Unconfigured Ad Widget

Collapse

أتشيه المسلمة .. أسباب التمرد

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    أتشيه المسلمة .. أسباب التمرد

    - ينتج إقليم أتشيه ‏12‏ مليون طن من الغاز سنويا.
    - واشنطن تريد أن تبقى إندونيسيا قوية ومتماسكة وناهضة‏,‏ لكي توازن وتواجه الدور الصيني في آسيا.

    إقليم أتشيه( اسم تصدر بؤرة اهتمام الأحداث العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تسلطت الأضواء تجاه ما يحدث داخل أكبر دولة إسلامية في العالم وهى إندونيسيا، وقيام جيشها مؤخراً بشن حملة عسكرية ضد (إقليم أتشيه) الراغب في الانفصال والاستقلال عن اندونيسيا ..
    دماء الضحايا من المسلمين تنهار في الإقليم، وآلاف الضحايا يتساقطون بأيدي إخوانهم المسلمين، ولم يتدخل أحد لوقف نزيف الدماء على مدار ربع قرن ..

    بوابة مكة

    الذي لا يعرفه الكثيرون أن (أتشيه) من أكثر الأقاليم تدينا ومحافظة وإسلاما في اندونيسيا‏,‏ فالمسلمون فيها يمثلون 100% من السكان، وفيها أكبر عدد من المدارس الدينية وحفظة القرآن‏,‏ ولا غرابة في ذلك‏,‏ فموقعها الجغرافي بأقصى الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة جعلها أول أرض وطأتها أقدام التجار والبحارة الحضارمة الذين جاؤوا إلى المشرق حاملين الإسلام معهم‏؛‏ ولذلك فهي تعد أول بلد دخله الإسلام في إندونيسيا‏,‏ وقد كان ذلك وراء وصف الإقليم بأنه "بوابة مكة"‏,‏ حيث يمثل البوابة التي منها دخل الإسلام إلى البلاد‏.
    اعتزاز أهل (أتشيه) بالهوية الإسلامية جعل المطلب الأساسي لسكان الإقليم هو إقامة دولة إسلامية على أرضه‏،‏ وهذا الاعتزاز ذاته هو الذي دفع مسلمي الإقليم إلى قتال الهولنديين بشراسة‏,‏ منذ قدموا لاستعمار المنطقة‏.‏

    فشل ذريع للاستعمار

    وتقول المصادر التاريخية إن الهولنديين بدؤوا محاولة السيطرة على الإقليم في عام‏1873، لكنهم فشلوا في السيطرة على كامل أرضه طيلة سبعين عاما تقريبا‏,‏ حتى أخرجهم اليابانيون من الإقليم في عام‏1942،‏ ولم يكن ثوار (أتشيه) مدافعين عن إقليمهم فحسب‏,‏ ولكن دورهم في حركة الاستقلال الوطني الإندونيسي كان بارزاً من البداية‏,‏ وبسبب دور أولئك الثوار؛ فإن (أتشيه) حصلت في عام‏1950‏ على وضع خاص لإقليمهم‏,‏ وطيلة السنوات اللاحقة تواصلت مطالبتهم بإقامة دولتهم الإسلامية المستقلة‏,‏ وكانت من أبرز تلك المطالبات انتفاضتان قام بهما سكان (أتشيه)، إحداهما في عام‏76‏ ،والثانية في عام‏1989 ، ‏وفي كل مرة كانت انتفاضة الأتشيين تقابل بقبضة الجيش القوية‏,‏ وبعمليات سحق تؤدي إلي سقوط عشرات القتلى والجرحى‏,‏ الأمر الذي أدى في النهاية إلى تراكم شعور عميق بالمرارة والسخط لدى سكان الإقليم‏,‏ دفعهم إلى تجديد المطالبة بالانفصال وإقامة دولتهم المنشودة‏.‏

    ثروات طبيعية

    (إقليم أتشيه) الغني بالثروات الطبيعية تدور حوله صراعات للسيطرة على هذه الموارد، التي تعتبر مهمة لتنمية الاقتصاد الوطني ومنها النفط والغاز الطبيعي والأخشاب، وقد بلغت صادرات (أتشيه) وحدها من الغاز الطبيعي 3.1 مليار دولار في عام 1998، وكان الرئيس الإندونيسي السابق (عبد الرحمن واحد) قد وعد بعد توليه الحكم بإجراء استفتاء في (أتشيه) حول الحكم الذاتي، وليس الاستقلال بينما تدعو حركة (أتشيه) الحرة المسلحة إلى القتال؛ للتخلص من حكم جاكرتا, وتطالب بمحاكمة القادة العسكريين الإندونيسيين على ما اقترفوه من عنف بحق أهالي الإقليم.

    أتشيه وسوهارتو

    شعب (أتشيه) ظل يقاوم الحكم الإندونيسي في ظل الديكتاتور (سوهارتو) طيلة 32 عاما, منذ استقلاله عن هولندا وغزو (سوهارتو) لإقليمهم, حتى فرضت حكومة جاكرتا على الإقليم الأحكام العرفية من 1989 من سقوط الديكتاتور في 1998، وأعلن إقليم (أتشيه) منطقة عمليات عسكرية، وأطلقت جاكرتا يد الجيش الإندونيسي للقضاء على حركة (أتشيه) الحرة, على النحو الذي دفع منظمة العفو الدولية إلى أن تسجل أن الطريقة التي كانت تتم بها عمليات الجيش الإندونيسي روتينياً في الإقليم تضمنت إجراء محاكمات سياسية غير عادلة, وعمليات إعدام دون محاكمة, واختفاء المعارضين، فضلا عن عمليات التعذيب والاغتصاب، واعتقال نشطاء المقاومة السلمية.
    والصراع العسكري الناشب في الإقليم منذ السبعينيات، والذي أسفر في السنوات العشر الماضية عن مقتل‏2000‏ من سكانه، واختفاء آلاف آخرين، فضلا عن تشريد‏50‏ ألفاً في غمار حملة القمع العسكرية التي نفذتها قوات الجيش الإندونيسي، وهي الحملة التي لم تقتصر على مسلمي حركة (أتشيه) الحرة التي تقود النضال المسلح، وإنما امتدت إلى المدنيين من سكان الإقليم‏.‏

    دواعي‏‏ الانفصال

    والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كان سكان (أتشيه) الأكثر تمرداً‏,‏ ورغبة في الانفصال عن إندونيسيا؟
    الذي لا يعرفه الكثيرون أن هذا الإقليم له أسبابه الخاصة به التي دفعته إلى التمرد على النظام الإندونيسي,‏ فهو غني جداً حيث ينتج‏12‏ مليون طن من الغاز سنويا‏,‏ تمثل ثلث صادرات إندونيسيا في هذا المجال‏,‏ كما أنه ينتج يومياً ما يتراوح بين ‏15‏ و‏20‏ ألف برميل من النفط‏،‏ وإلى جانب النفط والغاز‏‏ فالإقليم غني بالذهب والفضة والمطاط والفلفل‏,‏ وأهل الإقليم كغيرهم تعرضوا للقمع بدرجة تناسبت طرديا مع حجم تمردهم‏,‏ وبعد سقوط الرئيس (سوهارتو) اكتشفت السلطات وجود عدة مقابر جماعية‏,‏ دفن فيها عشرات من الناشطين الداعين إلى الاستقلال‏.

    استنزاف الثروات

    وإذا كانت حركة المطالبة باستقلال (تيمور الشرقية) وغالبية سكانه من النصارى قامت على أساس ديني طائفي؛ فإن حركة المطالبة بالاستقلال في (أتشيه) لا تتقاسمها نفس الأسس، حيث إن غالبية سكان الإقليم من المسلمين، وإن كانت تشترك معها في بعض العوامل الأخرى المغذية للدعوة للانفصال، خاصة العامل الاقتصادي فعلى غرار العديد من أقاليم إندونيسيا لم تحظ (أتشيه) الغنية بالبترول والغاز والثروات الطبيعية بنصيب عادل من الاستثمارات الحكومية في الإقليم، أو اهتمام كاف من سلطات جاكرتا بتحقيق التنمية والرفاهية لسكانه، مما ولد غضباً متنامياً علي السلطة المركزية، التي استنزفت لسنوات طويلة ثروات الإقليم، ولم تسع لتخصيص جزء عادل من عوائد هذه الثروات لصالح السكان، بخلاف ما فعلته مع سكان مناطق أخرى، خاصة العاصمة، ويبدو هذا العنصر مهما للغاية إذا علمنا أن ‏125‏ ألف متر مكعب من الغاز و‏42‏ ألف برميل من البترول تستخرج يومياً من (أتشيه)، خاصة من مدينة (ايكسماو) الواقعة شمال الإقليم، وتشكل نسبة مهمة من إجمالي الصادرات البترولية والغازية الإندونيسية، في الوقت الذي ينتشر فيه الفقر المدقع بين أوساط السكان في هذا الإقليم الغني بثرواته الطبيعية‏.‏ وقد امتزجت مشاعر الغضب الاجتماعي مع أحاسيس التمايز العرقي فسكان (أتشيه) يشكلون واحدة من المجموعات العرقية العديدة في إندونيسيا؛ لتتبلور منذ مطلع السبعينيات في حركة مسلحة تطالب بالاستقلال والانفصال، ويسعى لإقامة دولة إسلامية تطبق الشريعة في الإقليم، وتقودها مجموعة من خريجي المدارس الإسلامية،‏ لديهم ثقة في أن لدولة الإندونيسية منذ قامت في عام ‏1945‏ ترفض الهوية الإسلامية، وقد تخلت عنها لصالح مبادئ (سوكارنو الخمسة) ، إذا كانت الحكومة قد أذنت للنصارى بالانفصال، وإقامة دولة كاثوليكية خاصة بهم‏,‏ فمن حقهم التمسك بدينهم, ‏والاعتزاز بالهوية الإسلامية والاستقلال وإقامة دولتهم. كما عرفت هذه الحركة المسلحة تصعيداً واضحاً في نشاطها خلال السنوات العشر الماضية قبل أن تتمكن الآلة العسكرية الإندونيسية من احتوائها عدة مرات.

    جاكرتا وأتشيه

    وقد تغيرت النظرة السياسية بين جاكرتا و(أتشيه) وتباينت باختلاف رؤساء إندونيسيا، فبعد سقوط الرئيس (سوهارتو) تغيرت السياسة إزاء (أتشيه)‏,‏ فقد زارها الرئيس (حبيبي)‏,‏ وصلى الجمعة في مسجد العاصمة باندا أتشيه‏,‏ واعتذر للسكان عن الانتهاكات التي قام بها الجيش ضدهم‏,‏ وحين طالبوه بإجراء استفتاء حول تقرير المصير‏,‏ وعد ببحث الموضوع‏.‏ بعد ذلك زارهم (عبد الرحمن واحد) أثناء الحملة الانتخابية‏,‏ وقدم لهم اعتذاراً مماثلاً‏,‏ وفي رده على سؤال حول حقهم في تقرير المصير‏,‏ أيدهم في دعواهم‏‏ -أغلب الظن لكي يكسب أصواتهم في الانتخابات‏-،‏ وبعد تنصيبه رئيساً عبر عن تجاوبه معهم في مطلبهم‏,‏ وعن إمكانية إجراء الاستفتاء في (أتشيه)‏,‏ لكنه تحفظ‏,‏ وقال إن كلامه ذاك ينبغي ألا يعد وعداً من جانبه، وما لبث أن أعلن تأييده لإجراء استفتاء في (أتشيه) حول إمكانية تطبيق القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية هناك فقط، وليس عن انفصال الإقليم، ‏ولم يمض وقت طويل علي توليه السلطة حتى تراجع الرئيس الإندونيسي (عبد الرحمن واحد) عن تصريحاته بضرورة منح إقليم (أتشيه) الاستقلال، أسوة بما حدث مع (تيمور الشرقية)‏‏.
    إما (ميجاواتي) فقد سارعت بمجرد توليها الحكم بتقديم المزيد من الوعود والعهود بإقرارها قوانين تسمح بمساحة أكبر من الحكم الذاتي في إقليم (أتشيه)‏,‏ معلنة موافقتها على منح الإقليم نحو‏70%‏ من عوائد البترول والغاز الطبيعي المستخرج من الآبار التي يفيض بها الإقليم‏، كما أعربت عن أسفها، وقدمت اعتذاراها عما وصفته بسوء إدارة الأزمة وانتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها سكان أقاليم أتشيه، وايريان جايا‏، ‏إلا أنها أكدت تمسكها بموقف سلفها الرافض لتكرار ما حدث في تيمور الشرقية والسماح لبقية الأقاليم بالانفصال عن اندونيسيا‏,‏ مؤكدة أن هدفها الأول هو الحفاظ على وحدة الدولة التي كافح والدها بشدة من أجل استقلالها، وحصولها على حريتها بعد أعوام طويلة من الاستعمار‏,‏ مع حرصها على عدم اللجوء إلى القوة العسكرية التي أسهمت في تغريب المواطنين عن حكومتهم المركزية في جاكرتا‏؛ إلا أن صبرها لم يستمر طويلا، وأطلقت مؤخرا آلتها العسكرية لقمع الحركة الانفصالية بالإقليم .‏

    الموقف الأمريكي

    الموقف يتضح حين زارت (مادلين أولبرايت) وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة جاكرتا، وتحدثت بصراحة في مسالة وحدة إندونيسيا، وموقف بلادها منها‏,‏ ومما قالته: "إن واشنطن حريصة على تماسك البلاد واستمرار وحدتها لعدة أسباب‏؛ منها: أن واشنطن تريد أن تبقى إندونيسيا قوية ومتماسكة وناهضة‏,‏ لكي توازن وتواجه الدور الصيني في آسيا‏,‏ بحيث تحد منه وتكبحه‏.‏ ثم أن واشنطن تعتبر أن لإندونيسيا موقعاً استراتيجيا حيويا يهم الأمن القومي للولايات المتحدة‏,‏ من حيث إنها تحرس وتتحكم في بوابة العبور إلى أقاصي آسيا بين المحيطين الهندي والباسيفيكي‏,‏ وهو دور يهدده أي انفراط في عقد الدولة‏,‏ فضلا عن ذلك فإن الولايات المتحدة ترى أن هناك سببا ثالثاً يدفعها إلى التمسك بوحدة إندونيسيا‏,‏ هو أنها استثمرت خلال العقدين الأخيرين‏300‏ مليار دولار‏,‏ وهي غير مستعدة لإهدار أو تبديد ذلك المبلغ‏.
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
  • الجاسر
    عضو نشيط
    • Dec 2002
    • 401

    #2
    أخي الحبيب علي الدوسي ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...

    أخي علي ..

    موضوع مهم جدا .. بارك الله فيك على طرحه .. ومعلومات قيمة لعل أكثرنا كان يجهلها ..

    أتمنى لك التوفيق والسداد ...


    و ق ف ة :

    لا أدري كيف أدخل معك أو أجاريك في مواضيعك التي تمدنا بها ...

    أخي لا تظن عدم ردي عليك تجاهلا لك ولمواضيعك .. أعوذ بالله أن يكون هذا ..

    ولكن عرضك أكثر مما تطلبه المساحات المتوفرة لدي ..

    عزائي الوحيد أن الهم واحد أخي الحبيب .

    والسلام ختام
    [align=center][/align][align=center][/align]

    تعليق

    • علي الدوسي
      عضو مميز
      • Jun 2002
      • 1078

      #3
      اخي الجاسر الف شكر على مرورك وقرائتك لمواضيعي وعلى تواضعك
      ولك تحياتي
      [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

      تعليق

      Working...