ابتداءً لاشك أن التفجيرات التي تستهدف أمن المجتمعات المسلمة واستقرارها عمل يتنافى مع ما أمر به الإسلام من عدم ترويع الآمنين، حيث جاء في الحديث " من رفع علينا السلاح فليس منا"
و أعمال التفجير التي تستهدف الآمنين مخالفة لأحكام الشريعة التي جاءت بعصمة دماء المسلمين والمعاهدين، وتخالف مقاصد الشريعة التي جاءت بحفظ الدين والنفس والمال والعرض.
ولذا ينبغي التحذير من هذه الأعمال والتأكيد على خطورتها على دين من يقوم بها، قبل خطورتها على غيره؛ فإن المسلم لا يزال في فسحة في دينه ما لم يصب دماً حراماً.
وقد قام العلماء والدعاة في هذه البلاد - ولله الحمد - بجهود طيبة في هذا المجال، إذ أصدرت هيئة كبار العلماء بياناً حذرت فيه من الغلو والتكفير .
كما سبق أن أصدرت طائفة من مشاهير العلماء والدعاة بيان "الجبهة الداخلية" دعوا فيه إلى تجنيب هذه البلاد ما يحدث في البلاد الأخرى من أعمال العنف والتفجير .
ولكن ينبغي -ونحن ننكر الخطأ- ألا تقودنا ردود الأفعال إلى دفع الخطأ بالخطأ ، وإلى ربط ما لا يرتبط ، كما حصل من كثير من الكتاب والمفكرين الذين ينفون نظرية المؤامرة ، وقد وقعوا في نظير ما نفوه؛ فهم يأخذون على غيرهم المبالغة، والربط بين كل حادث و نظرية المؤامرة ، وهؤلاء الذين أطلقوا لأقلامهم العنان في الربط بين واقعة الكشف عن المجموعة المنـسوبة لتنظيم القاعدة، وحوادث التفجير التي وقعت في الرياض مساء الإثنين 12/3/1424هـ وبين المناهج الدينية، وخطب الجمعة، والدعاة والتعليم الديني، وحلقات القرآن، ولم يبق هؤلاء شيئاً مما يتصل بالدين لم يتهموه بأنه سبب التفجير، وربما لو لم يخش بعضهم عاقبة التصريح لصرحوا بأن القرآن الكريم ذاته سبب كل الإرهاب، كما فعل كتاب آخرون في بعض البلاد العربية من فلول الشيوعيين وغلاة الليبراليين وغيرهم .
إن من المقطوع به عقلاً وحساً أن المناهج الدينية لها في مجتمعاتنا عمر طويل يتجاوز السبعين عاماً، هو عمر التعليم النظامي ، وأن تعليم القرآن الكريم لم ينقطع في بلادنا، وفي أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي منذ نزوله وإلى يومنا هذا.
ومع ذلك - ومع وجود هؤلاء الغربيين في بلادنا على مدى أكثر من سبعين عاماً- لم يحدث ماحدث تجاههم من وقائع التفجير من قبل أناس من أبناء هذه البلاد إلا عام1417 هـ ، وما تلاه مما يؤكد أن هذه الوقائع طارئة، لا ترتبط أسبابها بأمر يتصل بالمناهج أو العلماء أو بطبيعة هذه البلاد؛ وإنما بالوقائع الخارجية، فهي تستهدف جنسية معينة هي الجنسية الأمريكية على وجه الخصوص، ولأسباب تتصل برؤية هؤلاء للسياسية المعادية للمسلمين من قبل هذه الدولة التي بالغت في الوقوف ضد مصالح المسلمين مع تأييد مفضوح لليهود.
وأما السبيل لتقليل إمكانية تكرار هذا العمل مرة أخرى في مجتمعاتنا فهو -في رؤيتي القاصرة- ممكن عبر الخطوات التالية:
1 – استيعاب تطلعات الشباب وآراءهم وآمالهم، والقضاء على البطالة، وتعزيز دور الخطاب الشرعي لكبار العلماء والدعاة، وتمكينهم من التواصل مع كافة شرائح المجتمع وضمان حقوقهم وحريتهم واستقلالهم.
2 - الإصلاح للواقع من كافة الجوانب، ولتكن المبادرة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، والاستجابة للعلماء ودعاة الإصلاح بما يقترحون من وجوه إصلاح أخرى، حتى يكون لهم كلمة مسموعة عند الأمة، خصوصاً عند الشباب، لأن تهميش مطالبهم يعزز الشعور بعجز هؤلاء العلماء والدعاة وعدم جدوى التواصل معهم.
3 – فتح المجال للحوار والتعبير عن الرأي، والمجادلة بالتي هي أحسن، والإقرار بالحقائق وعدم المغالطة فيها أو محاولة تسويغ الأخطاء، ودفع الحجة بالحجة لا بالاتهام والإقصاء .
4 – عدم استفزاز الشعور الديني للمسلمين في هذه البلاد عبر الصحف وغيرها من وسائل الإعلام الداخلية، أو تلك المنتمية لبلادنا في الخارج بالطعن في العلماء والدعاة والمنهج الذي قامت عليه هذه البلاد، والتعليم الشرعي والمؤسسات الدينية، أو الدعوة إلى تغيير الوضع الاجتماعي للأسرة والمرأة المسلمة بما يخالف أحكام الشريعة، كالسماح للنساء بالعمل بجانب الرجال كما يجري الآن في بعض الصحف من طعن سافر في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن هذا كله مما يشكك في مصداقية تطبيق النظام المستند على أحكام الشريعة، ويعطي مسوغاً للطعن في مصداقية ما يعلن في هذا الصدد .
وأخيراً فهذه وجهة نظر آمل أن تأخذ حقها من النقاش وإبداء الرأي.
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
و أعمال التفجير التي تستهدف الآمنين مخالفة لأحكام الشريعة التي جاءت بعصمة دماء المسلمين والمعاهدين، وتخالف مقاصد الشريعة التي جاءت بحفظ الدين والنفس والمال والعرض.
ولذا ينبغي التحذير من هذه الأعمال والتأكيد على خطورتها على دين من يقوم بها، قبل خطورتها على غيره؛ فإن المسلم لا يزال في فسحة في دينه ما لم يصب دماً حراماً.
وقد قام العلماء والدعاة في هذه البلاد - ولله الحمد - بجهود طيبة في هذا المجال، إذ أصدرت هيئة كبار العلماء بياناً حذرت فيه من الغلو والتكفير .
كما سبق أن أصدرت طائفة من مشاهير العلماء والدعاة بيان "الجبهة الداخلية" دعوا فيه إلى تجنيب هذه البلاد ما يحدث في البلاد الأخرى من أعمال العنف والتفجير .
ولكن ينبغي -ونحن ننكر الخطأ- ألا تقودنا ردود الأفعال إلى دفع الخطأ بالخطأ ، وإلى ربط ما لا يرتبط ، كما حصل من كثير من الكتاب والمفكرين الذين ينفون نظرية المؤامرة ، وقد وقعوا في نظير ما نفوه؛ فهم يأخذون على غيرهم المبالغة، والربط بين كل حادث و نظرية المؤامرة ، وهؤلاء الذين أطلقوا لأقلامهم العنان في الربط بين واقعة الكشف عن المجموعة المنـسوبة لتنظيم القاعدة، وحوادث التفجير التي وقعت في الرياض مساء الإثنين 12/3/1424هـ وبين المناهج الدينية، وخطب الجمعة، والدعاة والتعليم الديني، وحلقات القرآن، ولم يبق هؤلاء شيئاً مما يتصل بالدين لم يتهموه بأنه سبب التفجير، وربما لو لم يخش بعضهم عاقبة التصريح لصرحوا بأن القرآن الكريم ذاته سبب كل الإرهاب، كما فعل كتاب آخرون في بعض البلاد العربية من فلول الشيوعيين وغلاة الليبراليين وغيرهم .
إن من المقطوع به عقلاً وحساً أن المناهج الدينية لها في مجتمعاتنا عمر طويل يتجاوز السبعين عاماً، هو عمر التعليم النظامي ، وأن تعليم القرآن الكريم لم ينقطع في بلادنا، وفي أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي منذ نزوله وإلى يومنا هذا.
ومع ذلك - ومع وجود هؤلاء الغربيين في بلادنا على مدى أكثر من سبعين عاماً- لم يحدث ماحدث تجاههم من وقائع التفجير من قبل أناس من أبناء هذه البلاد إلا عام1417 هـ ، وما تلاه مما يؤكد أن هذه الوقائع طارئة، لا ترتبط أسبابها بأمر يتصل بالمناهج أو العلماء أو بطبيعة هذه البلاد؛ وإنما بالوقائع الخارجية، فهي تستهدف جنسية معينة هي الجنسية الأمريكية على وجه الخصوص، ولأسباب تتصل برؤية هؤلاء للسياسية المعادية للمسلمين من قبل هذه الدولة التي بالغت في الوقوف ضد مصالح المسلمين مع تأييد مفضوح لليهود.
وأما السبيل لتقليل إمكانية تكرار هذا العمل مرة أخرى في مجتمعاتنا فهو -في رؤيتي القاصرة- ممكن عبر الخطوات التالية:
1 – استيعاب تطلعات الشباب وآراءهم وآمالهم، والقضاء على البطالة، وتعزيز دور الخطاب الشرعي لكبار العلماء والدعاة، وتمكينهم من التواصل مع كافة شرائح المجتمع وضمان حقوقهم وحريتهم واستقلالهم.
2 - الإصلاح للواقع من كافة الجوانب، ولتكن المبادرة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، والاستجابة للعلماء ودعاة الإصلاح بما يقترحون من وجوه إصلاح أخرى، حتى يكون لهم كلمة مسموعة عند الأمة، خصوصاً عند الشباب، لأن تهميش مطالبهم يعزز الشعور بعجز هؤلاء العلماء والدعاة وعدم جدوى التواصل معهم.
3 – فتح المجال للحوار والتعبير عن الرأي، والمجادلة بالتي هي أحسن، والإقرار بالحقائق وعدم المغالطة فيها أو محاولة تسويغ الأخطاء، ودفع الحجة بالحجة لا بالاتهام والإقصاء .
4 – عدم استفزاز الشعور الديني للمسلمين في هذه البلاد عبر الصحف وغيرها من وسائل الإعلام الداخلية، أو تلك المنتمية لبلادنا في الخارج بالطعن في العلماء والدعاة والمنهج الذي قامت عليه هذه البلاد، والتعليم الشرعي والمؤسسات الدينية، أو الدعوة إلى تغيير الوضع الاجتماعي للأسرة والمرأة المسلمة بما يخالف أحكام الشريعة، كالسماح للنساء بالعمل بجانب الرجال كما يجري الآن في بعض الصحف من طعن سافر في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن هذا كله مما يشكك في مصداقية تطبيق النظام المستند على أحكام الشريعة، ويعطي مسوغاً للطعن في مصداقية ما يعلن في هذا الصدد .
وأخيراً فهذه وجهة نظر آمل أن تأخذ حقها من النقاش وإبداء الرأي.
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
تعليق