من الطبيعي - تماما- أن تعم مشاعر القلق والتوتر أفراد المجتمع في كل مرة تلوح فيها بوادر الحروب والأزمات ، فكل الناس – وإن كانوا بدرجات متفاوتة - يشعرون بمشاعر القلق والتخوف والترقب من الأزمة نفسها ، أو مما يعقبها من مشكلات ومضاعفات .
وهذا الشعور هو نتاج طبيعي لمجموعة من الأفكار، منها ما هو واقعي ومتوقع الحدوث ، ومنها ما هو مبالغ فيه ، وقريب من حد الوسوسة والتخيل .
تلك الأفكار تدور حل محور واحد هو إمكانية تعرض الإنسان – شخصيا - ، أو تعرض أحبائه وأقربائه للخطر في النفس ،أو المال ، أو الممتلكات .
وكلما زاد احتمال المخاطر أو قرب مكانها ، كلما زادت المخاوف وتضاعف القلق ، وتتردد مشاعر الحرب بين القلق والتخوف والترقب والأمل ، مع ضعف القدرة على السيطرة على النفس ، وسرعة الانفعال والغضب لأدنى سبب .
كما تظهر الأعراض أحيانا على هيئة مشكلات بدنية مثل الصداع ، وآلام العضلات ، وألم البطن ، واضطراب القناة الهضمية .
ومن جانب آخر فإن للأزمات والحروب آثاراً في النفس من جهة الموقف من الحدث أو المشكلة ومدى الحكم عليها بالصح أو الخطأ ؛ ومقدار التعاطف مع المعنيين بها والدور المتوقع من كل فرد تجاهها .
في مشكلة العراق – مثلا، في أيامنا هذه - تبدو الصورة لدى البعض واضحة بلا خفاء ، حيث يرى البعض جيشا غربيا غازيا لدولة مسلمة بقصد إخضاعها بالقوة ، والتحكم في مقدراتها وثرواتها في غطرسة واضحة، ومنافاة لكل قوانين الأرض . ومع سقوط الضحايا كل يوم وازدياد الممارسات التعسفية الظالمة للقوى الغازية ضد شعب مسلم أعزل مظلوم ، تحتقن النفوس بمشاعر الغضب والحنق والقهر، ثم تلتفت فتجد نفسها عاجزة عن فعل شيء لمقاومة ذلك ، أو جاهلة بما يمكنها فعله .
ويزيد الأمر سوءًا مع غياب الأصوات الهادية ، والبيانات الشافية من أولى الرأي والبصيرة والقيادة . وفي نهاية الأمر تتعمق الآلام في النفوس ، وتغور الجراح في القلوب ، ويزيد الشعور بالمرارة وتأنيب الضمير ولوم النفس ، إلى أن ينتهي الأمر إلى نوع من الكآبة وفقد الأمل واليأس لدى البعض ، أو في اللامبالاة والإعراض والتجاهل هروبا من مواجهة الواقع المؤلم .
وأما لدى فئة أخرى فتبدو الصورة أكثر غموضا . فمن جانب يرى الهجمة الأمريكية الظالمة بجبروتها وتسلطها ، لكنه يرى في الطرف المقابل نظاما طاغيا متسلطا ، ذا تاريخ أسود ، لا يستحق الدفاع عنه، ولا البكاء من أجله.
ثم يرى الشعب الأعزل المسكين بينهما ، فلا يدرى كيف يدافع عنه ، أو يقف إلى جانبه ؛ إذ كان ذلك يُحسب لصالح النظام . ومع ما يسمع من أراء متضاربة وأقوال متعددة على ألسنة المحللين وأقلام الكتاب وأهل الإعلام ؛ تزيد الحيرة ، ويزداد الغموض .
وعامة الناس قد لا يملكون من الأدوات الفكرية والتحليلية ما يمنحهم القدرة على التمييز بوضوح بين الخيارات ، وعدم الوقوع في شرك (خيارين ، لا ثالث لهما ) وليس لديهم وعي بألاعيب السياسة ومكرها ؛ فينساقون مع كل شعار، وينخدعون مع كل دعوة تظهر الخير والصلاح . فهذه الضبابية وتلك الحيرة هي مبعث القلق والتوتر لدى اولئك .
من جهة أخرى فإن المتابعات الإخبارية المستمرة من خلال التسمر أمام شاشات التلفاز، وتقليب القنوات بحثا عن آخر الأخبار ، وما يرى المشاهد أثناء ذلك من مناظر مؤلمة ، ومشاهد مبكية تعمق الأزمة في النفس ، أو من خلال السهر أمام شاشة الحاسوب ، وتقليب مواقع الإنترنت ، وقراءة تعليقات الناس ونقولاتهم ، وآرائهم في منتديات الحوارات ، وغيرها . فهذا من جهة يؤثر على البدن لما يسببه من قلة النوم ، وكثرة السهر ، واضطراب مواعيد الوجبات الغذائية ، وآلام العضلات من طول الجلوس وكلل العيون من كثرة المشاهدة .
وهو يؤثر على النفس والعقل ؛ فتمتلئ الأذهان بآراء متضاربة ،ووجهات نظر مختلفة ، ومع غياب القدرة على القراءة الناقدة الواعية يصاب البعض بالتشويش والاختلاط ، وضبابية الرؤية ؛ فيزيد ذلك بعدا آخراً في الأزمة النفسية .
وهذا الشعور هو نتاج طبيعي لمجموعة من الأفكار، منها ما هو واقعي ومتوقع الحدوث ، ومنها ما هو مبالغ فيه ، وقريب من حد الوسوسة والتخيل .
تلك الأفكار تدور حل محور واحد هو إمكانية تعرض الإنسان – شخصيا - ، أو تعرض أحبائه وأقربائه للخطر في النفس ،أو المال ، أو الممتلكات .
وكلما زاد احتمال المخاطر أو قرب مكانها ، كلما زادت المخاوف وتضاعف القلق ، وتتردد مشاعر الحرب بين القلق والتخوف والترقب والأمل ، مع ضعف القدرة على السيطرة على النفس ، وسرعة الانفعال والغضب لأدنى سبب .
كما تظهر الأعراض أحيانا على هيئة مشكلات بدنية مثل الصداع ، وآلام العضلات ، وألم البطن ، واضطراب القناة الهضمية .
ومن جانب آخر فإن للأزمات والحروب آثاراً في النفس من جهة الموقف من الحدث أو المشكلة ومدى الحكم عليها بالصح أو الخطأ ؛ ومقدار التعاطف مع المعنيين بها والدور المتوقع من كل فرد تجاهها .
في مشكلة العراق – مثلا، في أيامنا هذه - تبدو الصورة لدى البعض واضحة بلا خفاء ، حيث يرى البعض جيشا غربيا غازيا لدولة مسلمة بقصد إخضاعها بالقوة ، والتحكم في مقدراتها وثرواتها في غطرسة واضحة، ومنافاة لكل قوانين الأرض . ومع سقوط الضحايا كل يوم وازدياد الممارسات التعسفية الظالمة للقوى الغازية ضد شعب مسلم أعزل مظلوم ، تحتقن النفوس بمشاعر الغضب والحنق والقهر، ثم تلتفت فتجد نفسها عاجزة عن فعل شيء لمقاومة ذلك ، أو جاهلة بما يمكنها فعله .
ويزيد الأمر سوءًا مع غياب الأصوات الهادية ، والبيانات الشافية من أولى الرأي والبصيرة والقيادة . وفي نهاية الأمر تتعمق الآلام في النفوس ، وتغور الجراح في القلوب ، ويزيد الشعور بالمرارة وتأنيب الضمير ولوم النفس ، إلى أن ينتهي الأمر إلى نوع من الكآبة وفقد الأمل واليأس لدى البعض ، أو في اللامبالاة والإعراض والتجاهل هروبا من مواجهة الواقع المؤلم .
وأما لدى فئة أخرى فتبدو الصورة أكثر غموضا . فمن جانب يرى الهجمة الأمريكية الظالمة بجبروتها وتسلطها ، لكنه يرى في الطرف المقابل نظاما طاغيا متسلطا ، ذا تاريخ أسود ، لا يستحق الدفاع عنه، ولا البكاء من أجله.
ثم يرى الشعب الأعزل المسكين بينهما ، فلا يدرى كيف يدافع عنه ، أو يقف إلى جانبه ؛ إذ كان ذلك يُحسب لصالح النظام . ومع ما يسمع من أراء متضاربة وأقوال متعددة على ألسنة المحللين وأقلام الكتاب وأهل الإعلام ؛ تزيد الحيرة ، ويزداد الغموض .
وعامة الناس قد لا يملكون من الأدوات الفكرية والتحليلية ما يمنحهم القدرة على التمييز بوضوح بين الخيارات ، وعدم الوقوع في شرك (خيارين ، لا ثالث لهما ) وليس لديهم وعي بألاعيب السياسة ومكرها ؛ فينساقون مع كل شعار، وينخدعون مع كل دعوة تظهر الخير والصلاح . فهذه الضبابية وتلك الحيرة هي مبعث القلق والتوتر لدى اولئك .
من جهة أخرى فإن المتابعات الإخبارية المستمرة من خلال التسمر أمام شاشات التلفاز، وتقليب القنوات بحثا عن آخر الأخبار ، وما يرى المشاهد أثناء ذلك من مناظر مؤلمة ، ومشاهد مبكية تعمق الأزمة في النفس ، أو من خلال السهر أمام شاشة الحاسوب ، وتقليب مواقع الإنترنت ، وقراءة تعليقات الناس ونقولاتهم ، وآرائهم في منتديات الحوارات ، وغيرها . فهذا من جهة يؤثر على البدن لما يسببه من قلة النوم ، وكثرة السهر ، واضطراب مواعيد الوجبات الغذائية ، وآلام العضلات من طول الجلوس وكلل العيون من كثرة المشاهدة .
وهو يؤثر على النفس والعقل ؛ فتمتلئ الأذهان بآراء متضاربة ،ووجهات نظر مختلفة ، ومع غياب القدرة على القراءة الناقدة الواعية يصاب البعض بالتشويش والاختلاط ، وضبابية الرؤية ؛ فيزيد ذلك بعدا آخراً في الأزمة النفسية .
تعليق