Unconfigured Ad Widget

Collapse

أبو البقاء الرندي يرثي (ال ع را ق)

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عبدالله الزهراني
    إداري ومؤسس
    • Dec 2000
    • 1542

    أبو البقاء الرندي يرثي (ال ع را ق)


    لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ = فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
    هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ = مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
    وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد = ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
    يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ = إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
    ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ = كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
    أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ = وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟
    وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
    وأيـن مـا حازه قارون من ذهب = وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟
    أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له = حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
    وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك = كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
    دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه = وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ
    كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ = يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ
    فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة = ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ
    ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها = ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ
    دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له = هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ
    أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ = حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ
    فـاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) = وأيـنَ (شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)
    وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم = مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ
    وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ = ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
    قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما = عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ
    تـبكي الحنفية البيضاءُ من أسفٍ = كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
    عـلى ديـار مـن الإسلام خالية = قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
    حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما = فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
    حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ = حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ
    يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ = إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
    ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ = أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
    تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها = ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
    يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً = كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
    وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ = كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
    وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ = لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ
    أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ = فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
    كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان ؟
    مـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ = وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟
    ألا نـفـوسٌ أبَّـاتٌ لـها هـممٌ = أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
    يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ = أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
    بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم = والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
    فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ = عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
    ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ = لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
    يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما = كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
    وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت = كـأنـما يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
    يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً = والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
    لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ = إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    #2
    الاخ عبد الله الزهراني الله يعطيك العافية على هذة المشاركة الرائعة والى الامام ولك تحياتي
    اخوك علي الدوسي
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

    تعليق

    • رفيق الأحزان
      عضو مشارك
      • Mar 2003
      • 213

      #3
      تصحيح

      شكرا ياخ عبد الله على اختيارك الموفق لهذه القصيدة الرائعه والتي صالحه لكل زمان ومكان

      الا ان القصيده قيلت في رثاء بلاد الاندلس والدلاله ذكر بعض مدنها ولكن الظروف متشابهه

      بين مأساة الاندلس انذاك وبين ظروف العراقيين اعانهم الله000
      استودع الله قوما ماذكرتهم***
      الا تحدر ماء العين من عيني***

      تعليق

      • ابن خرمان
        عضو مميز
        • Mar 2003
        • 1797

        #4
        يا غافلاً وله في الدهـرِ موعظـةٌ إن كنت في سِنَةٍ فالدهـرُ يقظـانُ

        ألا نفـوسٌ أبَّـاتٌ لـهـا هـمـمٌ أما على الخيرِ أنصـارٌ وأعـوانُ
        لمثل هذا يذوبُ القلـبُ مـن كمـدٍ إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ

        يامـن لذلـةِ قـومٍ بعـدَ عزِّهـمُ أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيـانُ


        شكراً لك ياسيدي على اختيارك لهذه الرائعة , التي ترثي حالنا قبل رثاء الأندلس والعراق وغيرها مما تقدم فقدنا له ومما يتبع , انها ذكرتنا مآسينا السابقة , ونكأت الجراح المستمر نزفها.
        أحرى بذي الصبر أن يظفر بحاجته ..... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
        http://zahrani3li.blogspot.com/

        تعليق

        • عبدالله الزهراني
          إداري ومؤسس
          • Dec 2000
          • 1542

          #5
          لكم جميعا بالغ الشكر والثناء ...

          وكما تغنى الشعراء بأحزان الأمة ؟؟؟؟؟


          أرجو من الله العلي القدير أن يتغنوا بأمجادها وما ذلك على الله بعزيز

          ....

          تعليق

          • بن بشيتي
            عضو مميز
            • Feb 2003
            • 1335

            #6
            اختيار موفق وتوقيت جيد لتعبر تلك القصيدة الرائعه عن ماسينا ولو انها تذكرنا بماضي اسود نعيشه اليوم فكل ماتقراء بيت تقول ليت ابو البقاء يعيش بيننا فربما رثانا بمثل هذه القصيدالجميله شكرا للاختيار الموفق

            تعليق

            Working...