هجرة العقول المسلمة وراء تراجع العرب عن النهضة الحديثة
- تعميق قيم البحث العلمي والتقني في نفوس المسلمين
في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الدول العربية تتجه إلى تطوير بنيتها الأساسية في الثورة التكنولوجية، فإن إسرائيل تقفز بسرعة مذهلة نحو تصنيع الوسائل التقنية الحديثة، حتى أصبحت تمتلك زمامها.
وتكشف الإحصائيات الأخيرة التي أعدها تقرير التنمية البشرية لعام 2002 أن هناك تعاونا "معلوماتيا شديداً بين البلدان العربية" وعجزها عن أن تملك تصنيع تقنيات حديثة، لوجود عوائق تعمل على توسيع الفجوة التقنية بالعالم العربي.
موقع " الإسلام اليوم " يكشف في التحقيق التالي أبرز هذه العوائق وراء التراجع التقني في العالم العربي، وكيفية النهوض العلمي من خلال تحليلات لعلماء جاءت آراؤهم على النحو التالي:
هجرة العقول
في البداية وحسب قول الدكتور فوزي الرفاعي – رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي المصرية – فإن مشكلات اختلال التوازن في العلاقات الدولية، وخاصة قضايا نقل التكنولوجيا وهجرة العقول، كل ذلك يؤثر على تراجع الدول العربية عن الأخذ بأسباب النهضة الحديثة
ويضيف أن التفاعل المتزايد بين التقدم العلمي والتكنولوجي ومقومات المجتمعات المعاصرة ثم بينه وبين النظام الاجتماعي الدولي بعلاقاته المتداخلة، كل ذلك يمكن أن يدفع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى بذل الجهود المتواصلة وربط نشاطات العلم والتكنولوجيا بالمجتمع، وإعداد خطة علمية في الوطن العربي، وخلق البيئة الاجتماعية والسياسية الملائمة لتحقيق ذلك.
ويشير الرفاعي إلى أن القضايا العلمية بحاجة من المسئولين في العالم العربي إلى مناقشة المتغيرات الدولية في مجالات العلم والتكنولوجيا وآثارها على المجتمع العربي ليصبح فاعلاً ومؤثراً، ومما يتطلب ذلك من تعبئة للموارد والاستفادة من برامج ومشروعات للبحوث والتطوير والتنمية التكنولوجية لتحقيق حاضر ومستقبل أفضل للشعوب العربية ودعم الجهود العربية – العربية في هذا الشأن العلمي.
ويوضح الرفاعي أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة العلمية والتقنية في تقدم الأمم، حيث يؤدي نشرها إلى أن يصبح اتباع التفكير والمنهج العلمي هو السمة الغالبة في وجدان الأفراد بالأمة، وهو ما دفع بالأكاديمية بالاشتراك مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربي بتنظيم الندوات لجلب الانتباه على أهمية إلمام الفرد في المجتمع العربي المعاصر بكافة التقنيات العلمية والفنية والأدبية؛ للوصول إلى مجتمع يساهم في التقدم العلمي والتقني ويتفاعل معه في سائر الدول العربية وبالتالي يشارك في إعادة الحضارة العربية، والإسلامية مجددا.
أسباب الهجرة
وحول أسباب هجرة العقول العربية والإسلامية إلى الخارج - وهو ما يؤدي إلى تراجع العرب تقنيا وتقدم غيرهم- يؤكد الدكتور أحمد المجدوب – خبير علم الاجتماع – أن الأسباب كثيرة وراء هجرة الطلاب والشباب العرب إلى الخارج، ومنها الأسباب الأكاديمية بمعنى التعمق الزائد في بعض التخصصات.
ويقول:إن هناك بعض الدول النامية تعمل على إرسال طلابها في الخارج للتعمق في دراسة تخصص ما، ولكن عند العودة يجد أن هذا التخصص لا مكان له في بلاده، فيضطر إما لقبول أي وظيفة لا تمت بصلة لدراسته أو أن يعود أدراجه إلى البلاد المتقدمة، حيث يجد الفرصة متاحة أمامه للعمل على توفر تسهيلات البحث نظرا لأن العالم يحتاج باستمرار أن يكون على صلة دائمة بمجال علمه، ويحتاج إلى أن تكون لدية الفرصة للانطلاق.
ويضيف أن إحساس العلماء بالعزلة يأتي عندما لا توفر لهم فرص المشاركة في البحث، فضلا عن عدم وجود منافسة شريفة وعادلة بين العلماء في العالم الثالث ما يضطر العلماء إلى الهجرة، كما أن عدم الاستقرار السياسي له دور كبير في هجرة العقول البشرية، فعدم الاستقرار يجعل الجو العام غير ملائم للعلم والتقدم، لأن أي باحث أو عالم يقتضي مجال علمه أن يكون له نوع من الحرية يمارس فيه علمه وخبرته دون خوف، وهذا ما تفتقده الدول العربية ودول العالم الثالث، ويرى أهمية إنشاء مراكز البحث العلمي بالدول العربية والإسلامية ودفع مرتبات العلماء وتقديم تسهيلات لهم في الإسكان مع التسهيلات الجمركية على الأجهزة والمعدات التي يحتاجها العالم في بحثه، وإنشاء بعض المراكز العلمية والتكنولوجية داخل الوطن، وإشراك العلماء في المؤتمرات العالمية، بما يتيح لهم الاحتكاك بغيرهم والاستفادة من تقدمهم.
مشكلة البطالة
أما الدكتور محمد أبو ليلة - الأستاذ بجامعة الأزهر فيؤكد أن هناك عدة عوامل وأسباب تساهم في اتخاذ الفرد قراراً بالهجرة، ومنها العوامل الاقتصادية، كما أن العلماء تجذبهم البلاد المتقدمة؛ لتوفر المعامل والمعاهد التي لا تتوافر في البلاد النامية لفقرها.
ويشدد دكتور أبو ليلة على ضرورة القضاء على مشكلة البطالة في العالم العربي والإسلامي، والعمل على إحياء المفهوم الصحيح للبحث العلمي والتقني في الإسلام، وبلورة النظرية الإسلامية للعلوم والتقنية ووضع التفاصيل الدقيقة للدستور الأخلاقي الذي يفرضه الإسلام في هذين المجالين، وذلك لأن العلم لا يمكن أن يكون عملية مادية بحتة، خالية من القيم الروحية والأخلاقية، وإلا أصبح وبالا على أهله وعلى الإنسانية جمعاء، ويدعو أبو ليلة إلى تعميق قيم البحث العلمي والتقني في نفوس المسلمين من الباحثين والقائمين على الأجهزة الرسمية وكافة الأفراد وضع الخطط اللازمة لتربية الجماهير المسلمة تربية علمية أصيلة، تقوم على الإيمان بأن العلوم التجريبية هي قرآنية المنهج، وأن الأسلوب العلمي في التفكير ودوره في تطوير الحياة هو ضرورة إسلامية، ومن ثم فإنه يتوجب على المسلمين بذل كل ما يملكون في سبيل نهضة الأمة الإسلامية علميا وتقنيا، مرضاة لله، وذلك لأن القيام بالبحوث العلمية والتقنية في مختلف المجالات النافعة من فروض الكفاية التي تأثم الأمة كلها بتركها، وإهمالها أو التقصير فيها، وعليه فإنه يجب دعوة كل قادر إليها وتشجيعه عليها انطلاقا من صميم الدعوة الإسلامية ذاتها.
دراسة منهجية
وهو نفس ما يدعو إليه المفكر الإسلامي الدكتور "زغلول النجار" في دراسته "قضية التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر" عندما يطالب بإحياء الشعور بالانتماء للأمة الواحدة بين المسلمين حتى يتهيأوا للوحدة الشاملة، وأن يبدأوا بالعمل الجاد لها ويقضوا على العصبيات الجاهلية المقيتة والدعوة إلى الالتزام الدقيق بالإسلام على مستوى الأمة أفرادا ومجتمعات، والعمل على تطبيق قيمه وأهدافه حتى يتقلص تأثير عمليات التغريب التي تعرضت لها الأمة الإسلامية طوال القرن الماضي، وحتى تتمكن القاعدة المسلمة من تحقيق حلمها بالحكومة الإسلامية الراشدة..
ويطالب د. النجار بإبراز إضافات المسلمين للعلوم في مختلف العصور وتحقيق تراثهم والعمل على نشره وتعليمه ودراسة الشخصيات البارزة من علماء المسلمين قدامى ومعاصرين؛ لإعادة الثقة إلى نفوس مسلمي اليوم ودفعهم إلى النهوض بمسئولياتهم، وإبراز الإشارات العلمية في القرآن الكريم، وإثبات سبقها للعلوم البشرية بآلاف من السنين، وهي على كثرتها ودقة دلالاتها وردت في سياق الدعوة إلى الإيمان بالله والدلالة عليه.
ويؤكد الدكتور النجار ضرورة العمل على تطوير تدريس العلوم في مختلف المراحل؛ لمسايرة التطورات العالمية من حيث المستوى والوسائل والكتب والطرائق والمختبرات وغيرها من وسائل الإيضاح والمبادرة بالعمل الجاد على توحيد الأمة الإسلامية على مراحل منطقية علمية خاصة، وأنه لم يعد هناك مجال لمجموعة بشرية يقل تعدادها عن 100- 150 مليون أن تعيش بغير تبعية اقتصادية وما يتبع ذلك من رقي ثقافي وسياسي وعسكري، كما أنه من الضروري مناقشة مشكلات العالم الإسلامي والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، وفي مقدمتها بحث أسباب التخلف الصناعي والزراعي والاقتصادي والإداري والسياسي، وعدم إهمال العديد من الثروات الطبيعية والصناعات التحويلية المهمة، والعمل على وقف هجرة المتخصصين والفنيين المسلمين، والسعي إلى وقفها واستعادة من له رغبة في العودة ممن هاجروا، والتخطيط لتكامل اقتصادي صحيح بين كافة الدول الإسلامية، والعمل على ترشيد التجارة الخارجية.
- تعميق قيم البحث العلمي والتقني في نفوس المسلمين
في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الدول العربية تتجه إلى تطوير بنيتها الأساسية في الثورة التكنولوجية، فإن إسرائيل تقفز بسرعة مذهلة نحو تصنيع الوسائل التقنية الحديثة، حتى أصبحت تمتلك زمامها.
وتكشف الإحصائيات الأخيرة التي أعدها تقرير التنمية البشرية لعام 2002 أن هناك تعاونا "معلوماتيا شديداً بين البلدان العربية" وعجزها عن أن تملك تصنيع تقنيات حديثة، لوجود عوائق تعمل على توسيع الفجوة التقنية بالعالم العربي.
موقع " الإسلام اليوم " يكشف في التحقيق التالي أبرز هذه العوائق وراء التراجع التقني في العالم العربي، وكيفية النهوض العلمي من خلال تحليلات لعلماء جاءت آراؤهم على النحو التالي:
هجرة العقول
في البداية وحسب قول الدكتور فوزي الرفاعي – رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي المصرية – فإن مشكلات اختلال التوازن في العلاقات الدولية، وخاصة قضايا نقل التكنولوجيا وهجرة العقول، كل ذلك يؤثر على تراجع الدول العربية عن الأخذ بأسباب النهضة الحديثة
ويضيف أن التفاعل المتزايد بين التقدم العلمي والتكنولوجي ومقومات المجتمعات المعاصرة ثم بينه وبين النظام الاجتماعي الدولي بعلاقاته المتداخلة، كل ذلك يمكن أن يدفع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى بذل الجهود المتواصلة وربط نشاطات العلم والتكنولوجيا بالمجتمع، وإعداد خطة علمية في الوطن العربي، وخلق البيئة الاجتماعية والسياسية الملائمة لتحقيق ذلك.
ويشير الرفاعي إلى أن القضايا العلمية بحاجة من المسئولين في العالم العربي إلى مناقشة المتغيرات الدولية في مجالات العلم والتكنولوجيا وآثارها على المجتمع العربي ليصبح فاعلاً ومؤثراً، ومما يتطلب ذلك من تعبئة للموارد والاستفادة من برامج ومشروعات للبحوث والتطوير والتنمية التكنولوجية لتحقيق حاضر ومستقبل أفضل للشعوب العربية ودعم الجهود العربية – العربية في هذا الشأن العلمي.
ويوضح الرفاعي أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة العلمية والتقنية في تقدم الأمم، حيث يؤدي نشرها إلى أن يصبح اتباع التفكير والمنهج العلمي هو السمة الغالبة في وجدان الأفراد بالأمة، وهو ما دفع بالأكاديمية بالاشتراك مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربي بتنظيم الندوات لجلب الانتباه على أهمية إلمام الفرد في المجتمع العربي المعاصر بكافة التقنيات العلمية والفنية والأدبية؛ للوصول إلى مجتمع يساهم في التقدم العلمي والتقني ويتفاعل معه في سائر الدول العربية وبالتالي يشارك في إعادة الحضارة العربية، والإسلامية مجددا.
أسباب الهجرة
وحول أسباب هجرة العقول العربية والإسلامية إلى الخارج - وهو ما يؤدي إلى تراجع العرب تقنيا وتقدم غيرهم- يؤكد الدكتور أحمد المجدوب – خبير علم الاجتماع – أن الأسباب كثيرة وراء هجرة الطلاب والشباب العرب إلى الخارج، ومنها الأسباب الأكاديمية بمعنى التعمق الزائد في بعض التخصصات.
ويقول:إن هناك بعض الدول النامية تعمل على إرسال طلابها في الخارج للتعمق في دراسة تخصص ما، ولكن عند العودة يجد أن هذا التخصص لا مكان له في بلاده، فيضطر إما لقبول أي وظيفة لا تمت بصلة لدراسته أو أن يعود أدراجه إلى البلاد المتقدمة، حيث يجد الفرصة متاحة أمامه للعمل على توفر تسهيلات البحث نظرا لأن العالم يحتاج باستمرار أن يكون على صلة دائمة بمجال علمه، ويحتاج إلى أن تكون لدية الفرصة للانطلاق.
ويضيف أن إحساس العلماء بالعزلة يأتي عندما لا توفر لهم فرص المشاركة في البحث، فضلا عن عدم وجود منافسة شريفة وعادلة بين العلماء في العالم الثالث ما يضطر العلماء إلى الهجرة، كما أن عدم الاستقرار السياسي له دور كبير في هجرة العقول البشرية، فعدم الاستقرار يجعل الجو العام غير ملائم للعلم والتقدم، لأن أي باحث أو عالم يقتضي مجال علمه أن يكون له نوع من الحرية يمارس فيه علمه وخبرته دون خوف، وهذا ما تفتقده الدول العربية ودول العالم الثالث، ويرى أهمية إنشاء مراكز البحث العلمي بالدول العربية والإسلامية ودفع مرتبات العلماء وتقديم تسهيلات لهم في الإسكان مع التسهيلات الجمركية على الأجهزة والمعدات التي يحتاجها العالم في بحثه، وإنشاء بعض المراكز العلمية والتكنولوجية داخل الوطن، وإشراك العلماء في المؤتمرات العالمية، بما يتيح لهم الاحتكاك بغيرهم والاستفادة من تقدمهم.
مشكلة البطالة
أما الدكتور محمد أبو ليلة - الأستاذ بجامعة الأزهر فيؤكد أن هناك عدة عوامل وأسباب تساهم في اتخاذ الفرد قراراً بالهجرة، ومنها العوامل الاقتصادية، كما أن العلماء تجذبهم البلاد المتقدمة؛ لتوفر المعامل والمعاهد التي لا تتوافر في البلاد النامية لفقرها.
ويشدد دكتور أبو ليلة على ضرورة القضاء على مشكلة البطالة في العالم العربي والإسلامي، والعمل على إحياء المفهوم الصحيح للبحث العلمي والتقني في الإسلام، وبلورة النظرية الإسلامية للعلوم والتقنية ووضع التفاصيل الدقيقة للدستور الأخلاقي الذي يفرضه الإسلام في هذين المجالين، وذلك لأن العلم لا يمكن أن يكون عملية مادية بحتة، خالية من القيم الروحية والأخلاقية، وإلا أصبح وبالا على أهله وعلى الإنسانية جمعاء، ويدعو أبو ليلة إلى تعميق قيم البحث العلمي والتقني في نفوس المسلمين من الباحثين والقائمين على الأجهزة الرسمية وكافة الأفراد وضع الخطط اللازمة لتربية الجماهير المسلمة تربية علمية أصيلة، تقوم على الإيمان بأن العلوم التجريبية هي قرآنية المنهج، وأن الأسلوب العلمي في التفكير ودوره في تطوير الحياة هو ضرورة إسلامية، ومن ثم فإنه يتوجب على المسلمين بذل كل ما يملكون في سبيل نهضة الأمة الإسلامية علميا وتقنيا، مرضاة لله، وذلك لأن القيام بالبحوث العلمية والتقنية في مختلف المجالات النافعة من فروض الكفاية التي تأثم الأمة كلها بتركها، وإهمالها أو التقصير فيها، وعليه فإنه يجب دعوة كل قادر إليها وتشجيعه عليها انطلاقا من صميم الدعوة الإسلامية ذاتها.
دراسة منهجية
وهو نفس ما يدعو إليه المفكر الإسلامي الدكتور "زغلول النجار" في دراسته "قضية التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر" عندما يطالب بإحياء الشعور بالانتماء للأمة الواحدة بين المسلمين حتى يتهيأوا للوحدة الشاملة، وأن يبدأوا بالعمل الجاد لها ويقضوا على العصبيات الجاهلية المقيتة والدعوة إلى الالتزام الدقيق بالإسلام على مستوى الأمة أفرادا ومجتمعات، والعمل على تطبيق قيمه وأهدافه حتى يتقلص تأثير عمليات التغريب التي تعرضت لها الأمة الإسلامية طوال القرن الماضي، وحتى تتمكن القاعدة المسلمة من تحقيق حلمها بالحكومة الإسلامية الراشدة..
ويطالب د. النجار بإبراز إضافات المسلمين للعلوم في مختلف العصور وتحقيق تراثهم والعمل على نشره وتعليمه ودراسة الشخصيات البارزة من علماء المسلمين قدامى ومعاصرين؛ لإعادة الثقة إلى نفوس مسلمي اليوم ودفعهم إلى النهوض بمسئولياتهم، وإبراز الإشارات العلمية في القرآن الكريم، وإثبات سبقها للعلوم البشرية بآلاف من السنين، وهي على كثرتها ودقة دلالاتها وردت في سياق الدعوة إلى الإيمان بالله والدلالة عليه.
ويؤكد الدكتور النجار ضرورة العمل على تطوير تدريس العلوم في مختلف المراحل؛ لمسايرة التطورات العالمية من حيث المستوى والوسائل والكتب والطرائق والمختبرات وغيرها من وسائل الإيضاح والمبادرة بالعمل الجاد على توحيد الأمة الإسلامية على مراحل منطقية علمية خاصة، وأنه لم يعد هناك مجال لمجموعة بشرية يقل تعدادها عن 100- 150 مليون أن تعيش بغير تبعية اقتصادية وما يتبع ذلك من رقي ثقافي وسياسي وعسكري، كما أنه من الضروري مناقشة مشكلات العالم الإسلامي والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، وفي مقدمتها بحث أسباب التخلف الصناعي والزراعي والاقتصادي والإداري والسياسي، وعدم إهمال العديد من الثروات الطبيعية والصناعات التحويلية المهمة، والعمل على وقف هجرة المتخصصين والفنيين المسلمين، والسعي إلى وقفها واستعادة من له رغبة في العودة ممن هاجروا، والتخطيط لتكامل اقتصادي صحيح بين كافة الدول الإسلامية، والعمل على ترشيد التجارة الخارجية.