صمت رهيب كصمت القبور يسود ملعب رعاية الشباب ، جمهور تصيبه لياقة فريقه المتهالكة بالرعب الشديد إلى درجة عدم القدرة على الكلام رغم احتشاده في كامل المدرجات .
مَـثـُـلَ الجمهــور أمام لاعبي الإسماعيلي لينفذ في فريقهم [ حكم الإعدام ] وأنتظر من الدراويش إطــلاق رصاصة الرحمة وانتزاع البطولة من عرين النمور وتأكيد فوزهم السابق في ودية [ الوفاق ] الشهيرة
وبينما الكفوف على القلوب مخافة أن تذوب مما يدور في ســاحة قراع البطولة يهبط الفارس الذي كان قاب قوسين أو أدنى من [ الاعتزال ] يهبط ساحة المجد مع اقتراب نهاية الشوط الأساسي الثاني بديلاً [ للحسن اليامي ] فيحيل دفاع الدراويش إلى صــفيح ســاخن يخترق ويقذف مرماهم بحمم من القذائف المتوالية والمتنوعة
فعند الدقيقة [34 ] يتلقى حمزة تمريرة يرسلها خلف محمد صبحي المتقدم يلحق بها الدفاع وينقذ مرمى الدراويش من هدف برقيّ شبه مؤكد
ولا يقف حمزة متفرجا ًأو مكتفياً بمهمة الهجوم فقط بل يشارك حتى في المهام الدفاعية فيشتت هجمة خطيرة للدراويش عند الدقيقة[ 37 ]
وبينما شوط المباراة الثاني يلفظ أنفاسه عند الدقيقة [ 45 ] يتلقى البرق كرة عالية يوجهها برأسه نحو مرمى محمد صبحي لكنها تبتعد قليلاً عن قائم مرماه بغمزة من دفاع الدراويش ركنيه للعميد يتبعها مرزوق المتألق بعكسية عند الدقيقة [ 47 ] يشتتها دفاع الدراويش قبل أن يصلها البرق وينتهي الوقت الرسمي بتعادل سلبي
وبين صمت جماهيري غريب يبدأ الشوط الإضافي الأول بضغط هجومي اتحادي مكثف وعند الدقيقة [ الثالثة ] يحول البرق بمهارة عالية كرة متوسطة الارتفاع نحو مرمى الدراويش بمقصية ســاحرة تشتت بصعوبة وعند الدقيقة [السادسة ] يمرر حمزة كرة خلف المدافعين لنور الذي بطــأت الإصــابة من خطــاه يسبقه الحارس وينقذ مرماه من هدف
وعند الدقيقة [ العاشرة ]يهبط الكناني خميس الزهراني بديلاً لمرزوق المصاب فيبقى البرق مهاجماً وحيداً يقارع بمفرده كتيبة الدفاع الإسماعيلي وكان البرق كفيلاً بهم جميعــاَ وعند الدقيقة[ الثالثة عشره ]يتلقى داخل الصندوق كرة يلف نصف لفة ويرسلها على الطائر من جوار القائم الأيسر لمحمد صبحي وكاد سئ الحظ اليوم مناف أن يحسم البطولة مع نهاية الإضافي الأول
ويزيد التوتر ويرتفع القلق ويطبق صمت جمهور الاتحــاد على أركان الملعب مع بداية الإضافي الثاني وأكاد أسمع وجيب قلوب كل عشاق الاتحــاد في كل مكــان ويفزعني بشدة ذلك السكون الذي ضرب بأطنابه مدرجات العميد
ويلعب العميد بكامل نجومه في منتصف ملعبه وتتثاقل خطوات لاعبيه ويمر الوقت عصيبا إلى درجة اليأس وعند الدقيقة [الرابعة ] يتلقى حمزة تمريرة ماكرة من مناف
كاد البرق أن يخلع بها القلوب وهو يسددها لكنها أيضــاً تلحق بسابقاتها
وعندما حلت الدقيقة [ الســـادســة ] يمرر خميس العويران كرة للبرق من نصف الملعب فيغمزها بكعبه لمناف ويتقدم خطوتين ليمررهـــا مناف بيسراه للبرق الذي كان يقف على يمينه تمر الكرة من خلف مدافعي الإسماعيلي ومن أمام حارسهم محمد صبحي لتجــد البرق في الانتظار يسددها بيمناه من تحت يسرى الحارس صاعقة ماحقة تحتضنها الشباك فينطلق البرق كالخيل الجامح نحو المدرجات ليقول للجميع
هاأنا وعــدت فأوفيت
تفيق الجمـــاهير من سباتها وهي تهتف أأأأأأه ياحمــزه
وينطلق موكب الفرح ويعانق منصــور أول بطولة في أول يوم يعتلي فيه كرسي الرأسة الاتحــادية يحمل الكأس بيد ومفتاح الرأسة في يد أخـــرى
إســـتهلالة رائعــة لعهـــد جديد ملئ بالتفــــاؤل والأمــال والطموحــات الكبيرة
مبروك من حقنا أن نقولها لكل من توشح بالأصفر البراق الأصلي الذهبي
مبروك لأبي ثامر صــانع المجد الاتحــادي الجديد
مبروك لخـــالد القروني المبدع والمتــألق وعبقري الاتحــاد الرائــع
مبروك للجميــع للصغير قبل الكبير
وهــاهو البرق
يختصر ببرقه أضواء النجـــوم بلمحــة عبقرية خــــاطفة
مبروك لنمــور العميد جميعـــاً
وخاصة
باسم الرهيب وأســامة البطل والمنتشري العظيم وخميس العويران المتألق دائما في الوقت المنــاســب
مبروك مولد النجم مرزوق من جــديد
مبروك لحمـــزة المجد والثقة والفن
وعفواً أبنــاء الكنانة فكل شئ بأوانه وزمــانه وهذا [ زمــن العميـــد ]