجد في واقعنا الذي نعيشه أو نتعايش معه إلا صمتا مطبقا أو غوغائية دونما منطق... إلا أن الصمت في بعض الأحايين يكون أسلم وأرحم وأجمل من فراغ الكلمات وهشاشة العبارات ... جرب الصمت ولا تخشى مسافات الزمن وإن طالت ولا محيط المكان وإن اتسع ... نعم إن أول القصة ألم وآخرها شجن مشوب بالأمل .. وفي المنتصف يتعانق الضياع والعجز والقهر معا ... يوم أن يضيع المرء في صوته .. ويغرق في محيط أناته وآهاته .. وعلى قارعة الطريق يرتمي متعبا ضميره .. يوم أن تصبح المواثيق والعهود مجرد نزف على الورق .. والتوابيت مجرد ظاهرة على الطرق .. والليل سرداب .. والنهار ريح من العذاب .. يوم أن يغدو الكذب عهد .. والبلادة صدق .. والخيانة نبل .. والغدر شيمة .. والخسة سجية .. حينها يصبح الصمت عجز .. والبوح وخز .. والكون غابة .. والإنسان وحش .. والأُمة ضحية .. يوم أن تمتد اليد الخفية لتتسلل إلى شرايينا الممزقة لتداعب جرحنا القبيح .. يوم أن تغتال أحلامنا البريئة .. وأمانينا الجريئة .. يوم أن تعلق على المشانق الذهبية ما تبقى من كرامة الإنسان .. يوم أن تنهش عظامنا التي وارتها القبور وهي حية .. يوم أن تقدم للموائد لحومنا المخدرة .. عندها تنتصر الأباطرة .. وتفتخر الفاجرة .. والضحية تلك الأمة الصابرة ..))
أتمنى أن أكون وفقت في تحقيق ما وددت من هذا الحديث كما أتمنى أن يقبله الأحبة على صحاف من ذهب فما فهم منه فالحمد لله وما لم يفهم عزوه إلى بطن الشاعر كما يقال.....
..............
مالك الحزين
أتمنى أن أكون وفقت في تحقيق ما وددت من هذا الحديث كما أتمنى أن يقبله الأحبة على صحاف من ذهب فما فهم منه فالحمد لله وما لم يفهم عزوه إلى بطن الشاعر كما يقال.....
..............
مالك الحزين
تعليق