Unconfigured Ad Widget

Collapse

هوامش على دفتر السقوط للشيخ عبد الوهاب الطريري

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    هوامش على دفتر السقوط للشيخ عبد الوهاب الطريري

    دعونا نتجاوز صلب حديث المعركة، ومأساة السقوط، ولنأخذها تعليقات سريعة، فقد طال الحديث وتشعبت طرقه، وصمت الأذان وكلت الأبصار من مقالات طوال وأحاديث أطول.
    هي هوامش على حد (هوامش على دفتر النكسة).
    (1) خرج علينا ضباط متقاعدون، وكان أكثرهم ظهوراً هو من بينه وبين العمل العسكري ثلاثون سنة بالتمام والكمال تغيرت فيها أحوال، وخرجت أجيال، وزحفت خرائط الدول، خرجوا وكأنما يقولون "من بعثنا من مرقدنا" ليشرحوا أخطاء الخطط العسكرية التي سببت السقوط، وهنا لا بد أن نذكر أن النصر يستر الأخطاء الكبيرة، وأن الهزيوالناس من يلق خيراً قائلون له
    خيراً ولأم المخــــــطئ الهبل

    (2) المشاهد المؤثرة في هذه المعركة كثيرة، وندوبها في قلوبنا غائرة، ولكن لبعض المشاهد معنى خاصاً، وكان مما أثر في نفسي منظر الدكتور إبراهيم الدوري في مقابلة معه بدأ متماسكاً ثابتاً، ولكنه بكى وهو يتكلم عن مشاهد الشعب العراقي في حالة من الفوضى والسلب والنهب، كان يبكي وهو يتكلم وكأنما يقول ليس هذا هو شعب العراق الأبي الأشم، ليس هذا شعبي الذي أنتسب إليه وأفخر به، أي إساءة للشعب العراقي فعلتها القوات الأمريكية يوم أغرت الغوغاء وأوباش الناس بالخروج من جحورهم لتدمير البلد في صورة مرعبة من الهمجية ودولة الرعاع لا يشبهها إلا ما كنا نقرأه في التاريخ عن تيمورلنك إذا اقتحم بلدة ثم أباحها لجنده ينهبون ويحرقون، ولقد أبيحت بغداد، ولكن للأوباش.
    إن الكل يعلم أن ردع الأوباش عن هذا ليس أصعب على القوات الأمريكية من قتال الجيش العراقي والحرس الجمهوري وفدائيي صدام، ولكن تركوه لأمر يراد.
    إن فيه مع تشويه صورة الشعب العراقي المسلم بإبراز هذه العينة منه، وإظهار سلوكياتها وإغرائها بالتمادي في إجرامها عرضاً عالمياً بأن هذا البلد محتاج لبقاء القوات الأمريكية فيه للقضاء على هذه الفوضى، وبالتالي فلا بد أن تبقى القوات حتى تعيد الحياة الطبيعية إلى البلاد، وإن شئت فقل حتى تنجز الأهداف الحقيقية لمعركتها.
    (3) سقط نظام صدام فادكرت بعد أمة القنوات الفضائية في عرض بعض جرائم صدام والتي حصلت في الثمانينات، ولا أدري ونحن نرى هذه المشاهد لماذا لا تذكرنا هذه الأفلام الوثائقية بأن ما جرى في تلك السنوات كان يتم تحت سمع أمريكا وبصرها، ولم تسفح عبرة على هذه الجثث، ولم تستنكر في وقتها هذا الحدث.
    لماذا لا تذكرنا هذه القنوات بأن مثل هذه الحوادث حصلت في بلدان أخرى ومن أنظمة لا تزال قائمة حاكمة، فهناك من دك المدن على أهلها، وهناك من طارد شعبه ونظم فرق اغتيال تطارد من يسميهم بالكلاب الضالة، إن دولاً قائمة لها نفس التاريخ، ولكن العطف الأمريكي يوزع بالتقسيط، ويصرف عند اللزوم.
    (4) ومن مشاهد الأسى المدمية ما آلت إليه حال المجاهدين في العراق سواء من كانوا في كردستان بلا غطاء ولا حماية فذهبوا لقمة سائغة للقصف الأمريكي والميليشيات الكردية، أو الذين تشردوا في بغداد وأصبحوا هدفاً لغضب العراقيين الذين ينظرون إليهم على أنهم جنود النظام وفدائيو صدام.
    إنها مأساة أن ترى في هذا المصير أصحاب النوايا الطيبة والمثالية المتألقة، والذين جادوا بدمائهم (والجود بالنفس أقصى غاية الجود) ونحتسب لهم أن الله لا ينساهم وإن تناساهم الناس، ولن يلتهم من جهادهم شيئاً، وفي الوقت الذي نتساءل فيه عن الصمت المطبق لمن أغروهم بالذهاب بدون أي استكشاف للحال والمآل. نكبر الآراء المسددة للشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي وغيرهم ممن أخذوا بحجز هؤلاء الشباب أن يتقحموا هذا المصير، ووصفوا لهم نهاية الطريق وكأنهم ينظرون إلى الغيب من ستر رقيق.
    (5) المخضرمون منا يذكرون بأسى أوجه التشابه بل التطابق بين أحداث نكبة 67، وسقوط 2003، قبيل عام 67 كان عبد الناصر يطرد الذباب عن وجهه في مؤتمر صحفي ويقول بثقةهم عاوزين حرب أهلاً وسهلاً) كما كان صدام يلقى خطاباً قبيل الحرب يهدد فيه بأن التتار سوف ينتحرون على أسوار بغداد.
    في 67 كان المذيع أحمد سعيد يمطر آذان العرب بأعداد الطائرات الإسرائيلية المسقطة وآلاف القتلى في حين كانت جثث الجنود المصريين متفحمة على رمال سيناء.
    وهنا كان الصحاف محمد سعيد يتحدث عن حبس العلوج في دباباتهم، وأنهم قد قطعوا مؤخرتهم ولم يعد أمامهم إلا الموت احتراقاً أو الاستسلام، ثم تتجول الدبابات الأمريكية بعد هذا التصريح في شوارع بغداد وكأنها في استعراض عسكري في شوارع واشنطن ديسى.
    في 67 أحس عبد الناصر بالهزيمة فجعل ينادي الفلاحين البسطاءقاتلوهم بالحجارة قاتلوهم بالنبابيت)، وهنا خرج صدام في نهاية المعركة ينادي عبر خطاب تلفزيوني (اضربوهم واقتلوهم فداكم أبي وأمي).
    في عام 67 كانت الجماهير المستلبة تهتف إلى حد الجنون (بالروح بالدم نفديك يا جمال)، وهذا الهتاف لم يتغير هنا، ولكن تغيرت الأسماء.
    في 67 انتهت المعركة بصدمة أعقبها وجوم وحيرة، وهنا لا تزال الصدمة والدهشة وعلامات الاستفهام تزدحم أمام عقول الناس وتنطلق من أعينهم.
    هل نحن أمة لا تحنكها التجارب
    (6) عندما انتهت نكبة 67 هرب الناس من تسميتها هزيمة إلى اعتبارها نصراً لأن إسرائيل لم تستطع إسقاط الثورة وإنما كسبت رمال صحراء سيناء.
    وعندما هاجمت أمريكا أفغانستان قبل عام قيل إنها فشلت لأنها لم تلق القبض على الملا محمد عمر، فهل سيقول قائلون إن أمريكا هزمت أيضاً في العراق لأنها لم تمسك بصدام حسين؟
    أدعو الله أن يحفظ علينا ديننا وعقولنا.
    مة تفضح الأخطاء الصغيرة .
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
Working...