حينما أطلق الشنفرى لاميته المشهورة واستفتحها ببيته المشهور
أقيموا بني أمّي صدور مَطيّكم=فإني إلى قـوم سواكم لأميل
حين اطلق ذلك النداء الذي مازال يرن في ذاكرة الزمان وسمعه [ بني أمي ] وتعمد أن يحذف حرف النداء وتعمد أن يقول لهم [ بني أمي ] دون أن يقول [ بني أبي ]
وحينما طالبهم بالتهيؤ للرحيل وهو الراحــل فأي نوع كان ذلك الخطـاب .؟
بني أمي : أهم الأشــقياء الذين استعبدوه ..؟؟أم أن الأم هي اقرب الناس إلى العاطفة والمودة ..؟؟ أم هم الذين فرطوا في دم أبيه ..؟؟ أم هم كلهم [ قعســاء ] التي كان يحسبها أخته والتي ناداها يوم بقوله [ يا أخيّه ] فكافأته بلطمة فأجابها بقوله
ألا ليت شعري والتلهف ضلة= بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب =والدي ووالدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجر بيتا ومنصبا =وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
هذا الشنفرى مابرح تحت وطأة الظلــم والجور والإعتساف إلى يومنا هذا . لاميته طريق سار عليه عمالقة شعراء العربية وهو ماعرف فيما بعد [ باللاميـــات ] نسبت إلى خلف بن الأحمـــر
ومسكنه لم يحققه إلى الأن محقق رغم توارد الشواهد وتكاثرها في شعره وفي قصص حياته ولونه وحريته ودم والده المهدور وتنكر [ أخيته له ]
والغريب والعجيب أن دهاقنة العربية مازالو يصنفونه ضمن [ أغربة العرب ] وبين يديهم بيته المشهور
أنا ابن خيار الحجر بيتا ومنصبا = وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
وحتى اسمه فمازال الكثيرون يكتبونه وينطقونه بالياء [ الشفنري ]والصحيح أن اسمه يكتب بالشين المفتوحة المشددة وبالألف المقصورة في الآخر [ الشـَّنفرى ]، ويُخطئ من يقرأ آخره ياء: (الشنفري). و
هو ثابت بن أوس الأزدي، وأحد الشعراء الصعاليك المعروفين في الجاهلية، قُتل عام 525م تقريباً فرثاه تأبط شراً.
على الشنفرى ساري الغمام ورائح =غزير الكلى وصيب الماء باكر
عليك جزاء مثل يومك بالجبا =وقد أرعفت منك السيوف البواتر
ويومك يوم العيكتين وعطفة =عطفت وقد مس القلوب الحناجر
تجول ببز الموت فيهم كأنهم= بشوكتك الحدى ضئين نوافر
فإنك لو لاقيتني بعدما ترى= وهل يلقين من غيبته المقابر
لألفيتني في غارة أنتمي= بها إليك وإما راجعا أنا ثائر
وإن تك مأسورا وظلت مخيما =وأبليت حتى ما يكيدك واتر
وحتى رماك الشيب في الرأس= عانسا وخيرك مبسوط وزادك حاضر
وأجمل موت المرء إذ كان ميتا =ولا بد يوما موته وهو صابر
فلا يبعدن الشنفري وسلاحه =الحديد وشد خطوه متواتر
إذا راع روع الموت راع وإن =حمى معه حر كريم مصابر
أشهر قصائده هي (لامية العرب) وهذا نصهــا
أقيموا بني أمي ، صـــــــــــــــــــــدورَ مَطِيكم = فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــواكم لأميلُ !
فقد حــــــمت الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ = وشُـــــــــــــــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خـــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ= سَـــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ=وأرقطُ زُهـــــلــــول وَعَـــــــرفــاءُ جـــــــــــيأل
ُهم الأهلُ .لا مستودعُ الســــــــــرِّ ذائعٌ=لديهم ، ولا الجـــــــــــــــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باســــــــــــــــــــــلٌ . غير أنني=إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــــــــــــــــــلُ
وإن مــــــــــدتْ الأيــــدي إلى الزاد لم أكن= بأعجلهم ، إذ أجْشَـــــــــــــــــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْــــــطـَةٌ عن تفضــــــــــــــــلٍ=عَلَيهِم ، وكان الأفضــــــــــــــــــــــلَ المتفضِّل
وإني كفــاني فَقْدُ من ليس جـــــــــــــازياً=بِحُســـــــــــــــــــــــنى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصـــحـــــابٍ : فؤادٌ مشـــــــيعٌ ،=وأبيضُ إصــــــليتٌ ، وصـــــــــــــــفراء عيطلُ
هَــتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يـزيــنـها=رصـــــــــــــــــــــــائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها الســهمُ ، حَنَّتْ كأنها=مُـــــــــــرَزَّأةٌ ، ثــــكــــلى ، تــــــرِنُ وتُعْــــــوِل
ُ ولســـــــتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ=مُــــجَـــــــــدَعَةً سُــــــــــــقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِـــــــــــــــــــــــــــــهِ=يُطـــــــــــــالعها في شــــــــــــأنه كيف يفعـلُ
ولا خَــــــــرِقٍ هَيْـــــــــقٍ ، كأن فُـــــــــــــؤَاده=يَظَـــــــــلُّ به المكَّـــــــــاءُ يعلو ويَسْــــــــــفُلُ ،
ولا خــــــــــــــــــــــــــــــــالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ=يــــروحُ ويـــغــــــدو ، داهـــــــــــــــناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَــــــــــــــــــــــــــــرُّهُ دُونَ خَيرهِ=ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـــــــــــــــــــــــتاجَ ، أعزل
ُ ولســـــــــــــــــــتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت=هدى الهوجلِ العســــــــــــــيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا المعز الصـّوان لاقى مناسمي= تطــــــــــــــاير منه قـــــــــــــــــــــــادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجــــــــــــــــــــــــوعِ حتى أُمِيتهُ ،=وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــــــــــــــــــفحاً ، فأذهَلُ
وأســــــــــــــــــتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ =عَليَّ ، من الطَّــــــــــــــــــــــوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشـــــــــــــــربٌ =يُعــــــــــــــــــــــــــــاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفســـــــــــــــــــــــــــــاً مُرةً لا تقيمُ بي =على الضــــــــــــــــــــــــــيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحـــــــوايا ، كما انطوتْ=خُـــــــــيـُوطَـــــــــــــــــــــــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهـــــــــــــــــيدِ كما غدا =أزلُّ تـــهـــــــاداه التَّــنــائِـــــــــفُ ، أطــــحـــلُ
غدا طَــــــــاوياً ، يعــــارضُ الرِّيــــــحَ ، هـــافيا=ً يخُــــــــوتُ بأذناب الشِّــــــــــــــعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُـــــــــــــــــــــــــوتُ من حيث أمَّهُ =دعــــــــــا ؛ فأجــــــــابته نظــــــــــــــــائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجـــــــــــــــــــــــوهِ ، كأنها= قِداحٌ بكفيَّ ياسِـــــــــــــــــــــــــــــرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْــــــــــــــــــــرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ= مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَــــــــــــــــــــــامٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُــــــــــــــــــــــــــــدُوقها= شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّـــــــــــــــــــــلُ
فَـــضَــــــــــجَّ ، وضَــــــــــجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها= وإياهُ ، نــــــــوْحٌ فــــــــوقَ عـــــــــلياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتســـى واتَّســــــــــتْ بهِ =مَــــرَامــــيلُ عَــــزَّاها ، وعَــــزَّتهُ مُــــرْمِـــــــلُ
شَكا وشـــــــــــــكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت= ولَلصَّـــــــبرُ ، إن لم ينفع الشــــــــــكوُ أجملُ!
وَفَــــــــاءَ وفــــــــاءتْ بادِراتٍ ، وكُــــــــــــلُّها= على نَكَـــــظٍ مِمَّا يُكـــــــاتِمُ ، مُـــجْــــمِـــــــلُ
وتشربُ أســــــــــــــــآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما= ســـــــرت قـــــــرباً ، أحـــناؤها تتصــلصــــــلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــــــــــــــدَلَتْ =وَشَـــــــــــــــمــَّرَ مِني فَـــــــــــــــارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَـــــــوَلَّـــــيْتُ عنها ، وهي تكـــــــــــبو لِعَقْرهِ =يُباشــــــــــــرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَــــــــــــلُ
كأن وغـــــــاهــــــا ، حــــجــــرتيهِ وحـــــــولهُ =أضاميمُ من سَـــــــفْــــرِ القـــبائلِ ، نُـــــــزَّلُ ،
توافــــــينَ مِن شَــــــتَّى إليهِ ، فضَـــــــــــمَّها =كما ضَـــــــــمَّ أذواد الأصـــــــاريم مَـــنْـــهَــــل
فَعَبَّتْ غـــشــــــاشــــــــــــاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ، =مع الصُّــــــــــــــبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشـــــــــــــــــــــها= بأهـْــــــــدَأ تُنبيه سَــــناسِـــــنُ قُــحَّــــــــلُ ؛
وأعـــــدلُ مَـــنـــحـــوضـــاً كــأن فـــصُـــوصَـــهُ= كِـــــــــعَـــــابٌ دحـــاها لاعــــــبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشـــــــنـــفــــرى أم قســـــطلِ = لما اغتبطتْ بالشــــــنــــفـــرى قبلُ ، أطولُ!
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ، = عَــــــقِــــــيـــرَتـُهُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ، = حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ = عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
إذا وردتْ أصـــــــــــــــــــــــــــدرتُــــها ، ثُمَّ إنها =تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضــــــاحـــياً = على رقــــــةٍ ، أحــــــفى ، ولا أتنعـــــــــــــلُ
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه =على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما=يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَــــــــــــــــــــــــــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ=ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ
ولا تزدهــــــــي الأجـــهـــال حِلمي ، ولا أُرى=ســـــــــــــــــــــــــــؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحــــــــــــــــــسٍ ، يصطلي القوس ربها=وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـــــــــــــــلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــــــــــحبتي=سُـــــــــــــــــــــــــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِســــــــــــــــــــــــــواناً ، وأيتمتُ إلْدَةً=وعُـــــــــــــــــــــــدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصــــــــــــــــبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً=فريقان : مســــــــــؤولٌ ، وآخرُ يســـــــــــــألُ
فقالوا : لقد هَــــــــــــــــــــــــــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا=فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـــــــــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فــــلــــمْ تَـــــــكُ إلا نـــبــــأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ=فقلنا قـــــــــطــــــــــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــــدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَــــــــــــــــــــــــــارقاً=وإن يَكُ إنســـــــــــــــــــاً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّــــــــــــــــــــعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،=أفاعيه ، في رمضــــــــــــــــــــــــائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَـــــــــــبـْتُ له وجـــهــــي ، ولاكـــــنَّ دُونَهُ=ولا ســـــــــــــــــــــــــتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هــــــــــــــــــبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ=لبائدَ عن أعـــطــــافـــــهِ ما ترجَّـــــــــــــــــــلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهـــــــــــــــــــــنِ والفَلْى عُهْدُهُ=له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْــــــــــــــــــل مُحْوَلُ
وخَــــــــــــرقٍ كــــظــــهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ=بِعَامِلتين ، ظـــــــــــــهـــــــــــــرهُ ليس يعملُ
وألحـــــقـــــتُ أولاهُ بأخـــــــــــــــــراه ، مُوفياً=على قُنَّةٍ ، أُقــــــعـــــــي مِـــــــراراً وأمـــــثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصــحــــــــــــــــمُ حولي ، كأنَّها=عَــــــذارى عــــلــيهـــنَّ المــــــــــــلاءُ المُذَيَّلُ
ويركُـــــــــدْنَ بالآصــــــــــــــالٍ حولي ، كأنني=مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــــــــــــي الكيحَ أعقلُ
لم أستطع صبــرا حتى اقدم للشنفرى مايستحق وهذه عجالة لاتليق بمقام الشنفرى ولا بمقام من يقرؤهــا
[[ وخـــلق الإنسان عجــولا ]]
أقيموا بني أمّي صدور مَطيّكم=فإني إلى قـوم سواكم لأميل
حين اطلق ذلك النداء الذي مازال يرن في ذاكرة الزمان وسمعه [ بني أمي ] وتعمد أن يحذف حرف النداء وتعمد أن يقول لهم [ بني أمي ] دون أن يقول [ بني أبي ]
وحينما طالبهم بالتهيؤ للرحيل وهو الراحــل فأي نوع كان ذلك الخطـاب .؟
بني أمي : أهم الأشــقياء الذين استعبدوه ..؟؟أم أن الأم هي اقرب الناس إلى العاطفة والمودة ..؟؟ أم هم الذين فرطوا في دم أبيه ..؟؟ أم هم كلهم [ قعســاء ] التي كان يحسبها أخته والتي ناداها يوم بقوله [ يا أخيّه ] فكافأته بلطمة فأجابها بقوله
ألا ليت شعري والتلهف ضلة= بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب =والدي ووالدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجر بيتا ومنصبا =وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
هذا الشنفرى مابرح تحت وطأة الظلــم والجور والإعتساف إلى يومنا هذا . لاميته طريق سار عليه عمالقة شعراء العربية وهو ماعرف فيما بعد [ باللاميـــات ] نسبت إلى خلف بن الأحمـــر
ومسكنه لم يحققه إلى الأن محقق رغم توارد الشواهد وتكاثرها في شعره وفي قصص حياته ولونه وحريته ودم والده المهدور وتنكر [ أخيته له ]
والغريب والعجيب أن دهاقنة العربية مازالو يصنفونه ضمن [ أغربة العرب ] وبين يديهم بيته المشهور
أنا ابن خيار الحجر بيتا ومنصبا = وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
وحتى اسمه فمازال الكثيرون يكتبونه وينطقونه بالياء [ الشفنري ]والصحيح أن اسمه يكتب بالشين المفتوحة المشددة وبالألف المقصورة في الآخر [ الشـَّنفرى ]، ويُخطئ من يقرأ آخره ياء: (الشنفري). و
هو ثابت بن أوس الأزدي، وأحد الشعراء الصعاليك المعروفين في الجاهلية، قُتل عام 525م تقريباً فرثاه تأبط شراً.
على الشنفرى ساري الغمام ورائح =غزير الكلى وصيب الماء باكر
عليك جزاء مثل يومك بالجبا =وقد أرعفت منك السيوف البواتر
ويومك يوم العيكتين وعطفة =عطفت وقد مس القلوب الحناجر
تجول ببز الموت فيهم كأنهم= بشوكتك الحدى ضئين نوافر
فإنك لو لاقيتني بعدما ترى= وهل يلقين من غيبته المقابر
لألفيتني في غارة أنتمي= بها إليك وإما راجعا أنا ثائر
وإن تك مأسورا وظلت مخيما =وأبليت حتى ما يكيدك واتر
وحتى رماك الشيب في الرأس= عانسا وخيرك مبسوط وزادك حاضر
وأجمل موت المرء إذ كان ميتا =ولا بد يوما موته وهو صابر
فلا يبعدن الشنفري وسلاحه =الحديد وشد خطوه متواتر
إذا راع روع الموت راع وإن =حمى معه حر كريم مصابر
أشهر قصائده هي (لامية العرب) وهذا نصهــا
أقيموا بني أمي ، صـــــــــــــــــــــدورَ مَطِيكم = فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــواكم لأميلُ !
فقد حــــــمت الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ = وشُـــــــــــــــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خـــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ= سَـــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ=وأرقطُ زُهـــــلــــول وَعَـــــــرفــاءُ جـــــــــــيأل
ُهم الأهلُ .لا مستودعُ الســــــــــرِّ ذائعٌ=لديهم ، ولا الجـــــــــــــــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باســــــــــــــــــــــلٌ . غير أنني=إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــــــــــــــــــلُ
وإن مــــــــــدتْ الأيــــدي إلى الزاد لم أكن= بأعجلهم ، إذ أجْشَـــــــــــــــــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْــــــطـَةٌ عن تفضــــــــــــــــلٍ=عَلَيهِم ، وكان الأفضــــــــــــــــــــــلَ المتفضِّل
وإني كفــاني فَقْدُ من ليس جـــــــــــــازياً=بِحُســـــــــــــــــــــــنى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصـــحـــــابٍ : فؤادٌ مشـــــــيعٌ ،=وأبيضُ إصــــــليتٌ ، وصـــــــــــــــفراء عيطلُ
هَــتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يـزيــنـها=رصـــــــــــــــــــــــائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها الســهمُ ، حَنَّتْ كأنها=مُـــــــــــرَزَّأةٌ ، ثــــكــــلى ، تــــــرِنُ وتُعْــــــوِل
ُ ولســـــــتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ=مُــــجَـــــــــدَعَةً سُــــــــــــقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِـــــــــــــــــــــــــــــهِ=يُطـــــــــــــالعها في شــــــــــــأنه كيف يفعـلُ
ولا خَــــــــرِقٍ هَيْـــــــــقٍ ، كأن فُـــــــــــــؤَاده=يَظَـــــــــلُّ به المكَّـــــــــاءُ يعلو ويَسْــــــــــفُلُ ،
ولا خــــــــــــــــــــــــــــــــالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ=يــــروحُ ويـــغــــــدو ، داهـــــــــــــــناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَــــــــــــــــــــــــــــرُّهُ دُونَ خَيرهِ=ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـــــــــــــــــــــــتاجَ ، أعزل
ُ ولســـــــــــــــــــتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت=هدى الهوجلِ العســــــــــــــيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا المعز الصـّوان لاقى مناسمي= تطــــــــــــــاير منه قـــــــــــــــــــــــادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجــــــــــــــــــــــــوعِ حتى أُمِيتهُ ،=وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــــــــــــــــــفحاً ، فأذهَلُ
وأســــــــــــــــــتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ =عَليَّ ، من الطَّــــــــــــــــــــــوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشـــــــــــــــربٌ =يُعــــــــــــــــــــــــــــاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفســـــــــــــــــــــــــــــاً مُرةً لا تقيمُ بي =على الضــــــــــــــــــــــــــيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحـــــــوايا ، كما انطوتْ=خُـــــــــيـُوطَـــــــــــــــــــــــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهـــــــــــــــــيدِ كما غدا =أزلُّ تـــهـــــــاداه التَّــنــائِـــــــــفُ ، أطــــحـــلُ
غدا طَــــــــاوياً ، يعــــارضُ الرِّيــــــحَ ، هـــافيا=ً يخُــــــــوتُ بأذناب الشِّــــــــــــــعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُـــــــــــــــــــــــــوتُ من حيث أمَّهُ =دعــــــــــا ؛ فأجــــــــابته نظــــــــــــــــائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجـــــــــــــــــــــــوهِ ، كأنها= قِداحٌ بكفيَّ ياسِـــــــــــــــــــــــــــــرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْــــــــــــــــــــرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ= مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَــــــــــــــــــــــامٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُــــــــــــــــــــــــــــدُوقها= شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّـــــــــــــــــــــلُ
فَـــضَــــــــــجَّ ، وضَــــــــــجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها= وإياهُ ، نــــــــوْحٌ فــــــــوقَ عـــــــــلياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتســـى واتَّســــــــــتْ بهِ =مَــــرَامــــيلُ عَــــزَّاها ، وعَــــزَّتهُ مُــــرْمِـــــــلُ
شَكا وشـــــــــــــكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت= ولَلصَّـــــــبرُ ، إن لم ينفع الشــــــــــكوُ أجملُ!
وَفَــــــــاءَ وفــــــــاءتْ بادِراتٍ ، وكُــــــــــــلُّها= على نَكَـــــظٍ مِمَّا يُكـــــــاتِمُ ، مُـــجْــــمِـــــــلُ
وتشربُ أســــــــــــــــآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما= ســـــــرت قـــــــرباً ، أحـــناؤها تتصــلصــــــلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــــــــــــــدَلَتْ =وَشَـــــــــــــــمــَّرَ مِني فَـــــــــــــــارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَـــــــوَلَّـــــيْتُ عنها ، وهي تكـــــــــــبو لِعَقْرهِ =يُباشــــــــــــرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَــــــــــــلُ
كأن وغـــــــاهــــــا ، حــــجــــرتيهِ وحـــــــولهُ =أضاميمُ من سَـــــــفْــــرِ القـــبائلِ ، نُـــــــزَّلُ ،
توافــــــينَ مِن شَــــــتَّى إليهِ ، فضَـــــــــــمَّها =كما ضَـــــــــمَّ أذواد الأصـــــــاريم مَـــنْـــهَــــل
فَعَبَّتْ غـــشــــــاشــــــــــــاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ، =مع الصُّــــــــــــــبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشـــــــــــــــــــــها= بأهـْــــــــدَأ تُنبيه سَــــناسِـــــنُ قُــحَّــــــــلُ ؛
وأعـــــدلُ مَـــنـــحـــوضـــاً كــأن فـــصُـــوصَـــهُ= كِـــــــــعَـــــابٌ دحـــاها لاعــــــبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشـــــــنـــفــــرى أم قســـــطلِ = لما اغتبطتْ بالشــــــنــــفـــرى قبلُ ، أطولُ!
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ، = عَــــــقِــــــيـــرَتـُهُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ، = حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ = عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
إذا وردتْ أصـــــــــــــــــــــــــــدرتُــــها ، ثُمَّ إنها =تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضــــــاحـــياً = على رقــــــةٍ ، أحــــــفى ، ولا أتنعـــــــــــــلُ
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه =على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما=يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَــــــــــــــــــــــــــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ=ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ
ولا تزدهــــــــي الأجـــهـــال حِلمي ، ولا أُرى=ســـــــــــــــــــــــــــؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحــــــــــــــــــسٍ ، يصطلي القوس ربها=وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـــــــــــــــلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــــــــــحبتي=سُـــــــــــــــــــــــــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِســــــــــــــــــــــــــواناً ، وأيتمتُ إلْدَةً=وعُـــــــــــــــــــــــدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصــــــــــــــــبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً=فريقان : مســــــــــؤولٌ ، وآخرُ يســـــــــــــألُ
فقالوا : لقد هَــــــــــــــــــــــــــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا=فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـــــــــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فــــلــــمْ تَـــــــكُ إلا نـــبــــأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ=فقلنا قـــــــــطــــــــــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــــدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَــــــــــــــــــــــــــارقاً=وإن يَكُ إنســـــــــــــــــــاً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّــــــــــــــــــــعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،=أفاعيه ، في رمضــــــــــــــــــــــــائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَـــــــــــبـْتُ له وجـــهــــي ، ولاكـــــنَّ دُونَهُ=ولا ســـــــــــــــــــــــــتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هــــــــــــــــــبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ=لبائدَ عن أعـــطــــافـــــهِ ما ترجَّـــــــــــــــــــلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهـــــــــــــــــــــنِ والفَلْى عُهْدُهُ=له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْــــــــــــــــــل مُحْوَلُ
وخَــــــــــــرقٍ كــــظــــهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ=بِعَامِلتين ، ظـــــــــــــهـــــــــــــرهُ ليس يعملُ
وألحـــــقـــــتُ أولاهُ بأخـــــــــــــــــراه ، مُوفياً=على قُنَّةٍ ، أُقــــــعـــــــي مِـــــــراراً وأمـــــثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصــحــــــــــــــــمُ حولي ، كأنَّها=عَــــــذارى عــــلــيهـــنَّ المــــــــــــلاءُ المُذَيَّلُ
ويركُـــــــــدْنَ بالآصــــــــــــــالٍ حولي ، كأنني=مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــــــــــــي الكيحَ أعقلُ
لم أستطع صبــرا حتى اقدم للشنفرى مايستحق وهذه عجالة لاتليق بمقام الشنفرى ولا بمقام من يقرؤهــا
[[ وخـــلق الإنسان عجــولا ]]
تعليق