بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة (أضحى التنائي ) للشاعر ذو الوزارتين " ابن زيدون " :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا"=" وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا وقدحان صبح البين صبحنا "=" حين فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمو "=" حزناً مع الدهر لايبلى ويبلينا
أن الزمان الذي مازال يضحكنا"=" أُنساً بقربهمو قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا "=" بأن نغص فقال الدهر آمينا
فانحل ماكان معقوداً بأنفسنا"=" وانبت ماكان موصولاً بأيدينا
وقد نكون ومايخشى تفرقنا"=" فاليوم نحن ومايرجى تلاقينا
====================
ياليت شعري ولم نعتب أعاديكم "=" هل نال حظاً من العتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم "=" رأياً ولم نتقلد غيره دينا
ماحقنا أن تُقرّوا عين ذي حسد "=" بنا ولاأن تسرّوا كاشحاً فينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه"=" وقد يئسنا فمالليأس يغرينا
===================
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا "=" شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا "=" يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت "=" سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
إذ جانب العيش طلقٌ من تآلفنا"=" ومورد اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية "=" قطافها فجنينا منه ماشينا
ليسق عهدكمو عهد السرور فما "=" كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لاتحسبوا نأيكم عنا يغيرنا"=" إن طالما غيّر النأى المحبينا
والله ماطلبت أهواؤنا بدلاً"=" منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلاً عنك يشغلني "=" ولا اتخذنا بديلاً منك يسلينا
====================
ياساري البرق غاد القصر واسق به "=" من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هل عنى تذكرنا "=" إلفاً تذكره أمسى يعنّينا
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا "=" من لو على البعد حيّا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفةً "=" منه وإن لم يكن غِبّاً تقاضينا
=====================
ربيب ملك كأن الله أنشأه "=" مسكاً وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقاً محضاً وتوّجه "=" من ناصع التبر إبداعاً وتحسينا
إذا تأوّد آدته رفاهية "=" تؤم العقود وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئراً في أكِلّته"=" بل ماتجلى لها الا أحايينا
كأنما أُثبتت في صحن وجنته "=" زهر الكواكب تعويذاً وتزيينا
ماضر أن لم نكن أكفاءه شرفاً "=" وفي المودة كافٍ من تكافينا
ياروضةً طالما أجنت لواحظنا "=" ورداً جلاه الصبا غضاً ونسرينا
وياحياة تملينا بزهرتها"=" منىً ضروباً ولذات أفانينا
ويانعيماً خطرنا من غضارته "=" في وشي نُعمى سحبنا ذيله حينا
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمةً "=" وقدرك المعتلى عن ذاك يغنينا
اذا انفردت وماشوركت في صفة"=" فحسبنا الوصف إيضاحاً وتبيينا
ياجنة الخلد أُبدلنا بسدرتها"=" والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا"=" والسعد قد غضّ من أجفان واشينا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء بكم"=" في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سرّان في خاطر الظلماء يكتمنا "=" حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت"=" عنه النّهى وتركنا الصبر ناسينا
===================
انا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً "=" مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمنهله "=" شِرباً وإن كان يروينا فيظمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه "=" سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختياراً تجنبناه عن كثب "=" لكن عَدَتنا على كرهٍ عوادينا
نأسى عليك إذا حُثّت مشعشعة "=" فينا الشمول وغنّانا مغنينا
لاأكؤس الراح تبدي من شمائلنا"=" سيما ارتياح ولا الأوتار تلهينا
==================
دومي على العهد ـ مادمنا ـ محافظةً "=" فالحر من دان إنصافاً كما دينا
فما استعضنا خليلاً منك يحبسنا"=" ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحونا من عُلوِ مطلعه "=" بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينا
أولي وفاءً وإن لم تبذلي صلةً "=" فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا
وفي الجواب متاع إن شفعت به "=" بيض الأيادي التي مازلت تولينا
عليك منا سلام الله مابقيت "=" صبابة بك نُخفيها فتخفينا
قصيدة (أضحى التنائي ) للشاعر ذو الوزارتين " ابن زيدون " :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا"=" وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا وقدحان صبح البين صبحنا "=" حين فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمو "=" حزناً مع الدهر لايبلى ويبلينا
أن الزمان الذي مازال يضحكنا"=" أُنساً بقربهمو قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا "=" بأن نغص فقال الدهر آمينا
فانحل ماكان معقوداً بأنفسنا"=" وانبت ماكان موصولاً بأيدينا
وقد نكون ومايخشى تفرقنا"=" فاليوم نحن ومايرجى تلاقينا
====================
ياليت شعري ولم نعتب أعاديكم "=" هل نال حظاً من العتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم "=" رأياً ولم نتقلد غيره دينا
ماحقنا أن تُقرّوا عين ذي حسد "=" بنا ولاأن تسرّوا كاشحاً فينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه"=" وقد يئسنا فمالليأس يغرينا
===================
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا "=" شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا "=" يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت "=" سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
إذ جانب العيش طلقٌ من تآلفنا"=" ومورد اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية "=" قطافها فجنينا منه ماشينا
ليسق عهدكمو عهد السرور فما "=" كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لاتحسبوا نأيكم عنا يغيرنا"=" إن طالما غيّر النأى المحبينا
والله ماطلبت أهواؤنا بدلاً"=" منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلاً عنك يشغلني "=" ولا اتخذنا بديلاً منك يسلينا
====================
ياساري البرق غاد القصر واسق به "=" من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هل عنى تذكرنا "=" إلفاً تذكره أمسى يعنّينا
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا "=" من لو على البعد حيّا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفةً "=" منه وإن لم يكن غِبّاً تقاضينا
=====================
ربيب ملك كأن الله أنشأه "=" مسكاً وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقاً محضاً وتوّجه "=" من ناصع التبر إبداعاً وتحسينا
إذا تأوّد آدته رفاهية "=" تؤم العقود وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئراً في أكِلّته"=" بل ماتجلى لها الا أحايينا
كأنما أُثبتت في صحن وجنته "=" زهر الكواكب تعويذاً وتزيينا
ماضر أن لم نكن أكفاءه شرفاً "=" وفي المودة كافٍ من تكافينا
ياروضةً طالما أجنت لواحظنا "=" ورداً جلاه الصبا غضاً ونسرينا
وياحياة تملينا بزهرتها"=" منىً ضروباً ولذات أفانينا
ويانعيماً خطرنا من غضارته "=" في وشي نُعمى سحبنا ذيله حينا
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمةً "=" وقدرك المعتلى عن ذاك يغنينا
اذا انفردت وماشوركت في صفة"=" فحسبنا الوصف إيضاحاً وتبيينا
ياجنة الخلد أُبدلنا بسدرتها"=" والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا"=" والسعد قد غضّ من أجفان واشينا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء بكم"=" في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سرّان في خاطر الظلماء يكتمنا "=" حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت"=" عنه النّهى وتركنا الصبر ناسينا
===================
انا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً "=" مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمنهله "=" شِرباً وإن كان يروينا فيظمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه "=" سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختياراً تجنبناه عن كثب "=" لكن عَدَتنا على كرهٍ عوادينا
نأسى عليك إذا حُثّت مشعشعة "=" فينا الشمول وغنّانا مغنينا
لاأكؤس الراح تبدي من شمائلنا"=" سيما ارتياح ولا الأوتار تلهينا
==================
دومي على العهد ـ مادمنا ـ محافظةً "=" فالحر من دان إنصافاً كما دينا
فما استعضنا خليلاً منك يحبسنا"=" ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحونا من عُلوِ مطلعه "=" بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينا
أولي وفاءً وإن لم تبذلي صلةً "=" فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا
وفي الجواب متاع إن شفعت به "=" بيض الأيادي التي مازلت تولينا
عليك منا سلام الله مابقيت "=" صبابة بك نُخفيها فتخفينا
تعليق