Unconfigured Ad Widget

Collapse

الشيخ موســـــــــــــــــــــــى !!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    الشيخ موســـــــــــــــــــــــى !!

    نُصِبت " المداريه" وشرع أهل القرية يتمرّنون عليها لتتمدّد "عصمانها" وتصبح ليّنة ، فتصل إلى أقصى مدى لها بين شجرة الرقاعة والحصن المجاور ، عندما يُدفع "المدرّه" الذي ينتشي عند إحساسه بالطيران فوق " الضمد" فيشدو :

    درّهي حمر العوادي .... من شدا لي والزّبارة
    وأخرجي شرعة فؤادي .... يالله ردّه وسط داره .

    جاء (المُبشّر ) بإقتراب الحجيج ، مخبرا أنهم وصلوا آخر محطة توصلهم السيّارة إليها ، وفي الغدسيُشرّقون ( من شروق الشمس) ليصلون إلى القرية فيجدون الجميع في إنتظارهم .

    "ياعم سعيد تعال معي لك هرجة بيني وبينك" . همس صالح الذي جاء بالبشارة عن الحجاج في أذن والد موسى الذي كان قد غاب منذ عشرين عام .

    خير ياولدي .

    خير خير ياعم سعيد . الحجاج معهم شخص غريب يدعونه الشيخ موسى يقال إنه إبنك الغائب ، وجدوه في الحج .


    بشّرك الله ، كيف ، ويش تقول ، ولدي موسى ، بشرك.. بشرك ..بشرك الله .. الله بالخير .

    فرحه مختلطة بشعور غريب خلقته الصدمة الغير متوقعه جعلت العم سعيد يتلعثم في الكلام فتأتي جمله متقطعة غير مفهومة .

    أنهمرت الدموع التي كانت متحجرة منذ عشرين عام ، ذهب مسرعا إلى أم الشيخ موسى وبقية الأسرة ليخبرهم بما سمع ودموعه تختلط مع إبتسامته العريضة تماما كالبرق أثناء المطر .


    يقول صالح أنه رأى ولدنا موسى مع الحجاج وأنه سيكون هنا غدا إن شاء الله .

    الحمد لله ، الحمد لله ياما أنت كريم يارب. ياليتنا كنا قد علمنا لنستعد كبقية أهل الحجاج " فنخلب" البيت ونشيّده بالنّورة . رددت الأم في سعادة وفرحة غامرة .

    عودة موسى هي "النورة " وهي البيت "المشيّد " يا أمي . ردد الأخ الأصغر للشيخ موسى .


    لم ينم أحدا من أسرة موسى ذلك الليل ، مرّ عليهم الليل وكأنه ساعة ، أعادوا ترتيب كل شيء في البيت حتى ظهر في حالة تفوق تلك البيوت التي كان قد استعد أهلها بترتيبها منذ فترة طويلة .

    في الصباح ومع شروق الشمس كان جمع غفير من أهل القرية قد برزوا خارجها لإستقبال الحجاج لاسيما بعدما علموا بقدوم الشيخ موسى الذي لم يعد يعرفه أكثر أبناء القرية .


    العم سعيد لم يكن مع المنتظرين من أهل القرية ، فلم تقف به خطاه ولم يساعده صبره على الأنتظار .

    بعيدا عن الجمع الغفير المنتظر كان اللقاء المثير بين سعيد وإبنه الذي أصبح ينادى بالشيخ موسى . ملابس بيضاء وعمامة ذات ذؤابة تمتد للتتناسب مع طوله الفارع . لحية طويلة يتخللها شعر أبيض زادها جمالا ، علامة السجود أصبحت من العلامات الفارقة التي تميز الشيخ موسى .


    ترك الحجاج الفرصة للشيخ موسى بمقابلة أبيه والأختلاء ببعضهما فهناك الكثير مما يريدان التحدث فيه .

    أستأذن الشيخ سعيد من إبنه لحظة ليتبرر [ يريق الماء أو يتبول] فقد حبس نفسه طويلا ، نسي نفسه من لهفة الإنتظار وفرحة اللقاء .

    ما أن ثنى والد الشيخ موسى نفسه ليزيح ثوبه الذي لايلبس تحته شيئا عن الأذى ، حتى صاح فيه إبنه الشيخ موسى:

    لا لا ياأبي ليس هكذا ، لقد أستقبلت القبلة وهذا لايجوز .

    لم يتعود الشيخ سعيد بأن ينهره أحد أو يعلمه وهو في هذه السن لاسيما أنه من كبار أهل قريته وعرّافهم . إلا أنه قبل الأمر من إبنه الذي قد عرف للتو أن غيابه عشرون عاما كان لدراسة علم الفرائض في بلاد اليمن السعيد .

    أستدار في مكانه من غير أن يرفع نفسه عن الأرض فقد أظناه التعب وأنهكه منذ الليلة الماضية حينما كان منهمكا في نصب "المداريه " .

    غيّر الأتجاه تماما فأتجه إلى عكس ماكان سابقا ، فجاءه النهي والزجر مرة أخرى .

    لا لا يا أبي لقد أستدبرت القبلة وهذا ايضا لايجوز .

    دار إلى ناحية الشرق فسمع نفس التحذير والنهي ايضا .

    لايجوز أن تستقبل أية من أيات الله الكبرى . ولايجوز أيضا أن تستدبرها .

    ماذا اصنع يا أبني ، إلى أين أتجه ؟!

    إذا ولا بد يا أبي (( ذرْذرْ به )) أي أصنع به دائرة !!


    إحتار أبوه من فتاوى إبنه الشيخ موسى ولازمته تلك الحيرة مدى الحياة .



    _________________________________________________

    المداريه : شبيه بالمراجيح كانت تنصب للإحتفاء بالحجاج وكان يحلو معها السمر البريء.

    الععصمان : الأرشية التي كانت تصنع من جلود الأبقار والجمال ، فتكون قوية جدا تتحمل كثيرا .

    النورة : هي مايشبه الدهان (البوية البيضاء ) وكانت تؤخذ من الجبال وتخلط مع الماء ثم توضع حول النوافذ وفي أواسط الجدران للتزيين والتعبير عن الفرح .

    خلب البيت : طلاء البيت بالأتربة المختلفة كنوع من التجديد .
    آخر تعديل تم من قبل ابن مرضي; 14-05-2003, 08:18 PM.
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • أبو نواف النماصي
    عضو مميز
    • Dec 2002
    • 2774

    #2
    والله ياكاتبنا المتمكن حتى أنا - واتوقع جميع من قرأوا ولم يعلقوا-

    أصابهم نفس ماأصاب الأب الشيخ سعيد !!!!!

    تعليق

    • ابوزهير
      عضو مميز
      • Jan 2003
      • 2254

      #3
      ياابن مرضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
      القصة هذي تحصل في افضل العائلات والبيضاني يقول في قصيدة مخاطبا احد الشعراء:
      والذلول اللي تحدر بنا وتسند.
      مالها الاخطفها واعتقالها.
      يارفيقي مد شوفك مدى البصر
      لايغرك في الشتاء لمعة القمر
      الذي في غير مكة نوى يحتجه
      لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        عزيزي الأستاذ ابو نواف النماصي
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

        صدقني ياعزيزي أن معظمنا قد اصبح في حالة الشيخ " سعيد " حتى ولو كابرنا ولم نعترف .

        شكرا لك على ماتحاول به من دفعي إلى الأمام .
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • ابن مرضي
          إداري
          • Dec 2002
          • 6171

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          عزيزي الغالي الأستاذ ابو زهير


          تخيفني قرأتك للنصوص وخروجك بخلاصتها ياعزيزي ، وفقك الله .

          السؤال هو : ماذا لو لم نستطع إعتقال هذه الذلول وتعسيفها . ستظل جامحة لاتروسن .
          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

          تعليق

          • عبدالله رمزي
            إداري
            • Feb 2002
            • 6605

            #6
            عزيزي الغالي/ ين مرضي

            كم لكتابتك من تأثير وقصصك هذه واقع ملموس ولكن النصيحة اليوم اصبح الغالبية يرى انها انتقاداً ......
            لذلك بدأ الكثير يبتعد عنها حتى لايقال هذا لآيعجبه شيء.


            وتراني لست ببعيد عن الشيخ موسى والفرق بيني وبينه أنه شيخ وانا لست كذلك..

            رحم الله بن مرضي الذي يقدم النصيحة في اطباق من ذهب تمر امامنا ولكن اين الأيادي التي تمتد لأخذها...
            تحياتي ياعبد الله وسنلتقي قريباً في طرف الجناب..

            عبد الله رمزي
            ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

            تعليق

            • أبو ماجد
              المشرف العام
              • Sep 2001
              • 6289

              #7
              أخي الفاضل بن مرضي

              هل يكفي العلم بدون حكمة ؟؟؟

              أعتقد أن العلم بدون حكمة مثل السلاح بدون زر أمان ( تضمينة ) من الممكن أن يؤذي حامله أو أصدقاءه .

              اللهم علمنا ماجهلنا وانفعنا بما علمتنا .

              أخوك : أبو ماجد

              تعليق

              • ابن مرضي
                إداري
                • Dec 2002
                • 6171

                #8
                الأخ الأستاذ العزيز عبد الله بن رمزي
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

                متابعتك أقدّرها كثيرا ، إلا أنها أيضا تثقل كاهلي ، فإن لم تكن المشاركة على مستواكم فقد ضاع التعب .

                أشكر لك هذا التواضع الذي نعرفه من دون أن تسجلّه .

                ************************************************



                الأخ الأستاذ العزيز ابو ماجد

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

                قلت لك ياسيدي أن إمضاءك ضروري لتمرير ما أكتبه ، ،هذا هو شعوري دون أدنى مبالغة .

                السلاح ياسيدي يمكن أن يقتل صاحبه ، وبعض العلم أيضا . تقبل تحياتي .
                آخر تعديل تم من قبل أبو ماجد; 16-05-2003, 02:11 PM.
                كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  والذلول اللي تحدر بنا وتسند.
                  مالها الاخطفها واعتقالها.


                  تنويـــــــــــــــــــــــــــــــه

                  هذا البيتان أوردهما ضمن تعليقه الأستاذ العزيز ابو زهير

                  وقد كتبت ضمن ردي عليه سؤالا قلت فيه ، ماذا نعمل إذا لم نستطيع تعسيف الذلول ، فكتب إليّ الأخ العزيز أبو غازي مشكورا يصحح الإصطلاح الذي أستخدمته هنا بصيغة سؤال حيث قال : هل الذلول تُعسَّف أم تُظَمَّر ؟

                  الشاعر العملاق عبد الله البيضاني يقول : الذلول التي تصعد بنا تارة وتنحدر بنا أخرى ، لابد من وضع خطافا لها ، أيْ ( خزاما) أو ( خطاما ) ومن ثم وضع (عقالا ) في إحدى يديها أو كلتاهما ، فالذلول التي ليست راكدة قد تؤدي براكبها إلى الهلاك ، وليس لها إلا القيد والخطام .

                  هذا هو الذي أفهمه من البيتين أعلاه ، إلا أنني ذهبت بعيدا وأعتبرت أن الذلول قد تكون بَكْرة لم تَذَلّلْ أو " تُصعّبْ" وقد تكون خيلا جموحا لم تُعَسّفْ بعد .

                  بقي أن أسمع رأيكم إذا تفضلتم .


                  عفوًا يا أبا أحمد فقد قمت بتعديل طول الخط المكون من نجوم في الرد السابق وطول كلمة تنويه في هذا الرد ليقل عُرض الصفحة ويسهل تصفحها ، فمعذرة لك وللجميع .
                  آخر تعديل تم من قبل أبو ماجد; 16-05-2003, 02:15 PM.
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • أبو غازي
                    عضو مميز
                    • Jan 2003
                    • 2040

                    #10
                    عزيزي بن مرضي

                    الله يعطيك العافيه على الموضوع

                    وبقي ان نسمع رآي الأخوان
                    إذا تفضلوا على

                    التـــــنــويـــــــــه



                    اخوك : أبو غازي
                    abu_ghazei@zahrani.com.sa

                    تعليق

                    • ابن مرضي
                      إداري
                      • Dec 2002
                      • 6171

                      #11
                      عزيزي أبو غازي
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

                      وأنا معك منتظر ، لكن ياخوفي يطول انتظارنا ياعزيزي .

                      عزيزي إذا ترغب نتصالح فإنني مستعد للأعتراف بالهزيمة التي ألحقتها بي في عدة نواحي : أولها ؛أنك أرسلت ملاحظتك على الخاص وفي ذلك تأدب أغبطك عليه .وثانيها أن ملاحظتك في مكانها . وثالثها هي عدم أستعجالك بإعلانك فوزك عليّ وهزيمتي ، فهذا أنت تنتظر من يحكم بيننا مع أنك متأكد من معلومتك .

                      عزيزي أبو غازي : أشكرك من أعماقي على هذا الأدب الجم وهذا الأسلوب الراقي في التعامل .
                      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                      تعليق

                      • ابوزهير
                        عضو مميز
                        • Jan 2003
                        • 2254

                        #12
                        الاخوان الاعزاء لم نعلم انكم منتظرون ولكن ماذا تريدون بالظبط, اذا اردتم رأينا حول الذلول فلست خبيرا بكل شيء عنها انما نعلم انها قد ذللت ولكن احيانا ما ينفع معها شيء.
                        اما العسف فهو للخيل: وهذه بعض الامثلة من قصايد ابن مصلح:
                        1-اّثار للخيل ركاب وعسّافي.
                        2-خل اللي يعسف جموحٌ ماتعسف له.
                        وانا ارى ان تتصالحوا وخصوصا ابن مرضي فهو من كبار المصلحين في هذا المنتدى, فهو يصلح,ويملح, ويفارع, واحيانا يتهرج مع واحدٌ في الركيب وهو يقصد اللي جنب الصافح والظاهر انه ينتظره مستقبل في تهامة اذا رجع فله امل ان يرشح نفسة للشياخة اذا صار هناك انتخابات
                        وتعدديه حزبية وسيكون له اثرا فعالا في نشر الديموقراطيه هذا اذا ما جاله خبطة عطيف من بعض الكلاسيكيين.واذا نجح في ذلك فسيتغير التاريخ ويتغير عدد الشيوخ الذي ظل لعدة قرون ثابت حتى القصائد ستتغير ومنهاقول ابن مصلح:
                        1-الشيوخ اربعة واربع قبائل رجال ابني سليم.
                        سنقول له( اجعل ابن مرضي خامسهم.)
                        وكذلك قوله:
                        2-وشيوخ العمارى والسليمي ودوس اثني عشر.
                        سنقول له اجعل ابن مرضي رقم (13)اما يكون نحسا او يلغي هذا الاعتقاد.
                        يارفيقي مد شوفك مدى البصر
                        لايغرك في الشتاء لمعة القمر
                        الذي في غير مكة نوى يحتجه
                        لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

                        تعليق

                        • ابن مرضي
                          إداري
                          • Dec 2002
                          • 6171

                          #13
                          الله حسيبك يا ابا زهير

                          والله الذي لا إله إلا هو إنني اضحك حتى تدمع عيني كلما قرأت لك تعليقا أو إضافة لدرجة أن الشكوك أصبحت تحوم حولي من أهل بيتي ، ففي لحظات ساكنة يتفاجأون بضحكي الذي لايميزونه من بكائي .

                          سألوني: مابك ؟ فقلت هذا الرامي الذي لايخطيء ، يكوي ويتفل ، هو مايضحكني حتى أبكي .
                          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                          تعليق

                          • سعيد صالح المرضي
                            عضو مميز
                            • Dec 2002
                            • 569

                            #14
                            اخي العزيز بن مرضي

                            لو سمحت لانريد للشيخ موسى ان يفتتح مدرسة للتعليم وخلك مع المعارضين ليس للمعارضة ذاتها ولكن لأن المعارضة قد تحمل بعض فكر مدرسة التنويريين امثال جمال الدين الأفغاني وفقيهنا موسى عليه شــأبيب الرحمة إن كان قد توفي [[ ذرذر بهــأ ] وأذراهــا وليتنا بقينا مع الإستقبال الحافل والكساوي والبيضــاء وعلوم الرجال وسوالف زمان
                            امـــا العســـف
                            فهاك مايثبت صحة كــلامك وأنهــأ تكاد تنصرف فقط للجمال [ البعارين ]من الركائب ..!!
                            والله يرحــم موسى

                            معاجم اللغة فصلت كلمة [ عســـف ] على النحـــو التالي

                            لســان العرب

                            يعسف و اعتسف و تعسف ظلم وهو من ذلك وفي الحديث لا تبلغ شفاعتي إماما عسوفا أي جائرا ظلوما و العسف في الأصل أن يأخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم فنقل إلى الظلم والجور و تعسف فلان فلانا إذا ركبه بالظلم ولم ينصفه ورجل عسوف إذا كان ظلوما و العسيف الأجير المستهان به وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي فقال إن ابني كان عسيفا على رجل كان معه وإنه زنى بامرأته أي كان أجيرا و العسفاء الأجراء وقيل العسيف المملوك المستهان به
                            قال نبيه بن الحجاج
                            أطعت النفس في الشهوات حتى ** أعادتني عسيفا عبد عبد
                            ويروى أطعت العرس وهو فعيل بمعنى مفعول كأسير أو بمعنى فاعل كعليم من العسف الجور والكفاية يقال هو يعسفهم أي يكفيهم
                            وكم أعسف عليك أي كم أعمل لك وقيل كل خادم عسيف
                            وفي الحديث لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا والأسيف العبد وقيل الشيخ الفاني وقيل هو الذي يشتريه بماله والجمع عسفاء على القياس و عسفة على غير القياس
                            وفي الحديث أنه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء والوصفاء ويروى الأسفاء

                            و اعتسفه اتخذه عسيفا و عسف البعير يعسف عسفا و عسوفا أشرف على الموت من الغدة فهو عاسف وقيل العسف أن يتنفس حتى تقمص حنجرته أي تنتفخ
                            وأما قول أبي وجزة السعدي

                            واستيقنت أن الصليف منعسف
                            فهو من عسف الحنجرة إذا قمصت للموت و أعسف الرجل إذا أخذ بعيره العسف وهو نفس الموت وناقة عاسف بغير هاء أصابها ذلك و العساف للإبل كالنزاع للإنسان
                            قال الأصمعي قلت لرجل من أهل البادية ما العساف قال حين تقمص حنجرته أي ترجف من النفس قال عامر بن الطفيل في قرزل يوم الرقم ونعم أخو الصعلوك أمس تركته بتضرع يمري باليدين ويعسف و أعسف الرجل إذا أخذ غلامه بعمل شديد و أعسف إذا سار بالليل خبط عشواء و العسف القدح الضخم و العسوف الأقداح الكبار و عسفان موضع وقد ذكر في الحديث قال ابن الأثير هي قرية جامعة بين مكة والمدينة وقيل هي منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة قال الشاعر يا خليلي اربعا واس رسما بعسفان و العساف اسم رجل عسقف عسقف العسقفة نقيض البكاء وقيل هو جمود العين عن البكاء إذا أراده أو هم به فلم يقدر عليه وقيل بكى فلان و عسقف فلان إذا جمدت عينه فلم يقدر على البكاء عشف عشف ابن الأعرابي العشوف الشجرة اليابسة ويقال للبعير إذا جيء به أول ما يجاء به لا يأكل القت ولا النوى إنه لمعشف و المعشف الذي عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله وأكلت طعاما فأعشفت عنه ولم يهنأني وإني

                            لسان العرب
                            عسف عسف العسف السير بغير هداية والأخذ على غير الطريق وكذلك التعسف و الاعتساف و العسف ركوب المفازة وقطعها بغير قصد ولا هداية ولا توخي صوب ولا طريق مسلوك يقال اعتسف الطريق اعتسافا إذا قطعه دون صوب توخاه فأصابه و التعسيف السير على غير علم ولا أثر و عسف المفازة قطعها كذلك ومنه قيل رجل عسوف إذا لم يقصد قصد الحق
                            وقول كثير
                            عسوف بأجواز الفلا حميرية
                            العسوف التي تمر على غير هداية فتركب رأسها في السير ولا يثنيها شيء و العسف ركوب الأمر بلا تدبير ولا روية عسفه يعسفه عسفا و تعسفه و اعتسفه
                            قال ذو الرمة
                            قد أعسف النازح المجهول معسفه في ظل أغضف يدعو هامه البوم ويروى في ظل أخضر
                            وأنشد ابن الأعرابي
                            وعسفت معاطنا لم تدثر
                            و مدح إبلا فقال
                            إذا ثبتت ثفناتها في الأرض بقيت آثارها فيها ظاهرة لم تدثر قال وقيل ترد الظمء الثاني وأثر ثفناتها الأول في الأرض ومعاطنها لم تدثر

                            وقال ذو الرمة
                            وردت اعتسافا والثريا كأنها على هامة الرأس ابن ماء محلق
                            وقال أيضا
                            يعتسفان الليل ذا الحيود أما بكل كوكب حريد
                            و عسف فلان فلانا عسفا ظلمه و عسف السلطان


                            القاموس المحيط

                            عسف عن الطريق يعسف مال وعدل كاعتسف وتعسف أو خبطه على غير هداية و السلطان ظلم و فلانا استخدمه كاعتسفه و ضيعتهم رعاها وكفاهم أمرها و عليه و له عمل له و البعير أشرف على الموت من الغدة فجعل يتنفس فترجف حنجرته وناقة عاسف وبها عسفات وعساف كغراب والعسف نفس الموت والقدح الضخم والاعتساف بالليل يبغي طلبة والعسيف الأجير والعبد المستعان به فعيل بمعنى فاعل من عسف له أو مفعول من عسفه استخدمه وعسفان كعثمان ع على مرحلتين من مكة
                            وأعسف أخذ بعيره نفس الموت وأخذ غلامه بعمل شديد وسار بالليل خبط عشواء ولزم الشرب في القدح الكبير وعسفه تعسيفا أتعبه وتعسفه ظلمه وانعسف انعطف والعسوف الظلوم العسقفة نقيض البكاء أو أن يريد البكاء فلا يقدر وعسقف في الخير هم به ولم يفعل العشوف بالضم الشجرة اليابسة والمعشف كمحسن من عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله والبعير أول ما يجاء به من البر لا يأكل القت والنوى والشعير وأكلته فأعشفت عنه مرضت ولم يهنأني وأنا أعشف هذا أقذره وأكرهه وما يعشف لي أمر قبيح ما يعرف وقد ركبت أمرا ما كان يعشف لك يعرف

                            العين

                            عسف العسف السير على غير هدى وركوب الأمر من غير تدبير وركوب مفازة بغير قصد ومنه التعسف
                            قال
                            قد أعسف النازح المجهول معسفه في ظل أخضر يدعو هامه البوم
                            والعسيف الأجير
                            قال
                            كالعسيف المربوع شل جمالا ماله دون منزل من بيات
                            وعسف البعير يعسف عسفا وعسوفا إذا كان في حشرجة الموت وهو مثل النزع للإنسان وهو أهون من كرير الحشرجة وعسفان موضع بالحجاز


                            المصباح المنير

                            عسفه عسفا من باب ضرب أخذه بقوة و الفاعل عسوف و عساف مبالغة و عسف في الأمر فعله من غير روية ومنه عسفت الطريق إذا سلكته على غير قصد و التعسف و الاعتساف مثله وهو راكب التعاسيف وكأنه جمع تعساف بالفتح مثل التضراب والتقتال والترحال من الضرب و القتل والرحيل والتفعال مطرد من كل فعل ثلاثي وبات يعسف الليل عسفا إذا خبطه يطلب شيئا ومنه العسيف وهو الأجير لأنه يعسف الطرقات مترددا في الأشغال والجمع عسفاء مثل أجير و أجراء و عسفان موضع بين مكة و المدينة ويذكر و يؤنث ويسمى في زماننا مدرج عثمان وبينه وبين مكة نحو ثلاث مراحل ونونه زائدة العسل يذكر ويؤنث وهو الأكثر
                            ومن التأنيث قول الشاعر
                            بها عسل طابت يدا من يشورها ويصغر على عسيلة على لغة التأنيث ذهابا إلى أنها قطعة من الجنس و طائفة منه و في

                            الشريف الرضي


                            واني لمن قوم اذا ركبوا الندى = الى الحمد باتوا يعسفون الركائبا
                            اذا فاض رقراق المحامد صيروا = له جودهم دون اللئام نصائبا
                            وان ضاق صدر الخطب وسع بأسهم = لسمر القنا بين الضلوع مذاهبا
                            بطعن كدفاع الغمام تحته = ذوابل يمطرن الدماء صوائبا
                            له شرر يرمي الرماح بلفحة = يكاد يرى ماء الاسنة ذائبا


                            وله أيضــاً

                            سلا ظاهر الانفاس عن باطن الوجد = فان الذي اخفي نظير الذي ابدي
                            زفيراً تهاداه الجوانح كلما = تمطي بقلبي ضاق عن مره جلدي
                            و كيف يرد الدمع يا عين بعد ما = تعسف اجفاني و جار على خدي
                            و اني ان انضح جواي بعبرة = يكن كخبى النار يقدح بالزند
                            فهذي جفوني من دموعي في حيا = و هذا جناني من غليلي في وقد
                            حلفت بما وارى الستار و ما هوت = إليه رقاب العيس ترقل او تخدي
                            لقد ذهب العيش الرقيق بذاهب = هو الغارب المجزول من ذروة المجد
                            آخر تعديل تم من قبل سعيد صالح المرضي; 21-06-2003, 03:17 PM.

                            تعليق

                            • ابن مرضي
                              إداري
                              • Dec 2002
                              • 6171

                              #15
                              سيدي أبو عادل الأزدي

                              حاولت أن أتعمد إبقاء إضافتك لتكون خاتمة لموضوعي ولو عدة إيام ، لكن ركاب فكري لم تنوّخ لي فتتركني أفعل ما أريد ، وإلا فإن ماتكتبه أنت هو أجمل ما يمكن أن يختم به الموضوع المطروح .

                              سيدي ما أجمل هذه الرحلات التي تأخذنا فيها معك إلى أعماق الماضي الأصيل ، تعسف فيها أمهات الكتب لتخرج لنا منها شهدا نتذوقة في كل مشاركة بطعم أحلى من الذي قبله .

                              أتمنى أن يطلع على طرحك هذا كل من شاركنا من الأعضاء الكرام .

                              لك محبتي وتقديري وإحترامي .
                              كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                              تعليق

                              Working...