لا شك أن في ثنايا كل محنة ( منحة ) لا يدركها إلا القليل ، وذلك تصديقا لقول الله تعالى : ( إن مع العسر يسرا) فإن الملاحظ في هذه الآية أن ( مع ) العسر يسرا، أي: يسير معه لا ( بعد ) العسر يسرا كما يفهم كثير من الناس.
ولعلي أستطيع أن أًضمّن هذه الأسطر بعض ملامح (المنحة) التي لاحت لي ولعل غيري يستطيع أن يبرز جوانب أخرى فأقول :
عند التأمل الدقيق في هذه الحرب الظالمة على الشعب العراقي المسلم يجد أن الصورة تتضح شيئا فشيئا فأصبحت واضحة المعالم فإذا بالمواقف تظهر وإذا بهذه الأحداث تكشف الكثير من الحقائق التي كانت تدور من وراء الكواليس.
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
أن الآية في سورة الأنفال تعتبر نصا في الموضوع ( ليميز اله الخبيث من الطيب ويجعل الله الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ) فهي توضح لنا أيما إيضاح أن من أهداف هذه المحن والابتلآت أن يميز الله الخبيث من الطيب .
وفي سورة آل عمران(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )
إن الوضوح الشديد في هاتين الآيتين يبين أن الله تعالى لا يمكن أن يتركنا على هذه الحال التي نحن عليها فبها نستحق النصر كلا! بل لابد من التمحيص والغربلة حتى لا يُشوّش على الطيب فيما بعد أي (خبيث) ، بل نستحق حينها النصر بجدارة لأنا أهله .
أن من فوائد هذا التمييز أن يجعل الله الخبيث بعضه على بعض بمختلف أنواعه من أي دين كان ومن أي حزب كان ومن أي طائفة كانت ومن أي بلد كان فجميعه شيء واحد وهدفه مشترك ، فيركمه أي: يتركه جانبا مركوماً لا يلتفت إليه بعد أن تبين حاله واتضح هدفه .
وهذا التمييز يلوح جليا هذه الأيام في هذه الحرب
- فقد انكشفت الأنظمة على حقيقتها وظهرت مواقفها المتباينة واتضح أمرها لكثير من المخدوعين بها هنا وهناك حتى عند الأمريكان أنفسهم وضح لهم حال هذه الأنظمة وأن مصيرها هو مصير (جيش لبنان الجنوبي ) وما مصيره منا ببعيد ؟ فلا حاجة لنا بعدها بالكلب بعد انتهاء دوره .
- انكشفت دعاوى الأنظمة وأنها تتحدث باسم الشعوب فظهر الأمر جليا للجميع عن حالة الافتراق الأعظم بين الشعوب وأنظمتها وأنها لم تأت برضى الشعوب .
- تميز لنا التناقض بين القول والعمل في تصريحات الزعماء وقرارات القمة العربية والإسلامية ومدى البون الشاسع بين المعارك الكلامية التي يطلقها القيادات وبين المعارك الحقيقية على أرض القتال على النحو الذي صوره لنا أحمد مطر في ( حكاية عباس ) .
- تغربل الكثير من العلماء والدعاة أصحاب المواقف من غيرهم من أصحاب (الفتاوى المغتصبة ) الذين وبحمد الله تعالى سَحبتْ منهم الأمة الثقة ولولا هذه الأحداث لما انكشفت لنا حقيقتهم ،من الذين طالما لهجوا بمواقف ابن تيمية وأحمد بن حنبل والعز بن عبد السلام بل وكان الكثير منهم أعلم الأمة بمؤلفات هؤلاء ومواقفهم الشجاعة في الأحداث التي عاصروها . ولولا النار لما بان خبث الحديد ولما ظهر الذهب الخالص من المغشوش .
- تميزت لنا الكثير من القنوات والإذاعات والمجلات التي كشف عما يدور بخلدها من الأخبار والمواقف .
- تبينت لنا الكثير من الحناجر التي بحت هتافا والأيدي التي احمرت تصفيقا احتفاء بقدوم الأمريكان ، الحناجر التي هتفت بجيش التحرير الأمريكي جيش الخلاص من الظلم ، وليس جيش الاحتلال والغزو.
- تبين لنا المئات من المحللين والسياسيين والإعلاميين الذين اكتظت بهم الإذاعات والقنوات الذين انخدعت بهم الأمة لسنين طويلة .
- انكشفت العواطف بداخل كثير من النفوس وظهر للسطح حقيقتها المعلنة .
- كشفت الباعة المتجولين بحقوق الأمة ومبادئها في الأسواق والمحافل الدولية وكذا بان الجيران الأوفياء من الجيران الخونة والغادرين .
- أضف إلى ذلك فقد كشفت لنا هذه الأحداث وغربلت حقيقة ما يدور بداخل أمريكا بعد أن مارست لسنين طويلة مؤامراتها من وراء الكواليس فأسفرت عن وجهها وصرحت بما حاك في صدرها ..وتبين لنا كيف تدوس أمريكا على القرارات والمواثيق الدولية التي طالما تحججت باسمها في أكثر من محفل دولي .وظهرت ناعقة الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الدائمة تُشيّع جنازة هذه الشعارات إلى مثواها الأخير .
وانجلت لنا غَيرت أمريكا على حرمات المسلمين ودفاعها عن شعوبهم وتحريرهم من الظلم ومن الأنظمة الظالمة من أجل سواد أعينهم بدون أي مقابل .
انكشفت لنا كيف تُنازع أمريكا الله في ملكه الذي يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء عندما أعلنت أنها ستعيد ترتيب الكون لأنها هي المفوضة عن ذلك . وكذا ستعيد تقسيم الأرزاق والثروات لأنها هي اليوم التي تُقدِّر في الأرض أقواتها من دون الله تعالى الذي خلق الأرض وقدّر فيها أقواتها .
هذا الانكشاف وهذه الغربلة وهذا التمييز هو في نظري منحة في ثنايا محنة نعيشها اليوم مما يبشرنا ويجعلنا متفائلين بكل هذا الوضع على شدته وألمه وصعوبته وهذا ما يجعلنا نبادر اليوم جميعا ونسعى جادين في خطوات إصلاحية لما انكشف لنا من عورات بداخل نفوسنا وفي الأوضاع من حولنا جريا على قاعدة ( هو من عند أنفسكم ).
- إنني أجزم بما يلوح لي من أحداث وبما يظهر لي من سنن الله تعالى في كونه أن الله تعالى يقودنا إلى المسار الصحيح لإحراز النصر والحفاظ عليه وشكر الله بعدها على إحرازه ففي ظني أن النصر إن تحقق اليوم بدون هذه الغربلة فهناك ألوف من ( الخبيث ) المنتشر في الداخل سيقابل هذا النصر بالجحود والطغيان .
وما كان الشعب الفلسطيني ليحرز النصر على اليهود ليستلم السلطة عرفات أو أبو مازن فينشرا فيها العدل والأمان،كلا ! بل قال الله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ( بعضهم من بعض )
ولاحظ معي أن الله تعالى أعقب قوله ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) بقوله في الآية الثانية ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين ) دليل على أن السنن تسير في مجراها وتمضي إلى تقرير ناموسها فإن النصر قادم ولا شك وهذه إرهاصاته ،فإن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين )
وأخيراً أقول للشعب العراقي البطل: ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ). والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يؤمنون
ولعلي أستطيع أن أًضمّن هذه الأسطر بعض ملامح (المنحة) التي لاحت لي ولعل غيري يستطيع أن يبرز جوانب أخرى فأقول :
عند التأمل الدقيق في هذه الحرب الظالمة على الشعب العراقي المسلم يجد أن الصورة تتضح شيئا فشيئا فأصبحت واضحة المعالم فإذا بالمواقف تظهر وإذا بهذه الأحداث تكشف الكثير من الحقائق التي كانت تدور من وراء الكواليس.
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
أن الآية في سورة الأنفال تعتبر نصا في الموضوع ( ليميز اله الخبيث من الطيب ويجعل الله الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ) فهي توضح لنا أيما إيضاح أن من أهداف هذه المحن والابتلآت أن يميز الله الخبيث من الطيب .
وفي سورة آل عمران(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )
إن الوضوح الشديد في هاتين الآيتين يبين أن الله تعالى لا يمكن أن يتركنا على هذه الحال التي نحن عليها فبها نستحق النصر كلا! بل لابد من التمحيص والغربلة حتى لا يُشوّش على الطيب فيما بعد أي (خبيث) ، بل نستحق حينها النصر بجدارة لأنا أهله .
أن من فوائد هذا التمييز أن يجعل الله الخبيث بعضه على بعض بمختلف أنواعه من أي دين كان ومن أي حزب كان ومن أي طائفة كانت ومن أي بلد كان فجميعه شيء واحد وهدفه مشترك ، فيركمه أي: يتركه جانبا مركوماً لا يلتفت إليه بعد أن تبين حاله واتضح هدفه .
وهذا التمييز يلوح جليا هذه الأيام في هذه الحرب
- فقد انكشفت الأنظمة على حقيقتها وظهرت مواقفها المتباينة واتضح أمرها لكثير من المخدوعين بها هنا وهناك حتى عند الأمريكان أنفسهم وضح لهم حال هذه الأنظمة وأن مصيرها هو مصير (جيش لبنان الجنوبي ) وما مصيره منا ببعيد ؟ فلا حاجة لنا بعدها بالكلب بعد انتهاء دوره .
- انكشفت دعاوى الأنظمة وأنها تتحدث باسم الشعوب فظهر الأمر جليا للجميع عن حالة الافتراق الأعظم بين الشعوب وأنظمتها وأنها لم تأت برضى الشعوب .
- تميز لنا التناقض بين القول والعمل في تصريحات الزعماء وقرارات القمة العربية والإسلامية ومدى البون الشاسع بين المعارك الكلامية التي يطلقها القيادات وبين المعارك الحقيقية على أرض القتال على النحو الذي صوره لنا أحمد مطر في ( حكاية عباس ) .
- تغربل الكثير من العلماء والدعاة أصحاب المواقف من غيرهم من أصحاب (الفتاوى المغتصبة ) الذين وبحمد الله تعالى سَحبتْ منهم الأمة الثقة ولولا هذه الأحداث لما انكشفت لنا حقيقتهم ،من الذين طالما لهجوا بمواقف ابن تيمية وأحمد بن حنبل والعز بن عبد السلام بل وكان الكثير منهم أعلم الأمة بمؤلفات هؤلاء ومواقفهم الشجاعة في الأحداث التي عاصروها . ولولا النار لما بان خبث الحديد ولما ظهر الذهب الخالص من المغشوش .
- تميزت لنا الكثير من القنوات والإذاعات والمجلات التي كشف عما يدور بخلدها من الأخبار والمواقف .
- تبينت لنا الكثير من الحناجر التي بحت هتافا والأيدي التي احمرت تصفيقا احتفاء بقدوم الأمريكان ، الحناجر التي هتفت بجيش التحرير الأمريكي جيش الخلاص من الظلم ، وليس جيش الاحتلال والغزو.
- تبين لنا المئات من المحللين والسياسيين والإعلاميين الذين اكتظت بهم الإذاعات والقنوات الذين انخدعت بهم الأمة لسنين طويلة .
- انكشفت العواطف بداخل كثير من النفوس وظهر للسطح حقيقتها المعلنة .
- كشفت الباعة المتجولين بحقوق الأمة ومبادئها في الأسواق والمحافل الدولية وكذا بان الجيران الأوفياء من الجيران الخونة والغادرين .
- أضف إلى ذلك فقد كشفت لنا هذه الأحداث وغربلت حقيقة ما يدور بداخل أمريكا بعد أن مارست لسنين طويلة مؤامراتها من وراء الكواليس فأسفرت عن وجهها وصرحت بما حاك في صدرها ..وتبين لنا كيف تدوس أمريكا على القرارات والمواثيق الدولية التي طالما تحججت باسمها في أكثر من محفل دولي .وظهرت ناعقة الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الدائمة تُشيّع جنازة هذه الشعارات إلى مثواها الأخير .
وانجلت لنا غَيرت أمريكا على حرمات المسلمين ودفاعها عن شعوبهم وتحريرهم من الظلم ومن الأنظمة الظالمة من أجل سواد أعينهم بدون أي مقابل .
انكشفت لنا كيف تُنازع أمريكا الله في ملكه الذي يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء عندما أعلنت أنها ستعيد ترتيب الكون لأنها هي المفوضة عن ذلك . وكذا ستعيد تقسيم الأرزاق والثروات لأنها هي اليوم التي تُقدِّر في الأرض أقواتها من دون الله تعالى الذي خلق الأرض وقدّر فيها أقواتها .
هذا الانكشاف وهذه الغربلة وهذا التمييز هو في نظري منحة في ثنايا محنة نعيشها اليوم مما يبشرنا ويجعلنا متفائلين بكل هذا الوضع على شدته وألمه وصعوبته وهذا ما يجعلنا نبادر اليوم جميعا ونسعى جادين في خطوات إصلاحية لما انكشف لنا من عورات بداخل نفوسنا وفي الأوضاع من حولنا جريا على قاعدة ( هو من عند أنفسكم ).
- إنني أجزم بما يلوح لي من أحداث وبما يظهر لي من سنن الله تعالى في كونه أن الله تعالى يقودنا إلى المسار الصحيح لإحراز النصر والحفاظ عليه وشكر الله بعدها على إحرازه ففي ظني أن النصر إن تحقق اليوم بدون هذه الغربلة فهناك ألوف من ( الخبيث ) المنتشر في الداخل سيقابل هذا النصر بالجحود والطغيان .
وما كان الشعب الفلسطيني ليحرز النصر على اليهود ليستلم السلطة عرفات أو أبو مازن فينشرا فيها العدل والأمان،كلا ! بل قال الله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ( بعضهم من بعض )
ولاحظ معي أن الله تعالى أعقب قوله ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) بقوله في الآية الثانية ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين ) دليل على أن السنن تسير في مجراها وتمضي إلى تقرير ناموسها فإن النصر قادم ولا شك وهذه إرهاصاته ،فإن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين )
وأخيراً أقول للشعب العراقي البطل: ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ). والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يؤمنون