عبد الرحمن عكاشة مدرس رياضيات في العقد الخامس من عمره، رزقه الله عشرة من الأبناء ، ستة منهم أتموا حفظ القرآن الكريم، والباقون في سبيلهم للحفظ .
التقينا به، وكان هذا الحوار لموقع (الإسلام اليوم).
الأستاذ الكريم ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف كانت بدايتكم مع القرآن الكريم؟
بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله، أقول وبالله التوفيق: كانت بدايتي مع القرآن في الكتّاب، ولكني لم أستفد منه كثيراً في الحفظ، حيث وصلت إلى معهد المعلمين وأنا لا أجيد القراءة في المصحف، وكانت أمي - غير المتعلمة - تصحح لي الأخطاء عند قراءتي في جزء عم، وعندها عرفت قيمتي وبدأت أهتم فعلياً بحفظ بعض السور، ثم التحقت بالجامعة وزاد اهتمامي بتعلم كيفية تلاوة القرآن الكريم، وبدأت أحفظ بعض السور التي لها من الفضل: كخواتيم البقرة وأولها، والكهف، والواقعة، والرحمن، والملك، وتعلمت التلاوة على زميـل بكليـة الطـب ، ثم ازداد الاهتمام بتعلم التلاوة وسجلت في دورة عند أحد مشايخ الأزهر المخلصين- ولا نزكيه على الله- ، وبدأت أرتب لنفسي قدراً أحفظه يومياً بتوجيهات الشيخ ، وكنت أكتب المقرر عليّ حفظه في ورقة، وأحفظه أثناء ذهابي للجامعة وعودتي، فتخرجت -بحمد الله- وأنا أحفظ قرابة العشرة أجزاء، وفي الحقيقة إن عملية الحفظ لم أبذل فيها الجهد المطلوب، حيث إنني كانت لديَّ قناعة أنه بتكرار التلاوة للقرآن كاملاً يتم حفظه، قياساً على حفظ المقررات الدراسية، فكنت أختم كل شهر،عملاً بتوصية المصطفى – صلى الله عليه وسلم- ، ولكني فوجئت بعد مرور خمس عشرة سنة على هذه النظرية أنني لم أحفظ القرآن جيداً،ثم انتقلت إلى العمل بالسعودية سنة 1411هـ وأنا أحفظ خمسة وعشرين جزءاً، فانضممت إلى حلقات التحفيظ بالمساجد، وراجعت الحفظ السابق (كل سنة عشرة أجزاء)، حتى ختمت خلال ثلاث سنوات – بفضل الله تعالى- أعاننا الله على المراجعة الدائمة وتعهد القرآن، وجعلنا من العاملين المخلصين.
متى أتممت حفظه؟
بعد سفري إلى هذه البلاد المباركة والتحاقي بحلقات المساجد على يد الشيخ أحمد ياقوت – رحمه الله- ، ثم قرأته على يد الشيخ أحمد خليل شاهين – حفظه الله-.
كم من الوقت استغرق ذلك؟
يمكن القول عشرين سنة ويمكن ثلاث سنوات، حيث بدأت المحاولات وعمري 19 سنة، وختمته وعمري 39 سنة بحمد الله .
متى أتم أبناؤك حفظ القرآن الكريم ؟
§ الأولى ختمت وعمرها 15 سنة.
- الثانية ختمت وعمرها 13 سنة.
- محمد ختم وعمره 9 سنوات.
- أحمد ختم وعمره 10 سنوات.
- إبراهيم ختم وعمره 12 سنة.
- السادسة -إن شاء الله- تختم قريبا وعمرها 15 سنة.
ما البرنامج الذي اتبعته مع أبنائك لحفظ القرآن؟
منذ ولادة الطفل يسمع تلاوة أبيه أو الإذاعة، ثم عند نطقه يتعلم الشهادة وبعض السور التي يقبل تردادها، وبعد الفجر يبدأ البرنامج مع الأم- فهي الأصل- والأب أحياناً للمتابعة والتسميع والترغيب والترهيب، وكان لسورة الواقعة مع أبنائنا الصغار حظ عظيم في حفظها هي والملك قبل الدراسة، ثم جزء عم ثم الانطلاق في باقي القرآن عن طريق الحلقات والمدارس.
ما دور الأم مع الأبناء في سبيل حفظ القرآن الكريم؟
ما أعظم دور الأم في تحفيظ الأبناء القرآن الكريم، حيث هي المحضن الرئيس للطفل، فهي تطعمه وتسقيه القرآن في الأوقات المناسبة للطفل، وهي المسؤولة عن تحديد وقت وبرنامج معين – قدر الحفظ- للطفل يومياً ، في كل يوم سورة تكرارها مع السور السابقة، يومياً هناك جديد مع الأم ، والابن يحفظ بعون الله .
نصيحة توجهها لمن يريدون حفظ القرآن الكريم؟
أيها الآباء..أيتها الأمهات.. أيها الأبناء: القرآن العظيم أعظم كنز بين أيدينا، وهو سهل وميسور لمن عقد العزم على حفظه " ولقد يسرنا القرآن للذكر" ومن سهولته يحفظه الطفل الصغير والأعجمي من هنود وباكستان وغيرهم، المهم أن يطَّلع الله على قلبك ؛ فيعلم أنك تريد حفظ القرآن ابتغاء مرضاته ، فهو سعادة الدنيا والآخرة، أما يكفيك أنه ميراث الله لمن يصطفيهم من خلقه ، قال تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" جعلنا الله وإياكم من المصطفين الأخيار السابقين بالخيرات، وإذا أردت أن تحفظ القرآن فعليك بالآتي:
01 سجل في حلقات التحفيظ: عصرا،ً أو فجراً ،أو حسب ظروف شيخك.
02 اقرأ على يد الشيخ ؛ ليحدد مستواك، واحترم شيخك وأطعه، فذلك يساعدك على الحفظ.
03 يحدد لك الشيخ لوحاً يومياً حسب جهدك، يبدأ من آيتين حتى صفحتين.
04 اقرأ ما تحفظ على والديك، أو نفسك، أو أحد زملائك قبل القراءة على الشيخ، وحدد ما تقع فيه من الأخطاء وراجع حفظه جيداً.
05 اقرأ على الشيخ ما حفظت.
06 اجعل لك ورداً للمراجعة اليومية مع نفسك، أو زملائك ، أو إخوانك، أو في صلاة السنن، أو ليلاً حسب طاقتك.
07 اجعل نصب عينيك حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم-"أحب الأعمال إلى الله أدوها وإن قل " ، لا تتعجل النتائج، ولا يثبطنك الشيطان، ولا تنظر كل يوم كم بقي من القرآن لتختم، وطالع الرسائل الخاصة بفضل القرآن ومعجزاته، وتفكر في آياته لتعلم عظم ما تقوم به من عمل.
08 استعن بالله ولا تعجز، فإن الأيام والشهور والسنون تمر مرَّ السحاب، والعاقل يستغل الفرصة، وإلا ستغادر الدنيا ولا رصيد لك في الآخرة، حيث يقال يوم القيامة لقارئ القرآن: "اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" ، فكم تحفظ أيها الحبيب؟.
نصيحة توجهها للآباء الذين يريدون لأبنائهم حفظ القرآن الكريم؟
أيها الأب الحنون: إنك حريص على سعادة ابنك، وتبذل له كل ما تملك من أجل أن يتفوق في دراسته، أفلا أدلك على أسهل الطرق لتحقيق ذلك، ابذل هذا الجهد في تحفيظ ابنك القرآن فستضمن له التفوق في الدنيا والسعادة في الآخرة، ويكفيك تاج النور الذي يكسوك به ابنك في الآخرة ، وكذا الأمهات.
هل لديكم إضافة على ما سبق؟
جزاكم الله خيراً على إتاحة هذه الفرصة لي لأعرض تجربتي على إخواني المسلمين، وأذكر نفسي وإخواني أن واجبنا تجاه القرآن العظيم والسنة المباركة عظيم، فالحفظ ثم العمل، ونهضة أمتنا يعوزها حفظة القرآن الفاهمون له العاملون به، فهم الذين يوقظون الإيمان في نفوس الناس، ويحفظ الله بهم أمة الإسلام بحفظه لكتابه " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" والحمد لله من قبل ومن بعد . آمين.
التقينا به، وكان هذا الحوار لموقع (الإسلام اليوم).
الأستاذ الكريم ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف كانت بدايتكم مع القرآن الكريم؟
بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله، أقول وبالله التوفيق: كانت بدايتي مع القرآن في الكتّاب، ولكني لم أستفد منه كثيراً في الحفظ، حيث وصلت إلى معهد المعلمين وأنا لا أجيد القراءة في المصحف، وكانت أمي - غير المتعلمة - تصحح لي الأخطاء عند قراءتي في جزء عم، وعندها عرفت قيمتي وبدأت أهتم فعلياً بحفظ بعض السور، ثم التحقت بالجامعة وزاد اهتمامي بتعلم كيفية تلاوة القرآن الكريم، وبدأت أحفظ بعض السور التي لها من الفضل: كخواتيم البقرة وأولها، والكهف، والواقعة، والرحمن، والملك، وتعلمت التلاوة على زميـل بكليـة الطـب ، ثم ازداد الاهتمام بتعلم التلاوة وسجلت في دورة عند أحد مشايخ الأزهر المخلصين- ولا نزكيه على الله- ، وبدأت أرتب لنفسي قدراً أحفظه يومياً بتوجيهات الشيخ ، وكنت أكتب المقرر عليّ حفظه في ورقة، وأحفظه أثناء ذهابي للجامعة وعودتي، فتخرجت -بحمد الله- وأنا أحفظ قرابة العشرة أجزاء، وفي الحقيقة إن عملية الحفظ لم أبذل فيها الجهد المطلوب، حيث إنني كانت لديَّ قناعة أنه بتكرار التلاوة للقرآن كاملاً يتم حفظه، قياساً على حفظ المقررات الدراسية، فكنت أختم كل شهر،عملاً بتوصية المصطفى – صلى الله عليه وسلم- ، ولكني فوجئت بعد مرور خمس عشرة سنة على هذه النظرية أنني لم أحفظ القرآن جيداً،ثم انتقلت إلى العمل بالسعودية سنة 1411هـ وأنا أحفظ خمسة وعشرين جزءاً، فانضممت إلى حلقات التحفيظ بالمساجد، وراجعت الحفظ السابق (كل سنة عشرة أجزاء)، حتى ختمت خلال ثلاث سنوات – بفضل الله تعالى- أعاننا الله على المراجعة الدائمة وتعهد القرآن، وجعلنا من العاملين المخلصين.
متى أتممت حفظه؟
بعد سفري إلى هذه البلاد المباركة والتحاقي بحلقات المساجد على يد الشيخ أحمد ياقوت – رحمه الله- ، ثم قرأته على يد الشيخ أحمد خليل شاهين – حفظه الله-.
كم من الوقت استغرق ذلك؟
يمكن القول عشرين سنة ويمكن ثلاث سنوات، حيث بدأت المحاولات وعمري 19 سنة، وختمته وعمري 39 سنة بحمد الله .
متى أتم أبناؤك حفظ القرآن الكريم ؟
§ الأولى ختمت وعمرها 15 سنة.
- الثانية ختمت وعمرها 13 سنة.
- محمد ختم وعمره 9 سنوات.
- أحمد ختم وعمره 10 سنوات.
- إبراهيم ختم وعمره 12 سنة.
- السادسة -إن شاء الله- تختم قريبا وعمرها 15 سنة.
ما البرنامج الذي اتبعته مع أبنائك لحفظ القرآن؟
منذ ولادة الطفل يسمع تلاوة أبيه أو الإذاعة، ثم عند نطقه يتعلم الشهادة وبعض السور التي يقبل تردادها، وبعد الفجر يبدأ البرنامج مع الأم- فهي الأصل- والأب أحياناً للمتابعة والتسميع والترغيب والترهيب، وكان لسورة الواقعة مع أبنائنا الصغار حظ عظيم في حفظها هي والملك قبل الدراسة، ثم جزء عم ثم الانطلاق في باقي القرآن عن طريق الحلقات والمدارس.
ما دور الأم مع الأبناء في سبيل حفظ القرآن الكريم؟
ما أعظم دور الأم في تحفيظ الأبناء القرآن الكريم، حيث هي المحضن الرئيس للطفل، فهي تطعمه وتسقيه القرآن في الأوقات المناسبة للطفل، وهي المسؤولة عن تحديد وقت وبرنامج معين – قدر الحفظ- للطفل يومياً ، في كل يوم سورة تكرارها مع السور السابقة، يومياً هناك جديد مع الأم ، والابن يحفظ بعون الله .
نصيحة توجهها لمن يريدون حفظ القرآن الكريم؟
أيها الآباء..أيتها الأمهات.. أيها الأبناء: القرآن العظيم أعظم كنز بين أيدينا، وهو سهل وميسور لمن عقد العزم على حفظه " ولقد يسرنا القرآن للذكر" ومن سهولته يحفظه الطفل الصغير والأعجمي من هنود وباكستان وغيرهم، المهم أن يطَّلع الله على قلبك ؛ فيعلم أنك تريد حفظ القرآن ابتغاء مرضاته ، فهو سعادة الدنيا والآخرة، أما يكفيك أنه ميراث الله لمن يصطفيهم من خلقه ، قال تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" جعلنا الله وإياكم من المصطفين الأخيار السابقين بالخيرات، وإذا أردت أن تحفظ القرآن فعليك بالآتي:
01 سجل في حلقات التحفيظ: عصرا،ً أو فجراً ،أو حسب ظروف شيخك.
02 اقرأ على يد الشيخ ؛ ليحدد مستواك، واحترم شيخك وأطعه، فذلك يساعدك على الحفظ.
03 يحدد لك الشيخ لوحاً يومياً حسب جهدك، يبدأ من آيتين حتى صفحتين.
04 اقرأ ما تحفظ على والديك، أو نفسك، أو أحد زملائك قبل القراءة على الشيخ، وحدد ما تقع فيه من الأخطاء وراجع حفظه جيداً.
05 اقرأ على الشيخ ما حفظت.
06 اجعل لك ورداً للمراجعة اليومية مع نفسك، أو زملائك ، أو إخوانك، أو في صلاة السنن، أو ليلاً حسب طاقتك.
07 اجعل نصب عينيك حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم-"أحب الأعمال إلى الله أدوها وإن قل " ، لا تتعجل النتائج، ولا يثبطنك الشيطان، ولا تنظر كل يوم كم بقي من القرآن لتختم، وطالع الرسائل الخاصة بفضل القرآن ومعجزاته، وتفكر في آياته لتعلم عظم ما تقوم به من عمل.
08 استعن بالله ولا تعجز، فإن الأيام والشهور والسنون تمر مرَّ السحاب، والعاقل يستغل الفرصة، وإلا ستغادر الدنيا ولا رصيد لك في الآخرة، حيث يقال يوم القيامة لقارئ القرآن: "اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" ، فكم تحفظ أيها الحبيب؟.
نصيحة توجهها للآباء الذين يريدون لأبنائهم حفظ القرآن الكريم؟
أيها الأب الحنون: إنك حريص على سعادة ابنك، وتبذل له كل ما تملك من أجل أن يتفوق في دراسته، أفلا أدلك على أسهل الطرق لتحقيق ذلك، ابذل هذا الجهد في تحفيظ ابنك القرآن فستضمن له التفوق في الدنيا والسعادة في الآخرة، ويكفيك تاج النور الذي يكسوك به ابنك في الآخرة ، وكذا الأمهات.
هل لديكم إضافة على ما سبق؟
جزاكم الله خيراً على إتاحة هذه الفرصة لي لأعرض تجربتي على إخواني المسلمين، وأذكر نفسي وإخواني أن واجبنا تجاه القرآن العظيم والسنة المباركة عظيم، فالحفظ ثم العمل، ونهضة أمتنا يعوزها حفظة القرآن الفاهمون له العاملون به، فهم الذين يوقظون الإيمان في نفوس الناس، ويحفظ الله بهم أمة الإسلام بحفظه لكتابه " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" والحمد لله من قبل ومن بعد . آمين.