رحلةٌ مع الصدّيق يوسف عليه السلام .النبي ابن النبي ابن النبي ابن النبي عليهم السلام
رحلة مع الاحسان , وثبات المحسنين . خمس مرات ذكرت المحسنين في سورة يوسف كلها وصفٌ له , تعال معي الى هذه الايات وتدبر وانظر مناسبة ذالك الوصف في كل موضع ثم سطر بيديك ما توصلت اليه
1-
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 22
قال المفسرون حكما وعلما اي النبوه وقال بعضهم العقل والعلم واختار معظمهم ان عمره اناذاك اربعون سنه وقال بعض العلماء بل الأشد الحلم وكلا القولين جائز فان الاشد من الثامنة عشره حتى الستون والأرجح قول مالك ورفاقه في معناها هاهنا بان الأشد الحلم .((واعلم ان النبوة لاترتبط بعمر بخلاف الرساله التي غالبا يكون صاحبها في الاربعين))
هذا وصف الله ليوسف وانه محسن في حياته اجمالا فاستحق التكريم وحسن الجزاء لاحسانه فانقذه الله من اخوته واخرجه من غيابة الجب وصدّ عنه كيد النساء واخرجه من السجن وآتاه الملك ((ونعم الله لاتعد ولاتحصى ))
2-
كانت الاية السابقه تذكر ان يوسف محسن في حياته اجمالا وكانت تلك شهادة الله له وهو خير الشاهدين........تعال هنا
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 36
رجل في السجن في بلدٍِ لايعرف فيها احد سجن ظلما لرفضه ان يعصى الله ((ومن المناسب ذكر ما وقع فيه بعض المفسرين من تفسير قوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ 24
فقال بعضهم همّ بالزنا والصواب والأرجح وقد ذكر ابن كثير ذالك في عرض احتمال تفسيرها انه همّ بضربها وقيل قتلها .ومثلها قول ابراهيم عليه السلام { ليطمئن قلبي} فليس ذالك من ابراهيم شك في قدرة ربه ولاكن يقول ليطمئن قلبي انك راض عني فاذا دعوتك ورجوتك حتى في رؤية افعالك اجبتني مبتغيا الانتقال من علم اليقين الى علم عين اليقين.وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وآله وسلم:نحن احق بالشك من ابراهيم ))
ومع انه في السجن فقد وصفه اهل السجن بالاحسان لما كانوا يرون من كريم اخلاقه واعانته للمريض وتذكيره بالله والدعوة اليه والعطف على المساجين والاحسان اليهم ..احسانٌ خاص في حالةٍِ خاصه في اسوأ الظروف واحلك الاوقات لاينسى فضل الله عليه فيحسن ويتقرب الى ربه بل ويستغل ما هو فيه من ظرف للدعوة الى الله(( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ 39 ))فاستحق شهادة الخلق بانه من المحسنين حتى في اصعب الظروف
3-
تعال هنا ....شهادة اخرى من خير الشاهدين بان يوسف من المحسنين
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 56
الاحسان هاهنا بصبره على ما ابتلي به من اخوته وسجنه بسبب امرأة العزيز ((التي ذكرت بعض الاسرائيليات انه تزوجها فوجدها بكرا لان زوجها الوزير اطفير لم يكن قادرا على ما يقدر عليه الرجال وقد مات كمدا وحقدا على يوسف قتزوج يوسف امرأته بعد موته وقال لها اليس هذا خير مما كنت تدعونني اليه))فنقله الله من ضيق البير وضيق السجن الى سعة ارض مصر فصارت كلها له يسكن اين يشاء ويذهب اين يشاء
فكان جزاء الاجسان بالاحسان والصبر بالنصر
4-
وهاهنا
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 78
شهادة له من مخلوق ولاكنه ليس كاصحاب السجن بل هم عدوه ولاكنه بحال مختلف فقد مكنّه الله الملك واصبح الآمر الناهي ورغم ذالك فلم يجدوا منه الا الاحسان رغم انهم لم يعرفوه وقد عرفهم لاكنه محسن تعلق قلبه بربه وايقن ان ماهو فيه ما هو الا نعيم زائل فحفظ لنفسه احسانها فهو محسن في السجن ومحسن في الملك محسن الضيق ومحسن في الرخاء. ومن المناسب هاهنا ذكر لفتة بسيطه تستحق ان تدوّن لها الدواوين الا وهي تأثر ابناء يعقوب بحسن تربية ابيهم لهم رغم ما اضمرته انفسهم ليوسف واخيه من الحقد والشر ومن اثر تلك التربيه تدرجهم في الشر والجريمه(( اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ 9 قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ10)) فقد نزلوا من القتل الى اقل منه سوءً وهو الضرب والطرح ارضاً الى اقل الجريمه وهو وضعه في مكان عام لابد ان يمر به اناس آملين ان يمر به من يأخذه .فلم يكن ذالك التدرج والتراخي من محض الصدفه بل كان من اثر تربية ابيهم لهم ونفحات النبوه التي كانوا يعيشون في اكنافها ومن هاهنا نقول لابد ان يتأثر المرء بمن يعاشر ولابد ان يكون للتربية الحسنة اثرها حتى على النفس الشريره
5-
واخيرا
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 90
هاهنا يذكر يوسف ما آمن به هو وجعله يلتزم الاحسان منهجا ويتخذه وسيله هاهنا يكشف سر احسانه في كل تلك الاحوال وهاهنا يوضح للخلق ان السر كان في معتقده ودينه وايمانه بانَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
نعم احبتي تلك كانت رحلةً مع احد انبياء الله الذي قال العلماء عنه :حديث سبعة يظلهم الله بظله ....((اجتمعت كلها في يوسف .فهو امام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بحب اماكن العباده ((المساجد)) واحب اباه ((على الاقل)) في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ودعته امراءة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله وذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدمع ولاشك انه المحسن الذي تصدق فلم تعلم يمينه ما انفقت شماله..........والحمد لله رب العالمين
رحلة مع الاحسان , وثبات المحسنين . خمس مرات ذكرت المحسنين في سورة يوسف كلها وصفٌ له , تعال معي الى هذه الايات وتدبر وانظر مناسبة ذالك الوصف في كل موضع ثم سطر بيديك ما توصلت اليه
1-
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 22
قال المفسرون حكما وعلما اي النبوه وقال بعضهم العقل والعلم واختار معظمهم ان عمره اناذاك اربعون سنه وقال بعض العلماء بل الأشد الحلم وكلا القولين جائز فان الاشد من الثامنة عشره حتى الستون والأرجح قول مالك ورفاقه في معناها هاهنا بان الأشد الحلم .((واعلم ان النبوة لاترتبط بعمر بخلاف الرساله التي غالبا يكون صاحبها في الاربعين))
هذا وصف الله ليوسف وانه محسن في حياته اجمالا فاستحق التكريم وحسن الجزاء لاحسانه فانقذه الله من اخوته واخرجه من غيابة الجب وصدّ عنه كيد النساء واخرجه من السجن وآتاه الملك ((ونعم الله لاتعد ولاتحصى ))
2-
كانت الاية السابقه تذكر ان يوسف محسن في حياته اجمالا وكانت تلك شهادة الله له وهو خير الشاهدين........تعال هنا
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 36
رجل في السجن في بلدٍِ لايعرف فيها احد سجن ظلما لرفضه ان يعصى الله ((ومن المناسب ذكر ما وقع فيه بعض المفسرين من تفسير قوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ 24
فقال بعضهم همّ بالزنا والصواب والأرجح وقد ذكر ابن كثير ذالك في عرض احتمال تفسيرها انه همّ بضربها وقيل قتلها .ومثلها قول ابراهيم عليه السلام { ليطمئن قلبي} فليس ذالك من ابراهيم شك في قدرة ربه ولاكن يقول ليطمئن قلبي انك راض عني فاذا دعوتك ورجوتك حتى في رؤية افعالك اجبتني مبتغيا الانتقال من علم اليقين الى علم عين اليقين.وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وآله وسلم:نحن احق بالشك من ابراهيم ))
ومع انه في السجن فقد وصفه اهل السجن بالاحسان لما كانوا يرون من كريم اخلاقه واعانته للمريض وتذكيره بالله والدعوة اليه والعطف على المساجين والاحسان اليهم ..احسانٌ خاص في حالةٍِ خاصه في اسوأ الظروف واحلك الاوقات لاينسى فضل الله عليه فيحسن ويتقرب الى ربه بل ويستغل ما هو فيه من ظرف للدعوة الى الله(( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ 39 ))فاستحق شهادة الخلق بانه من المحسنين حتى في اصعب الظروف
3-
تعال هنا ....شهادة اخرى من خير الشاهدين بان يوسف من المحسنين
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 56
الاحسان هاهنا بصبره على ما ابتلي به من اخوته وسجنه بسبب امرأة العزيز ((التي ذكرت بعض الاسرائيليات انه تزوجها فوجدها بكرا لان زوجها الوزير اطفير لم يكن قادرا على ما يقدر عليه الرجال وقد مات كمدا وحقدا على يوسف قتزوج يوسف امرأته بعد موته وقال لها اليس هذا خير مما كنت تدعونني اليه))فنقله الله من ضيق البير وضيق السجن الى سعة ارض مصر فصارت كلها له يسكن اين يشاء ويذهب اين يشاء
فكان جزاء الاجسان بالاحسان والصبر بالنصر
4-
وهاهنا
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 78
شهادة له من مخلوق ولاكنه ليس كاصحاب السجن بل هم عدوه ولاكنه بحال مختلف فقد مكنّه الله الملك واصبح الآمر الناهي ورغم ذالك فلم يجدوا منه الا الاحسان رغم انهم لم يعرفوه وقد عرفهم لاكنه محسن تعلق قلبه بربه وايقن ان ماهو فيه ما هو الا نعيم زائل فحفظ لنفسه احسانها فهو محسن في السجن ومحسن في الملك محسن الضيق ومحسن في الرخاء. ومن المناسب هاهنا ذكر لفتة بسيطه تستحق ان تدوّن لها الدواوين الا وهي تأثر ابناء يعقوب بحسن تربية ابيهم لهم رغم ما اضمرته انفسهم ليوسف واخيه من الحقد والشر ومن اثر تلك التربيه تدرجهم في الشر والجريمه(( اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ 9 قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ10)) فقد نزلوا من القتل الى اقل منه سوءً وهو الضرب والطرح ارضاً الى اقل الجريمه وهو وضعه في مكان عام لابد ان يمر به اناس آملين ان يمر به من يأخذه .فلم يكن ذالك التدرج والتراخي من محض الصدفه بل كان من اثر تربية ابيهم لهم ونفحات النبوه التي كانوا يعيشون في اكنافها ومن هاهنا نقول لابد ان يتأثر المرء بمن يعاشر ولابد ان يكون للتربية الحسنة اثرها حتى على النفس الشريره
5-
واخيرا
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 90
هاهنا يذكر يوسف ما آمن به هو وجعله يلتزم الاحسان منهجا ويتخذه وسيله هاهنا يكشف سر احسانه في كل تلك الاحوال وهاهنا يوضح للخلق ان السر كان في معتقده ودينه وايمانه بانَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
نعم احبتي تلك كانت رحلةً مع احد انبياء الله الذي قال العلماء عنه :حديث سبعة يظلهم الله بظله ....((اجتمعت كلها في يوسف .فهو امام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بحب اماكن العباده ((المساجد)) واحب اباه ((على الاقل)) في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ودعته امراءة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله وذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدمع ولاشك انه المحسن الذي تصدق فلم تعلم يمينه ما انفقت شماله..........والحمد لله رب العالمين
تعليق