Unconfigured Ad Widget

Collapse

احدى خطب الشيخ بن عثيمين

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    احدى خطب الشيخ بن عثيمين

    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوز بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالي بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا أرسله الله تعالي علي حين فترة من الرسل وانطماس من السبل أرسله الله تعالي إلى الخلق وهم أحوج ما يكونون إلى نور الرسالة فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله فصلوات الله وسلامه عليه وعلي اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد
    فيا عباد الله اتقوا الله تعالي اتقوا الله تعالي وتبصروا في هذه الليالي والأيام فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة لحظةً فلحظة حتى تنتهوا إلى أخر سفركم وان كل يوم يمر بكم يمر بكم بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم إلى الآخرة عباد الله (إن في اختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فغنى عذاب النار) إن هذه الأيام والليالي المختلفة لخزائن لأعمالكم محفوظة شاهدة علي شاهدة بما بما فيها من خير أو شر فطوبا لعبد اغتنم فرصها بما يقرب إلى الله وطوبا لعبد شغلها بالطاعات واجتناب المعاصي طوبا لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك علي ما لله تعالي فيها من الحكمة البالغة والأسرار( يغلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار) عباد الله ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها وفي ذلك اعظم اعتبار إن طلوعها ثم غروبها آذان بان هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غيوب وأدبار بينما لا يرى الإنسان فيها شيئا مذكورا إذا به يوجد ثم يكون خبرا من الأخبار ألم تروا إلى القمر يطلع هلالا صغيرا في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينموا رويدا رويدا كما تنموا الأجسام حتى إذا تكامل في النمو اخذ في النقص والاضمحلال وهكذا الإنسان في حياته تماما فان الله تعالي يقول (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) فاعتبروا أيها الاخوة اعتبروا اعتبروا بما في هذه الآيات من العبر ألم تروا إلى هذه السنين تتجدد عاما بعد عام يجئ أول العام فينظر الإنسان إلى أخره نظر البهيج ثم تمر الأيام سريعةً كلمح البصر فإذا هو في أخر العام وهكذا عمر الإنسان وحياته يتطلع الإنسان إلى أخر عمره تطلع البعيد ويستبعد الموت فإذا به قد بقت قد بقته الأجل وجاءت سكرت الموت بالحق( ذلك ما كنت منه تحيد) ربما يأمل الإنسان طول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد إنهدم أيها الاخوة إنكم في هذه الأيام تودعون عاما ماضيا شهيدا وتستقبلون عاما مشرقا جديدا فيا ليت شعري ماذا أودعنا في العام الماضي وماذا نستقبل به العام الجديد فليحاسب العاقل نفسه ولينظر في أمره فان كان فرط في شي من الواجبات فليتب إلى الله وليستدرك ما فات وان كان ظالما لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات وان كان من مَن منَ الله عليه بالاستقامة أسأل الله تعالي أن يجعلني وإياكم منهم إن كان من من الله عليه بالاستقامة فليحمد الله علي ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات أيها الاخوة إن انه ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي انه ليس بتمني القلب ولا بتحلي الجوارح بالأعمال الصالحة وإنما الإيمان ما حل في القلب وصدقته الأعمال قال الحسن البصري لم يسبقهم أبو بكر رضي الله عنه بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بما وقر في قلبه فصححوا أيها المسلمون قلوبكم طهروها صباحا ومساء فان المدار عليها يقول الله تبارك وتعالي (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) ويقول تعالي (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُور* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) اللهم طهر قلوبنا من الشرك والرياء والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق اللهم طهرها تطهيرا نبلغ به مآلنا وما نؤمله منك يا رب العالمين أيها الاخوة إن التوبة ليست مجرد قول باللسان ولكنها ندم علي ما فعل ندم علي ما فعل الإنسان من الذنوب وترك لما كان عليه من المعاصي والعيوب وإنابة إلى الله تعالي بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب فحققوا أيها المسلمون الإيمان واخلصوا التوبة ما دمتم في زمن ، وعظ النبي صلي الله عليه وسلم رجل فقال: ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) ففي الشباب عزيمةً وقوة فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوة ولم يستطع التخلص من ما شب عليه وفي الصحة انشراح ونشاط فإذا مرض الإنسان ضاقت نفسه وانحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال وفي الغنى راحة وفراغ فإذا افتقر الإنسان قلق فكره وانشغل بطلب العيش لنفسه وعياله وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال فإذا مات الإنسان انقطعت عنه أوقات العمل وفات زمن الإمكان فاعتبروا أيها الاخوة المسلمون اعتبروا بهذه المواعظ من خير واعظ من البشر وقيسوا ما بقي من أعماركم بما مضى منها فان ما بقي منها سوف يمضي سريعا كما مضي ما سبق واعلموا إن كل آت قريب وكل شي من الدنيا زائل ( كأنهم يوم يرونها لم يلبسوا إلا عشيةً أو ضحاها ) إخواني تذكروا إخوانا لكم كانوا معكم في مثل هذا العام من سالف الأزمان من سالف إخواني تذكروا إخوانا لكم كانوا معكم في مثل هذا الأيام من سالف الأعوام ثم انتقلوا من القصور إلى القبور ومن الأهل والأموال إلى الجزاء علي الأعمال فاصبحوا مرتهنين بأعمالهم في قبورهم يتمنون زيادة حسنة واحدة في أعمالهم فلا يستطيعون ويتمنون أن يتوبوا من سيئات أعمالهم وهم عن التوبة بعد الموت محجوبون رؤى بعض رؤى بعض الأموات في المنام فقال قدمنا علي أمر عظيم نعلم ولا نعمل وانتم تعملون ولا تعلمون حقيقة ما نحن به والله لتسبيحه أو تسبيحيتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا احب إليه من الدنيا وما فيها فبادروا إخواني بادروا إخواني عباد الله بالتوبة واعرفوا قدر ما انتم فيه اليوم وما ستقدمون عليه غدا لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لموضع صوت أحدكم في الدنيا خير لموضع صوت أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها خير من الدنيا كلها وما فيها ) وليست الدنيا عصرك ولا دنياك وحدك بل الدنيا كلها من أولها إلى أخرها ما كان ذلك لك وما كان لغيرك (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا والآخرة خير وابقي) (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِين ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ َ) ثم اقرءوا قول الله عز وجل عن أبتدأ الخلق وانتهائه (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) فاعتبروا يا أولي الأبصار واعملوا ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار واخلصوا التوبة للواحد القهار قبل النقلة ومفارقة الأهل والأوطان اللهم انا نسألك أن ترزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحات وان تتجاوز عنا من ما عملناه من الأعمال السيئات وان تغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وللمسلمين وكل من أوصانا في الدعاء انك علي كل شي قدير والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه أجمعين ..


    الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجو بها النجاة يوم نلاقيه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه وخليله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ...
    أما بعد
    فيا عباد الله لقد أزعج الناس لقد أزعج الناس ما حصل في مني من الحريق الذي اكتسح كثيرا من مساحة الأرض ومات به خلق كثير وأصيب به خلق كثير وأصيب بمصيبتهم خلق كثير فهذه ثلاثة أمور هلاك بهذا الحريق وإصابة مباشرة ومصيبة علي من علي من أصاب علي ما أصاب ذويهم وقرابتهم بل هي مصيبة علي الجميع ولكننا نؤمن بقضاء الله وقدره ونعلم أن ذلك من الله سبحانه وتعالي لحكمة عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وإننا نؤمن أن ما حدث فإنما هو مكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وانه لا بد أن يكون كما كان ولقد كان المسلمون يقولون جميعا ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن فلو لم يشاء الله هذا ما كان أبدا ولكنه شاءه لحكمة عظيمة فسبحان الحكيم العليم أما إخواننا الذين أصيبوا بهذا الحادث بالموت فإننا نرجو أن يكونوا من الشهداء لان من مات بالحرق فهو شهيد كما ثبت ذلك عن النبي صلي الله عليه وسلم وإذا كانوا محرمين فإننا نرجو أن يبعثوا يوم القيامة ملبين لأنهم أصيبوا بهذا قبل التحلل وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم في رجل أو غصته ناقته وهو واقف بعرفة أنه حين سئل عنه قال (اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فانه يبعث يوم القيامة ملبيا) أي يخرج من قبره يقول لبيك اللهم لبيك ولهذا أمر النبي صلي الله عليه وسلم إن يجنب محظورات الإحرام وأمر صلي الله عليه وسلم أن يكفن في ثوبيه في إزاره وردائه لأنه مات وهو لابس لهما فكان المشروع أن يكفن بهما وان لا يكفن وان لا يكفن في ثياب أخرى كما أن الشهيد إذا ما قتل في سبيل الله فانه يدفن في ثيابه ولا يكفن بثياب أخرى والحج نوع من الجهاد كما قال النبي صلي الله عليه وسلم لعائشة حين سألته هل علي النساء جهاد قال (عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة ) إننا نرجو الله تبارك وتعالي لاخوتنا الذين احترقوا في هذا الحريق أن يغفر الله لهم وان يرفع درجاتهم وان يشفي المصابين بالاحتراق بدون هلاك أن يشفيهم شفاء عاجلا وان يجعل ذلك وان يجعل ذلك تكفيرا لسيئاتهم ورفعةً في درجاتهم أما الذين أصيبوا وهم محرمون وماتوا بذلك فانهم قد أدوا ما فرض الله عليهم حتى لو كانت هذه الحجة هي الفريضة فإنها تجزئ عنهم ولا يحتاج أن يحج عنهم بدلها لان النبي صلي الله عليه وسلم لم يأمر أن يكمل النسك عن الرجل الذي وقصته ناقته بعرفة ولو كان هذا مشروعا لبينه النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم ولان الإنسان إذا اكمل عنه نسكه فانه يكون متحللا بفعل هذا النائب وحين إذاً لا يبعث ملبيا فيكون في ذلك جناية علي الميت حيث حرم من أن يبعث يوم القيامة ملبيا بفعل هذا الفاعل الذي اكمل النسك عنه وتحلل به لذلك نرى انه ليس من المشروع أن يكمل النسك أن يكمل النسك عنه ولو قيل بأنه حرام لكان قولا وجيها واعلموا أيها الاخوة انه لا يصيبنا مصيبة إلا بما كسبت أيدينا والعفو من الله تعالي كثير كما قال الله تعالي (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) أسأل الله تعالي أن يعفوا عنا جميعا وعن إخواننا المسلمين في كل مكان انه علي كل شي قدير
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
  • الحسام
    عضو نشيط
    • Mar 2002
    • 1555

    #2
    با رك الله فيك ورحم الله الشيخ ابن عثيمين وادخله فسيح جنا ته ...
    لا اله الا الله ....محمد رسول الله

    تعليق

    • علي الدوسي
      عضو مميز
      • Jun 2002
      • 1078

      #3
      اشكرك على مرورك وجزاك الله اخي الحسام كل خير وبارك فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين
      [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

      تعليق

      • الجاسر
        عضو نشيط
        • Dec 2002
        • 401

        #4
        أخي الفاضل علي الدوسي ...

        بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...

        أخي ..

        رحم الله عالمنا الشيخ الفاضل محمد بن صالح بن عثيمين ..

        وأثابك الله على نقل هذه الخطبة الطيبة ...

        فكم نحتاج إلى مثل هذه الوقفات قبل الممات ..


        والسلام ختام
        [align=center][/align][align=center][/align]

        تعليق

        • علي الدوسي
          عضو مميز
          • Jun 2002
          • 1078

          #5
          الف شكر على مرورك اخي الجاسر
          ولك تحياتي
          [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

          تعليق

          Working...