قال الأقدمون إن عروس الشعر هي جنية روحها خلاب ، وقلبها جذاب ، ووشاحها على جنات أطياب ، توحي لشاعرها ما ينظمه من روائع
وعروس الشعر في العصور الأدبية القديمة والحديثة ، هي تلك الملهمة الصعبة المنال ، لشعراء معذبين ، عاشوا في ظل عادات وتقاليد ومبادىء ، فتعذبوا أيما عذاب ، وعانوا مرارة الوجد ولوعة الفراق فجادوا لنا بروائع من الشعر تصور أقسى الذكريات ، وأغرب القصص العاطفية .
* إعتماد الرميكية والمعتمد بن عباد
لابن عباد مع اعتماد الرميكية أخبار لطيفه منها أنهما زارا ذات يوم قرطبة في الشتاء ، فأدهش اعتماد وسلب لبها منظر الثلج على أغصان الشجر ، فتنهدت متمنية هذا البهاء لأشبيلية التي لا تعرف الثلج .
وحين عادا إلى إشبيلية عمد المعتمد إلى غرس مساحة من قصره بأشجار اللوز .
وإبان الإزهرار دعا ابن عباد عروس شعره إلى القصر وعندما أطلت من الشرفة ، طارت فرحاً لمرأى الأزهار على الأغصان ، وقد أعاد لها ابن عباد ما شغفها من مشهد الثلج في قرطبة .
ولكن الدهر لا يمهل كثيراً ...
فقد تبدل حال هذا الملك الأندلسي عندما تغلب عليه ابن تاشفين وحمله أسيراً إلى (( أغمات )) ، فتجمهر شعبه على ضفاف النهر الكبير حزيناً ، وقد شقت الجيوب حزناً وانفجرت الدموع ينابيع غزيرة ، ولا سيما ما كان من النساء تفجعاً على هذا الملك الشاعر ..
من شعره في السجن بأغمات :
فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً = فجاءك العيد في أغمات مأسوراً
ترى بناتك في الأطمار جائعةً = يغزلن للناس ما يملكن قطميراً
برزن نحوك للتسليم خاشعةً = أبصارهن ، حسيرات مكاسيراً
يطأن في الطين ، والأقدام حافيةُ = كأنها لم تطأ مسكاً وكافوراً
لا خد إلا يشتكي الجدب ظاهره = وليس إلا مع الأنفاس ممطوراً
أفطرت في العيد ، لا عادت إساءته = وكان فطرك للأكباد تفطيراً
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً = فردك الدهر منهياً ومأموراً
من بات بعدك في ملك يسر به = فإنما بات بالأحلام مغروراً ..!
ومن قول ابن عباد - أيام عزه ومجده - بإعتماد التي أحبها مدى حياته
كتبت وعندي من فراقك ما عندي = وفي كبدي ما فيه من لوعة الوجد
ولولا طلاب المجد زرتك طيه = عميداً كما زار الندى ورق الورد
وعروس الشعر في العصور الأدبية القديمة والحديثة ، هي تلك الملهمة الصعبة المنال ، لشعراء معذبين ، عاشوا في ظل عادات وتقاليد ومبادىء ، فتعذبوا أيما عذاب ، وعانوا مرارة الوجد ولوعة الفراق فجادوا لنا بروائع من الشعر تصور أقسى الذكريات ، وأغرب القصص العاطفية .
* إعتماد الرميكية والمعتمد بن عباد
لابن عباد مع اعتماد الرميكية أخبار لطيفه منها أنهما زارا ذات يوم قرطبة في الشتاء ، فأدهش اعتماد وسلب لبها منظر الثلج على أغصان الشجر ، فتنهدت متمنية هذا البهاء لأشبيلية التي لا تعرف الثلج .
وحين عادا إلى إشبيلية عمد المعتمد إلى غرس مساحة من قصره بأشجار اللوز .
وإبان الإزهرار دعا ابن عباد عروس شعره إلى القصر وعندما أطلت من الشرفة ، طارت فرحاً لمرأى الأزهار على الأغصان ، وقد أعاد لها ابن عباد ما شغفها من مشهد الثلج في قرطبة .
ولكن الدهر لا يمهل كثيراً ...
فقد تبدل حال هذا الملك الأندلسي عندما تغلب عليه ابن تاشفين وحمله أسيراً إلى (( أغمات )) ، فتجمهر شعبه على ضفاف النهر الكبير حزيناً ، وقد شقت الجيوب حزناً وانفجرت الدموع ينابيع غزيرة ، ولا سيما ما كان من النساء تفجعاً على هذا الملك الشاعر ..
من شعره في السجن بأغمات :
فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً = فجاءك العيد في أغمات مأسوراً
ترى بناتك في الأطمار جائعةً = يغزلن للناس ما يملكن قطميراً
برزن نحوك للتسليم خاشعةً = أبصارهن ، حسيرات مكاسيراً
يطأن في الطين ، والأقدام حافيةُ = كأنها لم تطأ مسكاً وكافوراً
لا خد إلا يشتكي الجدب ظاهره = وليس إلا مع الأنفاس ممطوراً
أفطرت في العيد ، لا عادت إساءته = وكان فطرك للأكباد تفطيراً
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً = فردك الدهر منهياً ومأموراً
من بات بعدك في ملك يسر به = فإنما بات بالأحلام مغروراً ..!
ومن قول ابن عباد - أيام عزه ومجده - بإعتماد التي أحبها مدى حياته
كتبت وعندي من فراقك ما عندي = وفي كبدي ما فيه من لوعة الوجد
ولولا طلاب المجد زرتك طيه = عميداً كما زار الندى ورق الورد
تعليق