Unconfigured Ad Widget

Collapse

تاريخ الاغتيالات في السياسة الإسرائيلية!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    تاريخ الاغتيالات في السياسة الإسرائيلية!

    في الأربعينيات لجأ الإسرائيليون إلى أسلوب الطرود المفخخة، التي كانوا يرسلونها إلى شخصيات عربية وفلسطينية بغرض تصفيتها.
    - سنوات السبعينيات إحدى أهم المحطات في سياسة الاغتيالات والتصفيات الإسرائيلية.
    عملية اغتيال الرنتيسي ليست الأولي من نوعها؛ بل هي امتداد لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت قادة الانتفاضة ورموزها السياسية منذ نشأة الدولة اللقيطة.
    ولو عدنا بالذاكرة إلى عقود خلت لأجل تسليط الضوء على هذا السلوك الإسرائيلي الذي سطر خطوطه الأولى قبل الإعلان الرسمي لقيام إسرائيل وصولاً إلى محاولة اغتيال الرنتيسي؛ لاكتشفنا عدة نتائج، أبرزها: أن زمن الانتفاضة الراهنة لم يشكل زمناً استثنائياً على مستوى الممارسة الإرهابية الإسرائيلية بحق العرب عامة أو الفلسطينيين بوجه خاص، فسياسة الاغتيالات التي اتخذها قادة العدو لملاحقة الحركات الجهادية والنضالية صاغت نمطاً إسرائيليا تقليدياً تجاوز الأعراف الدولية والإنسانية كافة، وبصورة قد لا تحيد عن جادة الصواب، إذا ما قيل إن إسرائيل كانت سبّاقة في اللجوء إلى هذا النوع من العمليات السرية والعلنية، حيث بنت أهدافها على قاعدة مزدوجة الرأس: التأكيد على تفوقها الاستخباري، وإرهاب الجانب العربي.



    وسائل القتل

    وإذ تجاوزت الممارسات الإسرائيلية على هذا المستوى الجانب الفلسطيني، لتطول الجوانب العربية؛ بل والدولية أيضاً، فإن سياسة الإرهاب والتصفيات تلك تشعبت بين القتل الجائر، واستعمال الطرود المتفجرة والسيارات المفخخة، وكذلك الطائرات والمواد السامة والهواتف النقالة. وفي سياق تتبع سياسة التصفيات والاغتيالات الإسرائيلية ؛ قد يكون من الأهمية الرجوع إلى عقد الأربعينيات إلى المرحلة السابقة لقيام إسرائيل، إذ تم إنشاء ما يسمى "مقاتلو الحرية" (ليتحي)، وكانت أبرز عملياتهم اغتيال الوسيط الدولي السويدي الجنسية" فولكا برندوت".
    وفي الأربعينيات أيضاً، لجأ الإسرائيليون" إلى أسلوب الطرود المفخخة، التي كانوا يرسلونها إلى شخصيات عربية وفلسطينية بغرض تصفيتها أو إعاقتها جسدياً، وقد استخدم الإسرائيليون نفس الأسلوب لاغتيال بعض الضباط والجنود الإنكليز في مصر، وقُتل وفقاً لهذا الأسلوب العشرات من الإنكليز، وفي الواقع شهدت الأربعينيات اعتقال العديد من اليهود الذين نفذوا مثل هذه العمليات ومنهم "الياهو حكيم" و"الياهو بيت شوي"، اللذين أُعدما شنقاً في العاصمة المصرية بعدما ثبت تورطهما في مقتل اللورد "موين".
    وفي العام 1956 أقدم الموساد الإسرائيلي على اغتيال الضابط المصري (مصطفى حافظ) من خلال طرد مفخخ انفجر بين يديه في مدينة غزة، واستناداً إلى رواية العدو الإسرائيلي فإن (مصطفى حافظ) كان مسؤولاً عن عمليات التجسس داخل إسرائيل، وأعلن جهاز "أمان" مسؤوليته عن ذلك.
    وفي العام 1963 أرسل إسحاق شامير -رئيس الذراع العسكرية لما يسمى "مقاتلو الحرية"- طروداً مفخخة إلى شخصيات ألمانية اعتبرتها إسرائيل أنها قد ساعدت مصر في برنامجها الصاروخي، وقُتل العديد من الألمان في العمليات المذكورة.



    مطاردة الفلسطينيين في الخارج

    قد تكون سنوات السبعينيات إحدى أهم المحطات في سياسة الاغتيالات والتصفيات الإسرائيلية، حيث ذهبت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية إلى مطاردة الفلسطينيين في العواصم الأوروبية كافة، ولم تتوقف عمليات الاغتيال إلا بعد انكشاف أمر إحداها في العاصمة النرويجية "أوسلو"، عندما قتل عامل جزائري في مطعم وكان المقصود من العملية المسؤول الفلسطيني الكبير (أبو حسن سلامة) مسؤول جهاز الـ17.
    وقد اعتقلت السلطات النرويجية آنذاك، عميل الموساد "دان إرييل"، الذي كان أحد أفراد الفريق المنفذ للهجوم، وبعد ذلك اعتقلت السلطات النرويجية خمسة آخرين من بينهم "إبراهام جمار" وهو من كبار قسم العمليات الخارجية في الموساد.
    ووفقاً للمعلومات التي سربتها السلطات النرويجية بعد اعتقال "دان إرييل"، فإن الموساد كان مسؤولاً عن العشرات من عمليات التفجير والاغتيالات التي حدثت في أوروبا في تلك الفترة0
    بعض هذه العمليات أعلن الموساد عنها صراحة، والبعض الآخر بقي في ظل الكتمان. كما كشفت التحقيقات النرويجية أن الشخص الذي وقف على رأس طاقم الاغتيالات في أوروبا، هو (مايك هراري)، الذي كان يعمل تحت الإمرة المباشرة لرئيس الموساد (تسفي زمير)، وكان يشرف لحظة الهجوم على المطعم النرويجي، للتأكد من مقتل (أبي حسن سلامة)، ومن بين عملاء الموساد الذين اعترفوا بالضلوع في عمليات الاغتيال (باروخ كوهين) الذي قُتل في مدريد في العام 1973، و(تدوك أونير) الذي تعرض لإطلاق نار في العاصمة البلجيكية بروكسل في العام نفسه.



    قادة الإرهاب

    وفي مقابلة نادرة جاء على لسان رئيس جهاز "آمان" السابق اللواء (اهارون ياريف): "إن كبار القادة السياسيين في تل أبيب ابتعدوا عن الاعتراف عن العديد من العمليات التي كان الموساد ينفذها في أوروبا أو في قارات أخرى في العالم"، وفي هذه المقابلة التي أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية في العام 1993 أكد (ياريف) أنه كان يتلقى أوامره مباشرة في سنوات السبعينات الأولى من رئيسة الوزراء آنذاك (غولدا مائير)، التي أعطت أوامرها الجائرة بملاحقة واغتيال قادة فصائل المقاومة الفلسطينية أينما وُجدوا، وحسب (ياريف)؛ فإن الشخصيات الفلسطينية المستهدفة كانت منتقاة بدقة وأبيح للموساد استعمال الأساليب التي يراها مناسبة.
    في العام 1972 اغتال الموساد القائد الفلسطيني (غسان كنفاني) أحد أهم القياديين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي العام 1973 نفذت قوة كوماندوز إسرائيلية عملية اغتيال ثلاثة من القادة فلسطينيين، هم: أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر. وفي كانون الأول من العام 1975 اغتال الموساد (محمود الهمشري) مؤسس قوة الـ17 الفلسطينية، وقد جرت العملية جرت باريس باستخدام عبوة متفجرة وضعت في هاتف بيته.
    وفي عام 1973 وتحديداً في تموز، اغتال الموسادُ المسؤولَ الفلسطيني في حركة فتح (محمد بوديا) من خلال تفجير سيارته التي كان همّ بقيادتها.
    وفي شباط من العام 1979 استطاع الموساد اغتيال (أبي حسن سلامة) قائد قوة الـ"17" في بيروت، وعملية الاغتيال تمت بتفجير عبوة متفجرة بالقرب من سيارته عبر جهاز لاسلكي.



    بشاعة صهيونية

    واستمراراً في سياسة القتل والتصفية اغتالت وحدة كوماندوز المسؤول الفلسطيني (أبو جهاد) في نيسان من العام 1988 ، وذلك في العاصمة التونسية، وقد أطلق المهاجمون 70 رصاصة على أبي جهاد للتأكد من مصرعه.
    وفي آب 1989 أقدمت إسرائيل على خطف الشيخ (عبد الكريم عبيد) من بلدته "جبشيت" في جنوب لبنان.
    وفي آذار من العام 1990 اغتال الموساد العالم الكندي (جارلد بول) في شقته في بروكسل بحجة التعاون مع العراق في تطوير المدفع العراقي العملاق.
    وفي شباط من العام 1992 اغتالت طائرات الأباتشي الإسرائيلية الأمين العام لحزب الله السيد (عباس الموسوي) مع زوجته وابنهما.
    وفي نيسان 1994 خطفت مجموعة كوماندوز صهيونية المسؤولَ في "المقاومة المؤمنة" الحاج (مصطفى الديراني) من بلدته قصرنبا في البقاع اللبناني.
    وفي تشرين الأول من العام 1995 اغتال الموساد الإسرائيلي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور (فتحي الشقاقي) في مالطا لدى عودته من زيارة لليبيا، وقد نفذت عملية الاغتيال عبر عميل إسرائيلي كان يستقل دراجة نارية، وأطلق عميل الموساد النار على رأس الشقاقي، فيما كان عميل آخر يقود الدراجة ذاتها.
    وفي كانون الثاني من العام 1996 اغتالت إسرائيل القائد الفلسطيني في حركة "حماس" (يحيى عياش) في منطقة غزة، وتم وضع مادة متفجرة في هاتفه النقّال، وأكدت وكالات أنباء أجنبية آنذاك أن جهاز الـ"شاباك" يتحمل مسؤولية العملية تلك.
    وفي أيلول 1998، حاول الموساد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" (خالد مشعل)، اعتماداً على مادة سامة أدخلت في جسمه، إلا أن هذه العملية فشلت، وتم اعتقال المنفذين في الأردن. ومع انطلاق انتفاضة الأقصى اعترفت إسرائيل رسميا بانتهاج هذه السياسة إثر العملية التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما أطلقت طائرة مروحية ثلاثة صواريخ تجاه سيارة الشهيد (حسين عبيات)، بتاريخ 9 نوفمبر 2000، مما أدى لمقتله.



    انتفاضة الأقصي

    وكانت تصفية (عبيات) أولى عمليات التصفية الجسدية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى، وفي أعقاب هذه العملية أعلنت إسرائيل وبشكل رسمي مسؤوليتها عنها، بل وأعلنت عن تبنيها الرسمي لهذه السياسة، والتي انتهجت وفقاً للبيان الصادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب مقتل (عبيات) ؛ بغية التخلص من المجموعات المسؤولة عن تصعيد "أعمال العنف".
    وتصاعد مسلسل الملاحقات والتصفيات...، تصاعد مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 28 أيلول من العام 2000 واغتالت إسرائيل ما يزيد عن 60 فلسطينيا،ً أبرزها في تشرين الثاني من العام 2000 ، حيث أطلق جيش العدو النار على (ثابت ثابت) المسؤول في حركة فتح. وفي حزيران من العام 2001 تم اغتيال (أسامة جبارة) من فتح، وكذلك العديد من قادة حماس والجهاد الإسلامي، أبرزهم جمال منصور، وعمر سعادة. وفي آب من العام الجاري اغتالت إسرائيل (أبو علي مصطفى) الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه، من خلال قصفه بصواريخ موجهة من "طائرات الأباتشي".
    برر (إفرايم سنيه) -نائب وزير الدفاع الإسرائيلي في عهد حكومة باراك- سياسة الاغتيالات بقوله: "سنواصل سياستنا في تصفية المخططين والمنفذين، ولا يستطيع أحد أن يلقنا دروساً في الأخلاق، لأننا للأسف نقاتل الإرهاب منذ 100 عام".
    وفي وقت سابق كان (سنيه) قد أشار لسياسة الاغتيالات موضحاً ماهيتها بقوله: "إذا أقدم أحد على ارتكاب اعتداءات إرهابية، أو كان يخطط للقيام بذلك، فلابد من توجيه ضربة إليه، وهي فعالة ومحكمة وعادلة".
    لقد عُرف اليهود من قديم الأزل بمكرهم وخبثهم وتعطشهم للدماء، حتى الأنبياء لم يسلموا منهم، فقد قال الله عنهم في كتابه الكريم: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقّ) جاء في تفسير ابن كثير" لَمَّا اِرْتَكَبَ بَنُو إِسْرَائِيل مَا اِرْتَكَبُوهُ مِنْ الْكُفْر بِآيَاتِ اللَّه وَقَتْلهمْ أَنْبِيَاءَهُ أَحَلَّ اللَّه بِهِمْ بَأْسه الَّذِي لا يُرَدّ وَكَسَاهُمْ ذُلاًّ فِي الدُّنْيَا مَوْصُولاً بِذُلِّ الآخِرَة جَزَاء وِفَاقًا، وقد جاء عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أنه قَالَ: كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيل فِي الْيَوْم تَقْتُل ثَلَثمِائَةِ نَبِيّ ثُمَّ يُقِيمُونَ سُوق بَقْلهمْ مِنْ آخِر النَّهَار".
    ولم يسلم من مكرهم وغدرهم رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فهم الذين قدموا له شاه مسمومة، كانت سبباً في موته صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين أرادوا أن يلقوا على رأسه -عليه الصلاة والسلام- صخرة كبيرة ليتخلصوا منه، وانبعث أشقى القوم عمرو بن جحاش بن كعب لتنفيذ تلك المؤامرة الحقيرة والتي باءت بالفشل.



    دولة فوق القانون

    عمليات الاغتيال والتصفية خارج إطار القانون، والتي أقرت إسرائيل على مسمع من العالم كله انتهاجها لها؛ ما هي إلا جملة لا تنتهي من الانتهاكات الصارخة لمعايير القانون الدولي الإنساني، ولأهم حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة، ولاتفاقية جنيف الرابعة التي نصت على حظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، ولعدد من مبادئ الأمم المتحدة الخاصة باستخدام القوة والأسلحة النارية. وقد بات من الواضح بأن إسرائيل هي دولة فوق القانون، فهي وكيل النيابة الذي يتحامل على المتهم بجريمة "المشاركة في الدفاع عن أرضه ووطنه" ، وهي القاضي الذي يصدر قراره بإعدام الأبرياء حتى دون أن تتوفر لديه الدلائل ضدهم، لأنه وفي حالة دفاع إسرائيل عن "أمنها" فمجرد الشك يكفي كمبرر للقتل الوحشي والبشع، وهي المحكمة التي تنفذ الحكم دون إعطاء المتهم فرصة الدفاع عن نفسه، أو الرد على ما وجه إليه من اتهامات.
    والأدهى من ذلك أن هذه الدولة -وكيل النيابة، والقاضي، والمحكمة- لا تهتم عند تنفيذ قرار الإعدام خارج نطاق القضاء بأن تفرق بين مستهدف حقيقي وبين بريء كان يمر بالصدفة من المكان الذي اختارته مسرحاً لجريمتها.
    لجوء إسرائيل لاستخدام القوة ليس بجديد، وإفراطها في هذا الاستخدام أيضاً ليس بجديد، كما أنّ ثبات الفلسطينيين وصبرهم ليس بجديد، أما الجديد الذي يتجدد؛ فهو صمت العالم الذي لا يمل من التغني بحقوق الإنسان وحرياته رغم كل ما تنفذه إسرائيل وقوات احتلالها من عمليات قتل وتصفية؛ يبدو أنها وبكل بشاعتها لم تنجح في تحريك مشاعرهم التي تهتز إذا تألم كلب هنا أو هناك..! إن التغاضي عن جرائم إسرائيل بحق كل ما هو فلسطيني لا يمكن إلا وأن يدفعها للتمادي في هذه الجرائم.
    الانتفاضة المجاهدة قالت لإسرائيل شيئاً لم تستطع المنظمات والهيئات العالمية أن تقوله...
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
Working...