عندما يبني الشــاعر قصيدته ويتم تصنيفها حسب غرضها في أي من أبواب الشعر المعروفة وعندما يتلقاها الناس ويتغنون بها ويتفاعلون معها بالاستهجان والرفض أو بالاستحسان والقبول ثم الرواية والتناقل وعندما تـنـتـشـر القصيدة بين الناس ويتأثرون بكلماتها ومعانيها وبقيمها الجمالية
فأين يقف الشــاعر من هذا كله ..؟؟
هل القصيدة تعبير عن مكنونات الشاعر وما يدور بداخله ..؟؟
أم هي تعبير عن مكنونان الأخرين وأحاسيسهم ..؟؟
ام أن التجربة توافق وعقد إجتماعي يشترك فيه الجميـــع ..؟؟
أم أن الشـاعر مجرد صائغ للكلمات يشبه إلى حد كبير صائغ المجوهرات الذي يتولى تحويل المادة الخام من الذهب أو الفضة إلى حليّ تزين صدور واكف الغانيات ..؟؟
ويمكن أن نطرح السؤال بصيغة أخرى لنقترب من الصورة أكثر
هل هناك تشابه بين حالة ولادة القصيدة عند الشاعر وحالة التمثيل الضوئي عند النبات..؟؟
أو
هل هناك تشابه بين ما يقوم به الممثل من أدوار في أحد الأفلام أو المسلسلات وبين ما يقوم به الشاعر عندما يتلبس قصيدته أو تتلبسه القصيدة ..؟؟
الممثل يتفاعل مع الدور ويتعايش معه بل يعيش فيه بكل أبعاده الزمانية والمكانية حتى يبدو وكأنه إنسان أخر قد تم استنساخه من الأصل
فأينه من الشــاعر وأين الشــاعر منه ..؟؟
الرســام يمتلك كل أدواته ويهيم في الطبيعة بحس مرهف وذوق رفيع يلتقط جزئة منها ويضعها على لوح من الخشب أو الكرتون أو الورق فتباع بأغلى الأثمان
أما الشــاعر فليس لديه من الألوان إلا الكلمات وهي بضاعة مزجاة للجميع وللجميع الحق في استخدامها فهي لغتهم ووسيلة تخاطبهم واتصالهم
ومع ذلك كله تأتي [ لوحـة ] الشــاعر أو قصيدته نمط مختلف عن الكلام اليومي .
يحكى أن بديوي الوقداني وهو من أهالي [ ليـّة ] من ضواحي الطائف كان في زيارة لقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وبعد أن صلى الفجر في المسجد النبوي أخذ يتجول في الأسواق المحيطة بالمسجد فاسترعى انتباهه رجل بخاري صاحب محل يبيع السبح وكان منهمك في ترتيب محله بمصاحبة كلمات من قصيدة للشاعر بديوي انصــت بديوي للرجل البخاري وهو يترنم بقصيدته التي مطلعها
أيـامـنا والليـالي كـم نعاتبـها = شبنا وشابت وعفنا بعض الاحوالي
أيـام في غـلبها وايـام تغـلبنا = وايـام فيـها سـوا والـدهــر مـيـــالي
لكن البخاري صاحب المحل لم يكن يحفظ القصيدة جيداً فزاد ونقص فيها بشكل مخــل عندها لم يتمالك الشاعر الحكيم بديوي نفسه فانقض على السبح ونثرها في الشارع طولاً وعرضــا
فثار صاحب المحل وهو يصرخ في وجه البدوي - بديوي - فتجمع الناس وتســاءلوا عن سبب المشكلة فأجابهم بديوي
نثــرت بضاعته كما نثــر بضاعتي وقال لهم :إن البخاري شوه قصيدتي ولم يغني بها كما قلتها وهذه بتلك ..!!
الشاعر في كثير من الأحوال هو أولئك جميعــاً
الشاعر هــو
ضمير المجتمع الحي ولسان حال أهله وأفراده
الشاعر هــو
ذاكرة الوطن والجرح النازف والطبيب المداوي
الشـــاعر هو
المؤرخ والحكواتي والممثل والمهرج والقصاص والرسام والمصور والإعلامي بكذبه وصدقه
الشــاعر هــو
ضميرالغائب المتكلم بل هو الحاضر المتكلم
وهــو التجربة الإنســا نية المعمرة وهو الصوت والصدى
وهو مســـعر الحروب ولظاها وبارودها وهو مطفئها وناقوسها
الشاعر هو
صرخة الثكلى وهو دمعة اليتيم وهو دعوة المظلوم وآنة الموجوع
وقبل أن أترككم مع تجربة شــاعر
كان مزيج من أولئك كلهم أقول للشعراء
عندما تهمون بتزوج قصائدكم فتذكروا حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
عندما قـــال :
[[ تخيــــروا لنطفكم فإن العرق دســـاس ]]
خــاتمه وأنموذج
يقول محمد ملاسي يا رقيب ويا عتيد
ربي خـلقـكم في الدنيا كراماً كاتبيـن
بقـدرة الله جـميع اعـمالنا تحـصونها
والحـسـنه لافـعـلناها بعـشر أمثـالـها
والســيه لاتاب راعيها كتب غفرانها
فأين يقف الشــاعر من هذا كله ..؟؟
هل القصيدة تعبير عن مكنونات الشاعر وما يدور بداخله ..؟؟
أم هي تعبير عن مكنونان الأخرين وأحاسيسهم ..؟؟
ام أن التجربة توافق وعقد إجتماعي يشترك فيه الجميـــع ..؟؟
أم أن الشـاعر مجرد صائغ للكلمات يشبه إلى حد كبير صائغ المجوهرات الذي يتولى تحويل المادة الخام من الذهب أو الفضة إلى حليّ تزين صدور واكف الغانيات ..؟؟
ويمكن أن نطرح السؤال بصيغة أخرى لنقترب من الصورة أكثر
هل هناك تشابه بين حالة ولادة القصيدة عند الشاعر وحالة التمثيل الضوئي عند النبات..؟؟
أو
هل هناك تشابه بين ما يقوم به الممثل من أدوار في أحد الأفلام أو المسلسلات وبين ما يقوم به الشاعر عندما يتلبس قصيدته أو تتلبسه القصيدة ..؟؟
الممثل يتفاعل مع الدور ويتعايش معه بل يعيش فيه بكل أبعاده الزمانية والمكانية حتى يبدو وكأنه إنسان أخر قد تم استنساخه من الأصل
فأينه من الشــاعر وأين الشــاعر منه ..؟؟
الرســام يمتلك كل أدواته ويهيم في الطبيعة بحس مرهف وذوق رفيع يلتقط جزئة منها ويضعها على لوح من الخشب أو الكرتون أو الورق فتباع بأغلى الأثمان
أما الشــاعر فليس لديه من الألوان إلا الكلمات وهي بضاعة مزجاة للجميع وللجميع الحق في استخدامها فهي لغتهم ووسيلة تخاطبهم واتصالهم
ومع ذلك كله تأتي [ لوحـة ] الشــاعر أو قصيدته نمط مختلف عن الكلام اليومي .
يحكى أن بديوي الوقداني وهو من أهالي [ ليـّة ] من ضواحي الطائف كان في زيارة لقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وبعد أن صلى الفجر في المسجد النبوي أخذ يتجول في الأسواق المحيطة بالمسجد فاسترعى انتباهه رجل بخاري صاحب محل يبيع السبح وكان منهمك في ترتيب محله بمصاحبة كلمات من قصيدة للشاعر بديوي انصــت بديوي للرجل البخاري وهو يترنم بقصيدته التي مطلعها
أيـامـنا والليـالي كـم نعاتبـها = شبنا وشابت وعفنا بعض الاحوالي
أيـام في غـلبها وايـام تغـلبنا = وايـام فيـها سـوا والـدهــر مـيـــالي
لكن البخاري صاحب المحل لم يكن يحفظ القصيدة جيداً فزاد ونقص فيها بشكل مخــل عندها لم يتمالك الشاعر الحكيم بديوي نفسه فانقض على السبح ونثرها في الشارع طولاً وعرضــا
فثار صاحب المحل وهو يصرخ في وجه البدوي - بديوي - فتجمع الناس وتســاءلوا عن سبب المشكلة فأجابهم بديوي
نثــرت بضاعته كما نثــر بضاعتي وقال لهم :إن البخاري شوه قصيدتي ولم يغني بها كما قلتها وهذه بتلك ..!!
الشاعر في كثير من الأحوال هو أولئك جميعــاً
الشاعر هــو
ضمير المجتمع الحي ولسان حال أهله وأفراده
الشاعر هــو
ذاكرة الوطن والجرح النازف والطبيب المداوي
الشـــاعر هو
المؤرخ والحكواتي والممثل والمهرج والقصاص والرسام والمصور والإعلامي بكذبه وصدقه
الشــاعر هــو
ضميرالغائب المتكلم بل هو الحاضر المتكلم
وهــو التجربة الإنســا نية المعمرة وهو الصوت والصدى
وهو مســـعر الحروب ولظاها وبارودها وهو مطفئها وناقوسها
الشاعر هو
صرخة الثكلى وهو دمعة اليتيم وهو دعوة المظلوم وآنة الموجوع
وقبل أن أترككم مع تجربة شــاعر
كان مزيج من أولئك كلهم أقول للشعراء
عندما تهمون بتزوج قصائدكم فتذكروا حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
عندما قـــال :
[[ تخيــــروا لنطفكم فإن العرق دســـاس ]]
خــاتمه وأنموذج
يقول محمد ملاسي يا رقيب ويا عتيد
ربي خـلقـكم في الدنيا كراماً كاتبيـن
بقـدرة الله جـميع اعـمالنا تحـصونها
والحـسـنه لافـعـلناها بعـشر أمثـالـها
والســيه لاتاب راعيها كتب غفرانها
تعليق