Unconfigured Ad Widget

Collapse

الدعاء

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • حسن الدوسي
    شاعر عرضة
    • Nov 2001
    • 5081

    الدعاء

    قال الله تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي)(البقرة/186) .
    وقال تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)(الأعراف/55) .
    وقال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(غافر/60) .

    فسبحان الله العظيم ذي الكرم الفياض والجود المتتابع ، جعل سؤال عبده لحوائجه وقضاء مآربه عبادة له وطلبه منه ، وذمه على تركه بأبلغ أنواع الذم فجعله مستكبرًا عليه ، وهدده بأشد ألوان التهديد فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) .


    وعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الدعاء هو العبادة " ثم تلا الآية : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) "(رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح) .

    والعبادة هي التذلل والخضوع ، والدعاء إظهار فقر وحاجة وتذلل من العبد الفقير الضعيف الذي لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعـًا إلى الله عز وجل القادر على جلب جميع المنافع ودفع جميع المضار ، والذي إذا أعطى الأولين والآخرين الإنس والجن جميع مطالبهم ، وحقق لهم جميع مآربهم لا ينقص ما عنده ، كما قال تعالى : (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ)(النحل/96) .


    وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه "(رواه البخاري ومسلم).


    أي لم ينقص ما في يمينه ، والله عز وجل يحب أن يتفضل على عباده بالنعم ، ويحب من العباد أن يعترفوا بفقرهم وذلهم وحاجتهم واضطرارهم إليه عز وجل كما قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)(الأنعام/42) .


    فالله عز وجل يبتلي الناس ليظهر فقرهم إليه ؛ ولذا أحب الله عز وجل الدعاء .
    عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إنه من لم يسأل الله يغضب عليه "(رواه البخاري وأحمد) .


    رأى أحد العلماء رجلاً يتردد على أحد الملوك فقال له : يا هذا تذهب إلى من يَسُدُّ دونك بابه ، ويظهر لك فقره، ويخفي عنك غناه ، وتترك من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه ويقول : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )(غافر/60) .


    وفي ذلك قيل :
    لا تَسْأَلَنَّ بُنَيَّ آدَمَ حَاجَـةً وَسَلِ الذي أبْوابُـه لا تُحْجَبُ
    الله يَغضَبُ إنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ وإذا سَأَلْتَ بُنَيَّ آدَمَ يَغْضَـبُ


    وقال تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)(النمل/62) ، والدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه وانتفاء موانعه ، فيقطع بقبوله مع توفر شروطه وانتفاء الموانع ، والأدلة على ذلك من الكتاب ما تقدم من الآيات ، ومن السنة حديث سلمان الفارسي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إن الله حييٌ كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفرًا خائبتين "(رواه الترمذي وقال : حسن غريب) .


    ولأنس بن مالك عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد "(رواه ابن حبان ، والحاكم) .


    ولأبي سعيد الخدري عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها "(رواه الحاكم وصححه) .


    والدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ، ولكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعفه في نفسه ـ بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان ـ وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًا ، فإن السهم يخرج منه خروجـًا ضعيفـًا ، وإما لحصول المانع من الإجابة : من أكل الحرام ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبتها عليه .


    والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل ، فله من البلاء ثلاثة مقامات :
    أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
    الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه .
    الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه .
    ولكل ما تقدم فإن الدعاء من أنفع الأغذية للقلب.

    ------

    الشبكة الإسلامية
    (( لا تنسى ذكر الله ))

    حسن الدوسي / أبو أحمد
    0555110633 [/align]
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    #2
    الاخ حسن الدوسي الله يعطيك العافية على كل ما تقدمة لهذا المنتدى وجزاك الله كل خير على هذا الموضوع القيم ونفع بك الاسلام والمسلمين
    ولك تحياتي
    اخوك علي الدوسي
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

    تعليق

    • حديث الزمان
      عضوة مميزة
      • Jan 2002
      • 2927

      #3

      الأخ حسن الدوسي :


      نفع الله بك وبما تكتب وجعل ذلك في موازين الأعمال .

      لكل بداية .. نهاية

      تعليق

      • حسن الدوسي
        شاعر عرضة
        • Nov 2001
        • 5081

        #4
        الأخوة الكرام :

        علي الدوسي

        رهف

        بارك الله فيكما ، وأثابك خير اً على حسن المتابعة لما نكتب من مشاركات في هذا المنتدى
        (( لا تنسى ذكر الله ))

        حسن الدوسي / أبو أحمد
        0555110633 [/align]

        تعليق

        • الحسام
          عضو نشيط
          • Mar 2002
          • 1555

          #5
          نفع الله بك وبما تكتب وجعل ذلك في موازين الأعمال .


          __________________
          لا اله الا الله ....محمد رسول الله

          تعليق

          • حسن الدوسي
            شاعر عرضة
            • Nov 2001
            • 5081

            #6
            الحسام

            نؤمن على دعائك ونسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين القبول في القول والعمل


            ولا تنسى تدعي لأخواننا المسلمين في العراق وفي جميع الدول المستضعفين والمغلوب على أمرهم 0
            وصلى الله على سدينا محمد ؛؛؛
            (( لا تنسى ذكر الله ))

            حسن الدوسي / أبو أحمد
            0555110633 [/align]

            تعليق

            Working...