لـم يعـد يؤلمني أمـرُ تـلـك المقبـرة
بعدما صارت كتـاباً بوجـود المحبـرة
وأتى وقت الكتـابه فاستـدانوا مسطـرة
كـل شخص ميـت قد مّـد فـيهـا وتـره
وبدا يرسم خطـاً حسب طـول المسطرة
وينقـلها تبـاعاً مُـكْمِـلاً لـلسَــطَرَة
عنـدها أعجـب بالإنجـاز لكـن ستـره
سجـل السـاكن فوراً كل إسم ذكــره
وتـواريـخ سعودٍ سعـدها نستكثـرة
عـلم الـمـوتى بهذا فأذاعـوا خبـره
أصـدروا أمـراً سريعاً وتـقّفوا أثـره
لا يريـدونا غِضاباً أو وجـوهاً مغبـرة
هل رأيتـم مـيتـةً سـاجدةً مستغفـرة
لم نلاحظ من أحـدهم يوم صوم أفطـره
إنما نـلحظ مـوتىً في عـداد البـررة
لينّـوا الجانب كيما يطلبون المغفـرة
وأعـادوا رسـم تلك الأسطر المنتـثرة
رسمـوا أحـرفها مـائـله منكسـرة
مثلهـم من ذا أماتـه بل ومن ذا أقبـره
فَـلَهُمْ صوم وتسبيـح بروح عـطـرة
وصـلاة أول الـليـل وبـعض آخـره
إنني شبـهتهم مثـل هـيكـل شـجـرة
غصنهـا ينمـو ولاينتـج فيها ثـمـرة
إنه يـرتـد مـلـفوفـاً لـيلقى محـوره
فنراه دائـرٌ فـي فـلـكٍ كـالـمكـرة
عنـدها دار سـؤال في خيـالي نكـرة
وقـتها أطـلـقته في نـبرات ساخـرة
ليت شعري من هـو المعتوه إبن الشاطرة
الذي جاء بجندٍ الأرض فوق البـاخـرة ؟
ألـهذا الـحد أتبـاعُ لعصبـة فاجـرة ؟
لم يكفيهم عـذاب الأرض فينا وبـأيدٍ قـذرة
عنـدما كنـا نسـميهم عيـونٌ ساهـرة
سـجنـونا نهبـونـا ( أي عين ساهرة ؟!)
سلبوا حريـاتنـا بئس رفــاق الآخرة
ميـتـتة بائسـة ظـالـمة وخاسـرة
أو في الأمر من الأسرار طبخه فاتـرة
أحـكم الجند علينا الطوق شكل الدائـرة
بـدأ البعض التقـدم يحملون الأعيـرة
عندهـا أيقنت إنا في سـرايا القاهـرة
قَدْ نُقِلنا بعد أن صرنا عظـاماً نخـرة
مَن لَـه مصلحـةً أو رغبة مباشـرة
قال جنـدي بلهجه عنجهيـه زفـرة
هل جننتم أم سُحرتم يارفاق السحـرة
أي تـألـيفٍ لـفلمٍ بمسمى الآخرة ؟
البشر أحياء أمَتوهم وصاروا تذكرة
إنـه سجنٌ ستأتوه وأنتم صَغَـرَة
أسكنوها إنهـا تـنعـت دار الأوبـرة
إنـها اشـكالـكم معـروفـة يـادشـرة
ثم أقبـل بـاقي الجنـد لحيث الجمهـرة
قادوا الكـل إلى السجن لقمـع الشوشـرة
ثم قـالوا لـنقيـب غالبـته الفشـخـرة
هـؤلاء المـاثـلـين نظمـوا مظاهـرة
بشعـاراتٍ غريباتٍ علينا خَطِـرة
إنهـم رعناء دهماء ومعهم مـبخـرة
إنهـم غوغاء أخفـوا مـادة مـفجـرة
فـتكلـم رجـل ضمن رجـال الـمقبـرة
قال هذا الجمع هـم حتماً جمـاعـة حـيـدرة
لجنـة تحمي و تدفع عن حقوق طاهـرة
رد منهم ضابطٌ نفسه في منخرة
قال ماهذا؟ لدينا عـابد للبقـرة!!
قال وغـدٌ آخرٌ هـائم في أبحـره
اين من أرشدكم لدروب وعرة ؟
حين أضحيتم كباشا دُجنت في أسمرة
بعدها صدرتم الإرهاب والرعب لكل الأمصرة
عن طريق البحر ارهاب وعبر الطائرة
انطقـوا أي قلوب تحملون ياجبابرة
من له منكم جواب فليقـم يحـرره
وتناول قلماً أحمـر ومعه دفتـرة
وكتب أسماء من جاء عليـهم نظـره
لم يميز بيننا أو بـين من هم عسكـره
ثـم أومى لرقـيبٍ طـالباً مفكـرة
و كتب: يـوم غد تطهير سجـن الكفـرة
فلقـد أدرك إنـا عصبة والشـر محـوره
سيعيدونا بما هم زعموا بعد مسح الكمـرة
يازعيم ياعظيم يامثال الخيره
حـققوا معنـا فـهذي تـهمٌ مستأجـرة
نظرتي دوما تبين باطن المرء وحتى ظاهره
يافسـاد الأرض يارحـلة إبليس المهاجـرة
إنكم أفسدتم الأرض بإرهاباتكم سابقة وحاضرة
فارسـلونا لزعيـم من هـواة السيطـرة
ثـم أوصـوه بـأن يـدفننـا في حفـرة
كتبوا تهمتنا عصبة الإرهاب يوم الآخرة
ادرك الـراوي يقينـاً بوجود السمسرة
لـيحيلـوا أمـة مسلمـة مستغفـرة
ينقلـوهم دفعـاً لسجـون مقفـرة
أقفرت إلا من الظلم وعدوان المؤامرة
فـوداعـاً أمتي بـادية وحاضـرة
ووداعـاً لسجون وقصـورٍ فاخـرة
حضنت أبناءهـاعشراً وخمساً آخرة
بل وداعاً جند أرض للعدا مستأجرة
لكم يامن صنعتم مجد أمريكا المعاصرة
شـاكرا مثمناً طـيِّب التأمرك والمؤازرة
تعليق