بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
ايها الاخوان قررت انني اضع هذة الصفحة اتفسير القران الكريم بجميع صورة انشاءالله ابتداء بالناس واخيرا بالفاتحة
سورة الإخلاص
ذكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب رب العزة فأنزل الله هذه السورة جواباً لهم . وقال بعضهم : بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه ، فقالوا له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فأنزلت جواباً لهم .
ذكر من قال أنزلت جواباً للشركين الذين سألوه أن ينسب لهم الرب تبارك وتعالى .
حدثنا أحمد بن منيع المروزي و محمود بن خداش الطالقاني ، قالا : ينا أبو سعيد الصنعاني ، قال : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، قال : قال المشركون للنبلي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله قل هو الله أحد * الله الصمد .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة قال : إن المشركين قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن ربك ، صف لنا ربك ما هو أي شيء هو فأنزل الله : قل هو الله أحد إلى آخر السورة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قل هو الله أحد * الله الصمد قال : قال ذلك قادة الأحزاب : انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه .
حدثني محمد بن عوف ، قال : ثنا شريح ، قال : ثنا إسماعيل بن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر قال : قال المشركون : انسب لنا ربك ، فأنزل الله قل هو الله أحد .
ذكر من قال نزل ذلك من أجل مسألة اليهود .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا سلمة ، قال : ثني ابن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد ، قال : أتى رهط من اليهو النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ي محمد هذا الله خلق الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضباً لربه ، فجاءه جبريل عليه السلا فسكنه ، وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد وجاءه من الله جواب ما سلوه عنه . قال : يقول الله قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد فلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، صف لنا ربك كيف خلقه ، وكيف عضه ، وكيف ذراعه .فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غعضبه الأول ، وساورهم غضباً ، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ الروم : 67] .
حدثنا ابن حميد ، قال :نثا مهران ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال :جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انسب لنا ربك ، فنزلت قل هو الله أحد حتى ختم السورة .
فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا : قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفعته ومن خلقه : الرب الذي سأتموني عنه ، هو الله الذي له عبادة كل شيء ، لا تنبغي العبادة إلا له ، ولا تصلح لشيء سواه .
واختلف أهل العربية في الرافع ( أحد ) فقال بعضهم : الرافع له ( الله) و ( هو ) عماد ، بمنزلة الهاء في قوله : إنه أنا الله العزيز الحكيم [ النمل : 9 ] وقال آخر منهم : بل (هو ) مرفوع ، وإن كان نكره بالاستئناف ، كقوله : هذا بعلي شيخ ، وقال : هو الله جواب لكلام قوم قالوا له : ما الذي تعبد ؟ فقال : هو الله ، ثم قيل له : فما هو ؟ قال : هو أحد .
وقال آخرون : ( أحد ) بمعنى : واحد ، وأنكر أن يكون العماد مستأنفاً به ، حتى يكون قبله حرف من حروف الشك ، كظن وأخوتها ، وكان وذواتها ، أو إن وما أشبهها . وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاب العربية .
واختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( أحد الله الصمد ) بتنوين ( أحد ) سوى نصر بن عاصم ، و عبد الله بن ابي إسحاق ، فإنه روي عنهما ترك التنوين ( أحد الله ) ، وكأن من قرأ ذلك كذلك ، قال : نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحياناً ، كما قال الشاعر .
كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء .
يريد : عن خدام العقيلة .
والصواب في ذلك عندنا : التنوين ، لمعنيين : أحدهما أفصح اللغتين ، وأشهر الكلامين ، وأجودهما عند العرب . والثاني : إجماع الججة من قراء الأمصار على اختيار التنوين فيه ، ففي ذلك مكتفى عن الاستشهاد على صحته بغيره ، وقد بيناً معنى قوله ( أحد ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع وقوله : الله الصمد يقول تعالى ذكره : المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد .
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد ، فقال بعضهم : هو الذي ليس بأجوف ، ولا يأكل ولا يشرب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن سلمة بن سابور ، عن عطية عن ابن عباس ، قال : الصمد : الذي ليس بأجوف .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : الصمد : المصمت الذي لا جوف له .
حدثني أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله سواء .
حدثني الحارث ، قال :ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الصمد : المصمت الذي ليس له جوف .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن و وكيع ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الصمد : الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران جميعاً ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن الحسن ، قال : الصمد الذي لا جوف له .
قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال : أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أسأله عن الصمد ، فقال : الذي لا جوف له .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا إساعيل بن بي خالد ، عن الشعبي ، قال : الصمد الذي لا يطعم الطعام .
حدثنا يعقوب ، قال :ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي أنه قال : الصمد : الذي لا يأكل الطعام ، ولا يشرب الشراب .
حدثنا أبو كريب و ابن بشار ، قالا : ثنا وكيع ، عن سملة بن نبيط ، عن الضحاك ، قال : الصمد : الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ،قال :ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسماعيل ، عن عامر ، قال : الصمد : الذي لا يأكل الطعام .
حدثنا ابن بشار و زيد بن أخزم ، قالا : ثنا ابن داود ، عن الممستقيم بن عبد اللك ، عن سعيد بن المسيب ، قال : الصمد : الذي لا حشوة له .
حدثت عن الحسين ، قال :سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله الصمد : الذي لا جوف له .
حدثني العباس بن ابي طالب ، قال :ثنا محمد بن عمرو بن رومي ، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ، قال : ثني صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : لا أعله إلا قد رفه قال : الصمد الذي لا جوف له .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، عن الربيع بن مسلم ، قال : سمعت الحسن يقول : الصمد : الذي لا جوف له .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عكرمة ، قال : الصمد : الذي لا جوف له .
وقال آخرون : هو الذي لا يخرج منه شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سعت عكرمة ، قال في قوله الصمد : الذي لم يخرج منه شيء ، ولم يلد ، ولم يولد .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا حمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي رجاء محمد بن يوسف ، عن عكرمة قال : الصمد : الذي لا يخرج منه شيء .
وقال آخرون : هو الذي لم يلد ولم يولد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا حميد ، قال :ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، قال : الصمد : الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يلد إلا سيوره ، ولا شيء يولد إلا سيموت ، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت .
حدثنا أحمد بن منيع و محمود بن خداش قالا : ثنا ابو سعيد الصنعاني ، قال : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : أنسب لنا ربك ، فأنزل الله : قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد لأنه ليس شيء إلا سيموت ، وليس شيء سموت إلا سيورق ، وإن الله جل ثناؤه لا يموت ولا يوؤث ولم يكن له كفوا أحد : ولم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب : الصمد : الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد .
وقال آخرون : هو السيد الذي قد انتهى سودده .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : الصم : هو السيد الذي قد انتهى سودده .
حدثنا أبو كريب ، و ابن بشار و ابن عبد الأعلى ، قالوا : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : الصمد : السيد الذي قد انهى سودده . ولم يقل أبي كريب و ابن عبد الأعلى سودده .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل مثله .
حدثنا علي ، قال :ثنا أبو صالح ، قال :ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس ، في قوله الصمد يقول : السيد الذي قد كمل في سودده ،و الشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد عظم في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ، والعالم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسودد ، وهو الله سبحانه هذه صفته ، لا تنبغي إلا له .
وقال آخرون : بل هو الباقي الذي لا يفنى .
ذكر من قال ذلك .
حدثنا بشر ، قال :ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد قال : كان الحسن و قتادة يقولان : الباقي بعد خلقه ، قال : هذه سورة خالصة ، ليس فيها ذكر شيء من أمر الدنيا والآخرة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر ، عن قتادة قال : الصمد : الدائم .
قال أبو جعفر : الصمد : عند العرب : السيد الذي يصمد إليه ، الذي لا أحد فوقه ، وكذلك تسمى أشرافها ، ومنه قول الشاعر :
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن سعود وبالسيد الصمد
وقال الزبرقان :
ولا رهينة إلا سيد صمد
فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الكلمة المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه ، ولو كان حديث ابن بريدة ، عن ابيه صحيحاً ، كان أولى الأقوال بالصحة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عني الله جل ثناؤه ، وبما أنزل عليه
وقوله : لم يلد يقول : ليس بفان ، لأنه لا شيء يلد إلا وهو فان بائد ( ولم يولد ) يقول : وليس بحدث لم يكن فكان ، لأنه كل مولود فإنما وجد بع أن لم يكن ، وحدث بعد أن كان غير موجود ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل ، ودائم لم يبد ، ولا يزول ولا يفنى .
وقوله : ولم يكن له كفوا أحد اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ولم يكن له شبيه ولا مثل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قوله : ولم يكن له كفوا أحد : لم يكن له شبيه ، ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
حدثنا بشر ،قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عمرو بن غيلان الثقفي ، وكان أمير البصرة ، عن كعب ، قال : إن الله تعالى ذكره أسس السموات السبع ، والأرضين السبع ، على هذه السورة لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه .
حدثني علي ، قال :ثنا أبو صالح ، قال :ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ولم يكن له كفوا أحد قل : ليس كمثله شيء ، فسبحان الله الواحد القهار .
حدثني الحارث ، قال :ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن جريج ولم يكن له كفوا مثل .
وقال آخرون : معنى ذلك ، أنه لم يكن له صاحبة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، قوله : ولم يكن له كفوا أحد قال : صاحبة .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا إبن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أيجر ، عن رجل عن مجاهد ولم يكن له كفوا أحد قال : صاحبة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة ابن مصرف ، عن مجاهد ولم يكن له كفوا أحد قال : صاحبة .
حدثنا أبو السائب ، قال :ثنا ابن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله . والكفؤ والكفي والكفاء في كلام العرب : واحد ، وهو المثل والشبه ، ومنه قول نابغة بني ذبيان :
لا تقذفني بركن لا كفاء له ولو تأثفك الأعاء بالرفد
يعني : لا كفاء له : لا مثل له .
واختلف القراء في قراءة قوله ( كفوا ) ، فقرأ ذلك عامة قراء البصرة ( كفوا ) بضم الكاف والفاء .
وقرأه بعض قراء بتسكين الفاء وهمزها ( كفئاً ) .
والصواب من القول في ذلك ، أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان ، ولغتان مشهورتان ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
ايها الاخوان قررت انني اضع هذة الصفحة اتفسير القران الكريم بجميع صورة انشاءالله ابتداء بالناس واخيرا بالفاتحة
سورة الإخلاص
ذكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب رب العزة فأنزل الله هذه السورة جواباً لهم . وقال بعضهم : بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه ، فقالوا له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فأنزلت جواباً لهم .
ذكر من قال أنزلت جواباً للشركين الذين سألوه أن ينسب لهم الرب تبارك وتعالى .
حدثنا أحمد بن منيع المروزي و محمود بن خداش الطالقاني ، قالا : ينا أبو سعيد الصنعاني ، قال : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، قال : قال المشركون للنبلي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله قل هو الله أحد * الله الصمد .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة قال : إن المشركين قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن ربك ، صف لنا ربك ما هو أي شيء هو فأنزل الله : قل هو الله أحد إلى آخر السورة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قل هو الله أحد * الله الصمد قال : قال ذلك قادة الأحزاب : انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه .
حدثني محمد بن عوف ، قال : ثنا شريح ، قال : ثنا إسماعيل بن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر قال : قال المشركون : انسب لنا ربك ، فأنزل الله قل هو الله أحد .
ذكر من قال نزل ذلك من أجل مسألة اليهود .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا سلمة ، قال : ثني ابن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد ، قال : أتى رهط من اليهو النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ي محمد هذا الله خلق الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضباً لربه ، فجاءه جبريل عليه السلا فسكنه ، وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد وجاءه من الله جواب ما سلوه عنه . قال : يقول الله قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد فلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، صف لنا ربك كيف خلقه ، وكيف عضه ، وكيف ذراعه .فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غعضبه الأول ، وساورهم غضباً ، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ الروم : 67] .
حدثنا ابن حميد ، قال :نثا مهران ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال :جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انسب لنا ربك ، فنزلت قل هو الله أحد حتى ختم السورة .
فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا : قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفعته ومن خلقه : الرب الذي سأتموني عنه ، هو الله الذي له عبادة كل شيء ، لا تنبغي العبادة إلا له ، ولا تصلح لشيء سواه .
واختلف أهل العربية في الرافع ( أحد ) فقال بعضهم : الرافع له ( الله) و ( هو ) عماد ، بمنزلة الهاء في قوله : إنه أنا الله العزيز الحكيم [ النمل : 9 ] وقال آخر منهم : بل (هو ) مرفوع ، وإن كان نكره بالاستئناف ، كقوله : هذا بعلي شيخ ، وقال : هو الله جواب لكلام قوم قالوا له : ما الذي تعبد ؟ فقال : هو الله ، ثم قيل له : فما هو ؟ قال : هو أحد .
وقال آخرون : ( أحد ) بمعنى : واحد ، وأنكر أن يكون العماد مستأنفاً به ، حتى يكون قبله حرف من حروف الشك ، كظن وأخوتها ، وكان وذواتها ، أو إن وما أشبهها . وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاب العربية .
واختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( أحد الله الصمد ) بتنوين ( أحد ) سوى نصر بن عاصم ، و عبد الله بن ابي إسحاق ، فإنه روي عنهما ترك التنوين ( أحد الله ) ، وكأن من قرأ ذلك كذلك ، قال : نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحياناً ، كما قال الشاعر .
كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء .
يريد : عن خدام العقيلة .
والصواب في ذلك عندنا : التنوين ، لمعنيين : أحدهما أفصح اللغتين ، وأشهر الكلامين ، وأجودهما عند العرب . والثاني : إجماع الججة من قراء الأمصار على اختيار التنوين فيه ، ففي ذلك مكتفى عن الاستشهاد على صحته بغيره ، وقد بيناً معنى قوله ( أحد ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع وقوله : الله الصمد يقول تعالى ذكره : المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد .
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد ، فقال بعضهم : هو الذي ليس بأجوف ، ولا يأكل ولا يشرب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن سلمة بن سابور ، عن عطية عن ابن عباس ، قال : الصمد : الذي ليس بأجوف .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : الصمد : المصمت الذي لا جوف له .
حدثني أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله سواء .
حدثني الحارث ، قال :ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الصمد : المصمت الذي ليس له جوف .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن و وكيع ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الصمد : الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران جميعاً ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن الحسن ، قال : الصمد الذي لا جوف له .
قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال : أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أسأله عن الصمد ، فقال : الذي لا جوف له .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا إساعيل بن بي خالد ، عن الشعبي ، قال : الصمد الذي لا يطعم الطعام .
حدثنا يعقوب ، قال :ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي أنه قال : الصمد : الذي لا يأكل الطعام ، ولا يشرب الشراب .
حدثنا أبو كريب و ابن بشار ، قالا : ثنا وكيع ، عن سملة بن نبيط ، عن الضحاك ، قال : الصمد : الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ،قال :ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسماعيل ، عن عامر ، قال : الصمد : الذي لا يأكل الطعام .
حدثنا ابن بشار و زيد بن أخزم ، قالا : ثنا ابن داود ، عن الممستقيم بن عبد اللك ، عن سعيد بن المسيب ، قال : الصمد : الذي لا حشوة له .
حدثت عن الحسين ، قال :سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله الصمد : الذي لا جوف له .
حدثني العباس بن ابي طالب ، قال :ثنا محمد بن عمرو بن رومي ، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ، قال : ثني صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : لا أعله إلا قد رفه قال : الصمد الذي لا جوف له .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، عن الربيع بن مسلم ، قال : سمعت الحسن يقول : الصمد : الذي لا جوف له .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عكرمة ، قال : الصمد : الذي لا جوف له .
وقال آخرون : هو الذي لا يخرج منه شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سعت عكرمة ، قال في قوله الصمد : الذي لم يخرج منه شيء ، ولم يلد ، ولم يولد .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا حمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي رجاء محمد بن يوسف ، عن عكرمة قال : الصمد : الذي لا يخرج منه شيء .
وقال آخرون : هو الذي لم يلد ولم يولد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا حميد ، قال :ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، قال : الصمد : الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يلد إلا سيوره ، ولا شيء يولد إلا سيموت ، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت .
حدثنا أحمد بن منيع و محمود بن خداش قالا : ثنا ابو سعيد الصنعاني ، قال : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : أنسب لنا ربك ، فأنزل الله : قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد لأنه ليس شيء إلا سيموت ، وليس شيء سموت إلا سيورق ، وإن الله جل ثناؤه لا يموت ولا يوؤث ولم يكن له كفوا أحد : ولم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب : الصمد : الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد .
وقال آخرون : هو السيد الذي قد انتهى سودده .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : الصم : هو السيد الذي قد انتهى سودده .
حدثنا أبو كريب ، و ابن بشار و ابن عبد الأعلى ، قالوا : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : الصمد : السيد الذي قد انهى سودده . ولم يقل أبي كريب و ابن عبد الأعلى سودده .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل مثله .
حدثنا علي ، قال :ثنا أبو صالح ، قال :ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس ، في قوله الصمد يقول : السيد الذي قد كمل في سودده ،و الشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد عظم في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ، والعالم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسودد ، وهو الله سبحانه هذه صفته ، لا تنبغي إلا له .
وقال آخرون : بل هو الباقي الذي لا يفنى .
ذكر من قال ذلك .
حدثنا بشر ، قال :ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد قال : كان الحسن و قتادة يقولان : الباقي بعد خلقه ، قال : هذه سورة خالصة ، ليس فيها ذكر شيء من أمر الدنيا والآخرة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر ، عن قتادة قال : الصمد : الدائم .
قال أبو جعفر : الصمد : عند العرب : السيد الذي يصمد إليه ، الذي لا أحد فوقه ، وكذلك تسمى أشرافها ، ومنه قول الشاعر :
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن سعود وبالسيد الصمد
وقال الزبرقان :
ولا رهينة إلا سيد صمد
فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الكلمة المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه ، ولو كان حديث ابن بريدة ، عن ابيه صحيحاً ، كان أولى الأقوال بالصحة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عني الله جل ثناؤه ، وبما أنزل عليه
وقوله : لم يلد يقول : ليس بفان ، لأنه لا شيء يلد إلا وهو فان بائد ( ولم يولد ) يقول : وليس بحدث لم يكن فكان ، لأنه كل مولود فإنما وجد بع أن لم يكن ، وحدث بعد أن كان غير موجود ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل ، ودائم لم يبد ، ولا يزول ولا يفنى .
وقوله : ولم يكن له كفوا أحد اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ولم يكن له شبيه ولا مثل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قوله : ولم يكن له كفوا أحد : لم يكن له شبيه ، ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
حدثنا بشر ،قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عمرو بن غيلان الثقفي ، وكان أمير البصرة ، عن كعب ، قال : إن الله تعالى ذكره أسس السموات السبع ، والأرضين السبع ، على هذه السورة لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه .
حدثني علي ، قال :ثنا أبو صالح ، قال :ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ولم يكن له كفوا أحد قل : ليس كمثله شيء ، فسبحان الله الواحد القهار .
حدثني الحارث ، قال :ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن جريج ولم يكن له كفوا مثل .
وقال آخرون : معنى ذلك ، أنه لم يكن له صاحبة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، قوله : ولم يكن له كفوا أحد قال : صاحبة .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا إبن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أيجر ، عن رجل عن مجاهد ولم يكن له كفوا أحد قال : صاحبة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة ابن مصرف ، عن مجاهد ولم يكن له كفوا أحد قال : صاحبة .
حدثنا أبو السائب ، قال :ثنا ابن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله . والكفؤ والكفي والكفاء في كلام العرب : واحد ، وهو المثل والشبه ، ومنه قول نابغة بني ذبيان :
لا تقذفني بركن لا كفاء له ولو تأثفك الأعاء بالرفد
يعني : لا كفاء له : لا مثل له .
واختلف القراء في قراءة قوله ( كفوا ) ، فقرأ ذلك عامة قراء البصرة ( كفوا ) بضم الكاف والفاء .
وقرأه بعض قراء بتسكين الفاء وهمزها ( كفئاً ) .
والصواب من القول في ذلك ، أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان ، ولغتان مشهورتان ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .
تعليق