الغيرة :-
=====
غيرتان غيرة على الشيء وغيرة من الشيء فالغيرة على المحبوب حرصك عليه والغيرة من المكروه أن يزاحمك عليه فالغيرة على المحبوب لا تتم إلا بالغيرة من المزاحم وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق وأما من تحسن المشاركة في حبه كالرسول والعالم بل الحبيب القريب سبحانه فلا
يتصور غيرة المزاحمة عليه بل هو حسد والغيرة المحمودة في حقه أن يغار المحب على محبته له أن يصرفها إلى غيره أو يغار عليها أن يطلع عليها الغير فيفسدها عليه أو يغار على أعماله أن يكون فيها شيء لغير محبوبة أو يغار عليها أن يشوبها ما يكره محبوبه من رياء أو إعجاب أو محبة لإشراف غيره عليها أو غيبته عن شهود منته عليه فيها وبالجملة فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله وكذلك يغار علي أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضى محبوبة فهذه الغيرة من جهة العبد وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبة وأما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية أن ينصرف قلبه عن محبته إلى محبة غيره بحيث يشاركه في حبه ولهذا كانت غيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه ولأجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر منها وما بطن لأن الخلق عبيده وإماؤه فهو يغار علي إمائه كما يغار السيد على جواريه ولله المثل الأعلى ويغار علي عبيده أن تكون محبتهم لغيره بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل الفاحشة منها من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه إذا علقت شروش المعرفة في ارض القلب نبتت فيه شجرة المحبة فإذا تمكنت وقويت أثمرت الطاعة فلا تزال الشجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن الله ربها أول منازل القوم اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا وأوسطها هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى والنور وآخرها تحيتهم يوم يلقونه سلام ارض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها فان غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد وان غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر من ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه من هذه الأربعة فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش بمولاه والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمرة وغرست نواه وكذلك تداعي المعاصي فليتدبر اللبيب هذا المثال فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكة بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه كفى بك عزا انك له عبد وكفى بك فخرا انه لك رب :
=====
غيرتان غيرة على الشيء وغيرة من الشيء فالغيرة على المحبوب حرصك عليه والغيرة من المكروه أن يزاحمك عليه فالغيرة على المحبوب لا تتم إلا بالغيرة من المزاحم وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق وأما من تحسن المشاركة في حبه كالرسول والعالم بل الحبيب القريب سبحانه فلا
يتصور غيرة المزاحمة عليه بل هو حسد والغيرة المحمودة في حقه أن يغار المحب على محبته له أن يصرفها إلى غيره أو يغار عليها أن يطلع عليها الغير فيفسدها عليه أو يغار على أعماله أن يكون فيها شيء لغير محبوبة أو يغار عليها أن يشوبها ما يكره محبوبه من رياء أو إعجاب أو محبة لإشراف غيره عليها أو غيبته عن شهود منته عليه فيها وبالجملة فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله وكذلك يغار علي أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضى محبوبة فهذه الغيرة من جهة العبد وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبة وأما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية أن ينصرف قلبه عن محبته إلى محبة غيره بحيث يشاركه في حبه ولهذا كانت غيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه ولأجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر منها وما بطن لأن الخلق عبيده وإماؤه فهو يغار علي إمائه كما يغار السيد على جواريه ولله المثل الأعلى ويغار علي عبيده أن تكون محبتهم لغيره بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل الفاحشة منها من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه إذا علقت شروش المعرفة في ارض القلب نبتت فيه شجرة المحبة فإذا تمكنت وقويت أثمرت الطاعة فلا تزال الشجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن الله ربها أول منازل القوم اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا وأوسطها هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى والنور وآخرها تحيتهم يوم يلقونه سلام ارض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها فان غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد وان غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر من ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه من هذه الأربعة فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش بمولاه والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمرة وغرست نواه وكذلك تداعي المعاصي فليتدبر اللبيب هذا المثال فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكة بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه كفى بك عزا انك له عبد وكفى بك فخرا انه لك رب :
تعليق