قصيدة أبو تمام في القائد المجاهد محمد الطوسي وعندما سمع الخليفة هذه القصيدة تمنى أنه هو المخاطب :-
1
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ = فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
2 توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد = وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ
3 وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالهُ = وذخراً لمنْ أمسى وليسَ له ذخرُ
4 وما كانَ يدري مجتدي جودِ كفهِ = إذا ما استهلَّتْ أَنَّه خُلِقَ العُسْرُ
5 ألا في سبيلِ اللهِ منْ علطتْ له = فِجَاجُ سَبِيلِ اللهِ وانثغَرَ الثَّغْرُ
6 فَتًى كُلَّما فاضَتْ عُيونُ قَبِيلة ٍ = دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ
7 فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً = تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ
8 وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ = مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ
9 وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ = إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ
10 ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه = هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ
11 فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله = وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ
12 غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ = فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ
13 تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى = لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْرُ
14 كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه = نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
15 يعزونَ عن ثاوٍ تُ عزى بهِ العلى = ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ
16 وأني لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى = إلى الموتِ حتى استشهدوا هو والصبرُ!
17 فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ = ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!
18 فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها = وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ
19 وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى = بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
20 أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً = يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟!
21 إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها = ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟
22 لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ = لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ
23 لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ = لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ
24 لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ = لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ
25 كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً = يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ
26 سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ سخصه = وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
27 وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً = بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ !
28 مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ = غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
29 ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى = ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
30 عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني = رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
1
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ = فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
2 توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد = وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ
3 وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالهُ = وذخراً لمنْ أمسى وليسَ له ذخرُ
4 وما كانَ يدري مجتدي جودِ كفهِ = إذا ما استهلَّتْ أَنَّه خُلِقَ العُسْرُ
5 ألا في سبيلِ اللهِ منْ علطتْ له = فِجَاجُ سَبِيلِ اللهِ وانثغَرَ الثَّغْرُ
6 فَتًى كُلَّما فاضَتْ عُيونُ قَبِيلة ٍ = دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ
7 فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً = تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ
8 وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ = مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ
9 وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ = إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ
10 ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه = هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ
11 فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله = وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ
12 غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ = فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ
13 تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى = لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْرُ
14 كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه = نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
15 يعزونَ عن ثاوٍ تُ عزى بهِ العلى = ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ
16 وأني لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى = إلى الموتِ حتى استشهدوا هو والصبرُ!
17 فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ = ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!
18 فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها = وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ
19 وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى = بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
20 أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً = يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟!
21 إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها = ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟
22 لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ = لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ
23 لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ = لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ
24 لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ = لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ
25 كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً = يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ
26 سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ سخصه = وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
27 وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً = بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ !
28 مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ = غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
29 ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى = ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
30 عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني = رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
تعليق