إذا كان فيلسوف فرنسا الكبير الشاعر فيكتر هيجو يقول : بعض الأشياء لايمكن تصويرها ؛ الشمس إحدى هذه الأشياء . فإنني انا ايضا لا أستطيع أن أصور لكم مارأيته في بلاد الأندلس خلال المائة يوم التي عشتها فيها في شتاء 1987 .
كانت تلك الفترة عبارة عن محطة إستراحة ، التقطت فيها أنفاسي لأتذكر وأتفكر ،فقد عشت حياة مليئة بالمتغيرات الدراماتيكية السريعة ! منها خمسة عشر عاما قضيتها في مسقط رأسي ، بدأتها برعاية البهم فالغنم ثم البقر والحمير وإذا ترقيت أوكلت إليّ وظيفة الأهتمام بعلف الجمل .
لم تكن الدراسة هي الهم الأول بالنسبة لأسرتي ، فوظيفتي الأساسية هي القيام بدوري معهم في جميع مايوكل إلي من الأمور ، وإذا حصل هناك وقت للفراغ ، وما أندره ، فيجوز لي المراجعة والإستذكار .
غادرت" الديرة " العزيزة إلى مدينة الطائف ، التي عشت فيها أحلى ألأيام الحافلة بالجد والأجتهاد والتحصيل ،غادرتها بمجرد حصولي على الثانوية العامة إلى مدينة الرياض حيث وكر الصقور في كلية الملك فيصل الجوية التي تخرجت منها طيارا عسكريا عاش في كنف العلا كما قال الشاعر فهد النفجان :
أنا عسكري عاش في كنف العلا ...نشأت على الأيمان إني مكرم .
لاأزال أذكر أجمل وأحلى يوم في حياتي ، عندما عُدت من آخر رحلة أختبار في الطيران ، عندما هنأني بعد الهبوط كبير مدربي الطيران الأنجليزي الذي قام بإختباري ، وأخبرني بأنني قد أصبحت طيارا . طرت من الفرح بدون مبالغة فانا أتذكر جيدا كيف قطعت المسافة التي كانت بعيدة نسبيا مابين خط الطيران ومقر السكن ، فقد كانت رجلي ّ لاتلامس الأرض إلى نادرا وسخر الله لي _في نظري_ رياحا تدفعني من الخلف بسرعة عجيبة .
لم يمضي إلا عاما واحدا بعد تخرجي حتى وجدت نفسي أحط الرحال في مدينة نيويورك لأبدأ رحلة مثيرة مع أمريكا وأهلها سأعود إليها لاحقا بإذن الله .
لم تكن لتتهيأ لي ولا لغيري مثل هذه الفرص التي تعرفنا فيها على بلاد كثيرة لو لم تبذل دولتنا رعاها الله قصارى جهدها للأهتمام بأبناء الوطن وتعليمهم ، ولو لم يوحد أجزاء الجزيرة الملك عبد العزيز رحمه الله لبقيت أنا وغيري لانبرح حدود منطقتنا الا في رحلة سلب أو نهب أو أخرى لقتل نفس بريئة .
لنعود الآن إلى اشبيلية التي كنت قد أخبرتكم عن حيرتي في ماذا أحدثكم عنه فيها ؟ هل أتحدث عن مجدها أم إنكسارها ، إخلاص وشجاعة وأدب ملكها أم الخيانات التي حيكت ضده واسقطته وأخرجته منفيا منها ؟ أم عن حبي وشغفي بها وبتاريخها وتاريخ ملكها ؟
في اليوم الثاني من وصولي إشبيلية مررت على تمثالٍ لذلك الملك الشاعر البطل الذي كان في ملوكيته وفنه ونبله ، تمثالاً للإنسان الذي كانت تتمنى كل حامل في الأندلس أن تلده ، كل ناشئ متطلع إلى العلا أن يكونه.
الشاعر ، الذي كان شعره لحن كل قلب مدلهّ بالجمال، مفتون بالفن.
حاولت أن أقلده شكلا لمعرفتي الأكيدة بعدم إستطاعتي على ذلك مضمونا، فلم أفلح إلا في ذلك الشَعَر الذي قد ذكرت لكم أنه أصبح يشبه شجرة من أشجار برتقال إشبيلية ، يشبهها شكلا ويختلف عنه مضمونا ايضا ، فشجرة البرتقال مثمرة وينبعث منها رائحة زكية ، وليس في شعر رأسي ثمر إلا قشرة منفّرة ورائحة لاتجذب إليها أحد .
كنت أذهب إلى القصر في كل يوم كلما سنحت لي الفرصة أتخيل المعتمد بن عباد في جميع زوايا قصره الذي ارتضاها لسكناه المجد، واختاره الفن وأقام فيه النبل ، الا أنني لم أجد فيه إلا حراس من الأسبان ليس فيهم شبها من المعتمد ولا يجيدون الشعر وليست فيهم سمات الملك ولا صفات القيادة ، حتى الحدائق على مافيها من الأشجار المتنوعة الكثيفة كانت تبدو لي وقد جفت ويبست أشجارها .
ولكي لا أطيل عليكم سأنقل لكم نبذة مختصرة مما كتبه المؤرخون عن المعتمد بن عباد منذ توليه عرش مملكته حتى سقوطه ومنفاه ثم وفاته :
كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (461 هـ = 1068م)، في الثلاثين من عمره، شابا فتيا، فارسا، شجاعا، شاعرا مجيدا، وأميرا جوادا، ذا خِلال باهرة، يحب الأدب ومسامرة أهله؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلي، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، تجمع إلى جمالها الفاتن البراعة في الشعر والأدب، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة والبهاء، تزدان بقصور بني عباد وقواده وكبار رجال دولته
.
كان يوسف بن تاشفين الذي أستنجد به المعتمد ذات يوم على أعدائه القشتاليين قد طمع في ملك المعتمد حيث أغراه الواشون والخائنون بذلك ، فغزى إشبيلية وأنتصر على المعتمد وسقطت مملكته بعد أن استبسل في الدفاع عنها أشد أستبسال، وقاتل قتال الأبطال .
أُخِذ المعتمد بن عباد وآل بيته إلى منفاهم بالمغرب، وسارت بهم السفينة من إشبيلية في نهر الوادي الكبير في طريقها إلى المغرب، وخرج الناس لتوديعهم محتشدين على ضفتي النهر، وقد ملأ الدمع أعينهم، وذابت قلوبهم حسرة وألما على ملكهم الذي أدبرت عنه الدنيا؛ فخرج هو وأسرته على هذه الصورة المخزية بعد الجاه والسلطان، وقد سجل الشاعر الأندلسي الكبير ابن اللبانة هذا المشهد الحزين بقصيدة مبكية جاء فيها:
حان الوداعُ فضجّت كل صارخة
وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها
كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت
تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ
وفي أغمات بالمغرب عاش المعتمد كاسف البال، كسير القلب، يُعامَل معاملة سيئة، ويتجرع مرَّ الهوان، ليس بجانبه من يخفف عنه مأساته، ويطارحه الحديث؛ فتأنس نفسه وتهدأ. ينظر إلى بناته الأقمار؛ فيشقيه أنهن يغزلن ليحصلن على القوت، ولكنه كان يتجلد ويتذرع بالصبر، ويلجأ إلى شعره، فينفس عن نفسه بقصائد مُشجية مؤثرة. تدخل عليه بناته السجن في يوم عيد، فلما رآهن في ثياب رثة، تبدو عليهن آثار الفقر والفاقة؛ انسابت قريحته بشعر شجي حزين:
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا
فساءك العيدُ في أغمات مأسورًا
ترى بناتك في الأطمارِ جائعة
يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا
برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً
أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطأْنَ في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا
واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة؛ فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت بأغمات على مقربة من سجن زوجها.
وطال أَسْر المعتمد وسجنه فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان؛ فلقي ربه في (11 من شوال 488 هـ = 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته.
سأبقى أنا في أشبيلية باكيا وحزينا فانا في الحقيقة لم أغادرها منذ أن وصلت إليهاذات شتاء ، وسنلتقي بإذن الله .
________________________________
المراجع والمصادر:
المقري أحمد بن محمد: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب – تحقيق إحسان عباس – دار صادر بيروت – 1388هـ = 1968م.
ابن خلكان (أحمد بن محمد): وفيات العيان – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت 1397 – 1977م.
عبد الوهاب عزام: المعتمد بن عباد - دار المعارف – القاهرة – بدون تاريخ.
كانت تلك الفترة عبارة عن محطة إستراحة ، التقطت فيها أنفاسي لأتذكر وأتفكر ،فقد عشت حياة مليئة بالمتغيرات الدراماتيكية السريعة ! منها خمسة عشر عاما قضيتها في مسقط رأسي ، بدأتها برعاية البهم فالغنم ثم البقر والحمير وإذا ترقيت أوكلت إليّ وظيفة الأهتمام بعلف الجمل .
لم تكن الدراسة هي الهم الأول بالنسبة لأسرتي ، فوظيفتي الأساسية هي القيام بدوري معهم في جميع مايوكل إلي من الأمور ، وإذا حصل هناك وقت للفراغ ، وما أندره ، فيجوز لي المراجعة والإستذكار .
غادرت" الديرة " العزيزة إلى مدينة الطائف ، التي عشت فيها أحلى ألأيام الحافلة بالجد والأجتهاد والتحصيل ،غادرتها بمجرد حصولي على الثانوية العامة إلى مدينة الرياض حيث وكر الصقور في كلية الملك فيصل الجوية التي تخرجت منها طيارا عسكريا عاش في كنف العلا كما قال الشاعر فهد النفجان :
أنا عسكري عاش في كنف العلا ...نشأت على الأيمان إني مكرم .
لاأزال أذكر أجمل وأحلى يوم في حياتي ، عندما عُدت من آخر رحلة أختبار في الطيران ، عندما هنأني بعد الهبوط كبير مدربي الطيران الأنجليزي الذي قام بإختباري ، وأخبرني بأنني قد أصبحت طيارا . طرت من الفرح بدون مبالغة فانا أتذكر جيدا كيف قطعت المسافة التي كانت بعيدة نسبيا مابين خط الطيران ومقر السكن ، فقد كانت رجلي ّ لاتلامس الأرض إلى نادرا وسخر الله لي _في نظري_ رياحا تدفعني من الخلف بسرعة عجيبة .
لم يمضي إلا عاما واحدا بعد تخرجي حتى وجدت نفسي أحط الرحال في مدينة نيويورك لأبدأ رحلة مثيرة مع أمريكا وأهلها سأعود إليها لاحقا بإذن الله .
لم تكن لتتهيأ لي ولا لغيري مثل هذه الفرص التي تعرفنا فيها على بلاد كثيرة لو لم تبذل دولتنا رعاها الله قصارى جهدها للأهتمام بأبناء الوطن وتعليمهم ، ولو لم يوحد أجزاء الجزيرة الملك عبد العزيز رحمه الله لبقيت أنا وغيري لانبرح حدود منطقتنا الا في رحلة سلب أو نهب أو أخرى لقتل نفس بريئة .
لنعود الآن إلى اشبيلية التي كنت قد أخبرتكم عن حيرتي في ماذا أحدثكم عنه فيها ؟ هل أتحدث عن مجدها أم إنكسارها ، إخلاص وشجاعة وأدب ملكها أم الخيانات التي حيكت ضده واسقطته وأخرجته منفيا منها ؟ أم عن حبي وشغفي بها وبتاريخها وتاريخ ملكها ؟
في اليوم الثاني من وصولي إشبيلية مررت على تمثالٍ لذلك الملك الشاعر البطل الذي كان في ملوكيته وفنه ونبله ، تمثالاً للإنسان الذي كانت تتمنى كل حامل في الأندلس أن تلده ، كل ناشئ متطلع إلى العلا أن يكونه.
الشاعر ، الذي كان شعره لحن كل قلب مدلهّ بالجمال، مفتون بالفن.
حاولت أن أقلده شكلا لمعرفتي الأكيدة بعدم إستطاعتي على ذلك مضمونا، فلم أفلح إلا في ذلك الشَعَر الذي قد ذكرت لكم أنه أصبح يشبه شجرة من أشجار برتقال إشبيلية ، يشبهها شكلا ويختلف عنه مضمونا ايضا ، فشجرة البرتقال مثمرة وينبعث منها رائحة زكية ، وليس في شعر رأسي ثمر إلا قشرة منفّرة ورائحة لاتجذب إليها أحد .
كنت أذهب إلى القصر في كل يوم كلما سنحت لي الفرصة أتخيل المعتمد بن عباد في جميع زوايا قصره الذي ارتضاها لسكناه المجد، واختاره الفن وأقام فيه النبل ، الا أنني لم أجد فيه إلا حراس من الأسبان ليس فيهم شبها من المعتمد ولا يجيدون الشعر وليست فيهم سمات الملك ولا صفات القيادة ، حتى الحدائق على مافيها من الأشجار المتنوعة الكثيفة كانت تبدو لي وقد جفت ويبست أشجارها .
ولكي لا أطيل عليكم سأنقل لكم نبذة مختصرة مما كتبه المؤرخون عن المعتمد بن عباد منذ توليه عرش مملكته حتى سقوطه ومنفاه ثم وفاته :
كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (461 هـ = 1068م)، في الثلاثين من عمره، شابا فتيا، فارسا، شجاعا، شاعرا مجيدا، وأميرا جوادا، ذا خِلال باهرة، يحب الأدب ومسامرة أهله؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلي، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، تجمع إلى جمالها الفاتن البراعة في الشعر والأدب، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة والبهاء، تزدان بقصور بني عباد وقواده وكبار رجال دولته
.
كان يوسف بن تاشفين الذي أستنجد به المعتمد ذات يوم على أعدائه القشتاليين قد طمع في ملك المعتمد حيث أغراه الواشون والخائنون بذلك ، فغزى إشبيلية وأنتصر على المعتمد وسقطت مملكته بعد أن استبسل في الدفاع عنها أشد أستبسال، وقاتل قتال الأبطال .
أُخِذ المعتمد بن عباد وآل بيته إلى منفاهم بالمغرب، وسارت بهم السفينة من إشبيلية في نهر الوادي الكبير في طريقها إلى المغرب، وخرج الناس لتوديعهم محتشدين على ضفتي النهر، وقد ملأ الدمع أعينهم، وذابت قلوبهم حسرة وألما على ملكهم الذي أدبرت عنه الدنيا؛ فخرج هو وأسرته على هذه الصورة المخزية بعد الجاه والسلطان، وقد سجل الشاعر الأندلسي الكبير ابن اللبانة هذا المشهد الحزين بقصيدة مبكية جاء فيها:
حان الوداعُ فضجّت كل صارخة
وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها
كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت
تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ
وفي أغمات بالمغرب عاش المعتمد كاسف البال، كسير القلب، يُعامَل معاملة سيئة، ويتجرع مرَّ الهوان، ليس بجانبه من يخفف عنه مأساته، ويطارحه الحديث؛ فتأنس نفسه وتهدأ. ينظر إلى بناته الأقمار؛ فيشقيه أنهن يغزلن ليحصلن على القوت، ولكنه كان يتجلد ويتذرع بالصبر، ويلجأ إلى شعره، فينفس عن نفسه بقصائد مُشجية مؤثرة. تدخل عليه بناته السجن في يوم عيد، فلما رآهن في ثياب رثة، تبدو عليهن آثار الفقر والفاقة؛ انسابت قريحته بشعر شجي حزين:
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا
فساءك العيدُ في أغمات مأسورًا
ترى بناتك في الأطمارِ جائعة
يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا
برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً
أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطأْنَ في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا
واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة؛ فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت بأغمات على مقربة من سجن زوجها.
وطال أَسْر المعتمد وسجنه فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان؛ فلقي ربه في (11 من شوال 488 هـ = 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته.
سأبقى أنا في أشبيلية باكيا وحزينا فانا في الحقيقة لم أغادرها منذ أن وصلت إليهاذات شتاء ، وسنلتقي بإذن الله .
________________________________
المراجع والمصادر:
المقري أحمد بن محمد: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب – تحقيق إحسان عباس – دار صادر بيروت – 1388هـ = 1968م.
ابن خلكان (أحمد بن محمد): وفيات العيان – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت 1397 – 1977م.
عبد الوهاب عزام: المعتمد بن عباد - دار المعارف – القاهرة – بدون تاريخ.
تعليق