بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة احدى روائع بحتري الباحة , الشاعر ( حسن بن محمد الزهراني ) , نشرت في جريدة البلاد يوم الاثنين 12 صفر 1424 هـ .


السامريّ

إنا هنا
متقابلون على موائد صمتنا
نذرو حصاد عنائنا
لبيادر الجوعى
للوك حكاية
"القرصان"
يخطف كنز هيبتنا
لسمّار التشفي
في جزائر خوفنا
المنحوت في بحر الغباء
ونشم رائحة الدماء
تعطر الأجواء
والشهداء
ينتظرون فوق الأرصفة
وقبورهم فتحت لهم ابواب
لهفتها
بشوق للضياء
بح النداء
بح النداء
مزج البكاء
مع العواء
وتشكلت ألحان "سيمفونية"
الارهاب في اوتار خيبتنا
وعدنا في دياجينا
قليلاً للوراء
وحين اسفر صبحنا
عدنا كثيرا للوراء
نقول في غيبوبة عمياء
للاعداء ملء خنوعاً:
هل من مزيد، هل من مزيد
يا "سَامِريِّ" العصر
كيف قبضت
من اثر الخيانة قبضة
وصنعت "عجلاً"
من حلي ولائنا
عجلاً فريداً
لا تشابهه العجول
"هارون".. بل"شارون"
قام يجوس في ارجاء
موطننا
وقوم من هباء عاكفون
وسمعت "ناقوس الخيانة"
دق من خلف المحيط
سلمت يا عجل الصمود
ودمت يا علج اليهود
مثل بهم
واغسل صخور عقولهم
بالنار من وهم السيادة
والسنا الضافي
على المجد التليد ..
_-_-_-_-_-_-_
العابرون
على سراط الريب
ماتت خيفة
أرواحهم
وعلت كلاليب
الوعيد على الوعود ..
وسُمِّرت أقدامهم
في وحل رغبتهم
وماتوا راكعين على
السراط
وهم على ما يفعلون
بنا شهود ..
_-_-_-_-_-_-_
يا طائر الأحلام
حلق بي على "بغداد"
ليست هذه الحبلى
بأنواع الهزائم
بل، على "بغداد"
بغداد "الرشيد"..
حلق على "كابول"
كاسرة الطغاة "الروس"
ضعني ساعة بيضاء
فوق ثلوج "هندوكوش"
عل سعير قلبي
يا رفيق الدرب يهدأ
برهة مما يعاني
...
يا طائر الأحلام
قل لي
من يوحد صفنا المنثور
يجبر حزمنا المكسور
يا طائر الأحلام
حلق بي على "البلقان"
مر على "سمرقند"
العريقة
طف على "افريقيا" الخضراء
عرج بي على "مدريد"
سلها عن حضارتنا
التي بادت
وسل "كشمير"
عن آثار مسجدها
وسائل "سَدَّ" "ذي القرنين"
عن "يأجوج" عن "مأجوج"
خذ لي حفنة من طين
"ناجازاكي"
لأذروها على عشب المشاعر
في تأملنا البليد..
_-_-_-_-_-_-_-_-_
يا طائر الأحلام
صغني ريشة بيضاء
تشرب من "دواةِ" الدهر
شعراً
ثم تكتب في جبين الريح
شطراً
عن هزائمنا
وشطراً
عن عزائمنا
وعن آمالنا
مليون بيت
ترتقي ما بين نجم الأرض
والنجم المعلَّق
صرحاً من نشيد ..
_-_-_-_-_-_-_-_-_
ماذا أقول ؟
عيني بسطت رموشها
للصاعدين إلى السماء
سلالماً
والصاعدون إلى السماء
تزودوا من دمعها الصافي
كؤوساً من نمير الصبر
كيما يعبرون بها مجرات
الفضاء
إلى مقاعد صدقهم
في جنَّةِ الفردوس
واقْتَبَسَت من الشهداء
بعض ضيائهم
فإذا بها
شهباً من الإلهام
ترجم كل أعداء الصفاء
وترسم الفجر الجديد
_-_-_-_-_-_-_-_
هذا العناق الحي
بين "الأمَّ"
والطفل الممنطق بالقنابل
سد آفاق الوعود
وزج في محل الكفاح
فم الرعود
ودسّ حكمته
الفريدة بين أشلاء
الجنود
وصبَّ جَمْرَ الصبر
في شريان حسرتنا
ولاح النصر
من أغصان "غرقد"
غي اعوان اليهود على اليهود
_-_-_-_-_-_-_-_
"بلفور"
هذا وعدك الميمون
يجعل "تل ابيب"
قبور أفئدة الضلال
كأنما لاحت لنا
لهباً يتوق لصهرهم
ولسوف تنجز ما وعدت
"حجارة" "الأقصى"
وصولات "الصغار"
بل الكبار.. بل الكبار
فقد بدت بوجوههم
بيض التباشير
التي طال انتظار "القدس"
حول ضفافها الخضراء
يرتقب السرور لنا
وللاعداء يرتقب الوعيد

===================