- أجبرنا شارون على الانسحاب بعد أن توعد بدك السويس بالطائرات خلال نصف ساعة..
- المقاومة العراقية تمتلك فرصة المواجهة وفرصتها أقوى من فرصة الشعب الفلسطيني.
- لهذه الأسباب منحني السادات وساماً ثم اعتقلني!
يعرف فضيلة الشيخ (حافظ سلامة) بأنه قائد المقاومة الشعبية في السويس إبان حرب العاشر من رمضان، عندما حاول الجيش الإسرائيلي اقتحام مدينة السويس، وهدد قائد القوات وقتها (ارييل شارون) بدك قناة السويس، إذا لم تستجب القيادات السياسية والعسكرية بتسليم المدينة.
وفي حديثة لـ(الإسلام اليوم) يروي الشيخ حافظ سلامة تفاصيل البطولة الرائعة، التي أبرزها المجاهدون في مقاومة الاحتلال، وإجباره على الانسحاب بعد وقوع عشرات القتلى من صفوفه، وعجز وقتها عن العودة لجمع أشلاء قتلاه.
ويتناول الشيخ سلامة خلافه مع الرئيس المصري الأسبق (أنور السادات)، عندما منحه وساماً؛ لدوره في المقاومة الشعبية، ثم انقلب ضده واعتقله. واستعرض الشيخ سلامة نصائحه للمقاومة الفلسطينية والعراقية، مؤكداً أن المقاومة العراقية تجد نفسها أمام فرصة كبيرة للمقاومة والسيطرة على السلاح الأمريكي، فيما تتمتع المقاومة الفلسطينية بسلاح العمليات الاستشهادية، والذي وصفه بأنه سلاح نادر في الأمة الإسلامية.
كما استعرض جوانب أخرى جاءت تفاصيلها في الحوار التالي:
مستقبل الانتفاضة
سؤال:باعتبارك كنت أحد قادة المقاومة الشعبية في السويس -خلال حرب 1973 ضد الجيش الإسرائيلي- ما رؤيتكم لمستقبل المقاومة الفلسطينية، وهم يقاومون نفس الجيش الذي أعلن في السابق أنه جيش لا يقهر؟
جواب:: أؤكد أن الانتفاضة المباركة رفعت رؤوسنا جميعا -بفضل الله تعالى- وأن أعمالها المبهرة تعد فخر الأمة الإسلامية والعربية، وكل ما نخشاه عليها هم عملاء أمريكا والصهيونية ممن يسمون بأسماء إسلامية.
إن قضية فلسطين ستحل بأيدي أبنائها -إذا نجاهم الله تعالى- من مؤامرات أعدائهم، وعليهم ألا يلتفتوا لما يحاك ضدهم، ويسيروا على بركة الله، فهو ناصرهم وأسأل الله تعالى أن يثبت قادة الانتفاضة، وألا يكترثوا بتهديد ووعيد من شارون وأمثاله، وسيكون لها مستقبل -بإذن الله تعالى- في تحرير فلسطين، وفك أسر المقدسات الإسلامية، خاصة وأن مثل هذه الأعمال الاستشهادية النادرة -التي يقوم بها الشباب المسلم في فلسطين- سلاح لم يتوفر إلا لهؤلاء المخلصين.
مواقف المقاومة
سؤال:هل تتذكر مواقف معينة عند قيادتك للمقاومة الشعبية في السويس لمواجهة جيش الاحتلال ؟
جواب:أذكر أن شارون -رئيس الوزراء الإسرائيلي حالياً- هو نفسه الذي قاد الحملة العسكرية لغزو مدينة السويس، وهو الذي اشترك في قيادة المعركة، ولكن أمام غطرسته هذه كانت شراسة المقاومة الشعبية في شوارع وأزقة مدينة السويس، بعد أن دمرت هذه المقاومة -على مدى ثلاث ساعات – اثنتين وثلاثين دبابة ومصفحة، وأوقعت عشرات القتلى من صفوف الإسرائيليين الذين لم يستطيعوا سحب قتلاهم عند انسحابهم.
وقبل الانسحاب وجه شارون إنذاراً إلى القيادات السياسية والعسكرية بالاستسلام، وإلا فإنه سيدك مدينة السويس بالطائرات خلال نصف ساعة، إلا أننا أكدنا لهم أننا نرفض الإنذار، بل وعلى استعداد لمواجهتهم مرة ثانية إذا حاولوا دخول السويس، وقلنا لهم إن أرض السويس الطاهرة لابد أن تروى بدمائكم القذرة مرة ثانية.
سؤال:وما هي الأسلحة التي استخدمتها المقاومة الشعبية في مواجهة الغزاة ؟
جواب:كنا نستخدم الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية، وكانت المقاومة تواجه سبعة ألوية مدرعة، يعززها سلاح الطيران الإسرائيلي في سماء خلت –آنذاك- لهم، وأرض توغلوا بها عشرات الأميال، ولكن -بفضل الله تعالى وبفضل الإيمان والثقة به- قامت قلة مؤمنة كان عددها بضع عشرات، استطاعت هذه القلة أن تكبد القوات الإسرائيلية هزيمة نكراء لأول مرة، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتم قهره على أرض السويس الطاهرة.
انقلاب السادات
سؤال:الرئيس المصري الأسبق (أنور السادات) سبق أن منحك وساماً لدورك القيادي في المقاومة الشعبية بالسويس ضد القوات الإسرائيلية، ثم انقلب ضدك -لاحقاً- واعتقلك، فما تفسيرك لما حدث ؟
جواب:السبب في ذلك هو معارضتي لاتفاقية (كامب ديفيد) في العام 1978، والتي جاءت انطلاقاً من أنني مواطن مسلم حر أعمل لديني وعقيدتي، فأنا لست تابعاً لأحد، وأرفض أن أكون خاضعاً لأي شخص، خاصة إذا ارتبط الأمر بمصالح ديني وبلدي.
ومن هنا -وكما كانت معارضتي للاحتلال الإسرائيلي ومحاولته الفاشلة غزو السويس- عارضت الرئيس السادات في توقيعه لاتفاقية (كامب ديفيد)، وهذا هو السبب وراء انقلاب السادات ضدي، واعتقالي عام 81.
سؤال:لأي مدى ترون أن المقاومة الشعبية في السويس ساهمت في تحقيق نصر أكتوبر عام 1973 ؟
جواب:لا شك أن المقاومة الشعبية في السويس ساهمت، وكان لها دور كبير في عمليات الردع للقوات الإسرائيلية الغازية، وهو ما انعكس إيجاباً على مستوى القتال في كافة الجبهات، ويكفي أن مدينة السويس الباسلة قامت بردع هؤلاء الغزاة، وسجلت ملحمة بطولية رائعة، ومن ثم فإن المقاومة كانت جزءاً من المقاومة الباسلة من المصريين للقوات الإسرائيلية الغازية في حرب العاشر من رمضان.
كما كانت المقاومة الشعبية في السويس درساً لكل غازٍ في العالم، بأننا قوم نحرص على الشهادة كما يحرصون هم على الحياة، فلا يتردد مسلم في مواجهتهم في أي مكان، ولا يلتفت إلى المخادعين والمرجفين.
سؤال:كيف ترى مستقبل المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، بعد رؤية كثير من المراقبين أن المقاومة الشعبية ستبدأ وقتما يلتقط العراقيون أنفاسهم ؟
جواب:على الشعب العراقي أن يوحِّد صفوفه، وينسى خلافاته لمواجه أعداء الإسلام، فالعدو أعلن عدائه للإسلام منذ أول لحظة، وهذا الدين الحنيف أصبح مستهدفاً من جانب الغرب، لذلك فلابد من مواجهة جيش الاحتلال الأمريكي في العراق، وأوجه النصيحة لإخواننا في العراق بأنه أصبحت لديهم –الآن- إمكانيات كثيرة من أسلحة وذخائر، وهي فرصة نادرة أتاحها الله لهم بالنظر إلى إخوانهم في فلسطين، فإن ما يقوم به الشعب الفلسطيني من أعمال باهرة -مع قلة إمكانياتهم- يجعلنا نؤكد أن الفرصة أكبر أمام الشعب العراقي، لاغتنام الأسلحة ومواجهة جيش الاحتلال.
ولا شك أن ما يقوم به الشعب العراقي يجعله في رباط إلى يوم القيامة، وأنصحهم بأن يقوموا بتشكيل كتائب للمقاومة أينما وجدت، فالعدو جبان مغتصب، والشعب العراقي هو صاحب هذه الديار، وعليه فإنني أتوقع للمقاومة العراقية -إذا عملت على أن تجعل من الكتائب تشكيلاً لها- فإن ذلك سيساهم في تغيير الأمور في العراق، وربما تتحول الأوضاع بما يساهم في انسحاب جيش الاحتلال الأمريكي البريطاني من عاصمة الرشيد.
سؤال:باعتباركم من المهتمين بالشأن الإسلامي العام.. في تقديركم كيف يمكن التعاطي مع التحديات التي يشهدها العالم حالياً وتنعكس بالطبع على العالم الإسلامي ؟
جواب:أؤكد أن أمريكا وحلفاءها في حملتهم على الإسلام قد بدأوا بأفغانستان لتكون مقبرة لهم، وبذلوا في ذلك جميع إمكانياتهم بكل ما أوتوا من قوة، وقد مضى على عدوانهم على أفغانستان قرابة العامين، ورغم ذلك لم يستطيعوا السيطرة الكاملة عليها إلى الآن، كما لم تنجح القوات في تحرير أفغانستان - كما زعموا- وهم يفكرون جدياً في الخروج منها بعد الخسائر البشرية الهائلة التي تتكبدها القوات الأمريكية، وهو ما يؤكد أن تجربتهم فشلت في أفغانستان وستفشل أيضاً في العراق، ويلاحظ أيضاً فشل القوات الأمريكية في توفير الأمن والاستقرار بالعراق، ولن يتحقق للعراقيين الأمن إلا بعد طرد الغزاة -بفضل الله تعالى- وتعاون المخلصين والمجاهدين في العروبة والإسلام.
العمليات الاستشهادية
سؤال:كيف تنظرون إلى الجدل الدائر حول العمليات الاستشهادية في فلسطين وما يثيره البعض حولها ؟
جواب:كما ذكرت من قبل فهذه العمليات سلاح لم يتوفر إلا لهؤلاء المخلصين، ورغم ذلك فتعد الانتصارات المباركة التي تحققها انتفاضة الأقصى، -وفي طليعتها العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الفلسطينيون في الأراضي العربية المحتلة لرفع الظلم عنهم- أعلى مراتب الجهاد، والموت فيها أسمى صور الشهادة، فالكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني عسكري، يتكون من غاصبين جلبوا إلى فلسطين واغتصبوا أرضها وشردوا وخربوا ديار أهلها ومقدساتها.
ولذلك فإن التقسيم في قضية الصراع والجهاد بين ما هو مدني وعسكري هو تقسيم غير صحيح، والتقسيم الدقيق يكون بين ما هو مسالم و محارب، وبين معتدٍ ومعتدى عليه، وكل الذين يغتصبون الأرض وينتهكون العرض ويدنسون المقدسات هم محاربون، بصرف النظر عن الأزياء التي يرتدونها.
من هنا فإننا نستهجن انحياز الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني، ووصفها لأعمال الدفاع والمقاومة المشروعة بالإرهاب، في الوقت الذي تصف فيه إرهاب الدولة غير المشروع، والتعدي على الأوطان والمقدسات بالدفاع عن النفس، وهذا قلب للحقائق، ولكل مبادئ الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان !.
- المقاومة العراقية تمتلك فرصة المواجهة وفرصتها أقوى من فرصة الشعب الفلسطيني.
- لهذه الأسباب منحني السادات وساماً ثم اعتقلني!
يعرف فضيلة الشيخ (حافظ سلامة) بأنه قائد المقاومة الشعبية في السويس إبان حرب العاشر من رمضان، عندما حاول الجيش الإسرائيلي اقتحام مدينة السويس، وهدد قائد القوات وقتها (ارييل شارون) بدك قناة السويس، إذا لم تستجب القيادات السياسية والعسكرية بتسليم المدينة.
وفي حديثة لـ(الإسلام اليوم) يروي الشيخ حافظ سلامة تفاصيل البطولة الرائعة، التي أبرزها المجاهدون في مقاومة الاحتلال، وإجباره على الانسحاب بعد وقوع عشرات القتلى من صفوفه، وعجز وقتها عن العودة لجمع أشلاء قتلاه.
ويتناول الشيخ سلامة خلافه مع الرئيس المصري الأسبق (أنور السادات)، عندما منحه وساماً؛ لدوره في المقاومة الشعبية، ثم انقلب ضده واعتقله. واستعرض الشيخ سلامة نصائحه للمقاومة الفلسطينية والعراقية، مؤكداً أن المقاومة العراقية تجد نفسها أمام فرصة كبيرة للمقاومة والسيطرة على السلاح الأمريكي، فيما تتمتع المقاومة الفلسطينية بسلاح العمليات الاستشهادية، والذي وصفه بأنه سلاح نادر في الأمة الإسلامية.
كما استعرض جوانب أخرى جاءت تفاصيلها في الحوار التالي:
مستقبل الانتفاضة
سؤال:باعتبارك كنت أحد قادة المقاومة الشعبية في السويس -خلال حرب 1973 ضد الجيش الإسرائيلي- ما رؤيتكم لمستقبل المقاومة الفلسطينية، وهم يقاومون نفس الجيش الذي أعلن في السابق أنه جيش لا يقهر؟
جواب:: أؤكد أن الانتفاضة المباركة رفعت رؤوسنا جميعا -بفضل الله تعالى- وأن أعمالها المبهرة تعد فخر الأمة الإسلامية والعربية، وكل ما نخشاه عليها هم عملاء أمريكا والصهيونية ممن يسمون بأسماء إسلامية.
إن قضية فلسطين ستحل بأيدي أبنائها -إذا نجاهم الله تعالى- من مؤامرات أعدائهم، وعليهم ألا يلتفتوا لما يحاك ضدهم، ويسيروا على بركة الله، فهو ناصرهم وأسأل الله تعالى أن يثبت قادة الانتفاضة، وألا يكترثوا بتهديد ووعيد من شارون وأمثاله، وسيكون لها مستقبل -بإذن الله تعالى- في تحرير فلسطين، وفك أسر المقدسات الإسلامية، خاصة وأن مثل هذه الأعمال الاستشهادية النادرة -التي يقوم بها الشباب المسلم في فلسطين- سلاح لم يتوفر إلا لهؤلاء المخلصين.
مواقف المقاومة
سؤال:هل تتذكر مواقف معينة عند قيادتك للمقاومة الشعبية في السويس لمواجهة جيش الاحتلال ؟
جواب:أذكر أن شارون -رئيس الوزراء الإسرائيلي حالياً- هو نفسه الذي قاد الحملة العسكرية لغزو مدينة السويس، وهو الذي اشترك في قيادة المعركة، ولكن أمام غطرسته هذه كانت شراسة المقاومة الشعبية في شوارع وأزقة مدينة السويس، بعد أن دمرت هذه المقاومة -على مدى ثلاث ساعات – اثنتين وثلاثين دبابة ومصفحة، وأوقعت عشرات القتلى من صفوف الإسرائيليين الذين لم يستطيعوا سحب قتلاهم عند انسحابهم.
وقبل الانسحاب وجه شارون إنذاراً إلى القيادات السياسية والعسكرية بالاستسلام، وإلا فإنه سيدك مدينة السويس بالطائرات خلال نصف ساعة، إلا أننا أكدنا لهم أننا نرفض الإنذار، بل وعلى استعداد لمواجهتهم مرة ثانية إذا حاولوا دخول السويس، وقلنا لهم إن أرض السويس الطاهرة لابد أن تروى بدمائكم القذرة مرة ثانية.
سؤال:وما هي الأسلحة التي استخدمتها المقاومة الشعبية في مواجهة الغزاة ؟
جواب:كنا نستخدم الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية، وكانت المقاومة تواجه سبعة ألوية مدرعة، يعززها سلاح الطيران الإسرائيلي في سماء خلت –آنذاك- لهم، وأرض توغلوا بها عشرات الأميال، ولكن -بفضل الله تعالى وبفضل الإيمان والثقة به- قامت قلة مؤمنة كان عددها بضع عشرات، استطاعت هذه القلة أن تكبد القوات الإسرائيلية هزيمة نكراء لأول مرة، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتم قهره على أرض السويس الطاهرة.
انقلاب السادات
سؤال:الرئيس المصري الأسبق (أنور السادات) سبق أن منحك وساماً لدورك القيادي في المقاومة الشعبية بالسويس ضد القوات الإسرائيلية، ثم انقلب ضدك -لاحقاً- واعتقلك، فما تفسيرك لما حدث ؟
جواب:السبب في ذلك هو معارضتي لاتفاقية (كامب ديفيد) في العام 1978، والتي جاءت انطلاقاً من أنني مواطن مسلم حر أعمل لديني وعقيدتي، فأنا لست تابعاً لأحد، وأرفض أن أكون خاضعاً لأي شخص، خاصة إذا ارتبط الأمر بمصالح ديني وبلدي.
ومن هنا -وكما كانت معارضتي للاحتلال الإسرائيلي ومحاولته الفاشلة غزو السويس- عارضت الرئيس السادات في توقيعه لاتفاقية (كامب ديفيد)، وهذا هو السبب وراء انقلاب السادات ضدي، واعتقالي عام 81.
سؤال:لأي مدى ترون أن المقاومة الشعبية في السويس ساهمت في تحقيق نصر أكتوبر عام 1973 ؟
جواب:لا شك أن المقاومة الشعبية في السويس ساهمت، وكان لها دور كبير في عمليات الردع للقوات الإسرائيلية الغازية، وهو ما انعكس إيجاباً على مستوى القتال في كافة الجبهات، ويكفي أن مدينة السويس الباسلة قامت بردع هؤلاء الغزاة، وسجلت ملحمة بطولية رائعة، ومن ثم فإن المقاومة كانت جزءاً من المقاومة الباسلة من المصريين للقوات الإسرائيلية الغازية في حرب العاشر من رمضان.
كما كانت المقاومة الشعبية في السويس درساً لكل غازٍ في العالم، بأننا قوم نحرص على الشهادة كما يحرصون هم على الحياة، فلا يتردد مسلم في مواجهتهم في أي مكان، ولا يلتفت إلى المخادعين والمرجفين.
سؤال:كيف ترى مستقبل المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، بعد رؤية كثير من المراقبين أن المقاومة الشعبية ستبدأ وقتما يلتقط العراقيون أنفاسهم ؟
جواب:على الشعب العراقي أن يوحِّد صفوفه، وينسى خلافاته لمواجه أعداء الإسلام، فالعدو أعلن عدائه للإسلام منذ أول لحظة، وهذا الدين الحنيف أصبح مستهدفاً من جانب الغرب، لذلك فلابد من مواجهة جيش الاحتلال الأمريكي في العراق، وأوجه النصيحة لإخواننا في العراق بأنه أصبحت لديهم –الآن- إمكانيات كثيرة من أسلحة وذخائر، وهي فرصة نادرة أتاحها الله لهم بالنظر إلى إخوانهم في فلسطين، فإن ما يقوم به الشعب الفلسطيني من أعمال باهرة -مع قلة إمكانياتهم- يجعلنا نؤكد أن الفرصة أكبر أمام الشعب العراقي، لاغتنام الأسلحة ومواجهة جيش الاحتلال.
ولا شك أن ما يقوم به الشعب العراقي يجعله في رباط إلى يوم القيامة، وأنصحهم بأن يقوموا بتشكيل كتائب للمقاومة أينما وجدت، فالعدو جبان مغتصب، والشعب العراقي هو صاحب هذه الديار، وعليه فإنني أتوقع للمقاومة العراقية -إذا عملت على أن تجعل من الكتائب تشكيلاً لها- فإن ذلك سيساهم في تغيير الأمور في العراق، وربما تتحول الأوضاع بما يساهم في انسحاب جيش الاحتلال الأمريكي البريطاني من عاصمة الرشيد.
سؤال:باعتباركم من المهتمين بالشأن الإسلامي العام.. في تقديركم كيف يمكن التعاطي مع التحديات التي يشهدها العالم حالياً وتنعكس بالطبع على العالم الإسلامي ؟
جواب:أؤكد أن أمريكا وحلفاءها في حملتهم على الإسلام قد بدأوا بأفغانستان لتكون مقبرة لهم، وبذلوا في ذلك جميع إمكانياتهم بكل ما أوتوا من قوة، وقد مضى على عدوانهم على أفغانستان قرابة العامين، ورغم ذلك لم يستطيعوا السيطرة الكاملة عليها إلى الآن، كما لم تنجح القوات في تحرير أفغانستان - كما زعموا- وهم يفكرون جدياً في الخروج منها بعد الخسائر البشرية الهائلة التي تتكبدها القوات الأمريكية، وهو ما يؤكد أن تجربتهم فشلت في أفغانستان وستفشل أيضاً في العراق، ويلاحظ أيضاً فشل القوات الأمريكية في توفير الأمن والاستقرار بالعراق، ولن يتحقق للعراقيين الأمن إلا بعد طرد الغزاة -بفضل الله تعالى- وتعاون المخلصين والمجاهدين في العروبة والإسلام.
العمليات الاستشهادية
سؤال:كيف تنظرون إلى الجدل الدائر حول العمليات الاستشهادية في فلسطين وما يثيره البعض حولها ؟
جواب:كما ذكرت من قبل فهذه العمليات سلاح لم يتوفر إلا لهؤلاء المخلصين، ورغم ذلك فتعد الانتصارات المباركة التي تحققها انتفاضة الأقصى، -وفي طليعتها العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الفلسطينيون في الأراضي العربية المحتلة لرفع الظلم عنهم- أعلى مراتب الجهاد، والموت فيها أسمى صور الشهادة، فالكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني عسكري، يتكون من غاصبين جلبوا إلى فلسطين واغتصبوا أرضها وشردوا وخربوا ديار أهلها ومقدساتها.
ولذلك فإن التقسيم في قضية الصراع والجهاد بين ما هو مدني وعسكري هو تقسيم غير صحيح، والتقسيم الدقيق يكون بين ما هو مسالم و محارب، وبين معتدٍ ومعتدى عليه، وكل الذين يغتصبون الأرض وينتهكون العرض ويدنسون المقدسات هم محاربون، بصرف النظر عن الأزياء التي يرتدونها.
من هنا فإننا نستهجن انحياز الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني، ووصفها لأعمال الدفاع والمقاومة المشروعة بالإرهاب، في الوقت الذي تصف فيه إرهاب الدولة غير المشروع، والتعدي على الأوطان والمقدسات بالدفاع عن النفس، وهذا قلب للحقائق، ولكل مبادئ الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان !.