مآتم الظــــلم تتلوهن أعيادُ
إياكِ أن تجزعـــي إياكِ بغدادُ
أمس استبد بأهليكِ الطغاة أذى
وراح يمتــــحن الأحرارَ جلادُ
ما كان للظلم أن يمحو عقيدتَنا
ولن يروقَ لـــــنا كفرٌ وإلحادُ
نهــــاية الظلم يا بغدادُ واحدة
الله والحـــق والتاريخ أشهادُ(1)
الظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم مصرعه وخيم، وعلى الظالم تدور الدوائر، "فالعدل نظام كل شيء؛ فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت؛ وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى لم تقم بالعدل لم تقم؛ وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يُجزى به في الآخرة"(2).
وإذا كانتِِ الدولة الكافرة تقوم إن كانت عادلة؛ فكيف إذا كانت الدولة كافرة ظالمة مستبدة كحال أمريكا! وإن على أهل الإسلام أن يدفعوا الظلم ، ويُظهروا العدل حسب الإمكان؛ فإن ذلك من أعظم أسباب النصر والتمكين، "فإن الإنسان إذا اتبع العدل نُصر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه"(3).
أوليس مخزياً أن نرى عبّاد الأصنام من مشركي العرب يتحالفون على العدل ، ونصر المظلوم لها في حلف المطيبين، ثم ترى في عرب اليوم ومسلمة هذا العصر من يؤيد هذا الظلم السافر من قبل علوج الصليبيين وأفراخ التتار!!.
وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القائل: (إن الله لا يقدِّس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوي وهو غير متعتع)(4).
إن علينا في هذه النازلة أن نتوكل على الله تعالى؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل، وأن نفعل الأسباب المشروعة والمقدورة في كل هذه الأزمة؛ فلاجدوى في العجز ولا في الجزع؛ فما كان في وسعنا من الأسباب فلا نعجز؛ بل نجتهد في تحصيله وفعله، وما لا طاقة لنا به فلا نجزع، وإنما نصبر ونحتسب تحقيقاً لقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله ما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان)(5).
وكما قال ابن تيمية –رحمه الله-: (وضد الانتصار العجز، وضد الصبر الجزع، فلا خير في العجز ولا في الجزع، كما نجده في حال كثير من الناس، حتى بعض المتدينين إذا ظلموا أو رأوا(6) منكراً فلا هم ينتصرون ولا يصبرون، بل يعجزون ويجزعون) (7).
إن علينا أ ن حرص على تحقيق التوكل على الله –تعالى- وحده؛ فما لم يكن بالله لا يكون، ولا يكن حظنا من التوكل مجرد تنظير في حال الرجاء، فإذا جاءت هذه الأزمات اضطرب التوكل واختل الإيمان.
ألا فليوقن أهل الإسلام أن الأمر كله لله تعالى؛ فالنفع والضر بيده، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله - تعالى- لا يخلق شراً محضاً؛ فالخير فيما اختاره الله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في (الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح): "ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين، كما قال –تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) – {الأنعام:112} إلى أن قال - تعالى- وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) {الأنعام:115}"(8).
وقال أيضاً: "ومن سنة الله أنه إذا أراد إظهار دينه، أقام من يعارضه، فيحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" (9).
علينا أن نتأسى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثرة تضرعه إلى الله -تعالى- ولجوئه إلى ربه، ومن ذلك الدعاء على أولئك الكفرة الظالمين؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم اشدد وطأتك على مضر) (10). ودعا صلى الله عليه وسلم على قريش فقال: "(اللهم عليك بقريش (ثلاثاً)" (11)، وخاصة إذا اشتدت شوكتهم وكثر أذاهم(12).
وقال الأعرج -رحمه الله-: "ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان"(13).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "فيشرع أن يقنت عند النوازل ، يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار في الفجر وغيرها من الصلوات؛ فمن دعاء عمر -رضي الله عنه- لما حارب النصارى: (اللهم العن أهل الكتاب)، وكذلك عليّ، ولو سمّى من يدعو لهم أو عليهم كان ذلك حسناً" (14).
إن مناشدة ما يسمى بـ(هيئة الأمم) أو (المجتمع الدولي)، وأشباههما لا يجدي شيئاً وكما هو مُجرب، وما أشبه من المناشدة بالاستغاثة بالغريق أو السجين، وقد شنّع سلفنا الصالح على من هرع إلى القبور وقت الأزمات مستغيثاً بهم قائلين لهم:"هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا" (15).
"إن الخالق –جل جلاله، وتقدست أسماؤه، ولا إله غيره- إذا اشتكى إليه المخلوق وأنزل حاجته به واستغفره من ذنبه، أيّده وقوّاه وهداه، وسدّ فاقته وأغناه، وأحبه واصطفاه، والمخلوق إذا أنزل العبد به حاجته استرذله وازدراه، ثم أعرض عنه، خسر الدنيا والآخرة" (16).
فاللهم عذب الكفار والمنافقين الذين يصدون عن سبيلك، ويبدلون دينك، ويعادون المؤمنين، اللهم خالف بين كلمتهم، وشتت قلوبهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، وأدر عليهم دائرة السوء، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين
إياكِ أن تجزعـــي إياكِ بغدادُ
أمس استبد بأهليكِ الطغاة أذى
وراح يمتــــحن الأحرارَ جلادُ
ما كان للظلم أن يمحو عقيدتَنا
ولن يروقَ لـــــنا كفرٌ وإلحادُ
نهــــاية الظلم يا بغدادُ واحدة
الله والحـــق والتاريخ أشهادُ(1)
الظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم مصرعه وخيم، وعلى الظالم تدور الدوائر، "فالعدل نظام كل شيء؛ فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت؛ وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى لم تقم بالعدل لم تقم؛ وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يُجزى به في الآخرة"(2).
وإذا كانتِِ الدولة الكافرة تقوم إن كانت عادلة؛ فكيف إذا كانت الدولة كافرة ظالمة مستبدة كحال أمريكا! وإن على أهل الإسلام أن يدفعوا الظلم ، ويُظهروا العدل حسب الإمكان؛ فإن ذلك من أعظم أسباب النصر والتمكين، "فإن الإنسان إذا اتبع العدل نُصر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه"(3).
أوليس مخزياً أن نرى عبّاد الأصنام من مشركي العرب يتحالفون على العدل ، ونصر المظلوم لها في حلف المطيبين، ثم ترى في عرب اليوم ومسلمة هذا العصر من يؤيد هذا الظلم السافر من قبل علوج الصليبيين وأفراخ التتار!!.
وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القائل: (إن الله لا يقدِّس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوي وهو غير متعتع)(4).
إن علينا في هذه النازلة أن نتوكل على الله تعالى؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل، وأن نفعل الأسباب المشروعة والمقدورة في كل هذه الأزمة؛ فلاجدوى في العجز ولا في الجزع؛ فما كان في وسعنا من الأسباب فلا نعجز؛ بل نجتهد في تحصيله وفعله، وما لا طاقة لنا به فلا نجزع، وإنما نصبر ونحتسب تحقيقاً لقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله ما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان)(5).
وكما قال ابن تيمية –رحمه الله-: (وضد الانتصار العجز، وضد الصبر الجزع، فلا خير في العجز ولا في الجزع، كما نجده في حال كثير من الناس، حتى بعض المتدينين إذا ظلموا أو رأوا(6) منكراً فلا هم ينتصرون ولا يصبرون، بل يعجزون ويجزعون) (7).
إن علينا أ ن حرص على تحقيق التوكل على الله –تعالى- وحده؛ فما لم يكن بالله لا يكون، ولا يكن حظنا من التوكل مجرد تنظير في حال الرجاء، فإذا جاءت هذه الأزمات اضطرب التوكل واختل الإيمان.
ألا فليوقن أهل الإسلام أن الأمر كله لله تعالى؛ فالنفع والضر بيده، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله - تعالى- لا يخلق شراً محضاً؛ فالخير فيما اختاره الله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في (الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح): "ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين، كما قال –تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) – {الأنعام:112} إلى أن قال - تعالى- وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) {الأنعام:115}"(8).
وقال أيضاً: "ومن سنة الله أنه إذا أراد إظهار دينه، أقام من يعارضه، فيحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" (9).
علينا أن نتأسى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثرة تضرعه إلى الله -تعالى- ولجوئه إلى ربه، ومن ذلك الدعاء على أولئك الكفرة الظالمين؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم اشدد وطأتك على مضر) (10). ودعا صلى الله عليه وسلم على قريش فقال: "(اللهم عليك بقريش (ثلاثاً)" (11)، وخاصة إذا اشتدت شوكتهم وكثر أذاهم(12).
وقال الأعرج -رحمه الله-: "ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان"(13).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "فيشرع أن يقنت عند النوازل ، يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار في الفجر وغيرها من الصلوات؛ فمن دعاء عمر -رضي الله عنه- لما حارب النصارى: (اللهم العن أهل الكتاب)، وكذلك عليّ، ولو سمّى من يدعو لهم أو عليهم كان ذلك حسناً" (14).
إن مناشدة ما يسمى بـ(هيئة الأمم) أو (المجتمع الدولي)، وأشباههما لا يجدي شيئاً وكما هو مُجرب، وما أشبه من المناشدة بالاستغاثة بالغريق أو السجين، وقد شنّع سلفنا الصالح على من هرع إلى القبور وقت الأزمات مستغيثاً بهم قائلين لهم:"هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا" (15).
"إن الخالق –جل جلاله، وتقدست أسماؤه، ولا إله غيره- إذا اشتكى إليه المخلوق وأنزل حاجته به واستغفره من ذنبه، أيّده وقوّاه وهداه، وسدّ فاقته وأغناه، وأحبه واصطفاه، والمخلوق إذا أنزل العبد به حاجته استرذله وازدراه، ثم أعرض عنه، خسر الدنيا والآخرة" (16).
فاللهم عذب الكفار والمنافقين الذين يصدون عن سبيلك، ويبدلون دينك، ويعادون المؤمنين، اللهم خالف بين كلمتهم، وشتت قلوبهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، وأدر عليهم دائرة السوء، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين