إذا توالت الهموم ، وكثرت الافكار ، واصبح واقع الحياة مريراً حينئذاً لابد للنفس من راحه ، وللفكـر من متنفس ، فيحـلو
لكثير من الناس إطلاق ذود الفكر في مراتع الخيال ، ويطيب لهم التحليق في سماء الاحلام ، للهروب من الواقع القاسـي
الذي يحيط بهم ، على الرغم ان هذا المتنفس وهذه الراحـهالمؤقته لا يغيران من الواقع شيئاً ، ولكنها تجعل النفس ولو
لبعض الوقت تعيش حالة سعادة مع احـلام اليقظـة . فالفقيرالذي ضايقه الفقر تجده يحلم بالمال الذي يغنيه ويمحــو به
سطور الفقر من صفحات حياته ، والمغترب يحلم بالعودة إلى الديار ليطفئ لهيب الغربه بمشاهدة الاهل والاصحاب .
ولكن اجمل الاحلام هي احلام الشعراء لان الشاعر لا يحلمبمفرده بل يردد قصائده (الحلـم) جميـع الحالمين على مر
الليالي والايام ، وفي شعرنا الجنوبي قصائد حالمه ابدعتها قرائح خصبة ، ونمقتها مشاعر حاصرتها المعاناه واقتحمتها
المراره من كل جانب ، فهـذه قصيدة للشاعـر / عبدالله الزرقوي يرحمه الله قالها ذات مساء عندما شعر بسطـوة
الفقر ، ونقص ذات اليد ، فأخذ يسلي نفسه بهـذه الابيات التي اصبحت سلوة يرددها كثيـر من الناس مرّوا بنفس
الموقف ، واليك القصيدة الحلم
نا ورّيت رويا خــير ماني بقيـل إلاّ هيـه
لن عندي مية بابور مشحونةٍ من فضه واذهب
واسمع الناس يقلون ادعو الزرقـوي يبدي لنـا
واني ابدي مع شرّاقة الصبح من فـوق الجناح
قلت بالله وش يبغـون يا عابرين احلامنـا ؟
قالـوا ما نبغـي إلاّ العافيـة ... وهاك مالك
قلت ماهو بمالي تضحكو ا بي ويتعب خاطري
قالوا ذا جابها البابور خذهـا ومعها العافيــه
واني اولف الاجمـال شهـرين والف الغنايـم
لين ظلت كما الانصـب وحزنه حوالـي بيتنا
وابتني لي قصورٌ كل قصرٌ يجي ميتين قامـه
والمصاريع من فضه وحتى البدايا من ذهـب
واقعدوني على الكرسي وعندي عبيدٍ يخدموني
قلت سبحان ربي فكـني مالعـذاب وريحنـي
بعد ما كنت غاد وجاي وا غش روحي غشها
وإني ارتد في عقلي ولا ون ماعندي ولا شئ
إلا عندي دواتي والقلم والقصـايد من فـرق
الله لا ربّحـك ليله ولا ربّحـك يا احلامنـا
ليس الزرقوي الشاعر الوحيد الذي انغمس في بؤرة الاحلامبل هناك كثير من الشعراء اطلقوا لقرائحهـم العنان نحـو
ميادين الخيال ليخرجوا من دوامة الواقع المرير ، ومن هؤلاءالشعراء .. حسن بن جرادي القرني يرحمه الله الذي شرّقت
وغرّبت به افكاره وهواجيسه (رابعه) فيتخيل انه تاجر يشحن السفن في البحر ، وتارة اخرى يحمّل القوافـل بالامتعـة
المختلفه ولكن لا يلبث ان يصتدم بالواقع فتنقشـع سحـابة الخيال من سمائه فإذا به صفر اليدين لا قوافـل تغني فقـره
ولا سفن تحمل احلامه الورديه ، وإليك القصيدة المبدعه
امّا انـا يا جماعــه في تفاكيـر ليلي والنهــار
يرقدون العرب عندي وانا ساهـراً طـول الليالي
اسري اشحـن ميـة بابور فالبحـر ومية ساعيه
واترجّى الى ون لا بوابير جـات ولا سواعـي
قلت با عـوّد البنـدر عسـاني اتحمل قافلــه
عني اقاطر الاجمال واركب على ظهـر الدليلـه
واصبح (القاع) الى ون لا حموله ولا عندي جمل
ما معي إلاّ عصاتي فوق كفـي تدرّج درّجــه
قلت يا رابعه ما ذا معك كـل يومٍ في حســاب
قالت كب الشراء والبيع لسراج ما هو لي ولا لك
واحمد البدوي والجفري اهـل الدراهم واللكـوك
لق (ريعـان) والاّ لق (لومـه) ودوّر للمحـامي
واطرد اهل القدم واستنجف اولادك احسن لي ولك
غير نشّبت روحـك يا حسـن فالنجـوم الطُلّعي
ان القصيدتين السابقتين ما هي إلا نتيجة مرحله من مراحل الحياة التي عاشها اجدادنا الاوائل ، فاذا اسقـاهم الله الماء
غدقا قل التفكير في طـرق توفير لقمة العيش لان النعـممتوفره من جراء ما اخرجته الارض من خزائن ، واما اذا
اجدبت الارض فتبدأ مسيرة المعاناة مع الجوع ونقص ذات اليد ويبدأ التفكير والانشغال الذهني الدائم حتى يأتـي الله
بفرجه ، ولكن الشعراء يبالغون في ذلك التفكير حتى يصلونالى مرحلة توظيف الاحلام الورديه محل الواقع المرير ، وما
قصيدتا الزرقوي وابن جرادي إلاّ تفكير بصوت عال افرزته تلك الفترة يعبر عن معاناه ذاتيه او جماعيه بإسلوب شيق ومقبول
ولكم تحياتي؛؛؛
لكثير من الناس إطلاق ذود الفكر في مراتع الخيال ، ويطيب لهم التحليق في سماء الاحلام ، للهروب من الواقع القاسـي
الذي يحيط بهم ، على الرغم ان هذا المتنفس وهذه الراحـهالمؤقته لا يغيران من الواقع شيئاً ، ولكنها تجعل النفس ولو
لبعض الوقت تعيش حالة سعادة مع احـلام اليقظـة . فالفقيرالذي ضايقه الفقر تجده يحلم بالمال الذي يغنيه ويمحــو به
سطور الفقر من صفحات حياته ، والمغترب يحلم بالعودة إلى الديار ليطفئ لهيب الغربه بمشاهدة الاهل والاصحاب .
ولكن اجمل الاحلام هي احلام الشعراء لان الشاعر لا يحلمبمفرده بل يردد قصائده (الحلـم) جميـع الحالمين على مر
الليالي والايام ، وفي شعرنا الجنوبي قصائد حالمه ابدعتها قرائح خصبة ، ونمقتها مشاعر حاصرتها المعاناه واقتحمتها
المراره من كل جانب ، فهـذه قصيدة للشاعـر / عبدالله الزرقوي يرحمه الله قالها ذات مساء عندما شعر بسطـوة
الفقر ، ونقص ذات اليد ، فأخذ يسلي نفسه بهـذه الابيات التي اصبحت سلوة يرددها كثيـر من الناس مرّوا بنفس
الموقف ، واليك القصيدة الحلم
نا ورّيت رويا خــير ماني بقيـل إلاّ هيـه
لن عندي مية بابور مشحونةٍ من فضه واذهب
واسمع الناس يقلون ادعو الزرقـوي يبدي لنـا
واني ابدي مع شرّاقة الصبح من فـوق الجناح
قلت بالله وش يبغـون يا عابرين احلامنـا ؟
قالـوا ما نبغـي إلاّ العافيـة ... وهاك مالك
قلت ماهو بمالي تضحكو ا بي ويتعب خاطري
قالوا ذا جابها البابور خذهـا ومعها العافيــه
واني اولف الاجمـال شهـرين والف الغنايـم
لين ظلت كما الانصـب وحزنه حوالـي بيتنا
وابتني لي قصورٌ كل قصرٌ يجي ميتين قامـه
والمصاريع من فضه وحتى البدايا من ذهـب
واقعدوني على الكرسي وعندي عبيدٍ يخدموني
قلت سبحان ربي فكـني مالعـذاب وريحنـي
بعد ما كنت غاد وجاي وا غش روحي غشها
وإني ارتد في عقلي ولا ون ماعندي ولا شئ
إلا عندي دواتي والقلم والقصـايد من فـرق
الله لا ربّحـك ليله ولا ربّحـك يا احلامنـا
ليس الزرقوي الشاعر الوحيد الذي انغمس في بؤرة الاحلامبل هناك كثير من الشعراء اطلقوا لقرائحهـم العنان نحـو
ميادين الخيال ليخرجوا من دوامة الواقع المرير ، ومن هؤلاءالشعراء .. حسن بن جرادي القرني يرحمه الله الذي شرّقت
وغرّبت به افكاره وهواجيسه (رابعه) فيتخيل انه تاجر يشحن السفن في البحر ، وتارة اخرى يحمّل القوافـل بالامتعـة
المختلفه ولكن لا يلبث ان يصتدم بالواقع فتنقشـع سحـابة الخيال من سمائه فإذا به صفر اليدين لا قوافـل تغني فقـره
ولا سفن تحمل احلامه الورديه ، وإليك القصيدة المبدعه
امّا انـا يا جماعــه في تفاكيـر ليلي والنهــار
يرقدون العرب عندي وانا ساهـراً طـول الليالي
اسري اشحـن ميـة بابور فالبحـر ومية ساعيه
واترجّى الى ون لا بوابير جـات ولا سواعـي
قلت با عـوّد البنـدر عسـاني اتحمل قافلــه
عني اقاطر الاجمال واركب على ظهـر الدليلـه
واصبح (القاع) الى ون لا حموله ولا عندي جمل
ما معي إلاّ عصاتي فوق كفـي تدرّج درّجــه
قلت يا رابعه ما ذا معك كـل يومٍ في حســاب
قالت كب الشراء والبيع لسراج ما هو لي ولا لك
واحمد البدوي والجفري اهـل الدراهم واللكـوك
لق (ريعـان) والاّ لق (لومـه) ودوّر للمحـامي
واطرد اهل القدم واستنجف اولادك احسن لي ولك
غير نشّبت روحـك يا حسـن فالنجـوم الطُلّعي
ان القصيدتين السابقتين ما هي إلا نتيجة مرحله من مراحل الحياة التي عاشها اجدادنا الاوائل ، فاذا اسقـاهم الله الماء
غدقا قل التفكير في طـرق توفير لقمة العيش لان النعـممتوفره من جراء ما اخرجته الارض من خزائن ، واما اذا
اجدبت الارض فتبدأ مسيرة المعاناة مع الجوع ونقص ذات اليد ويبدأ التفكير والانشغال الذهني الدائم حتى يأتـي الله
بفرجه ، ولكن الشعراء يبالغون في ذلك التفكير حتى يصلونالى مرحلة توظيف الاحلام الورديه محل الواقع المرير ، وما
قصيدتا الزرقوي وابن جرادي إلاّ تفكير بصوت عال افرزته تلك الفترة يعبر عن معاناه ذاتيه او جماعيه بإسلوب شيق ومقبول
ولكم تحياتي؛؛؛
تعليق