ما زلت أزداد إليك اشتياقا ومازلت أحن لأرتمي بين ذراعيك لأهمس في خفوت لو كنتي معي في خضم الألم والخزن لما نزفت عيناي دما ولا امتلأ الصدر أنينا وكأنه مرجل يصرخ من وطأة النار , رغم كل ما مضى ورغم وحدة الروح في زمن أصبح مذنبا من يبوح ورغم الضياع الذي يحرق خلايا ذاكرتي , لم أفهم لم يحدث كل هذا دفعة واحدة ؟ كل ما أشعر به هو أنني مخنوق تكاد أن تخرج عيناي حين أحبس دمعها وتهم شراييني بالانفجار , أحس بكل هذا وربما أكثر عندما أكون مستغرقا في لحظة عشق لحظة الرحيل بالذاكرة إلى العالم البعيد هناك خلف الشفق عالم الذكريات .أيتها الملاك الراحل إلى عالم لم أعرف حقيقته بعد , فمنذ مات قلبك واحترقت مشاعرك وغابت أحرفك عن ساحات دفاتري , أصبحت أعيش الغربة والوحشة رغم كل الناس الذين أعيش معهم , بل أشعر أنني غريب جدا في هذا العالم رغم أني لازلت أعيش فيه وأتنفس هواءه , والغربة هنا ليست بمعناها الحقيقي بل هي غربة الاستقرار غربة الحق غربة الأمان غربة المشاعر وتذبذب الأفكار , وهكذا بل إنني أحيانا حينما أقف على مشارف الماضي حاملا أمتعتي على كتفي وكأنني راحل جاء ليلقي نظرة بائسة على تلك النقطة من تاريخ حياته ومن قلب تلك النظرات تلوح في الافق رؤيا لطيفك فيهتز كياني وتمتليء عيني ويغلي صدري وتصرخ أعضائي حينها تمنيت من أعماقي أن أكون بلا هوية وبلا ذاكرة بلا ماض بلا تأريخ تمنيت أن أكون مجرد سحابة تكثفة فأرعدت ثم أمطرت فتلاشت إلى غير رجعة صدقيني مهما تحدثت عن حقبة ذلك الحب الماضي وتلك الأيام الغابرة وعن مشاعر العشق الطاغي فلن أصل بحديثي إلى بر آمن ’ بل سينتهي الدهر وأنا لاأزال كما أنا بنفس المكان والموقف ’ صدقيني لن يشعر بالسعادة إلا من كان يسبح في أنهارها ويسهر على ضفافها وليس من فقدها . ولن يشعر بالأمن من ذاق حرقة الفراق .... وأي فراق ؟! فراق حبيب وعزيز وغال . أعترف الآن أن قلبي رحل ومشاعري سافرت , وغابة خلف الشفق .
**********************مالك الحزين21/1/1424هـ
**********************مالك الحزين21/1/1424هـ
تعليق