عندما كنت صغيراً أرعى البهم [ ياليتني إلى الآن لم أكبر ولم يكبر البهم ] كنت أَسرُّ وأستأنس لرؤية العصافير والطيور وخاصة طير الحمام حيث كنت أطرب لصوته وأغني معه قبل أن أعرف قصيدة الشاعر الفارس أبو فراس الحمداني التي جاء في مطلعها :
أقول وقد ناحت بقربي حمامة ...أيا جارتا هل كان حالك حالي .
كنت أفسّر ذلك " النوح" حسب الروايات التي ورثناه عن أمهاتنا وجداتنا عندما كن يخبرننا عن كلمات أغاني الحمام والهدهد وغيرها .. فالحمامة تقول :
أعطي الصبي جبّته .... لاتخْبطه جدّته !!!
بقيت زمنا طويلا أحاول الأقتناع بترجمة جدتي (رحمها الله ) لنوح الحمام ، إلا أنني لم أقتنع تماما بأن تلك الحمامة لاتعاني الا من معاناة الصبي وخوفه من جدته إذا فقد جبّته . فمع أنني لا أستبعد إحساس تلك الحمامة _ التي كانت تقع بالقرب مني كما كانت تقترب من أبي فراس الحمداني _ بمعاناتي ومعاناةأمثالي من الصبيان ، إلا أنني كنت أجزم بأن هناك همٌّ آخر تحمله تلك الحمامة الجميلة ، وأن هناك كلام تريد أن تقوله وتتمنى علينا أن نسمعه وأن نفهمه .
مع مرور الأيام أصبحت أسمع وأتعلم من القصائد والأبيات مايؤيد شكّي ويؤكده .
هذا هوشاعر آخر يقول :
ياحمام الدوح هيّجت الغرام .... ماسبب نوحك ومالك من مرام .
لم أمكث كثيرا أتسآءل مع ذلك الشاعر عن سبب نوح الحمام وماله من مرام ، لأنني غادرت منطقتي وأماكني الجميلة التي كنت أستمتع فيها بوجود تلك المناظر السارة .
عدت بعد زمن إلى منطقتي واستعجلت الذهاب إلى تلك الأماكن لعلي أشنف أذني بسماع النوح وأمتع ناظري برؤية طير الحمام وهو يغرد على غصن البشام :
فقالت مالبشام ؟ وقلت غصنٌ ...يغرد فوقه طير الحمام .
الا انني وللأسف الشديد تفاجأت برؤية مناظر لم أكن قد آلفتها ولا توقعتها فقد كانت نادرة الوجود !
تفاجأت بوجود أعداد كبيرة من طيور الغربان التي كانت لاتُرى في تلك المنطقة الا نادرا ، حتى أنه لايراها أحد إلا ويستعيذ بالله من شرها فهي طير نحس كما كان يعتقد .
لم تكتفي تلك الغربان الكثيرة بمحاكات مشي الحمام الذي لم تستطع إتقانه مع ماضاع منها من طريقة مشيها ،بل أنها مع كثرتها وتصرفاتها الحمقاء المؤذية قد تسببت في هجر طيور الحمام الجميلة لتلك الأماكن التي أصبح كثير من أهل" ديرتي " لايتحمسون لزيارتها ، فقد أصبحت تشكل فيها تلك الغربان مناظر مؤذية.
أقول وقد ناحت بقربي حمامة ...أيا جارتا هل كان حالك حالي .
كنت أفسّر ذلك " النوح" حسب الروايات التي ورثناه عن أمهاتنا وجداتنا عندما كن يخبرننا عن كلمات أغاني الحمام والهدهد وغيرها .. فالحمامة تقول :
أعطي الصبي جبّته .... لاتخْبطه جدّته !!!
بقيت زمنا طويلا أحاول الأقتناع بترجمة جدتي (رحمها الله ) لنوح الحمام ، إلا أنني لم أقتنع تماما بأن تلك الحمامة لاتعاني الا من معاناة الصبي وخوفه من جدته إذا فقد جبّته . فمع أنني لا أستبعد إحساس تلك الحمامة _ التي كانت تقع بالقرب مني كما كانت تقترب من أبي فراس الحمداني _ بمعاناتي ومعاناةأمثالي من الصبيان ، إلا أنني كنت أجزم بأن هناك همٌّ آخر تحمله تلك الحمامة الجميلة ، وأن هناك كلام تريد أن تقوله وتتمنى علينا أن نسمعه وأن نفهمه .
مع مرور الأيام أصبحت أسمع وأتعلم من القصائد والأبيات مايؤيد شكّي ويؤكده .
هذا هوشاعر آخر يقول :
ياحمام الدوح هيّجت الغرام .... ماسبب نوحك ومالك من مرام .
لم أمكث كثيرا أتسآءل مع ذلك الشاعر عن سبب نوح الحمام وماله من مرام ، لأنني غادرت منطقتي وأماكني الجميلة التي كنت أستمتع فيها بوجود تلك المناظر السارة .
عدت بعد زمن إلى منطقتي واستعجلت الذهاب إلى تلك الأماكن لعلي أشنف أذني بسماع النوح وأمتع ناظري برؤية طير الحمام وهو يغرد على غصن البشام :
فقالت مالبشام ؟ وقلت غصنٌ ...يغرد فوقه طير الحمام .
الا انني وللأسف الشديد تفاجأت برؤية مناظر لم أكن قد آلفتها ولا توقعتها فقد كانت نادرة الوجود !
تفاجأت بوجود أعداد كبيرة من طيور الغربان التي كانت لاتُرى في تلك المنطقة الا نادرا ، حتى أنه لايراها أحد إلا ويستعيذ بالله من شرها فهي طير نحس كما كان يعتقد .
لم تكتفي تلك الغربان الكثيرة بمحاكات مشي الحمام الذي لم تستطع إتقانه مع ماضاع منها من طريقة مشيها ،بل أنها مع كثرتها وتصرفاتها الحمقاء المؤذية قد تسببت في هجر طيور الحمام الجميلة لتلك الأماكن التي أصبح كثير من أهل" ديرتي " لايتحمسون لزيارتها ، فقد أصبحت تشكل فيها تلك الغربان مناظر مؤذية.
تعليق