Tweet
يعالج القرآن الكريم كما ذكرت سابقاً النفس البشرية ويطهرها لتكون نفساً زكية بعيدة عن الهموم لتبقى في محيط العبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى ...
في السلسلة السابقة :
1- طاعة الله ورسولة وأولي الأمر .
2- بر الوالدين .
3- الكبر .
4- الحسد .
نأتي الآن إلى أمر هو اشد ما ابتلي به الإنسان وهو من أعظم انواع الجهاد ...
خامساً : النهي عن الهوى
يقول تبارك وتعالى في حق رسولنا الكريم وقد أقسم بالنجم تبارك وتعالى " وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى " النجم -3
فالنفس غالباً أمارة بالسوء إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام ..
لأن الهوى هو المدبر الأساسي لفعل المعاصي فهو لا يقود إلا للضلال فقد نهى تبارك وتعالى عن اتباعه بل والصبر في جهاد النفس وحبسها يقول تبارك وتعالى :
" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " الكهف - 28
ويقول في حق من اتبع هواه : [/COLOR]" فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " .
أي ليس هناك أضل ممن اتبع هواه .
[B]يقول تبارك وتعالى : [/B]" واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " الأعراف - 175 ، 76
وهنا نبأ بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل، سئل أن يدعو على موسى وأهدي إليه شيء، فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره "فأتبعه الشيطان" فأدركه فصار قرينه "فكان من الغاوين" والسبب في ذلك خلوده للأرض وزينة الدنيا واتباع الهوى وتكذيب آيات الله سبحانه وتعالى ...
و يشبهه رب العزة والجلال بالكلب ، فهو ليس كغيره من الحيوانات بحيث انه ذليل يلهث في كل أحواله .
وللإستطراد عن الهوى والنفس :
الأنفس ثلاثة :
الأولى : النفس الأمارة بالسوء ( وهي دائماً تحرض الإنسان على فعل المعاصي ) .
[B]يقول الله تعالى عن امرأة عزيز مصر : [/B]" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم " يوسف -53
ثانياً : النفس اللوامة ( وهي تحرض الإنسان على فعل المعاصي ووتلومه بعد ذلك ) .
[B]يقول الله تعالى مقسماً بها : [/B]" ولا أقسم بالنفس اللوامة " القيامة -2
ثالثاً :النفس المطمئنة ( هي التي تقود صاحبها لطريق الحق ).
فأما النفس الزكية المطمئنة وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق فيقال لها: " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك " أي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته "راضية" أي في نفسها "مرضية" أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها "فادخلي في عبادي" أي في جملتهم "وادخلي جنتي" وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة أيضاً, كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره .
عن ابو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: [/COLOR]" قل اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك" اللهم آمين .
ارجو ان وفقت واسأل الله عموم الفائدة .
في رعاية الله ...
تعليق