بسم الله الرحمن الرحيم
تحيــــةً طيـــبـــةً وبعــــــد ,,
أقــــدم دعوة صادقــــه الى القــــراءه بتمعن ,.,
تتنوع طرائق الشعر العربي الى فروعٍ عده ..
ومن أهم أقسام الشعر العربي قديــماً وحـديثــاً شعر المدح وشعر الفخر ..
والمتبصر اللبيب يجد أن الكثير من أشعار العرب الجاهليه .. إما كانت مــدحاً أو فخــــراً أو غـــزلاً ..
وإن دل هذا على شيءٍ فهو الازل التاريخي لشعر الفخر والمدح ..
وإذا ضربنا المثــل في ذلك .. لقلنـــا بأن أجمل المدح بين شعر الفصحى
وشعر الشّقر ..
مدح النابغه الذبياني للنعــمان بن منذر , ومدح المتنبي لسيف الدوله الحمداني , ومدح محمد بن ثامره لراشــــد بالرقوش ..
وليس أجمل فخــراً من شعر عمرو بن كلثوم التغلبي في بني تغلب ,
وفخر محمد بن ثامره في زهران ..
***
محمد بن ثامره ... ليس غريباً أن يُذكر الشعر إذا ذُكـــر هذا الرجــل
وليس بغريبٍ أن نكون إلى الآن نقــرأ ونحلل ونقارن أبيات هذا الشاعر الخــــرافـــه ..
ولا تخفى عليكم قصة إلتجاء محمد بن ثامره بالشيخ راشد بالرقوش ..
وما صاحب هذا الصنيع من حفظ ( محمد بن ثامره ) للمعــــروف والاحســان الى صاحب المعروف ..
أصبح أبا فتنه رحمه الله تعالى .. شاعر الشيخ راشد بن رقوش ..
ليخلد ابن ثامره اسم بن الرقوش في صفحات التاريخ الاولى بمدادٍ من ذهب على نقشِ مشابه لتلك الاحجار الحُدب في صفا العجلان ..
يقول أبـــا فتنه رحمه الله مادحــاً الشيخ راشد بالرقوش في قصيــدةٍ عصماء ..
كم مضى قدام راشد من مراشيدٍ ومن حكام
غير راشد لو تجي حتى الحصا بالناس ماشي مثله
له رشاده تغلب الشيخان .. وش ودك يًجًنْبها
أولتها رحمته تسبق غضب قلبه وهو ولي
وأما الثاني لو يجي عشرين حذافه لنفرٍ واحد
ما صغا عقله مع العشرين والواحد يقم معه
داعيه لحلاف وبني يوس و الشاعيبا
في وقار آبوه واجداده كما اخوانه من النسب
ما هــذا يابن ثـــامره !
أين هذا الرجل الذي لو أنجب الحجر رجلاً .. لم يبلغ طفل الحجر أن يكون
كراشد في رجاحة عقله ورحمته ووقاره ..
ماذا أيــضاً يا أبــا ابراهيم .. حدثنا عن أوصاف راشد بالرقوش ..
فلقد شوقتنا أن نعرف شيئاً عن هــذا الرجل ..
يقول ابن ثامره .. في مدح راشد بالرقوش ..
شيخنا راشد ولد جمعان ماغيره رشيد لي
لاحلمنا به في الليل أصبح السيل النهار الثاني
كنها من عظمته عند الاله ومن ولايته
شرفه ربي ونور الجنه في وجهه سرا يري
الله أكبــــــر
لن أكتب شيئـاً بل سأترك مساحاتٍ من الصمت ألا إرادي ..
ماذا عن ضروب الفخر لـــديك ياثوابي ..
وأنت الذي عشت في زمنٍ كان الفخر فيه عنوان .. وليس أبلغ من شاهدٍ علىذلك سوى صفا العجلان ..
من على رائحة البارود .. وصوت المدافع في عالقه وفي قوب ودار الموسى ... مـــــــاذا يقول الثوابي
اي نحن زهران كسرنا دماهي عسكر السلطان
من نهار السبت لايوم الثلاثاء والجنايز فيها
ورقاب الترك لا واليوم فالمعرق معاضله
والذي مالناس يحسدنا على القاله وقولة ونعم
يندر أعدى العاقبه يبصر فعايلنا وشغلنا
شرط وانه يختلف عقله ويذهل حن يشوف الميتا
ويقول الساعه قامت وإن هذا البعث والنشور
رحمـــــك الله يـــاثوابي ..
***
سأنتقل معكم الى شاعرٍ آخــر أفتخر بأبياتٍ عصماء لولا أن أبيات الثوابي نهبت قلبي لقلت بأنها للفخـــــر مثال ..
الشاعر محمد ابن الأعدل .. الذي إن أراد لجعــل من النحاس ذهبـاً
ومن شرح أبياته كتباً ..
هــذا الشاعر العنيف أتى مع مجموعة من قومــه لايتعدى عددهم البضعة والثلاثون رجــلاً ..
ولم تقف قلت العدد عائقاً أمام هذا المبــدع أن يفتخر ..
فمـــــــاذا قـــــــــــال ..
يوم جينا على ثار السمى ماسوى ستة صفوف
أول الصف منا يشربون المناهل والعدايد
والثانى يعصرون الطين حتى يجي مايٍ منه
والثالث يوم غاب الماء فقلنا لهم يتورهون
والرابع فى صفة الاسدان مايشرب الا من دماآدم
والخامس ياجليل الملك مايشرب الا دم جنون
والسادس يشربون الموت وي كنه الماء نشربه
الله .. الله .. الله
أيــــــن مثـــــــل هــــــــذا ..
***
محمد المالحي ... شاعــرٌ لن أسترسل في وصفه لأنني لن أوفيه حقه ..
لكن يكفيكم بأن تعلمون أن خال شاعرنا هو الشاعر محمد بن ثامره
وكما قال المثـــل ( جوّد الخال ياجيك الولــد )
مــــــاذا يقول المالحي في غرض المــدح ..
مثيل نمرٍ لاعدى ينهز رعيه
وعيد الغربان لامنه عوى ذيب
جيد ومِشكل والعرب مايزحموا له
يفزع بتهليله على روس المحاجي
مايسعد الا يوم نصبح في قتالي
رجـــل المالحي .. لايفرح إلا على جبهات القتـــــــال ..
فهل هناك أشجع من رجــلٍ لايسعد الا بيوم القتــــال ..
لاأعتـــــــقد ..
***
صالح بن عقـــــار ..
شاعرٌ تاريخي له بقلب كل رجلِ منا أكثر من ديوان ..
ولله دره هــذا الرجــل فقد ذهب مضرب الامثـــال شعراً وحكمه ..
صالح بن عقار أجاد وكعادته المدح فوقفت أحلل معانيها لساعاتٍ طوال ..
مكثور خير اللي أقدم الجلب المهمات
متعومٍ بين الغنم وي له مية عام
والشحم ضلا من على المفرش هلاهيل
والصحن هز البيت وبغا ياتهادم
آه .. آه
إلى أين .. إلى أين يا عقار ..
من هو هذا الرجل الذي أقدم الجلب الكثير .. وجلس مئة عامٍ
يختار أجوده .. وأصبح شحم تلك الاغنــام على جوانب البيت متهلهلاً
كنايةً عن جودة الشحم وكثرته , ثـــــم مــــاذا !
الصحن المعد للضيافه من كبر سعته أوشك البيت أن يقـــــع !
***
سأعود معكم الى عصورٍ ليست بالبعيـــده .. جاهداً ألا تطول هذه الصفحه لكي لايتشعب الموضوع ..
سعيـــــد الاصوك .. صاحب الصوت النحيل .. لله عجبُه هذا الشاعر
فوالله لاأسمـــع بإسمه حتى ترتعد فرائصي لتقف على رؤوس أصابعها
احتــراماً وإجلالً لابــــــــا حسن ..
أبا حسن نهج نهجاً آخر في طرائق المدح .. حيث جعل العدو الاكبر للمـــدح وهو البخل :- كائنــاً حياً , يعاهد , ويختبي , وفيه كثيرٌ من الخبث الشطاني ...
فقال أبـــــا حسن مادحــــــاً ..
البخل عاهد الله عن بيوت النجيـل
من سنين طويله راح ولها زمان
عند رهوان لو يبصر عطيه ويحي
يا تميرض وهو ما يبصر العافيه
ابتسامه جميــله .. ترسمها على محيانا يــا أبا حسن بهذا الوصف الجميـــل ..
فنحن نتمنى أن يطول مرض البخل وليكن موتـــه بطيئاً جداً ..
***
علي بن خماش .. هذا الرجل كيعسوب النحــل ..
لن يكيل الشعر عسلاً وشهـداً إلا بحضوره ..
أيضاً فيعسوب النحــــل .. لم يكن بعيــداً عن الاصوك .. فصور البخل وكأنه كائن حي ... ولكـنــــــه في هذه المره يتحدث ..
جيت لاون البخل شاردٍ من سد فيق
قلت ميده وش بلاك
ثم حول قال ميدي ترني سد وجهك
حل بنا عن قرية الحوض ما ابغي اروحها
انظــروا الى كلمة ( ترنّي سد وجهك )
لله درك أيهــا الشاعر كيف جعلت من البخل كائن لاحول له ولاقوه ..
ضعيف يطلب حمايــــــة الناس ..
***
ابو رزق .. شاعرٌ بنكهة الكبــــار والكبــــار جــداً .. كثيرٌ من أحاديثه
الاجتماعيه البسيطه ليست ببعيده عن الشعر فكيف اذا قال شعــراً
قال ابو رزق بيتاً من الشعر .. فقط بيتاً واحد , أوكد أنه أعجوبه وأعجوبه في الوصف والتشبيه وسماءٌ فسيحه على شعر المدح ..
يقول أبــــا رزق ..
يدرق ضحيان في ضل فيت شاربه
أضع قلمي بجانبي خجــلاً يا أبــا رزق أن أشرح هــذا البيت ..
ضحيان ذلك الجبل الضخم يتفيأ ليس بسماءٍ زرقاء , وليس بجبلٍ أكبر منه , وليس بجسم انسان وهذه مستحيله ..
لا الاشــد غرابةً ودهشــه أن هــذا الجبل يتفيأ في ضل شارب رجـل !
انتبهوا .. في ضل فيت الشارب , وليس الشارب نفسه ..
لقـــــد أعجزتني ياحكيــــــم الشعراء ..
***
لأعود الى إكسيــر الشعر ونبراسه الذي لم ولن يطفأ وإن طالت المده يـــا جمعــــــان ...
الى جمعان الشاعر ذلك الشاعر العذب الذي وقف صامتــاً يسمع في تلك القصيده السابقه لعلي بن خماش ..
وهو يتحيل الفرصه ليطيح بذلك الجبــــل الذي أقفل به علي بن خماش الطريق أمــــــامه ...
يقول جمعان مادحـــاً رجالاً بعينهم ...
موسى وغازي جددوا العلم من جديد
رجال قالات وشيمه ولازمه
موسى كما الانصب وغازي كما شدا
تفي يامسكين في تالجبال الجيره
خل الجبـال التاليه وش حدابها
رجالٌ بحجم الجبــال يعطفون بالفي على من هو دونهم ..
أيـــــن أنت ياجمعـــــان ..
***
هؤلاء الشعراء القدامى .. لم يجدوا في المــدح حرجاً ..
ولم نعتبره بابً لطلب المــال كما قال لي أحد الشعراء المعاصرين ..
بل هذا فنٌ من فنون الشعر العربي عمومــاً ..
لــن ينتهي إلا بإنتهاء الشـــــــعر .. وأنى ذلك !!
وسأكتب كلمــةً أنا عنها مسؤلٌ أمامكم ..
بأن شعر المدح والفخر ( الجيد منه ) ليس بالسهوله ..
مما يجعل البعض يهرب منه مدبراً غيـــر مقبل ..
تحياتي القلبيه أيهـــا الاعـــــــزاء ..
عبدالله الجـــــــابري
تحيــــةً طيـــبـــةً وبعــــــد ,,
أقــــدم دعوة صادقــــه الى القــــراءه بتمعن ,.,
تتنوع طرائق الشعر العربي الى فروعٍ عده ..
ومن أهم أقسام الشعر العربي قديــماً وحـديثــاً شعر المدح وشعر الفخر ..
والمتبصر اللبيب يجد أن الكثير من أشعار العرب الجاهليه .. إما كانت مــدحاً أو فخــــراً أو غـــزلاً ..
وإن دل هذا على شيءٍ فهو الازل التاريخي لشعر الفخر والمدح ..
وإذا ضربنا المثــل في ذلك .. لقلنـــا بأن أجمل المدح بين شعر الفصحى
وشعر الشّقر ..
مدح النابغه الذبياني للنعــمان بن منذر , ومدح المتنبي لسيف الدوله الحمداني , ومدح محمد بن ثامره لراشــــد بالرقوش ..
وليس أجمل فخــراً من شعر عمرو بن كلثوم التغلبي في بني تغلب ,
وفخر محمد بن ثامره في زهران ..
***
محمد بن ثامره ... ليس غريباً أن يُذكر الشعر إذا ذُكـــر هذا الرجــل
وليس بغريبٍ أن نكون إلى الآن نقــرأ ونحلل ونقارن أبيات هذا الشاعر الخــــرافـــه ..
ولا تخفى عليكم قصة إلتجاء محمد بن ثامره بالشيخ راشد بالرقوش ..
وما صاحب هذا الصنيع من حفظ ( محمد بن ثامره ) للمعــــروف والاحســان الى صاحب المعروف ..
أصبح أبا فتنه رحمه الله تعالى .. شاعر الشيخ راشد بن رقوش ..
ليخلد ابن ثامره اسم بن الرقوش في صفحات التاريخ الاولى بمدادٍ من ذهب على نقشِ مشابه لتلك الاحجار الحُدب في صفا العجلان ..
يقول أبـــا فتنه رحمه الله مادحــاً الشيخ راشد بالرقوش في قصيــدةٍ عصماء ..
كم مضى قدام راشد من مراشيدٍ ومن حكام
غير راشد لو تجي حتى الحصا بالناس ماشي مثله
له رشاده تغلب الشيخان .. وش ودك يًجًنْبها
أولتها رحمته تسبق غضب قلبه وهو ولي
وأما الثاني لو يجي عشرين حذافه لنفرٍ واحد
ما صغا عقله مع العشرين والواحد يقم معه
داعيه لحلاف وبني يوس و الشاعيبا
في وقار آبوه واجداده كما اخوانه من النسب
ما هــذا يابن ثـــامره !
أين هذا الرجل الذي لو أنجب الحجر رجلاً .. لم يبلغ طفل الحجر أن يكون
كراشد في رجاحة عقله ورحمته ووقاره ..
ماذا أيــضاً يا أبــا ابراهيم .. حدثنا عن أوصاف راشد بالرقوش ..
فلقد شوقتنا أن نعرف شيئاً عن هــذا الرجل ..
يقول ابن ثامره .. في مدح راشد بالرقوش ..
شيخنا راشد ولد جمعان ماغيره رشيد لي
لاحلمنا به في الليل أصبح السيل النهار الثاني
كنها من عظمته عند الاله ومن ولايته
شرفه ربي ونور الجنه في وجهه سرا يري
الله أكبــــــر
لن أكتب شيئـاً بل سأترك مساحاتٍ من الصمت ألا إرادي ..
ماذا عن ضروب الفخر لـــديك ياثوابي ..
وأنت الذي عشت في زمنٍ كان الفخر فيه عنوان .. وليس أبلغ من شاهدٍ علىذلك سوى صفا العجلان ..
من على رائحة البارود .. وصوت المدافع في عالقه وفي قوب ودار الموسى ... مـــــــاذا يقول الثوابي
اي نحن زهران كسرنا دماهي عسكر السلطان
من نهار السبت لايوم الثلاثاء والجنايز فيها
ورقاب الترك لا واليوم فالمعرق معاضله
والذي مالناس يحسدنا على القاله وقولة ونعم
يندر أعدى العاقبه يبصر فعايلنا وشغلنا
شرط وانه يختلف عقله ويذهل حن يشوف الميتا
ويقول الساعه قامت وإن هذا البعث والنشور
رحمـــــك الله يـــاثوابي ..
***
سأنتقل معكم الى شاعرٍ آخــر أفتخر بأبياتٍ عصماء لولا أن أبيات الثوابي نهبت قلبي لقلت بأنها للفخـــــر مثال ..
الشاعر محمد ابن الأعدل .. الذي إن أراد لجعــل من النحاس ذهبـاً
ومن شرح أبياته كتباً ..
هــذا الشاعر العنيف أتى مع مجموعة من قومــه لايتعدى عددهم البضعة والثلاثون رجــلاً ..
ولم تقف قلت العدد عائقاً أمام هذا المبــدع أن يفتخر ..
فمـــــــاذا قـــــــــــال ..
يوم جينا على ثار السمى ماسوى ستة صفوف
أول الصف منا يشربون المناهل والعدايد
والثانى يعصرون الطين حتى يجي مايٍ منه
والثالث يوم غاب الماء فقلنا لهم يتورهون
والرابع فى صفة الاسدان مايشرب الا من دماآدم
والخامس ياجليل الملك مايشرب الا دم جنون
والسادس يشربون الموت وي كنه الماء نشربه
الله .. الله .. الله
أيــــــن مثـــــــل هــــــــذا ..
***
محمد المالحي ... شاعــرٌ لن أسترسل في وصفه لأنني لن أوفيه حقه ..
لكن يكفيكم بأن تعلمون أن خال شاعرنا هو الشاعر محمد بن ثامره
وكما قال المثـــل ( جوّد الخال ياجيك الولــد )
مــــــاذا يقول المالحي في غرض المــدح ..
مثيل نمرٍ لاعدى ينهز رعيه
وعيد الغربان لامنه عوى ذيب
جيد ومِشكل والعرب مايزحموا له
يفزع بتهليله على روس المحاجي
مايسعد الا يوم نصبح في قتالي
رجـــل المالحي .. لايفرح إلا على جبهات القتـــــــال ..
فهل هناك أشجع من رجــلٍ لايسعد الا بيوم القتــــال ..
لاأعتـــــــقد ..
***
صالح بن عقـــــار ..
شاعرٌ تاريخي له بقلب كل رجلِ منا أكثر من ديوان ..
ولله دره هــذا الرجــل فقد ذهب مضرب الامثـــال شعراً وحكمه ..
صالح بن عقار أجاد وكعادته المدح فوقفت أحلل معانيها لساعاتٍ طوال ..
مكثور خير اللي أقدم الجلب المهمات
متعومٍ بين الغنم وي له مية عام
والشحم ضلا من على المفرش هلاهيل
والصحن هز البيت وبغا ياتهادم
آه .. آه
إلى أين .. إلى أين يا عقار ..
من هو هذا الرجل الذي أقدم الجلب الكثير .. وجلس مئة عامٍ
يختار أجوده .. وأصبح شحم تلك الاغنــام على جوانب البيت متهلهلاً
كنايةً عن جودة الشحم وكثرته , ثـــــم مــــاذا !
الصحن المعد للضيافه من كبر سعته أوشك البيت أن يقـــــع !
***
سأعود معكم الى عصورٍ ليست بالبعيـــده .. جاهداً ألا تطول هذه الصفحه لكي لايتشعب الموضوع ..
سعيـــــد الاصوك .. صاحب الصوت النحيل .. لله عجبُه هذا الشاعر
فوالله لاأسمـــع بإسمه حتى ترتعد فرائصي لتقف على رؤوس أصابعها
احتــراماً وإجلالً لابــــــــا حسن ..
أبا حسن نهج نهجاً آخر في طرائق المدح .. حيث جعل العدو الاكبر للمـــدح وهو البخل :- كائنــاً حياً , يعاهد , ويختبي , وفيه كثيرٌ من الخبث الشطاني ...
فقال أبـــــا حسن مادحــــــاً ..
البخل عاهد الله عن بيوت النجيـل
من سنين طويله راح ولها زمان
عند رهوان لو يبصر عطيه ويحي
يا تميرض وهو ما يبصر العافيه
ابتسامه جميــله .. ترسمها على محيانا يــا أبا حسن بهذا الوصف الجميـــل ..
فنحن نتمنى أن يطول مرض البخل وليكن موتـــه بطيئاً جداً ..
***
علي بن خماش .. هذا الرجل كيعسوب النحــل ..
لن يكيل الشعر عسلاً وشهـداً إلا بحضوره ..
أيضاً فيعسوب النحــــل .. لم يكن بعيــداً عن الاصوك .. فصور البخل وكأنه كائن حي ... ولكـنــــــه في هذه المره يتحدث ..
جيت لاون البخل شاردٍ من سد فيق
قلت ميده وش بلاك
ثم حول قال ميدي ترني سد وجهك
حل بنا عن قرية الحوض ما ابغي اروحها
انظــروا الى كلمة ( ترنّي سد وجهك )
لله درك أيهــا الشاعر كيف جعلت من البخل كائن لاحول له ولاقوه ..
ضعيف يطلب حمايــــــة الناس ..
***
ابو رزق .. شاعرٌ بنكهة الكبــــار والكبــــار جــداً .. كثيرٌ من أحاديثه
الاجتماعيه البسيطه ليست ببعيده عن الشعر فكيف اذا قال شعــراً
قال ابو رزق بيتاً من الشعر .. فقط بيتاً واحد , أوكد أنه أعجوبه وأعجوبه في الوصف والتشبيه وسماءٌ فسيحه على شعر المدح ..
يقول أبــــا رزق ..
يدرق ضحيان في ضل فيت شاربه
أضع قلمي بجانبي خجــلاً يا أبــا رزق أن أشرح هــذا البيت ..
ضحيان ذلك الجبل الضخم يتفيأ ليس بسماءٍ زرقاء , وليس بجبلٍ أكبر منه , وليس بجسم انسان وهذه مستحيله ..
لا الاشــد غرابةً ودهشــه أن هــذا الجبل يتفيأ في ضل شارب رجـل !
انتبهوا .. في ضل فيت الشارب , وليس الشارب نفسه ..
لقـــــد أعجزتني ياحكيــــــم الشعراء ..
***
لأعود الى إكسيــر الشعر ونبراسه الذي لم ولن يطفأ وإن طالت المده يـــا جمعــــــان ...
الى جمعان الشاعر ذلك الشاعر العذب الذي وقف صامتــاً يسمع في تلك القصيده السابقه لعلي بن خماش ..
وهو يتحيل الفرصه ليطيح بذلك الجبــــل الذي أقفل به علي بن خماش الطريق أمــــــامه ...
يقول جمعان مادحـــاً رجالاً بعينهم ...
موسى وغازي جددوا العلم من جديد
رجال قالات وشيمه ولازمه
موسى كما الانصب وغازي كما شدا
تفي يامسكين في تالجبال الجيره
خل الجبـال التاليه وش حدابها
رجالٌ بحجم الجبــال يعطفون بالفي على من هو دونهم ..
أيـــــن أنت ياجمعـــــان ..
***
هؤلاء الشعراء القدامى .. لم يجدوا في المــدح حرجاً ..
ولم نعتبره بابً لطلب المــال كما قال لي أحد الشعراء المعاصرين ..
بل هذا فنٌ من فنون الشعر العربي عمومــاً ..
لــن ينتهي إلا بإنتهاء الشـــــــعر .. وأنى ذلك !!
وسأكتب كلمــةً أنا عنها مسؤلٌ أمامكم ..
بأن شعر المدح والفخر ( الجيد منه ) ليس بالسهوله ..
مما يجعل البعض يهرب منه مدبراً غيـــر مقبل ..
تحياتي القلبيه أيهـــا الاعـــــــزاء ..
عبدالله الجـــــــابري
تعليق