1 غير مجدٍ في ملتي واعتقادي= نوحُ باكٍ ولا ترنم شادِ
2 وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعِيّ، إذا قِيــ =ـسَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
3 أبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَة ُ، أمْ غَـــ=ــنّتْ عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ؟
4 صَاحِ! هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْـ=ـــبَ، فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ؟
5 خَفّفِ الوَطْءَ! ما أظُنّ أدِيمَ الْـ = إرض إلا من هذه الأجسادِ،
6 وقبيحٌ بنا، وان قدمَ العهدُ،=هوانُ الآباء والأجدادِ.
7 سِرْ، إنِ اسْطَعتَ، في الهَوَاءِ رُوَيداً =لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
8 ربّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً، =ضاحكٍ من تزاحم الأضدادِ،
9 ودفين على بقايا دفينٍ =في طويل الأزمان والآبادِ.
10 فاسأل الفرقدين عمن أحسا =من قبيل وآنساً من بلادِ،
11 كم أقاما على زوال نهارٍ =وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ
12 تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ =إلا من راغبٍ في ازديادِ،
13 إن حزناً في ساعة الموت اضعا=فُ سرورٍ في ساعة ِ الميلادِ.
14 خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ، فضَلّتْ =أُمّة ٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفَادِ
15 إنما ينقلون من دار أعما=لٍ إلى دارِ شِقوَة ٍ، أوْ رَشَادِ
لأبي العلاء المعري.
تعليق